قراءة من الشرح والتعليق عليه حفظ
القارئ : " قوله : باب ، كذا هو بلا ترجمة في رواية كريمة وأبي الوقت ، وسقط من رواية أبي ذر والأصيلي وغيرهما ، ورجح النووي الأول قال : لأن الترجمة يعني سؤال جبريل عن الإيمان لايتعلق بها هذا الحديث فلا يصح إدخاله فيه ، قلت نفي التعلق لا يتم هنا على الحالتين لأنه إن ثبت لفظ باب بلا ترجمة فهو بمنزلة الفصل من الباب الذي قبله فلا بد له من تعلق به ، وإن لم يثبت فتعلقه به متعين لكنه يتعلق بقوله في الترجمة : جعل ذلك كله دينا ، ووجه التعلق أنه سمى الدين إيمانا في حديث هرقل فيتم مراد المؤلف بكون الدين هو الإيمان . فإن قيل لا حجة له فيه لأنه منقول عن هرقل فالجواب أنه ما قاله من قبل اجتهاده ؟. فالجواب أنه ما قاله من قبل اجتهاده وإنما أخبر به عن استقرائه من كتب الأنبياء كما قررناه فيما مضى ، وأيضا فهرقل قاله بلسانه الرومي وأبو سفيان عبر عنه بلسانه العربي وألقاه إلى ابن عباس وهو من علماء اللسان فرواه عنه ولم ينكره فدل على أنه صحيح لفظا ومعنى ، وقد اقتصر المؤلف من حديث أبي سفيان الطويل الذي تكلمنا عليه في بدء الوحي على هذه القطعة لتعلقها بغرضه هنا ، وساقه في كتاب الجهاد تاما بهذا الإسناد الذي أورده هنا والله أعلم ".
الشيخ : إذا صار الشاهد ليس علشان الزيادة والنقصان ، علشان تسمية الإيمان دينا .
وصنيع البخاري رحمه الله يستفاد منه أن يجوز تقطيع الحديث والاقتصار على المراد منه ، لكن العلماء قالوا : يشترط في هذا أن لا يكون للمحذوف تعلق في المذكور ، فإن كان له تعلق به فإنه لا يجوز الحذف ، نعم .