فوائد قول الله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب )) . حفظ
في هذه الآية فوائد قال الله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ))
من فوائد الآية الكريمة: علو الله عز وجل لقوله تعالى : (( الله الذي أنزل الكتاب )).
ومن فوائد هذه الآية : أن القرآن كلام الله، لأن القرآن كلام وإذا أضيف إنزاله إلى أحد صار كلاما له وصفة من صفاته .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الكتب التي أنزلها الله نازلة بحق فليس فيها باطل، الباطل في الأخبار هو الكذب، والباطل في الأحكام هو الظلم والجور والفساد، فكلام الله عز وجل ليس فيه كذب وليس فيه ظلم ولا جور ولا فساد .
ومن فوائدها أيضا : أنها نازلة من عند الله حقا لقوله : (( بالحق )) وأظنكم تذكرون أنا ذكرنا في معناها وجهين .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات القياس لقوله : (( والميزان )) لأن الميزان ما توزن به الأشياء ويقارن بينها، ففيه إثبات القياس في الشرائع السماوية، وهذه المسألة أعني مسألة القياس أنكرها بعض العلماء ولاسيما الظاهرية عفا الله عنا وعنهم، وإنكارهم هو المنكر، لأن القياس جاء في الكتاب والسنة، فهنا ذكر الميزان والميزان ما توزن به الأشياء، وهذا لا يكون إلا بالقياس، واعلم أن كل مثل ضربه الله في القرآن فإنه مثبت للقياس، لأن المقصود به قياس هذه الحال على هذه الحال: (( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض )) إلى آخره، عندنا هنا مشبه ومشبه به، والتشبيه يقتضي المماثلة، وإلحاق المشبه بالمشبه به وهذا تماما هو القياس، وهذه خذها قاعدة كل مثل في القرآن فإنه يتضمن إثبات القياس، طيب وقال الله تعالى: (( أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم )) هذا فيه قياس أولوية أو مماثلة ؟ أولوية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر القياس في عدة أحاديث منها أنه شبه قضاء الحج عن الميت بقضاء الدين، ومنها أن رجلا جاء إليه وقال يا رسول الله : إن امرأتي ولدت غلاما أسود ـ وهو والمرأة أبيضان ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل لك من إبل قال: نعم قال: ألوانها قال: حمر قال: هل فيها من أورق قال: نعم قال: أنى لها ذلك قال: يا رسول الله لعله نزعه عرق قال: فولدك هذا ـ أو قال: فابنك هذا ـ لعله نزعه عرق ) فإثبات القياس لابد منه، ولا يمكن أن تتوسع الشريعة إلا بالقياس، لأن أكثر الحوادث لم يوجد بعينه في النصوص، لكن وجدت قواعد وأصول ترجع إليه هذه الحوادث في حكمها .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : الإشارة إلى قرب الساعة لقوله : (( وما يدريك لعل الساعة قريب )) وسبق في التفسير هل المراد بالساعة الساعة العظمى الكبرى أو الساعة الصغرى وهي موت كل إنسان ؟ وقلنا : إن المراد المعنيان كليهما، طيب .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة لقوله : (( وما يدريك )) أي ما يعلمك، وهذا حق ثابت فإن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أخبرني عن الساعة فقال : ما المسئول عنها بأعلم من الطالب ) يعني كما أنك أنت تجهلها فأنا أجهلها، ولهذا من ادعى علم الساعة فإنه كافر مكذب لقول الله تعالى : (( لا يجليها لوقتها إلا هو )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : إثبات علو الله عز وجل لقوله : (( أنزل الكتاب )) والمراد بالكتاب هنا كلامه عز وجل الذي أوحاه إلى رسله، ما وجه الدلالة من الآية ؟ وجه الدالة أن النزول يكون من الأعلى إلى الأسفل.