الشيخ : " اللهم لا تحرمنا أجرهم " لا تحرمنا أجرهم أي أجر؟ أجرنا على الأموات متعدد أولا الحزن عليهم الحزن على الأموات فكم من ميت في هذه المقبرة قد حزنت عليه إما لقرابة أو صداقة أو نفع أو غير ذلك ولا شك أن الإنسان إذا أصيب بمصاب وتحمل فله أجر إذا أصيب بمصاب به وتحمل فله أجر، ثانيا أجر الزيارة لا تحرمنا أجرهم أي أجر الزيارة لهم لأن زيارتنا لهم سنة أمر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعلها بنفسه فنحن نفعلها امثالا واقتداء امتثالا لأمره واقتداء بفعله عليه الصلاة والسلام " ولا تفتنا بعدهم " هذه جملة عظيمة تسأل الله ألا يفتنك بعدهم لأن الإنسان قد يفتتن بعد موت أقاربه وأصحابه وأصدقائه ومشائخ وغير ذلك قد يفارقون هذا الرجل مستقيما ثم يفتن وبالعكس فأنت تسأل الله ألا يفتنك بعدهم يفتنك بشبهات تعرض لك أو بإرادات سيئة وهي فتنة الشهوات تعرض لك والإنسان ما دامت روحه في جسده فهو معرض للفتنة نعوذ بالله من الفتن، معرض يذكر أن الإمام أحمد رحمه الله في سياق الموت يغمى عليه ويسمع يقول بعد بعد فلما أفاق قيل له يا أبا عبدالله ما بعد بعد قال رأيت الشيطان أمامي يعض على يديّ يقول فتني يا أحمد يعني عجزت أن أدركك وأغويك فأقول بعد بعد يعني ما دامت الروح في الجسد فالإنسان على خطر؟ على خطر ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسقط عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) ولهذا أوصي نفسي وإياكم أن تسألوا الله دائما الثبات على الإيمان وأن تخافوا لأن تحت أرجلكم مزالق وهوة إذا لم يثبتكم الله عز وجل وقعتم في الهلاك واسمعوا قول الله عز وجل لرسوله أثبت الخلق وأقواهم إيمانا (( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا )) تميل ميلا قليلا إذا يعني لو فعلت (( لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا )) خطاب شديد للرسول عليه الصلاة والسلام فإذا كان هذا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فما بالنا نحن؟ نحن ضعفاء الإيمان واليقين تعترينا الشبهات والشهوات ونحن على خطر عظيم لهذا أدعوكم مرة ثانية ونفسي أن تسألوا الله دائما الثبات الثبات على الحق وألا يزيغ قلوبكم وهذا هو دعاء أولو الألباب (( ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )) قال " ولا تفتنا بعدهم واغفرلنا ولهم " اغفر لنا ولهم الغفر ستر الذنب مع التجاوز عنه يدل على ذلك الاشتقاق لأنه مشتق من إيش؟ من المغفر وهو ما يوضع على الرأس أيام القتال من أجل وقاية السهام فهو ساتر واقي فالمغفرة ستر الذنب مع العفو والتجاوز عنه واغفرلنا ولهم نعم.