تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا الموضع من فهمه فهما جيدا وتدبره زالت عنه عامة الشبهات وانكشف له غلط كثير من الأذكياء في هذا المقام , وقد بسط هذا في مواضع كثيرة وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينا مقيدا .". حفظ
الشيخ : " وَهَذَا الْمَوْضِعُ مَنْ فَهِمَهُ فَهْمًا جَيِّدًا وَتَدَبَّرَهُ زَالَتْ عَنْهُ عَامَّةُ الشُّبُهَاتِ وَانْكَشَفَ لَهُ غَلَطُ كَثِيرٍ مِنْ الْأَذْكِيَاءِ فِي هَذَا الْمَقَامَ وَقَدْ بُسِطَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ وَبُيِّنَ فِيهَا " .
ترى قوله : " فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ . " ترى الفصل هذا خطأ ...
" وبين فيها " جملة مستأنفة ، وهي لا ، لذلك يوضع سهم، " فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ " سهم يمتد إلى " وبيّن فيها " ... .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، جاء ينكر أن يكون شيئا ، ربما قالوا هذا خلاف المشهور عندهم ، ربما قالوا هو شيء لا كالأشياء ، وهذا أيضا فيه إجمال ، لأن كلمة : " لا كالأشياء " وش معناها .؟ قد يقولون : لا كالأشياء في كل الصفات ، لو قالوا : شيء لا يتصف بالنقص ، لكان صحيحا ، لكن لا كالأشياء ما يستقيم ، لأنك تعرف أن المعطّلة يزعمون أن إثبات الصفات أنه تشبيه ، فيكون داخلا ضمن قولهم لا كالأشياء وينكرون الصفات .
أنا أرجو منكم يا جماعة لا تناقشوننا في هذه المسائل الجزئية ، الكلام على القاعدة و هذه مسائل يأتي بها شيخ الإسلام استطرادا ، وإن بقينا على هذا ، وثقوا أن الاختبار يكون في المقرر لا في ... وأنتم بكيفكم وهذه مواضيع جزئية يقولها المؤلف استطرادا ليست هي المقصود بالقاعدة ، القاعدة التي هي الأساسية والتي أطال الكلام فيها ، هي أننا نقول : الاعتماد على مجرد الإثبات بدون تشبيه غير صحيح ، والاعتماد على مجرد نفي التشبيه أيضا غير صحيح ، وكل هذه الأشياء يأتي بها المؤلف أمثلة ومناقشات مع القوم و وهي فرع عن القاعدة ، والمهم المطلوب منكم الآن هو فهم القاعدة ، هذه المسائل الجزئية ما يمكن نعرفها إلا بمعرفة أصولها عند قائليها ، ولو أردنا أن نشرح أصولها عند قائليها ، كان يمكن ما نكمل ولا قاعدة ، لأنه يستلزم أننا نروح إلى شرح أصول هؤلاء ثم هذه المسائل الجزئية ، شيخ الإسلام كان يعرف أصول هؤلاء ، ولذلك كان يتكلم بهذه كأمثلة فقط ، وأنا الشيء الذي أرى أنه لازم لتتميم القاعدة أو توضيحها نقف ونتكلم عليها ، لكن كون نناقش ، ولاحظوا أيضا أن طريقتي هذه تعتبر خلاف نظام الجامعة ، نظام الجامعة أننا نكتب رؤوس أقلام ونشرح ، وأنتم عليكم الاعتماد على هذا الكتاب وغيره أيضا من كتب شيخ الإسلام ، لكن نظرا إلى أنني أنا شخصيا لا أرى أن في ذلك فائدة للطالب الذي يعتبر هذا الفن فنا جدادا عليه ، رأيت أننا نستأذن أو نلمح أننا ، لم نستأذن صراحة ، إذ لو استأذنا صراحة لمنعونا فيما يظهر ، إلا إذا أصررنا وقلنا لابد من هذا ، تريدون هذا أو تركناكم ، لكن مع هذا أنا قصدي أنه لا تتعبوننا وتتعبون أنفسكم في مسائل أتى بها المؤلف شيخ الإسلام لمجرد مثال لما عليه هؤلاء، لأن هذه الأمثلة إذا أردنا أن نشرحها لكم .
أولا : لأن فهمكم ضعيف في التوحيد .
الشيء الثاني : أن هذه الأمثلة لو أردنا أن نشرحها ما نشرحها إلا بعد معرفة أصولهم وقواعدهم ، لو ذهبنا نشرح أصول هؤلاء والقواعد عندهم ما مشينا ، فأنا الآن الشيء الذي أرى أنه لازم لتوضيح القاعدة نحن نقف عنده ونبيّن ، والشيء الذي ليس بلازم والذي يأتي به المؤلف من مائات الأقوال مثال ، هذا ما له داع نفهمه ونتناقش فيه ، إننا الشيء الذي لكم علي أن الشيء الذي أرى أنه لازم لتفهيم القاعدة لابد أن نشرحه ولا نتعدى حتى نفهمه ، أما أن نقف عند كل جزئية ونجد مثلا أننا ما شاء الله من الزمن نفهم واحد من الطلبة فقط أشكلت عليه ، وحق الطلبة كلهم يضيع من أجل هذا، فلا أرى هذا موافقا أبدا ، وسوف لا أجيب عليه ، الشيء الذي من ضرورة فهم القاعدة لابد أن أبينه ، ولكم حق علينا في أن نبينه والشيء الذي يأتي كمثال لما يذهب إليه هؤلاء هو أولا : ليس بمهم للقاعدة و وإنما يريد المؤلف أن يضرب مثالا ليتبين به القاعدة ، أفهمتم الآن .؟ ولا تقولون بعد هذا والله ما تقف فهمنا ، يعني ما أريد أن تكوت الحصة على قواعد جزئية ، وتترك القواعد المقررة علينا، ولا أريد أيضا أن تكون المسألة تفهيم طالب لمسألة لا حاجة إليها إلا على سبيل التمثيل فقط ، وفيه القاعدة التي عندنا سواها من أجل يروح علينا الدرس .
المهم الآن نحن عرفنا القاعدة أن الاعتماد على مجرد نفي التشبيه غير صحيح ، لأن كل من قال إني أثبت لله صفة كذا وصفة كذا وهي نقص لكن بدون مشابهة ، لو أراد أحد يقول هكذا بناء على الاعتماد على مجرد نفي التشبيه لكان له حجة على هذا الشيء ، ولكننا إنما نثبت صفة الكمال على وجه ليس بتشبيه ، والمؤلف بين أن الاشتراك في أصل المعنى لا يعد تشبيها ، بل هو من لازم وجود هذا الشيء ، أن يكون مشاركا للموجود الآخر في أصل الوجود ، من لازم حياة الخالق أن تكون مشاركة لحياة المخلوق في أصل الحياة ، لو لم يكن اشتراك بينهما في أصل المعنى ما كان هناك حياة للخالق ، لكن هل يلزم من الاشتراك في أصل المعنى أن يشتركا فيما يختص كل واحد به ، لا يجب أن يشتركا ، هذا هو المقصود فهمه . وكل ما ذكر المؤلف من هذا التكرار ما هو إلا على سبيل التمثيل فقط .
طيب المؤلف : " وَهَذَا الْمَوْضِعُ مَنْ فَهِمَهُ فَهْمًا جَيِّدًا وَتَدَبَّرَهُ زَالَتْ عَنْهُ عَامَّةُ الشُّبُهَاتِ وَانْكَشَفَ لَهُ غَلَطُ كَثِيرٍ مِنْ الْأَذْكِيَاءِ فِي هَذَا الْمَقَامَ وَقَدْ بُسِطَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ وَبُيِّنَ فِيهَا أَنَّ الْقَدْرَ الْمُشْتَرَكَ الْكُلِّيَّ لَا يُوجَدُ فِي الْخَارِجِ إلَّا مُعَيَّنًا مُقَيَّدًا " .
وهذا أيضاً تقدم لنا الكلام عليه أن المشترك الكلي لا يوجد في الخارج ، وإنما يوجد في الذهن . مثلا : أنا وأنتم أحياء ، يتصور الإنسان أن هناك حياة شاملة تجمعنا جميعاً ، هذه الحياة الشاملة هل هي موجودة في الخارج يعني هل هناك حياة كأنها قنديل تشع على الناس جميعاً ؟!
لا . لكنها يتصورها الذهن ويفرضها وهي ليست موجودة في الخارج . ما يمكن أن توجد في الخارج إلا كما قال المؤلف : " إلا على وجه معين مقيد ".
فمثلاً الإنسان الواحد منا توجد حياته في الخارج في هذا الواحد ولهذا يقول المؤلف : " المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معيناً ومقيداً " معيناً كحياة فلان . مقيداً بنا يختص به ، فحياة المخلوق تناسبه وحياة الخالق تناسبه . أما أن يوجد قدر مشترك كلي وهو اسم الحياة يوجد في الخارج ، فهذا شيء لا يمكن ، مثلاً كل إنسان يقول: كلنا فينا معنى الإنسانية . هل الإنسانية شيء موجود في الخارج يشار إليه ويسمع ويرى ؟! لا ، ولكن الشخص منا توجد الإنسانية فيه . إنسانية معينة مقيدة . لأن إنسانية هذا الإنسان ... هذا الإنسان الآخر قد يكون هذا الشخص أخذ من الإنسانية بالكمال والثاني أخذ من الإنسانية بالنقص وصار مثل البهيمة .
هذه من القواعد التي هي فرع من القاعدة الأولي وهي : القدرة المشترك الكلي الذي يجمع أشياء لا يوجد في الخارج إلا معيناً مقيدا. المثال .؟
كالحياة مثلا ، الحياة قدر مشترك كلي ، من يشترك فيه .؟ يشترك فيه كل حي ، هذا القدر المشترك الذي هو الحياة ، هل هو موجود في الخارج ، وكلمة الخارج يعني في المشاهد المسموع.؟ لا ، لكنه يوجد في الخارج إذا كان معينا مقيدا ، مثل واحد شخص حيّ ، هذا فيه الحياة الكلية المشتركة لكنها على وجه التعيين وعلى وجه التقييد، التعيين يعني فلانا ، والتقييد يعني أن حياته تخصه .