وعن عبدالله بن السعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو ) . رواه النسائي وصححه ابن حبان . حفظ
الشيخ : ثمّ قال: " وعن عبد الله بن السّعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو ) رواه النسائي وصححه ابن حبان " :
( لا تنقطع الهجرة ) : الهجرة هي: الخروج من بلد الكفر إلى بلد الإسلام إذا كان السّاكن في هذا البلد -أعني بلد الكفر- لا يستطيع إظهار دينه فإنّه يجب عليه أن يهاجر.
وقوله: ( ما قوتل العدوّ ) "ما": هذه مصدريّة ظرفيّة، وإذا حوّلناها إلى المصدر يكون المعنى مدّة قتال العدوّ، ومعلوم أنّ مقاتلة العدوّ واجبة إلى يوم القيامة لما روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنه قال: ( الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة )، فالجهاد لا يمكن أن يسقط بأيّ حال من الأحوال، وإن سَقَط عن المسلمين في حال الضّعف فإنّ الواجب أن يكون من نيّتهم أنّهم متى كانوا قادرين على قتال العدوّ فإنّهم سيقاتلون، ولا بدّ من هذا، وأمّا وضع الجهاد مطلقاً فهذا خلاف الدّين، خلاف الإسلام، ولا يجوز أن نصالح الكفّار صلحًا على أنّنا لا نقاتلهم وإن كنّا مثلهم أو خيرًا منهم في السّلاح والقوّة، ولكنّنا لنا أن نهادنهم، وقد سبق أنّ العلماء اختلفوا هل تقيّد بعشر سنوات، أو تقيّد بالحاجة، أو يصحّ أن تكون الهدنة مطلقة ؟
والصّحيح أنّها تصحّ أن تكون مطلقة، ولكنّه لا يعني أنّنا نضع الجهاد، بل لا بدّ أن يكون في نيّتنا أنّنا متى كنّا قادرين فسوف نجاهد، لأنّه ديننا يجب أن نحميه، ويجب أن نجعله فوق كلّ دين.