مناقشة ما سبق. حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
الشيخ : هل الحسد ينافي كمال الإيمان ؟ نعم ؟
الطالب : نعم ينافي .
الشيخ : الدل ؟ نعم ؟
الطالب : قول الله عز وجل : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) ، وقوله تعالى : ( يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) فقد وقع في نهي الله عز وجل ونهي الله عز وجل يؤدي إلى نقصان الإيمان .
الشيخ : نعم يعني النهي عنه يقتضي أنه معصية والمعصية تنقص الإيمان ، طيب في أيضاً دليل آخر ، ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) والحاسد ليس كذلك.
ما هو الحسد عند عند شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ سعد ؟
الطالب : الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير .
الشيخ : عند شيخ الإسلام ابن تيمية ؟
الطالب : كراهة نعمة الله على الغير .
الشيخ : نعم ، " كراهة نعمة الله على الغير " ، وعند أكثر العلماء هو كما قلت: تمني زوال نعمة الله عن الغير ، والأول أعم.
هل الغبطة تعد من الحسد المذموم ؟
الطالب : الغبطة لا تعد من الحسد المذموم، لأنك لا تتمنى زوال النعمة.
الشيخ : نعم أحسنت، هذا تعليل لأنك لا تتمنى زوال النعمة ولا تكره نعمة الله على غيرك، لكن هل هناك دليل؟
الطالب : دليل؟
الشيخ : نعم.
الطالب : الدليل ما أخرجه البخاري في صحيحه : ( لاحسد إلا في اثنتين ) .
الشيخ : أحسنت .
الطالب : ( رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته ) .
الشيخ : على هلكته بالحق .
الطالب : ( على هلكته بالحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ) .
الشيخ : نعم أحسنت فأثبت الحسد في هذا مقرراً له لكن هذا حسده ، كمل ؟
الطالب : حسده غير مذموم .
الشيخ : إي نعم حسده غبطة فليس بمذموم ، طيب .
إذا قال قائل : الحسد كامن في النفوس وكل إنسان قد يكره أن ينعم الله على شخص نعمة تكون أكثر مما عنده فما الجواب؟ إي نعم ؟
الطالب : يقال : إن وجوده في كثير من الناس لا يبرر كونه محرم في الشرع ، بل على هؤلاء الناس من يجد في نفسه مثل هذا المرض هذا أن يعالجها وأن يداوم على ذلك حتى .
الشيخ : أحسنت يعني نقول: إذا وجدت ذلك في نفسك فعليك أن تعالجها وأن تنزه نفسك عنه ، وفي الحديث : ( إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا فاستغفر ) أفهمت ؟ طيب .
ما وجه كونه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ؟
الطالب : لأنه بسببه يكون العداون .
الشيخ : غالب ، طيب ، في الحسد ؟
الطالب : لأنه اعتراض على القدر .
الشيخ : كيف ذلك ؟
الطالب : لأن الحاسد كره نعمة الله على عبده والله عز وجل .
الشيخ : لأن الحاسد كره نعمة الله على عبد فكأنه يكره ما ؟
الطالب : يكره ما أحبه الله عز وجل وما أنعم به .
الشيخ : أو ما قدره الله ، طيب .
أخذنا أظن الحديث الثاني : ( ليس الشديد بالصرعة ) صرعة يعني ؟
ما حضرت ؟
الطالب : حضرت .
الشيخ : ولكن ، يلا يا رياض .
الطالب : القوة يا شيخ .
الشيخ : الصرعة ويش معناها؟
الطالب : المصارعة يا شيخ يعني يكون قوي
الشيخ : الصرعة يعني القوي في الصرعة ؟
الطالب : نعم القوي في الصرع .
الشيخ : أو في الصرعة ؟
الطالب : لا في الصرع .
الشيخ : من المصارعة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : مفاعلة ، والمصدر منها منها فعال ، مفاعلة صرعة طيب يعني معناه الصرعة الذي لا يغلب بالمصارعة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : فمن هو الشديد ؟
الطالب : القوي، الشديد هو القوي الذي يملك نفسه عند الغضب .
الشيخ : الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب أحسنت طيب .
هل هذا الحصر حقيقي أو نسبي؟
الطالب : هذا نسبي .
الشيخ : نسبي ، لأن الشديد في المصارعة لا شك أنه قوي لكن كأن الرسول يقول الشدة المحمودة هي أن إيش؟
أن يملك نفسه عند الغضب، طيب لها نظير : ( ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان وإنما المسكين الذي يتعفف ) : هذا قول الرسول ( ليس المسكين ) مع أنه هو المسكين ، لكن المسكين حقيقة الذي هو أهل لذلك هو الذي يتعفف ولا يفطن له ويظنه الناس غنياً لتعففه.
نعم ذكرنا بالأمس الأحكام المترتبة على الغضب !
الطالب : قلنا أن الغضب ينقسم إلى ثلاثة أقسام .
الشيخ : قلنا أن الغض ينقسم إلى ثلاثة أقسام نعم ؟
الطالب : مبتدأ الغضب ، ومنتهى الغضب ، والغضب الوسط بين هذا وهذا .
الشيخ : الأول ابتداء الغضب يعني الغضب الخفيف ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : والثاني ؟
الطالب : الثاني الغضب إذا وصل إلى نهايته .
الشيخ : نعم الذي بلغ الغاية والنهاية ، والثالث ؟
الطالب : الوسط .
الشيخ : الوسط طيب ، ما الفرق بين الوسط وبين الغاية ؟
الطالب : أن الغاية لا يشعر بما يقول ، ولا ما يفعل ، أما الوسط فإنه يغالب.
الشيخ : النهاية هو إنسان لا يشعر ولا يدري عن نفسه إطلاقاً، لا يدري هل تكلم معه لا يدري هل هو في السماء أو في الأرض هل هو في البيت أو في السوق ، كالسكران تماماً ، وأما الوسط فهو الذي يعرف ذلك لكن الغضب ألجأه إلى أن يتكلم بكلام ، أعرفت طيب .
رجل غضب غضباً شديداً يا سعد غضباً شديداً جداً جداً فجعل يسب الدين ما تقول ؟
الطالب : لا يكفر .
الشيخ : يكفر ؟
الطالب : لا يكفر .
الشيخ : سب الدين ؟
الطالب : يعذر لأنه غضبان غير مريد لقوله .
الشيخ : ماذا تقولون ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : صحيح ، لأن الرجل لا يملك نفسه ولا يدري ما يقول ، ولهذا هؤلاء الصنف من الناس إذا انتهى غضبهم وبرد وقال لهم من حولهم : أنتم قلتم كذا وكذا قال أبداً ما قلت ولا علمت أني قلت هذا .
طيب ، سيأتينا إن شاء الله تعالى بعد بقية الحديث الغضب نذكر دواء الغضب .
ثم قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله : " عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الظلم ظلمات يوم القيامة ) " .
الطالب : الفوائد .
الشيخ : كيف؟
الطالب : فوائد حديث أبي هريرة.
الشيخ : صحيح؟ طيب.