وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنياً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما كانت الوفاء خيراً لي ) . متفق عليه . حفظ
الشيخ : قال : " وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنياً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما كانت الوفاء خيراً لي ) ".
قوله : ( لا يتمنين ) التمني هو طلب الشيء طلب الشيء الذي يستبعد حصوله أو يتعذر حصوله، والفرق بين التمني والرجاء أن الرجاء فيما هو قريب الحصول، والتمني فيما هو بعيد الحصول.
وفي قوله : ( لا يتمنين ) إشكال حيث كانت لا ناهية ونصبت الفعل المضارع، والمعروف أن لا الناهية تجزم الفعل المضارع، وليجب عن هذا الإشكال فهد .
الطالب : ... .
الشيخ :يبنى على الفتحة، إذًا فالفتحة هنا فتحة بناء لا إعراب ها متأكد إيش تقولون يا إخوان ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : بناء لا إعراب أنت الآن تقول يبنى على الفتح فالفتحة إذًا فتحة بناء لا إعراب.
وقوله : ( لا يتمنين أحدكم الموت ) يعني لا يقول : اللهم أمتني لا بقلبه ولا بلسانه نعم.
وقوله : ( لضر ) اللام للتعليل للتعليل أي : من أجل ضر نزل به، سواء كان هذا الضر في بدنه أو في أهله أو في ماله أو في مجتمعه أو في دينه أو في دنياه -حطوا بالكم- كل العمومات هذه لأنه قال : ( لضر نزل به ) مثال الضر في بدنه : أن يصاب بمرض مرض شديد سواء كان المرض بدنيًّا أو فكريًّا أو نفسيًّا، أصيب بمرض فتمنى أنه يموت من أجل هذا الضر الذي نزل به، بماله مثل إيش ؟ آه أصيب بجوائح نزول أسعار تلف وما أشبه ذلك، في أهله : بموت أو أمراض عقلية أو نفسية أو جسمية في مجتمعه: آه نكسات في المجتمع معاصي فسوق وما أشبه ذلك، ويش بعد ؟ في دينه في دينه : مثل أن يجد من نفسه إعراضًا عن دين الله وتكاسلًا في الخير وما أشبه ذلك، في دنياه واضح، المهم أن الحديث عام ( لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيًا ) شوف فإن كان لا بد هذا يدل على أنها حالة غير مرغوب فيها، ولكن إن كان ولا بد فليقل : ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي ) اللهم يا الله أصلها يا الله، ولكنها حذفت منها ياء النداء وعوضت عنها الميم، حذفت ياء النداء تبركًا بالبداءة باسم الله عز وجل، وعوض عنها الميم وجعلت في الآخر لأنها أي : الميم تدل على الضم وهو الجمع، وكأن الإنسان جمع قلبه على ربه اللهم طيب ( أحيني ) فعل دعاء ولا أمر ؟ دعاء ما هو فعل أمر لأنك لا يمكن أن تأمر الله عز وجل.
وقوله : ( ما كانت الحياة خيرًا لي ) ما هذه مصدرية ظرفية مصدرية ظرفية كيف مصدرة ظرفية إيش هذا ؟ اسم جديد ولا غير جديد ؟ ها جديد مر علينا في كان وأخواتها، مصدرية لأنها تؤول بمصدر، ظرفية لأنه يقدر قبلها ظرف، ( فما كانت ) الحياة أي مدة كون الحياة ما كانت الحياة أي : مدة كون الحياة خيرًا لي.
( وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي ) مثلها أقول في توفني كما قلنا في أحيتني في أحيني، وما كانت الوفاة كما قلنا في ما كانت الحياة، وإنما يقول الإنسان ذلك لأنه لا يعلم هل الخير في البقاء أم في الموت فيقول : ( أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما كانت الوفاء خيراً لي ) وأكثر الناس يظنون أن الحياة خير للإنسان وليس الأمر كذلك، بل قد تكون الحياة شرًّا للإنسان، قال الله تعالى : (( ولا يحسبنَّ الَّذين كفروا أنَّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنَّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ ))... وقال تعالى : (( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إنَّ كيدي متين )) .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب انتبه الآن أقول : ولهذا كره بعض العلماء أن يدعى للإنسان بطول البقاء، يعني ما تقول : أطال الله بقاءك أو أطال الله عمرك إلا إذا قيدته فقلت مثلًا على طاعة الله، لأنك لا تعلم إذا طال عمره هل يكون ذلك خيرًا له أو شرًّا له، وأنا أقول : إن الإنسان قد يدرك أنه في أول شبابه خير منه اليوم ولا لا كثير من الناس الآن يدركون أنهم في أول شبابهم خير منهم اليوم، حتى الصحابة رضي الله عنهم كان بعضهم حينما فتحت الدنيا خاف على نفسه وأقر بأنه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام خير منه اليوم، فالإنسان لا يدري والحي لا يأمن الفتنة ولهذا ينبغي لك إذا دعوت الله بطول العمر لك أو لغيرك أن تقيده بماذا ؟ بأن يكون على طاعة الله عز وجل نسأل الله أن يطيل أعمارنا وأعماركم على طاعته نعم.
في هذا الحديث الآن نهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتمنى الإنسان الموت لضر نزل به، وإنما نهى عن ذلك لأن هذا يدل على عدم الصبر على عدم الصبر والواجب على الإنسان أن يصبر وينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى فقد قال تعالى : (( فإنَّ مع العسر يسرًا * إنَّ مع العسر يسرًا )) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا ) نعم يقال : إن الحجاج قال لشخص من الناس اختلف معه في كلمة فُعْلة هل تأتي في اللغة العربية ولا لا ؟ فذهب هذا الرجل إلى البوادي والأعراب يسأل هل تأتي فعلة على هذا أم لا ؟ وتعرفون الحجاج لو ما جاء بها ربما يقتله فقيل له هذا البيت :
" ربما تكره النفوس من الأمـر *** له فرجة كحل العقال "
ثم إنه لما أنشد هذا البيت جاء الخبر بأن الحجاج قد مات نعم فانطبق هذا البيت تمامًا على الحالة الواقعة، أقول : إن الإنسان يجب عليه أن ينتظر الفرج من الله عز وجل وانتظار الفرج مع الصبر عبادة يستفاد من هذا الحديث .
الطالب : شيخ .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : لو لاحظنا هذا المعنى كان يمكن ... .
الشيخ : نعم نعم .
الطالب : ... .