شرح قرة عيون الموحدين-54
الشيخ صالح الفوزان
قرة عيون الموحدين
الحجم ( 4.90 ميغابايت )
التنزيل ( 959 )
الإستماع ( 116 )


3 - " باب النهي عن سب الريح : عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ) صححه الترمذي . لأن الريح خلق من خلق الله مدبر، وإنما تهب بمشيئة الله وقدرته، فيرجع السب إلى من خلقها وسخرها . وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى أن يقولوا ما ذكر في الحديث، وهو سؤاله تعالى من خيرها وخير ما فيها، والاستعاذة به من شرها وشر ما فيها . وقد شرع الله لعباده أن يسألوا ما ينفعهم، ويستعيذوا به من شرها ما يضرهم، وأن يكون ذلك منهم عبودية لله وحده، وطاعة له، وإيمانا به . وهذه حال أهل التوحيد والإيمان، خلافا لحال أهل الشرك والبدع " أستمع حفظ

16 - " باب قول الله تعالى (( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيءٍ قل إن الأمر كله لله )) الآية : وهذه الآية ذكرها الله تعالى في سياق قوله في ذكر وقعة أحد (( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاساً يغشى طائفةً منكم ))، يعني : أهل الإيمان والثبات والتوكل الصادق، وهم الجازمون بأن الله تعالى ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم، وينجز له مأموله، ولهذا قال (( وطائفةٌ قد أهمتهم أنفسهم )) يعني : لا يغشاهم النعاس من القلق والجزع والخوف، (( يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية )) كما قال الله تعالى (( بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً )) وهكذا هؤلاء ، اعتقدوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة ظنوا أنها الفيصل، وأن الإسلام قد باد وأهله . وهذا شأن أهل الريب والشك ، إذا حصل لهم أمر من الأمور، تحصل لهم هذه الأمور الشنيعة " أستمع حفظ