فوائد حديث :( الطعام بالطعام مثلا بمثل ). حفظ
الشيخ : طيب في هذا الحديث من الفوائد :
أولا : أن بيع الطعام بالطعام لا بد أن يكون متماثلا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثلا بمثل ) .
ثانيا : بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من شغف العيش ، وأن طعامهم الشعير الذي في عصرنا هذا لا يمكن أن يكون طعامًا للآدميين .
وفي هذا دليل على أن إمداد الناس بالمال والبنين لا يدل على أنهم خير القرون ، لأنه بلا شك خير القرون هم الصحابة ، ومع هذا فهذه حالهم في عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم .
ومن فوائد هذا الحديث : جواز إخبار الإنسان عن نفسه وإن كان الإخبار يدل على البؤس ، لقوله : ( وكان طعامَنا الشعير ) .
والإنسان إذا أخبر بما يفيد البؤس عن نفسه فلا يخلو :
إما أن يكون المقصود مجرد الخبر ، أو يكون المقصود التسخط على القدر ، أو يكون المقصود التشكي إلى المخلوق :
فأما الأول فلا بأس به ، وقد قال لوط عليه الصلاة والسلام للملائكة : (( هذا يوم عصيب )) .
وأما الثاني الذي يقصد به التسخط ، ولوم القدر ، فإن هذا لا يجوز ، قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الله والنهار ) .
وأما الثالث وهو الذي يقصد به التشكي إلى المخلوق ، فهذا لا شك أنه أيضًا لا يجوز ، لا يجوز للإنسان أن يشكو الخالق إلى المخلوق ، لأن المخلوق لا يرحمك والله يرحمك ، ولهذا قيل :
" وإذا شَكوت إلى ابن آدم إنما *** تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحمُ " .
وهذا صحيح ، والإنسان لا يجوز له أن يشكو الخالق عز وجل إلى أحد ، فكيف إذا شكاه إلى مخلوق ضعيف ؟ هذا المخلوق لو أصيب بمثلك يستطيع أن يزيل عن نفسه ذلك ؟!
الطالب : لا .
الشيخ : لا .