فوائد حفظ
الشيخ : وهذا الحديث من أعاجيب الله عز وجل، امرأة سوداء أعتقها أسيادها فتحررت منهم لكن كأنها ليس لها أحد فكانت معهم في يوم من الأيام خرجت صبية لهم وعليها وشاح أحمر من سيور يعني تتوشح به فألقته فمرت به الحدية يعني الحدأة فخطفته تظنه لحما وهي الحدأة تخطف اللحم وتفرح به، فاتهموا هذه الجارية فقالوا أنت اللي أخذتيه فجعلوا يفتشونها حتى فتشوا الفرج نسأل الله العافية ، يعني ظنوا أنها أخفته، في هذه الشدة العظيمة وفي هذا الكرب العظيم فرج الله عنها مرت الحدية فألقته فوقع بينهم ففرج الله عنها هذه الكربة ثم إنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت ففرج الله عنها فرجة أكبر وهي خروجها من الكفر إلى الإسلام.
وفي هذا الحديث دليل على أنه رب ضارة نافعة فإن هذا الضغط الذي حصل عليها من أهلها أوجب لها ايش؟ أن تأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتسلم، فكان لها خباء في المسجد ضربه له الرسول صلى الله عليه وسلم إما بأمره وإما بإقراره فكانت تبقى فيه، وتأتي إلى عائشة تتحدث عندها.
وفيه دليل على أنه يجوز التحدث تحدث الناس فيما بينهم، لأن الناس لا بد أن يتحدثوا فيما بينهم وأن يزور بعضهم بعضا، فإن هذا من الصلة وكانت كلما جلست تقول: ( ويوم الوشاح من تعاجيب أو من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني ) ، وقوله ( من أعاجيب ) هل معناه مما يعجب الله منه أو مما نعجب نحن منه؟ الثاني يعني أن الله تعالى يسر ذلك على وجه العجب. نعم