فوائد حديث ( أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ...). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث فوائد منها:
صراحة الصحابة رضي الله عنهم في معرفة الحق، لقوله: ( إن امرأتي لا ترد يد لامس )
ومنها: أن ذكر الإنسان بما يكره للاستفتاء ونحوه لا بأس به، ولا يكون من الغيبة، وذلك للمصلحة الراجحة التي تربو على ذكره بما يكره، ومثل ذلك: ذكر الإنسان بما يكره في باب النصيحة، كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن فاطمة بنت قيس جاءت تستشيره في ثلاثة من الصحابة خطبوها وهم معاوية وأسامة بن زيد وأبو جهم فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فضراب للنساء ) ثم قال: ( أنكحي أسامة ).
ومن فوائد هذا الحديث: أن من النساء وإن كن نساءً من السلف الصالح من يتهاون في ملامسة الرجال أو مصافحتهم أو ما أشبه ذلك، لقوله: ( إن امرأتي لا ترد يد لامس )
ومن فوائد الحديث: البناء على يد المدعي في باب الفتوى بخلاف الحكم، وجهه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل: هات شهود أو يأتي يطلب المرأة لتقر أو تنكر، ونظير ذلك قول هند بنت عتبة: ( يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي، فقال: خذي ما يكفيك ويكفي ولدك بالمعروف ) ولم يقل: أقيمي البينة، لأن باب الفتوى أوسع من باب الحكم، فالمفتي يفتي والمسؤولية على المستفتي، لكن في باب الحكم المسألة مبنية على المشاحة فلا يجوز للقاضي أن يحكم على غائب، وقد قيل إن داود عليه الصلاة والسلام إنما فُتن بكونه حكم على الخصم دون أن يسأله، عرفتم؟ لأنه تسوروا عليه المحراب وقالوا خصمان بغى بعضنا على بعض، ثم قال أحد الخصمين: (( إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )) دون أن يسأل الخصم الثاني، وهذا نقص في الحكم، ولهذا قال الله تعالى: (( وظن داود أنما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ))
وهذه القصة فيها:
أولاً: أن داود احتجب عن الناس في محرابه مع أنه حكم بين الناس لا بد أن يكون بارزاً لهم ليسهل عليهم مراجعته، وهو لم يفعل عليه الصلاة والسلام
وثانيا: أنه حكم للخصم دون أن يسأل المحكوم عليه وهذا أيضا نقص في الحكم
وأما دعوى من يقول: إنه عشق امرأة أحد جنوده وإنه تحيل ومكر به وأخرجه مع الغزاة لعله يُقتل فيأخذ امرأته فلا شك أن هذا من دسائس اليهود، وأنه لا يليق برجل عاقل فضلاً عن نبي من الأنبياء، ولا يحل لإنسان يعرف فضل الأنبياء أن يتهم داود عليه الصلاة والسلام بمثل هذه التهمة أبدا والقرآن لم يشر إلى هذا إطلاقا، والقصة واضحة . نعم ، ومن فوائد هذا الحديث ، انتهى طيب
السائل : ...
الشيخ : نعم
السائل : ...
الشيخ : ما بعد ... ما انتهت الفوائد نعم
السائل : ...
الشيخ : طيب ...
السائل : ...
الشيخ : فهمه لا يغير الحكم .