شرح قول ابن مالك رحمه الله: انصب بفعل القلـــب جزأى ابتدا *** أعنــــــي رأى خـــــال علمــــــت وجدا. حفظ
الشيخ : " انصب بفعل القلـــب جزأي ابتدا *** "
انصب : فعل أمر والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنت
وجزأي : مفعول انصب
وبفعل القلب : متعلق بانصب
ثم قال : " أعنــــــي رأى خـــــال علمــــــت وجدا "
أعني أي أقصد وأريد ، رأى ، خال ، علمت ، وجد ، ظن ، حسبت ، كل هذه المعطوفات بإسقاط حرف العطف " وزعمت مع عدا " نعم
نعم نبدأ بالبيت الأول يقول: " انصب بفعل القلب " أفعال القلوب كثيرة منها المحبة والكراهة والبغض والعداوة والخوف والرجاء وغير ذلك كثيرة ، فهل مراده بفعل القلب هنا جميع أفعال القلوب؟ لا لأنه قال أعني رأى وهذا هو فائدة قوله أعني رأى أنه ليس كل فعل قلبي ينصب المبتدأ والخبر بل هي أفعال خاصة
وقوله : " جزأي ابتداء " فيها تجوز لأن الابتداء أمر معنوي والمبتدأ والخبر لفظي أمر لفظي والمراد بهذا بقوله جزأي ابتداء أي جزأي جملة ذات ابتداء جزأي جملة ذات ابتداء ، وهي المبتدأ والخبر
" أعني رأى " يعني أعني من أفعال القلوب ما سأذكره رأى
مثاله قوله الشاعر :
" رأيت الله أكبر كلِّ شيء *** محاولة وأكثرهم جنوداً "
ومنه قوله تعالى : (( ونراه قريباً )) نراه يعني نعلمه قريباً يعني يوم القيامة ، وتطلق رأى على معنى آخر غير فعل القلب ، وهي رأى بالبصر فتنصب مفعولاً واحداً تقول : رأيت زيداً أي بعيني هذه تنصب مفعولاً واحداً وتطلق بمعنى رأيت زيداً أي ضربته على رئته ، ضربته على رئته ، والمقصود من رأى هنا رأى القلبية
"خال " خال أيضاً من أفعال القلوب تقول :
خلت الطالب فاهماً وهي بمعنى ظن بمعنى ظن ، ومضارع خال مضارعها يخال كخاف يخاف طيب.
" علمت " أيضاً تنصب مفعولين ، علمت بمعنى اعتقدت هذا الشيء فهو علم يقين وليس علم عرفان كما سيأتي بأن علم العرفان إنما ينصب مفعولاً واحداً ، مثال ذلك : علمت زيداً كريماً علمت زيداً كريماً ، يعني : اعتقدته وعلمته علماً يقينياً أنه كريم
" وجد " أيضاً تنصب مفعولين كقوله تعالى : (( إنا وجدنا آباءنا على أمة )) (( إنا وجدنا آباءنا على أمة )) ويحتمل أن تكون الآية ليست من الوجدان القلبي بل من الوجود من وجد الشيء يجده ، ومثل عندي بالشرح بقوله تعالى : (( إنا وجدناه صابراً )) أي إنا علمناه صابراً (( نعم العبد إنه أواب )) وجد