شرح قرة عيون الموحدين-60
الشيخ صالح الفوزان
قرة عيون الموحدين
الحجم ( 4.84 ميغابايت )
التنزيل ( 933 )
الإستماع ( 122 )


2 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ( جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع ، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ: (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة )) الآية ) . وفي رواية لمسلم : ( والجبال والشجر على إصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك أنا الله ) أستمع حفظ

9 - " باب ما جاء في قول الله تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة )) الآية : أي : من الأحاديث والآثار في معنى هذه الآية . قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى : يقول تعالى : ما قدر المشركون الله حق قدره، حتى عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته . قال السدي : ما عظموه حق عظمته . وقال محمد بن كعب : لو قدروه حق قدره ما كذبوه . وقد وردت أحاديث كثيرة تتعلق بهذه الآية، الطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف " أستمع حفظ

10 - " قوله : عن ابن مسعود قال : ( جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول : أنا الملك . فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه )) الآية : وهكذا رواه البخاري، ومسلم، والنسائي من طرق عن الأعمش به . وقال البخاري : حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث، قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يقبض الله الأرض، ويطوي السموات بيمينه، فيقول : أنا الملك، أين ملوك الأرض ؟ ) . تفرد به من هذا الوجه " أستمع حفظ

17 - " وقال الحافظ الذهبي : وأول مقالة سمعت مقالة من أنكر أن الله تعالى فوق العرش هو الجعد بن درهم، وكذلك أنكر جميع الصفات، فقتله خالد بن عبد الله القسري، وقصته مشهورة . وأخذ هذه المقالة عنه الجهم بن صفوان إمام الجهمية، فأظهرها واحتج لها بالشبهات، وكان ذلك في آخر عصر التابعين، فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر ، مثل الأوزاعي، وأبي حنيفة، ومالك، والليث بن سعد، والثوري، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، ومن بعدهم من أئمة الهدى ، كالإمام أحمد، وخلق من أهل السنة " أستمع حفظ

19 - " قوله : ( وعن العباس بن عبد المطلب ) : ساقه المصنف مختصرا، والذي في - سنن أبي داود - : عن العباس بن عبد المطلب قال : ( كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمرت بهم سحابة، فنظر إليها، فقال : ما تسمون هذه ، قالوا : السحاب قال : والمزن ، قالوا: والمزن قال : والعنان ، قالوا : والعنان - قال أبو داود لم أتقن العنان جيدا - قال : هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض ، قالوا : لا ندري قال : إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك - حتى عد سبع سماوات - ثم فوق السابعة بحر، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال ، بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش ، ما بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك ) . " قال الحافظ الذهبي : رواه أبو داود بإسناد حسن، وروى الترمذي نحوه من حديث أبي هريرة، وفيه : ( بعد ما بين سماء إلى سماء خمسمائة عام ) . قال : ولا منافاة بينهما ، لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلا، ونيف وسبعون على سير البريد . قلت : وهذا الحديث له شواهد في - الصحيحين - وغيرهما، مع ما يدل عليه صريح القرآن، فلا عبرة بقول من ضعفه " أستمع حفظ

20 - " وقد ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى هذا المصنف العظيم ببيان توحيد الإلهية ، لأن أكثر الأمة ممن تأخر قد جهلوا هذا التوحيد، وأتوا بما ينافيه من الشرك التنديد، فقام هذا الشيخ ببيان هذا التوحيد الذي دعت إليه الرسل، ونهوهم عما كانوا عليه من الشرك المنافي لهذا التوحيد . فالدعوة إلى ذلك هي أهم الأمور وأوجبها لمن وفقه الله لفهمه، وأعطاه القدرة على الدعوة إليه والجهاد لمن خالفه ممن أشرك بالله في عبادته . فقرر هذا التوحيد كما ترى في هذه الأبواب، ثم ختم كتابه بتوحيد الأسماء والصفات ، لأن أكثر العامة لم يكن لهم التفات إلى هذا العلم، الذي خاض فيه من ينتسب إلى العلم . وأما من ينتسب إلى العلم فهم أخذوا عمن خاض في هذه العلوم، وأحسنوا الظن بأهل الكلام، وظنوا أنهم على شيء، فقبلوا مذهبهم وما وجدوه عنهم، فقرروا مذهب الجهمية، وألحدوا في توحيد الأسماء والصفات، وخالفوا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة، وأئمة الحديث والتفسير من المتقدمين " أستمع حفظ

21 - " وما زال أهل السنة متمسكين بذلك، لكنهم قلوا، فهدى الله هذا الإمام إلى معرفة أنواع التوحيد، فقررها بأدلتها، فلله الحمد على توفيقه وهدايته إلى الحق، حين اشتدت غربة الإسلام، فضل عنه من ضل من أهل القرى والأمصار وغيرهم، وبالله التوفيق . وقد اجتمع في هذا المصنف أنواع التوحيد الثلاثة التي أشار إليها العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى بقوله : والعلم أقسام ثلاث ما لها *** من رابع والحق ذو تبيان علم بأوصاف الإله وفعله *** وكذلك الأسماء للرحمن والأمر والنهي الذي هو دينه *** وجزاؤه يوم المعاد الثاني وصلى الله على سيد المرسلين، وإمام المتقين محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين " أستمع حفظ