-
تتمة شرح قول المصنف: " والشبهة التي احتج بها أهل التجهيل هي وقف أكثر السلف على ( إلا الله ) من قوله تعالى: ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) وقد بنوا شبهتهم على مقدمتين الأولى: أن آيات الصفات من المتشابهة. الثانية: أن التأويل المذكور في الآية: هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر فتكون النتيجة أن لآيات الصفات معنى يخالف ظاهرها لا يعلمه إلا الله.
-
شرح قول المصنف: " والرد عليهم من وجوه: الأول: أن نسألهم ماذا يريدون بالتشابه الذي أطلقوه على آيات الصفات. أيريدون اشتباه المعنى وخفاءه، أم يريدون اشتباه الحقيقة وخفاءها؟ فإن أرادوا المعنى الأول وهو مرادهم فليست آيات الصفات منه لأنها ظاهره المعنى، وإن أرادوا المعنى الثاني فآيات الصفات منه لأنه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله تعالى:. وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق التشابه على آيات الصفات بل لابد من التفصيل السابق.
-
تتمة شرح قول المصنف " وقد انقسم أهل القبلة في آيات الصفات وأحاديثها إلى ست طوائف: طائفتان قالوا: تجرى على ظاهرها. وطائفتان قالوا: تجرى على خلاف ظاهرها. وطائفتان واقفتان. فالطائفتان الذين قالوا : تجرى على ظاهرها هم:
-
شرح قول المصنف: " 1- طائفة المشبهة الذين جعلوها من جنس صفات المخلوقين ومذهبهم باطل أنكره عليهم السلف "
-
شرح قول المصنف: " وقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من هذا شيئاً كثيراً كما قال تعالى : ( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً ). فقد وضع أولئك الظالمون المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ألقاب التشنيع والسخرية: مثل ساحر، مجنون، كاهن، كذاب، ونحو ذلك. ولما كان أهل العلم والإيمان هو ورثة النبي صلى الله عليه وسلم لقوا من أهل الكلام والبدع مثل ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أولئك المشركين، فكانت كل طائفة من هذه الطوائف تلقب أهل السنة بما برأهم الله منه من ألقاب التشنيع والسخرية إما لجهلهم بالحق حيث ظنوا صحة ما هم عليه وبطلان ما عليه أهل السنة، وإما لسوء القصد حيث أرادوا بذلك التنفير عن أهل السنة، والتعصب لآرائهم مع علمهم بفسادها.
-
شرح قول المصنف: " فالجهمية ومن تبعهم من المعطلة سموا أهل السنة " مشبهة " زعماً منهم أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه "
-
تتمة شرح قول المصنف " وبذلك عرف أن الإيمان يشمل الدين كله، وحينئذ لا فرق بينه وبين الإسلام وهذا حينما ينفرد أحدهما عن الآخر، أما إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان، وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن الكامل الإيمان، والضعيف الإيمان قال الله تعالى: ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ومن المنافق لكن يسمى مسلماً ظاهراً ولكنه كافر باطناً "
-
شرح قول المصنف: " ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من المؤمن حقاً كما قال تعالى: ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقاً ) وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى. فكل مؤمن مسلم ولا عكس.
-
شرح قول المصنف: " ونقول: كيف يصح لعاقل أن يحكم بتساوي رجلين في الإيمان أحدهما مثابر على طاعة الله تعالى: فرضها ونفلها، متباعد عن محارم الله وإذا بدرت منه المعصية بادر إلى الإقلاع عنها والتوبة منها، والثاني مضيع لما أوجب الله عليه ومنهمك فيما حرم الله عليه غير أنه لم يأت ما يكفره، كيف يتساوى هذا وهذا؟ !
-
شرح قول المصنف: " وأما الوعيدية فنقول لهم: قولكم : إن فاعل الكبيرة خارج من الإيمان مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة، فإذا تبين ذلك فكيف نحكم بتساوي رجلين في الإيمان أحدهما مقتصد فاعل للواجبات تارك للمحرمات، والثاني ظالم لنفسه يفعل ما حرم الله عليه، ويترك ما أوجب الله عليه من غير أن يفعل ما يكفر به؟ ! ونقول ثانياً: هب أننا أخرجنا فاعل الكبيرة من الإيمان، فكيف يمكن أن نحكم على رجلين بتساويهما في الإيمان وأحدهما مقتصد، والآخر سابق بالخيرات بإذن الله ؟ !
-
شرح قول المصنف: " والثاني: وجوب الاستثناء، وهذا القول له مأخذان: 1-أن الإيمان هو ما مات الإنسان عليه فالإنسان إنما يكون مؤمناً وكافراً بحسب الموافاة، وهذا شيء مستقبل غير معلوم. فلا يجوز الجزم به "
-
شرح قول المصنف: " وهذا مأخذ كثير من المتأخرين من الكلابية وغيرهم لكن هذا المأخذ لم يعلم أن أحداً من السلف علل به وإنما كانوا يعللون بالمأخذ الثاني وهو: 2- أن الإيمان المطلق يتضمن فعل جميع المأمورات، وترك جميع المحظورات، وهذا لا يجزم به الإنسان من نفسه، ولو جزم لكان قد زكى نفسه وشهد لها بأنه من المتقين الأبرار، وكان ينبغي على هذا أن يشهد لنفسه بأنه من أهل الجنة وهذه لوازم ممتنعة "