تتمة شرح حديث :( سهل بن حنيف رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أعان مجاهدا في سبيل الله، أو غارما في عسرته، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله ) رواه أحمد وصححه الحاكم. حفظ
الشيخ : وأن نقضي سيده من الزكاة دون أن يعلم، لأنه داخل في قوله تعالى: (( وَفِي الرِقَابِ )).
وقوله: ( أظله ألله يوم لا ظل إلا ظله ): يعني أظله الله تعالى يوم القيامة يوم لا ظل إلا الظل الذي يخلقه الله عز وجل، لأنه في يوم القيامة ما في بناء ولا أشجار ولا جبال تُظِل، الشمس فوق الرؤوس ولا في ما يقي منها إلا ظلاً يخلقه الله عز وجل فيظله على من يشاء، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة )، وإعانة المكاتَب لا شك أنها من الصدقة، وكذلك الغارم، وكذلك المجاهد، فإعانتهم من الصدقة وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ).
وإنما قال: ( يوم لا ظل إلا ظله )، لأن في الدنيا هناك ظلال غير ظل الله عز وجل وهو ما يبنيه الإنسان من المساكن ويبنيه من العرش، فيستظل به، أما في الآخرة فليس هناك شيء، ما في إلا ظل الله عز وجل.