تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك سمى صفاته بأسماء وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال : (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) (( أنزله بعلمه )) وقال : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) وقال : (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وسمى صفة المخلوق علما وقوة فقال : (( وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )) وقال : (( وفوق كل ذي علم عليم )) وقال : (( فرحوا بما عندهم من العلم )) وقال : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )) وقال : (( ويزدكم قوة إلى قوتكم )) وقال : (( والسماء بنيناها بأييد )) أي بقوة ". حفظ
الشيخ : هنا نقف ، يقال هل شيخ الإسلام رحمه الله في تفسير الآية بالقوة هل هو محرف كما فسر يدي الله بالقوة أو ليس بمحرف .؟!
الطالب : ليس بمحرف .
الشيخ : وش الفرق بين أن يفسر (( بأيد )) أي بقوة وإنكارنا على من قال : (( مما عملت أيدينا )) لا يمكن أن تفسر بالقوة ، وش الفرق .؟
الطالب : السماء بناها الله سبحانه بقوة بحيث على كبرها وعظمها فبناها بقوته .
الشيخ : والفرق بينهما هو أن الله هنا قال بأيد ولم يقل بأيدينا ، لو أضافها إلى نفسه صارت من صفاته ، ولذلك فإن اليد التي أضافها إلى نفسه نقول أنها من صفاته ما يمكن أن نفسرها بالقوة ، (( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )) ما يمكن أن نقول المراد قوة الله فوق قوتهم ، (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً )) ، ما يمكن أن نقول مما عملت قوانا ، ما يمكن أن نقول هذا ، أما هنا فإنها لم تضف إلى الله بل قال : (( بِأَيْدٍ )) ، وأيد هذه مصدر آد ، يئيد ، أيداً ، مثل باع يبيع بيعاً ، والأيد في اللغة القوة ، فليس هناك تحريف .
وقد كان بعض الطلبة إذا سمع مثل هذا الكلام يقول هذا محرف ، ولكن عندما يبحث الإنسان أو يناقش يتبين أن المسألة ليس فيها تحريف ، نعم .