عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ). أخرجه مالك وأحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة ، وذكره البخاري تعليقا . حفظ
الشيخ : السّواك دليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال: ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ). لولا: هذه حرف امتناع لوجود، وعندنا ثلاث أدوات اقتسمت الامتناع والوجود: لـمَّا، ولو، ولولا، لـمَّا حرف وجود لوجود، ولو حرف امتناع لامتناع، ولولا حرف امتناع لوجود، مثاله في لـمَّا تقول: لـمَّا زارني أكرمته هنا حصل الإكرام بحصول إيش؟ الزّيارة إذن وجود لوجود، ومثال لو: لو زارني لأكرمته فهنا امتنع الإكرام لامتناع الزّيارة، ومثال لولا: لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم، فهنا امتنع الأمر لوجود المشقّة، طيب وقوله: ( لولا أن أشقّ ) المشقّة هي التّعب والإجهاد، وقوله: ( على أمّتي ) المراد بالأمّة أمّة الإجابة، لأنّ أمّة الدّعوة أي الأمّة المدعوّة لا يخاطبون بالسّواك وإنّما يخاطبون بإيش؟ بالإسلام أوّلًا، وقوله: ( لأمرتهم ) أي أمر إلزام، وجه ذلك أنّنا حملناه على أمر الإلزام لأنّ أمر غير الإلزام لا مشقّة فيه حيث إنّه يجوز للإنسان إيش؟ تركه، وما دام يجوز تركه فلا مشقّة فيه وعلى هذا يكون مراده لأمرتهم أمر إلزام، طيب السّواك، السّواك يطلق على الآلة التي يتسّوك بها وعلى الفعل، يطلق على الآلة وعلى الفعل، فتقول تسوّك الرّجل سواكًا بالغ فيه، هذا إيش؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : الفعل، وهلى هذا يكون سواك اسم مصدر وليس مصدرًا لأنّه لم يطابق الفعل في حروفه، ومن ذلك أيضًا قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( السّواك مطهرة للفم مرضاة للرّبّ ) السّواك يعني؟
الطالب : التّسوّك.
الشيخ : التّسوّك، ليس العود، التّسوّك، ومن استعماله بمعنى الآلة التي يتسوّك بها أن تقول أعطيت فلانًا سواكًا يعني إيش؟ ما يتسوّك به وليس المراد أعطيته فعلًا وإنّما أعطيته ما يتسوّك به فصار السّواك يطلق على الآلة التي يتسوّك بها وعلى نفس الفعل، فما المراد به في الحديث ( لأمرتهم بالسّواك )؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : نعم ( لأمرتهم بالسّواك ) أي بالفعل، ليس بالآلة لأنّه ليس من المعقول أن يكون المراد لأمرتهم أن يحمل كل واحد منهم آلة يتسّوك بها، بل المراد بالاستواك هنا أي بالفعل. نعم يقول: " رواه مالك وأحمد والنّسائي وصحّحه ابن خزيمة، وذكره البخاري تعليقًا " نعم رواه مالك وأحمد، قدّم المؤلف مالكًا إمّا لتقدّم زمنه وإمّا لأنّ الموطّأ أصحّ من المسند، وإما لا شكّ أنّ إمامة الإمام أحمد رحمه الله أشهر من إمامة الإمام مالك وغيره، فقد أطلق عليه إمام أهل السّنّة وحاله مشهورة معروفة.
وقوله: ذكره البخاري تعليقًا، ذكره تعليقًا ما معنى التّعليق؟ يقول علماء المصطلح التّعليق حذف أوّل السّند، فمثلًا إذا كان الرّاوي المخرّج للحديث رواه على هذا التّرتيب واحد اثنين ثلاثة أربعة إلى منتهاه، فحذف رقم واحد معلّق وإلاّ غير معلّق؟
الطالب : معلّق.
الشيخ : معلّق، حذف واحد واثنين؟
الطالب : معلّق.
الشيخ : حذف واحد واثنين وثلاثة؟
الطالب : معلّق.
الشيخ : بل يطلق المعلّق على حذف السّند كلّه، نعم حكم المعلّق أنّه ضعيف لعدم وجود السّند وإذا عدم السّند صار الرّواة مجهولين ولا بد من العلم بالرواة وأنّهم أهل للرّواية، إلاّ أنّهم قالوا إذا كان المخرّج قد التزم بتعليق ما هو صحيح عنده بصيغة الجزم فيحكم بصحّته مطلقًا أو عند المعلّق؟ عند المعلّق فقط، يعني قد يكون صحيحًا عنده ولكنّه ليس بصحيح عند غيره، الخلاصة المعلّق اصطلاحًا ما حذف أوّل إسناده أو جميع الإسناد، المعلّق في المرتبة ضعيف من القسم الضّعيف إلاّ إذا كان في كتاب التزم مخرّجه الصّحّة وهذا يكون صحيحًا عند من؟ عنده فقط، وعند غيره قد يكون صحيحًا وقد يكون غير صحيح، ولكنّه إذا كان المعلّق إمامًا معتبرًا بين الحفّاظ فلا شكّ أنّ تعليقه له وزنه وله قيمته ولهذا ذكره المؤلف قال ذكره البخاري تعليقًا مع أنّه يكفي أن يقول رواه مالك وأحمد والنّسائي وصحّحه ابن خزيمة.