شرح العقيدة الواسطية-21
الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.86 ميغابايت )
التنزيل ( 1503 )
الإستماع ( 498 )


1 - تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " . أستمع حفظ

2 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( يضحك الله إلى رجلين ...) إلخ ؛ يثبت أهل السنة والجماعة الضحك لله عز وجل كما أفاده هذا الحديث وغيره على المعنى الذي يليق به سبحانه ، والذي لا يشبهه ضحك المخلوقين عندما يستخفهم الفرح ، أو يستفزهم الطرب ؛ بل هو معنى يحدث في ذاته عند وجود مقتضيه ، وإنما يحدث بمشيئته وحكمته ؛ فإن الضحك إنما ينشأ في المخلوق عند إدراكه لأمر عجيب يخرج عن نظائره ، وهذه الحالة المذكورة في هذا الحديث ، كذلك فإن تسليط الكافر على قتل المسلم مدعاة في بادئ الرأي لسخط الله على هذا الكافر ، وخذلانه ، ومعاقبته في الدنيا والآخرة ، ... " . أستمع حفظ

5 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وهذا من كمال رحمته وإحسانه وسعة فضله على عباده سبحانه ؛ فإن المسلم يقاتل في سبيل الله ، ويقتله الكافر ، فيكرم الله المسلم بالشهادة ، ثم يمن على ذلك القاتل ، فيهديه للإسلام والاستشهاد في سبيله ، فيدخلان الجنة جميعا . وأما تأويل ضحكه سبحانه بالرضا أو القبول أو أن الشيء حل عنده بمحل ما يضحك منه ، وليس هناك في الحقيقة ضحك ؛ فهو نفي لما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه ، فلا يلتفت إليه ... " . أستمع حفظ

7 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( عجب ربنا ... ) إلخ ؛ هذا الحديث يثبت لله عز وجل صفة العجب ، وفي معناه قوله عليه الصلاة والسلام : ( عجب ربك من شاب ليس له صبوة ) . وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه : (( بل عجبت ويسخرون )) ؛ بضم التاء على أنها ضمير الرب جل شأنه . وليس عجبه سبحانه ناشئا عن خفاء في الأسباب أو جهل بحقائق الأمور ؛ كما هو الحال في عجب المخلوقين ؛ بل هو معنى يحدث له سبحانه على مقتضى مشيئته وحكمته وعند وجود مقتضيه ، وهو الشيء الذي يستحق أن يتعجب منه . وهذا العجب الذي وصف به الرسول ربه هنا من آثار رحمته ، وهو من كماله تعالى ، فإذا تأخر الغيث عن العباد مع فقرهم وشدة حاجتهم ، واستولى عليهم اليأس والقنوط ، وصار نظرهم قاصرا على الأسباب الظاهرة ، وحسبوا ألا يكون وراءها فرج من القريب المجيب ؛ فيعجب الله منهم . وهذا محل عجيب حقا ؛ إذ كيف يقنطون ورحمته وسعت كل شيء ، والأسباب لحصولها قد توفرت ؟ ! فإن حاجة العباد وضرورتهم من أسباب رحمته ، وكذا الدعاء بحصول الغيث والرجاء في الله من أسبابها ، وقد جرت عادته سبحانه في خلقه أن الفرج مع الكرب ، وأن اليسر مع العسر ، وأن الشدة لا تدوم ، فإذا انضم إلى ذلك قوة التجاء وطمع في فضل الله ، وتضرع إليه ودعاء ؛ فتح الله عليهم من خزائن رحمته ما لا يخطر على البال . والقنوط مصدر " قنط " ، وهو اليأس من رحمة الله ؛ قال تعالى : (( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )) . قوله : ( وقرب خيره ) ؛ أي : فضله ورحمته . وقد روي : ( غيره ) ، والغير : اسم من قولك : غير الشيء فتغير . وفي حديث الاستسقاء : ( من يكفر بالله يلق الغير ) ؛ أي : تغير الحال ، وانتقالها من الصلاح إلى الفساد . قوله : ( آزلين قنطين ) : حالان من الضمير المجرور في ( إليكم ) . و ( آزلين ) : جمع آزل ، اسم فاعل من الأزل ؛ بمعنى الشدة والضيق ، يقال : أزل الرجل يأزل أزلا ، من باب فرح ؛ أي : صار في ضيق وجدب ... " . أستمع حفظ

10 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( لا تزال جهنم . . ) إلخ ؛ في هذا الحديث إثبات الرجل والقدم لله عز وجل ، وهذه الصفة تجري مجرى بقية الصفات ، فتثبت لله على الوجه اللائق بعظمته سبحانه . والحكمة من وضع رجله سبحانه في النار أنه قد وعد أن يملأها ؛ كما في قوله تعالى : (( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) . ولما كان مقتضى رحمته وعدله ألا يعذب أحدا بغير ذنب ، وكانت النار في غاية العمق والسعة ؛ حقق وعده تعالى ، فوضع فيها قدمه ، فحينئذ يتلاقى طرفاها ، ولا يبقى فيها فضل عن أهلها . وأما الجنة ؛ فإنه يبقى فيها فضل عن أهلها مع كثرة ما أعطاهم وأوسع لهم ، فينشئ الله لها خلقا آخرين ؛ كما ثبت بذلك الحديث ... " . أستمع حفظ

12 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( لا تزال جهنم . . ) إلخ ؛ في هذا الحديث إثبات الرجل والقدم لله عز وجل ، وهذه الصفة تجري مجرى بقية الصفات ، فتثبت لله على الوجه اللائق بعظمته سبحانه . والحكمة من وضع رجله سبحانه في النار أنه قد وعد أن يملأها ؛ كما في قوله تعالى : (( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) . ولما كان مقتضى رحمته وعدله ألا يعذب أحدا بغير ذنب ، وكانت النار في غاية العمق والسعة ؛ حقق وعده تعالى ، فوضع فيها قدمه ، فحينئذ يتلاقى طرفاها ، ولا يبقى فيها فضل عن أهلها . وأما الجنة ؛ فإنه يبقى فيها فضل عن أهلها مع كثرة ما أعطاهم وأوسع لهم ، فينشئ الله لها خلقا آخرين ؛ كما ثبت بذلك الحديث ... " . أستمع حفظ

14 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( يقول تعالى : يا آدم . . ) إلخ ؛ في هذين الحديثين إثبات القول والنداء والتكليم لله عز وجل ، وقد سبق أن بينا مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك ، وأنهم يؤمنون بأن هذه صفات أفعال له سبحانه تابعة لمشيئته وحكمته ، فهو قال ، ويقول ، ونادى ، وينادي ، وكلم ، ويكلم ، وأن قوله ونداءه وتكليمه إنما يكون بحروف وأصوات يسمعها من يناديه ويكلمه ، وفي هذا رد على الأشاعرة في قولهم : إن كلامه قديم ، وإنه بلا حرف ولا صوت . وقد دل الحديث الثاني على أنه سبحانه سيكلم جميع عباده بلا واسطة ، وهذا تكليم عام ؛ لأنه تكليم محاسبة ، فهو يشمل المؤمن والكافر والبر والفاجر ، ولا ينافيه قوله تعالى : (( ولا يكلمهم الله )) ؛ لأن المنفي هنا هو التكليم بما يسر المكلم ، وهو تكليم خاص ، ويقابله تكليمه سبحانه لأهل الجنة تكليم محبة ورضوان وإحسان ... " . أستمع حفظ

16 - قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله في رقية المريض : ( ربنا الله الذي في السماء ، تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض ، كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض ، اغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ ) حديث حسن ، رواه أبو داود وغيره . وقوله : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) حديث صحيح وقوله : ( والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه ) حديث حسن ، رواه أبو داود وغيره ... " . أستمع حفظ

17 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( ربنا الله الذي في السماء ) ... إلخ ؛ الحديث الأول والثاني صريح في علوه تعالى وفوقيته ؛ فهو كقوله تعالى : (( أأمنتم من في السماء )) . وقد سبق أن قلنا : إن هذه النصوص ليس المراد منها أن السماء ظرف حاو له سبحانه ؛ بل (( في )) إما أن تكون بمعنى " على " ؛ كما قاله كثير من أهل العلم واللغة ، و (( في )) تكون بمعنى " على " في مواضع كثيرة ؛ مثل قوله تعالى : { ولأصلبنكم في جذوع النخل } ، وإما أن يكون المراد من السماء جهة العلو ، وعلى الوجهين فهي نص في علوه تعالى على خلقه . وفي حديث الرقية المذكور توسل إلى الله عز وجل بالثناء عليه بربوبيته وإلاهيته وتقديس اسمه وعلوه على خلقه وعموم أمره الشرعي وأمره القدري ، ثم توسل إليه برحمته التي شملت أهل سماواته جميعا أن يجعل لأهل الأرض نصيبا منها ، ثم توسل إليه بسؤال مغفرة الحوب وهو الذنب العظيم ، ثم الخطايا التي هي دونه ، ثم توسل إليه بربوبيته الخاصة للطيبين من عباده ، وهم الأنبياء وأتباعهم ، التي كان من آثارها أن غمرهم بنعم الدين والدنيا الظاهرة والباطنة . فهذه الوسائل المتنوعة إلى الله لا يكاد يرد دعاء من توسل بها ، ولهذا دعا الله بعدها بالشفاء الذي هو شفاء الله الذي لا يدع مرضا إلا أزاله ، ولا تعلق فيه لغير الله . فهل يفقه هذا عباد القبور من المتوسلين بالذوات والأشخاص والحق والجاه والحرمة ونحو ذلك ؟ ! ... " . أستمع حفظ