التعليق على تفسير الجلالين : (( مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم )) مثل بدل من مثل قبله ، أي مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا (( وما الله يريد ظلما للعباد )). حفظ
قال المفسر: " مثل بدل من مثل قبله، أي مثل جزاء عادة من كفر " فأفادنا المؤلف رحمه الله أن في الكلام تقديرا، أي أن في الكلام شيئا محذوفا، هو جزاء، مثل جزاء دأبهم، لأن هذا هو الذي يخاف منه، أن ينال هؤلاء القوم عقوبة كما نال هؤلاء، طيب.
فإذا قال قائل: كيف يطلق العمل على الجزاء ؟ قلنا لأنه سببه، وهذا يوجد في القرآن كثيرا أن الله تعالى يطلق العمل على الجزاء مثل: (( ذوقوا ما كنتم تعملون )) المعنى: ذوقوا جزاء، لكن يعبر به أي بالعمل عن الجزاء لأن الجزاء من جنس العمل، وحتى يحذر الإنسان من عمله كما يحذر من عقوبة عمله، طيب.
يقول: " مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا ".
قال: (( وما الله يريد ظلما للعباد )) ما نافية وهي تميمية أو حجازية ؟ القرآن تميمي أو حجازي ؟ حجازية، لأن هذا القرآن باللغة الحجازية، انظر إلى قوله تعالى: (( ما هذا بشرا )) ولم يقل: ما هذا بشر، فنحمل كل ما كان على شاكلتها عليها، وإلا صحيح أن ما الله يريد ظلما للعباد ما تبين أنها حجازية أو تميمية لأن الخبر جملة ليس مفردا يظهر فيه النصب، لكن يحمل ما لا يظهر فيه الإعراب على ما ظهر فيه الإعراب، وهو قوله: (( ما هذا بشرا )) ثم اعلم أن القرآن إنما كتب بلغة قريش كما قال عثمان رضي الله عنه للذين كبتوا المصاحف قال: " إن اختلفتم في شيء فاجعلوه على حرف قريش " يعني على لغتهم.