شرح قرة عيون الموحدين-50
الشيخ صالح الفوزان
قرة عيون الموحدين
الحجم ( 4.98 ميغابايت )
التنزيل ( 790 )
الإستماع ( 134 )


6 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه : ( إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟، قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به. قال: فمسحه فذهب عنه قذره، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟، قال: الإبل، أو البقر [ شك إسحاق ]. فأعطي ناقة عشراء، وقال: بارك الله لك فيها ، قال: فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟، قال: لون حسن وشعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به، فمسحه فذهب عنه قدره، وأعطي شعرا حسنا. فقال: أي المال أحب إليك؟، قال: البقر، أو الإبل. فأعطي بقرة حاملا، قال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟، قال: يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟، قال: الغنم، فأعطي شاة والدا. فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم ، قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال؛ بعيرا أتبلغ به في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك!، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله عز وجل تامال؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري. قال: كنت أعمى فرد الله علي بصري، فخذ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال له الملك: أمسك عليك مالك، فإنما ابتليتم؛ فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك ) أخرجاه أستمع حفظ

10 - " قال ابن القيم : أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل والمحبة، فمن لم يعرف النعمة، بل كان جاهلا بها لم يشكرها . ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها لم يشكرها أيضا . ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها، كما يجحد المنكر لنعم المنعم فقد كفرها . ومن عرف النعمة والمنعم، وأقر بها، ولم يجحدها، ولكن لم يخضع له، ويحبه، ويرضى به وعنه ، لم يشكرها أيضا . ومن عرفها وعرف المنعم بها، وأقر بها، وخضع للمنعم بها، وأحبه، ورضي عنه، واستعملها في محابه وطاعته : فهذا هو الشاكر لها . فلا بد في الشكر من علم القلب، وعمل يتبع العلم ، وهو الميل إلى المنعم، ومحبته، والخضوع له . انتهى " أستمع حفظ

18 - وعن ابن عباس في الآية، قال : ( لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة، لتطيعانني، أو لأجعلن له قرني أيل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن -يخوفهما-، سمياه عبد الحارث. فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا ثم حملت، فأتاهما، ثم قال مثل قوله ، وأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث. فذلك قوله تعالى (( جعلا له شركاء فيما آتاهما )) رواه ابن أبي حاتم . وله بسند صحيح عن قتادة : شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته أستمع حفظ

26 - " حكى رحمه الله اتفاق العلماء على تحريم كل ما عبد لغير الله ، لأنه شرك في الربوبية والإلهية، لأن الخلق كلهم ملك لله وعبيد له ، استعبدهم بعبادته وحده، وتوحيده في ربوبيته وإلهيته، فمنهم من عبد الله وحده في ربوبيته وإلهيته، ومنهم من أشرك به في إلهيته، وأقر له بربوبيته وأسمائه وصفاته . وأحكامه القدرية جارية عليهم ولا بد، كما قال تعالى (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً )) فهذه العبودية العامة، وأما العبودية الخاصة فإنها تختص بأهل الإخلاص والطاعة، كما قال تعالى (( أليس الله بكافٍ عبده ))، ونحوها " أستمع حفظ

27 - " قوله : ( حاشا عبد المطلب ) : هذا استثناء من العموم ، لأنه ليس المقصود منه عبودية الرق، وإنما هو اسم علق به لما أتى به عمه المطلب من عند أخواله بني النجار من المدينة وهو صبي، فرأته قريش حين جاء به، وقد تغير لونه من السفر، فقالوا : عبد المطلب، ثم تبين لهم أنه ابن أخيه هاشم، فصارت العبودية في هذا الاسم لا حقيقة لها ولا قصد، لكن غلب عليه فصار لا يسمى إلا به، وإلا فاسمه في الأصل : شيبة . وقد صار عبد المطلب معظما في قريش والعرب، فهو سيد قريش وأشرفهم في جاهليته، وهو الذي حفر زمزم، وما جرى له في حفرها مذكور في السير وكتب الحديث، وصارت السقاية له وفي ذريته " أستمع حفظ