وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل بني آدم خطاءٌ وخير الخطائين التوابون ) أخرجه الترمذي وابن ماجه وسنده قويٌ. حفظ
الشيخ : " وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( كل بني آدم خطاءٌ، وخير الخطائين التوابين ) أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وإسناده قويٌّ " :
كل: مبتدأ ، وخطَّاء: خبره، أي: كثير الخطأ، لأنه لم يقل: كل بني آدم يخطئ، قال: خطاء أي: كثير الخطأ وما أكثر خطأنا.
والخطأ يدور على شيئين: إما ترك واجب، وإما فعل محرم.
وأينا سلم من ترك الواجب؟ نسأل الله العفو، أينا يسلم من ترك فعل المحرم؟! كذلك .
ولكن ( خير الخطائين التوابون ) : أي: الرجَّاعون عن خطئهم إلى الله عز وجل حتى لو تكرر؟ نعم حتى لو تكرر، لأن كلمة خطاء تدل على الكثرة وخير الخطائين التوابون كلما أخطأ تاب.
وسيئ الخطائين هو الذي لا يتوب ولا يبالي ولا يهتم، هذا سيئ الخطائين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم ) .
الحمد لله ، أنت وإن كثر خطؤك لا تيأس تُب إلى الله ويمحى الخطأ ، حتى ولو تكرر.
واعلم أن التوبة هي: الرجوع إلى الله عز وجل من معصيته إلى طاعته وشروط قبولها خمسة:
الأول: إخلاص النية لله.
والثاني: الندم على ما وقع.
والثالث: الإقلاع عنه في الحال.
والرابع: أن يعزم على ألا يعود.
والخامس: أن يكون قبل رد التوبة.
كم شروط القبول ؟ الأخ الذي على يسارك يا رياض ؟
الطالب : خمسة .
الشيخ : خمسة ما هي ؟
الطالب : الندم .
الشيخ : لا ، قبل كل شيء ؟
الطالب : بالترتيب ؟
الشيخ : أحسن .
الطالب : ما أعرف الترتيب .
الشيخ : طيب هاتها غير مرتبة ؟
الطالب : الندم .
الشيخ : الندم .
الطالب : أن يكون قبل فوات !
الشيخ : الأوان .
الطالب : الأوان .
الشيخ : طيب ونجيزك أن ترويه بالمعنى !
الطالب : يعني قبل انتهاء التوبة .
الشيخ : ما يخالف قبل رد التوبة ، والثالث ؟
الطالب : الثالث : الإقلاع عن الذنب .
الشيخ : تمام ، والرابع ؟
الطالب : الرابع !
الشيخ : طيب نعدها مرة ثانية :
الأول: الإخلاص لله وهذا أساس كل عمل صالح، كل عمل صالح لابد فيه من الإخلاص لله وإلا كان مردوداً كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).
الثاني: الندم بحيث يتحسر ويتأسى، وألا يكون فعله للذنب وعدمه سواء.
والثالث: الإقلاع عن الذنب.
والرابع: العزم على ألا يعود.
والخامس: أن يكون قبل وقت رد التوبة.
طيب لو تاب الإنسان إرضاءً لوالده لا تقرباً إلى الله تعالى أتقبل التوبة؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا، لابد من الإخلاص لله عز وجل.