تحت باب الذكر والدعاء.
( واجعل الموت راحة لي من كل شر ) يعني إذا أمتني فاجعل في موتي مصلحة وهي الراحة من كل شر ومن ذلك الفتن الفتن والشبهات التي تعتري القلوب والشهوات التي تعتري الإرادات وفي حديث ( إن أردت بعبادتك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون )
فوائد حديث : ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ... ).
ما سبق أنه ينبغي للإنسان الدعاء بهذا الحديث بهذا الدعاء لسببين:
الأول ما فيه من الفائدة العظيمة العائدة للإنسان
والثاني التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن فوائد هذا الحديث أن الدين أهم شيء على الإنسان لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ به ولهذا إذا أردت أن تدعو الله لشخص بصلاحه قل أصلح الله لك الدين والدنيا فابدأ بالدين لأنه إذا صلح الدين صلحت الدنيا دليل ذلك قول الله تعالى (( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) فذكر الله له جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة وذكر العلماء عن السلف رحمهم الله أنهم يقولون " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه " يعني من راحة البال وطمأنينة القلب وانشراح الصدر " لجالدونا عليه بالسيوف "
ومن فوائد هذا الحديث أن الدين عصمة للإنسان يمنعه من الأعمال السيئة والأخلاق الرذيلة وهو عصمة له في الآخرة يحصل به أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة
ومن فوائد هذا الحديث أنه لا حرج على الإنسان أن يسأل الله تعالى إصلاح معاشه لقوله ( أصلح لي دنياي التي فيها معاشي ) وكل إنسان لو لم تصلح دنياه لأنها لو فسدت لكان ذلك سببا في فساد دينه لأن الإنسان إذا اشتغل بتحصيل معاشه وربما يصده عن أشياء كثيرة من الدين وإن كان تحصيل المعاش من الدين كما جاء في الحديث ( الساعي على الأرملة والمساكين ) كإيش ( كالمجاهد في سبيل الله أو قال كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر )
ومن فوائد هذا الحديث أيضا سؤال الإنسان ربه أن يصلح آخرته
ومن فوائده أيضا أن الآخرة هي التي إليها المعاد وبهذا يتبين خطأ العبارات التي نسمعها كثيرا في الرجل إذا مات يقولون عاد إلى مثواه الأخير نقول هذا غلط عظيم ولو أن الإنسان اعتقد ما اقتضاه لكان كافرا لأن مضمون قوله مثواه الأخير أنه لا بعث وإنكار البعث كفر
ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان ينبغي له أن يسأل الله أن يكون طول حياته زيادة له في الخيرات لقوله ( اجعل الحياة ) يعني طولها ( زيادة لي في كل خير )
ومن فوائده أيضا من فوائده أن الإنسان ربما يكون موته راحة له من شرور وفتن مقبلة ولهذا يقول ( اجعل الموت راحة لي من كل شر )
فإن قال قائل هل في هذا تمني الموت الجواب لا لأنه لم يقل أمتني قال ( اجعل الموت راحة لي من كل شر ) وكذلك الحديث الذي أشرنا إليه ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) وكذلك توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي كل هذا مقيد
فإن قال قائل يرد على هذا على قولك إنه لا يتمنى الموت إلا مقيدا قول مريم رضي الله عنها (( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا )) نقول إن مريم لم تتمن الموت سبقا وإنما تمنت أنها ماتت ولم تحصل لها هذه الفتنة لأن هذا الذي حصل لها أمره عظيم ولهذا لما جاءت إلى قومها بابنها تحمله قالوا (( لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء وما كانت أمك بغيا )) إشارة إلى إيش إلى أنها هي بغي نسأل الله العافية والقصة مكملة في القرآن وعن أنس رضي الله عنه ما أدري نكمل نخلي الأسئلة بعد الأذان بخمس دقائق
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علماً ينفعني ) رواه النسائي والحاكم. وللترمذي من حديث أبي هريرة نحوه، وقال في آخره: ( وزدني علماً، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار ) وإسناده حسنٌ.
هذا الحديث يحث على العلم والمراد بالعلم العلم النافع ولهذا قال ( اللهم انفعني بما علمتني ) بعده ( وارزقني علما ينفعني ) فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاث مسائل
الأولى انفعني بما علمتني وذلك أن الإنسان قد يعلم ولا ينفعه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن ينفعه بما علمه
أيضا ( علمني ما ينفعني ) وهذا سؤال الاستزادة الاستزادة من العلم لكن الذي ينفع قال ( وارزقني علما ينفعني ) هذا في المستقبل ارزقني علما ينفعني لأن الماضي سبق سؤاله اللهم انفعني بما علمتني والحاضر علمني ما ينفعني والمستقبل إيش ( ارزقني علما ينفعني ) وخلاصة هذا الدعاء أن الإنسان محتاج إلى العلم ومحتاج إلى الانتفاع بالعلم فإن لم يعلم فهو جاهل وإن لم ينتفع فهو مستكبر ففيه فضيلة الدعاء بهذا وأما رواية الترمذي ففيها أيضا زيادة قال ( وزدني علما ) يعني علما فوق علم لأن كل إنسان محتاج إلى زيادة العلم وفوق كل ذي علم عليم
فإن قال قائل هل يوصف الرسول بالجهل نقول قال الله تعالى وهو أعلم به (( ووجدك ضالا فهدى )) وقال (( وعلمك ما لم تكن تعلم )) وقال (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )) وهذا من أعظم فضل الله عليه أنه كان عليه الصلاة والسلام أميا لا يقرأ ولا يكتب وليس عنده شيء من علم الكتاب (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك )) لكن علمه الله هذا العلم العظيم الذي علم به الأمم إلى يوم القيامة (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا )) يعني وإنهم كانوا (( من قبل لفي ضلال مبين ))
( الحمدلله على كل حال ) وهذه كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها إذا وجد ما يسؤوه وإذا وجد ما يسره قال ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) وما يوجد الآن من عبارة بعض الناس " الحمدالله الذي لا يحمد على مكروه سواه " هذه عبارة مبتدعة وخير منها ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ( الحمدلله على كل حال )
( وأعوذ بالله من حال أهل النار ) حالهم في الدنيا أو في الآخرة
الطالب : في الدنيا والآخرة
الشيخ : في الدنيا والآخرة حالهم في الدنيا الضلال والغي والفساد والعياذ بالله حالهم في الآخرة النار والعذاب فأنت تستعيذ بالله من حال أهل النار في الدنيا والآخرة لأن أهل النار سبب ضلالهم إما الجهل وإما الاستكبار إما الجهل ويكون مع الناس (( إنا وجدنا على آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مهتدون )) أو (( مقتدون )) وإما الاستكبار فلهذا أتى بعد سؤال العلم بقوله ( وأعوذ بالله من حال أهل النار )
3 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وارزقني علماً ينفعني ) رواه النسائي والحاكم. وللترمذي من حديث أبي هريرة نحوه، وقال في آخره: ( وزدني علماً، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار ) وإسناده حسنٌ. أستمع حفظ
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: ( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاءٍ قضيته لي خيراً" أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم.
عائشة أحب نسائه إليه اللاتي مات عنهن ولهذا سئل ( من أحب الناس إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبوها ) فعائشة أحب نسائه اللاتي شاركن الرسول عليه الصلاة والسلام أما خديجة فلم يشاركها أحد في الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا لا نجزم أيهما أحب عائشة أو خديجة لكن بقية النساء لا شك أن عائشة أحب نسائه إليه علمها هذا الدعاء يعني إنما قدمت هذه المقدمة ليتبين لكم أهمية هذا الدعاء فعلمها هذا الدعاء وعلّم أباها دعاء آخر يدعو به في صلاته وهو ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت ) إلى آخره قال علمها هذا الدعاء ( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله ) أي مقدمه ( وآجله ) مؤخره
( ما علمت منه وما لم أعلم ) لأن الخير قد يكون معلوما وقد يكون مجهولا
( اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك ) وهذا مجمل لكنه عند الله معلوم ( أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك ) وهل تعلم هي كل ما سأله الرسول من خير؟ لا ولكن الله يعلمه وكذلك يقال في الشر
الطالب : ...
الشيخ : نعم ( وأعوذ بك من شر ما عاذ منه )
الطالب : الأولى
الشيخ : آه أنا أسقطت الجملة صحيح ( وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ) مقابل قوله ( اللهم إني أسألك من الخير كله ) وكذلك قوله ( اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك اللهم إني أسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول أو عمل ) أيضا علمها أن تسأل الله الجنة وما قرّب إليها كل ما قرّب من قول أو عمل واعلم أن العمل إذا أطلق دخل فيه القول وإذا قرن بالقول صار المراد به الفعل نعم
المؤذن : الله اكبر
الشيخ : الله أكبر الله أكبر ... والصلاة ... آت محمدا الوسيلة ... نعم
السائل : شيخ بارك الله فيك ... صلى الله عليه وسلم ...
الشيخ : نعم يمزح
السائل : ...
الشيخ : وهي كذب هاه
السائل : ...
الشيخ : يعني يقول إن إمامنا مثلا قرأ الآية على صفة كذا وكذا
السائل : يعني مثلا يقول مثلا إنسان ... (( غلبت الروم )) فقال غلبت الفرس فقال له ... غلبت الروم فقال له الإمام وهو في الصلاة الكل أعداء الله قاتلهم الله فهل مثل هذا
الشيخ : هذا إذا كان الإمام قال ذلك يعزّر
السائل : يعني هو قال هذه ...
الشيخ : ... قال كذب
السائل : ...
الشيخ : فعلا
السائل : نعم
الشيخ : يعني بدل ما يقول غلبت الروم قال غلبت الفرس
السائل : يعني هو ... هؤلاء أعداء الله فقال
الشيخ : ما يخالف يقولها في غير الصلاة
السائل : قالها وهو يصلي فقال غلبت الروم فرد عليه الإمام وقال الكل أعداء الله قاتلهم الله يقول هذا وامثاله من أجل ...
سائل آخر : ...
الشيخ : اللي هو الإمام أو يحكي القصة
السائل : يحكي القصة بعضهم
الشيخ : والله أرى أن هذا حرام حكاية القصة .. يعني كل شيء يوجب أن يقل احترام القرآن في نفوس الناس فهو حرام حتى لو خطأ
السائل : حتى لو خطأ
الشيخ : حتى لو كان خطأ نعم نعم
السائل : ... فدعت ... أبي أو لأخيها
الشيخ : نعم
السائل : وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم لقد ...
الشيخ : نعم لكن كمل الحديث
السائل : ...
الشيخ : نعم هذا هو هذه قضية عين أراد أن أم سلمة رضي الله عنها لا تتعلق بالمخلوق أراد ألا تتعلق بالمخلوق ثم بيّن أن هذا قد قضي ولهذا وجهها إلى دعاء أفضل نعم
السائل : شيخ بارك الله فيك بعض الناس يحتاج للدعاء من باب زيادة الكلام أو ... أن يقول أبقاك الله
الشيخ : نعم
السائل : أبقاك الله فهل هذا من الاعتداء في الدعاء لأن ..
4 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: ( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاءٍ قضيته لي خيراً" أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم. أستمع حفظ
ما حكم الدعاء بلفظ " أبقاك الله " ؟
السائل : ...
الشيخ : إيش
السائل : ...
الشيخ : أنا أريد اللي قدامك يا مسعود أنت ما أشرت يلا يا مسعود
السائل : ... خاصة بأولئك الناس المعينين ..
الشيخ : لا لا ما تخص أولئك المعينين لكن تخص هذه القضية وما شابهها يعني لو أن مثلا امرأة صار ... أبيها وأمها وما أشبه ذلك لمثل هذا قل ما ... كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام نعم
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ... ) استحسن بعض العلماء أن يقال بين التشهد وقبل التسليم ؟
الشيخ : اللي هو
السائل : اللهم اغفر لي خطئي وجهلي
الشيخ : إيه نعم
السائل : مع أن ظاهر الحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يدعو ... ما وجه الاستحسان؟
الشيخ : لا ... أصلا في حديث آخر ... عن عبدالله بن عباس أن الرسول كان يقول بين التشهد والتسليم كذا ما ذكرت ( اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت )
السائل : ... الحديث
الشيخ : أو ... نعم
السائل : ... السترة هل يلزم إذا سجد تكون قريبة من رأسه؟
6 - حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ... ) استحسن بعض العلماء أن يقال بين التشهد وقبل التسليم ؟ أستمع حفظ
هل كلما قرب المصلي من السترة يكون أفصل ؟
فوائد حديث :( عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: ( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ... ).
أولا حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأهله حيث علّم عائشة هذا الدعاء الجامع النافع وقد قال عليه الصلاة والسلام ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )
ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يعلّم أهله ما ينفعهم في دينهم ودنياهم
أولا ليكونوا على بصيرة في دينهم
وثانيا ليجري أجره عليه بعد موته
وثالثا من أحق الناس بمنفعتك أقاربك قال الله تعالى (( وأنذر عشيرتك الأقربين ))
ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي الإنسان أن يدعو الله بهذا الدعاء للسببين السابقين أولا ما فيه من المصلحة العظيمة والمنفعة العظيمة وثانيا إيش التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهنا ليس من فعل الرسول لكنه من قوله
ومن فوائد هذا الحديث أنك تقول اسألك من الخير كله عاجله وآجله فهل يجوز أن تقول اسألك الخير كله أو تقول من الخير لأن من هنا للتبعيض والخير كله لا يكون لأحد الخير كله إنما هو بيد الله عز وجل فلا يمكن أن يحصل الإنسان كل خير بل يحصل له من الخير
ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي البسط في الدعاء لأن قول الداعي من الخير كله يغني عن قولك عاجله وآجله لكن البسط في الدعاء من الأمور التي جاءت في الشريعة ما لم يخرج عن حده إلى الإسراف ولهذا لو دعا دعاء مفصلا خرج عن حده صار ذلك مكروها
ومن فوائد هذا الحديث أيضا أنه لا بأس أن يسأل الإنسان ربه سؤالا مجملا لقوله ( ما علمت منه وما لم أعلم ) وقد يريد الإنسان خيرا معينا يسأل الله إياه وهذا أيضا جائز وقد يريد الإنسان شيئا نافعا لكن يتردد في منفعته هل يكون خيرا له أم لا فهذا يؤمر بماذا؟ بصلاة الاستخارة
ومن فوائد هذا الحديث الاستعاذة بالله تعالى من الشر كله عاجله وآجله وهنا نقول من الشر ليس للتبعيض ولكنها للتعدية أي تعدية العامل ولهذا نقول إن الإنسان يستعيذ من الشر كله قليله وكثيره ففرق بينها وبين السؤال اسألك من الخير قلنا من هذه للتبعيض أعوذ بك من الشر قلنا هذه للتعدية أي تعدية الفعل ويقال في عاجله وآجله ما سبق
( اللهم إني اسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك ) أيضا في هذا الدعاء المجمل ولكن يقيّد بمن يعرف منه الصلاح لو قلت اللهم إني اسألك من خير ما سألك فلان وأنت تعرف أن الرجل هذا يسأل الله الصلاح فالظاهر أنه لا بأس به لكن نقول إن خير من ذلك أن تقول إيش ما سأل نبيك
ومن فوائد الحديث إثبات النبوة والعبادة للرسول عليه الصلاة والسلام ففي إثبات نبوته رد على من كذّبه وفي إثباته عبوديته رد على من غلا فيه صلوات الله وسلامه عليه ويقال أيضا في ( أعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك )
ومن فوائد هذا الحديث أيضا سؤال الجنة وكل ما يقرب إليها من قول وعمل من قول يشمل قول اللسان وقول القلب والعمل يشمل عمل الجوارح وعمل القلب فما هو قول القلب وماهو عمل القلب قول القلب هو إيمانه واعترافه بالشيء وعمله هو حركته محبة يعني أن يحب الشيء بغضا يبغض الشيء رجاء يرجو الشيء خوفا يخاف الشيء خشية وما أشبه ذلك المهم أن عمل القلب حركة القلب أما قوله فهو إقراره وإيمانه أما عمل الجوارح فواضح وقول اللسان واضح أيضا
ومن فوائد هذا الحديث الاستعاذة بالله من النار وما قرّب إليها من قول وعمل لأن النار أعاذنا الله وإياكم منها لها أقوال تقرّب إليها وأعمال تقرّب إليها أما بقية الحديث قال ( واسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا ) هذه كلمة جامعة اسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا والله تعالى يقضي على العبد بما يضره وبما ينفعه بما يلائمه وبما لا يلائمه فأنت اسأل الله أن يجعل كل قضاء قضاه خيرا لك أما قضاء ما يسر وما ينفع فظاهر أنه خير لكن ما يضر وما يسوء كيف يكون خيرا نعم إذا أصابك الله بضرر وصبرت واحتسبت الأجر من الله ماذا يكون هذا الضرر يكون خيرا لأن ثواب الآخرة خير من الدنيا كذلك أيضا إذا جاء الأمر على خلاف ما تريد فهذا أيضا لا يلائمك فقد يكون ذلك خيرا لك قد يصرف الله عنك من السوء ما لا تعلمه وأنت تكره أن يقع ولهذا جاء في القرآن الكريم (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) إذن يكون معنى اجعل ( واسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا ) سواء كان هذا القضاء مما يسر أو يسوء أو يضر أو ينفع
8 - فوائد حديث :( عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: ( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ... ). أستمع حفظ
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ).
قلنا فيما سبق الكلمة في اللغة العربية وفي لسان الشرع غير الكلمة في اصطلاح النحويين تشمل الجملة والجمل والكلمة الطويلة والكلمة القصيرة وتشمل أيضا الشعر والنثر قال ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ) إلى الله عز وجل يعني أن الله يحبهما ( خفيفتان على اللسان ) هذا مقابل قوله ( ثقيلتان في الميزان ) خفيفتان على اللسان لأنهما لا يتعبان لو بقي الإنسان يقول ليلا ونهارا سبحان الله وبحمده يتعب لسانه لا ( ثقيلتان في الميزان ) أي ما توزن به الأعمال يوم القيامة ( سبحان الله وبحمده ) هذه كلمة ( سبحان الله العظيم ) هذه الكلمة الثانية وسبق معنى قول القائل سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم وأنه تنزيه لله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته
هذا الحديث ختم به المؤلف كتابه رحمه الله تأسيا بالبخاري، البخاري ختم به كتابه الصحيح مع أنه ذكره في مواضع أخرى لكنه اختاره رحمه الله أن يجعل هذا الحديث آخر كتابه نسأل الله أن يثيب الجميع
9 - وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ). أستمع حفظ
فوائد حديث :( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ... ).
أولا إثبات المحبة لله عز وجل أن الله يحب الأعمال لقوله ( حبيبتان إلى الرحمن ) والله عز وجل تتعلق محبته تارة بالعمل مثل هذا الحديث ومثل قوله صلى الله عليه وسلم ( أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها ) ( أحب الصيام إلى الله صيام داود ) والأمثلة على هذا كثيرة وتارة تتعلق محبة الله تعالى بالعامل كقوله تعالى (( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا )) والأمثلة على هذا كثيرة (( إن الله يحب المتقين )) ويحب المحسنين وتارة تتعلق بالمكان مثل ( أحب البقاع إلى الله مساجدها ) ومكة أحب البلاد إلى الله أهل السنة والجماعة يقولون إن الله تعالى يحب محبة حقيقية ثابتة وغيرهم يحرف المحبة ويقول المحبة عبارة عن الثواب ولكن هذا وإن سلّم لهم في قوله (( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا )) لا يسلم في قوله ( أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها ) لأن الصلاة لا تثاب وكذلك ( أحب البقاع إلى الله مساجدها ) فالمساجد لا تثاب طيب
من فوائد هذا الحديث إثبات اسم الرحمن لله عز وجل لقوله ( إلى الرحمن ) ورحمة الله تعالى نوعان عامة وخاصة فالعامة هي التي وسعت كل شيء كما قال تعالى (( ورحمتي وسعت كل شيء )) والخاصة هي التي للمؤمنين فقط الأولى أعني الرحمة العامة دليلها قوله تعالى (( ورحمتي وسعت كل شيء )) (( وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا )) إيش (( لعجّل لهم العذاب )) والخاصة مثل قوله تعالى (( وكان بالمؤمنين رحيما )) وعلى هذا لو سألك سائل هل الله تعالى راحم للكافرين
الطالب : نعم
الشيخ : لا إن قلت نعم أخطأت إن قلت لا أخطأت ماذا تقول نقول الرحمة العامة نعم والخاصة لا
ومن فوائد هذا الحديث الترغيب في العمل يعني تقليل العمل في نفس الإنسان حتى ينشط عليه لقوله ( خفيفتان على اللسان ) ومن ذلك قول الله تعالى لما ذكر الصيام قال (( أياما معدودات )) يعني ماهو كل الوقت شيء أيام يعني أيام قليلة وعلى هذا فينبغي للإنسان عندما يخاطب الناس في موعظة من المواعظ أن يقلل لهم الكلفة في الأعمال الصالحة حتى يقدموا عليها ولذلك لما في عدة المتوفى عنها زوجها قال النبي عليه الصلاة والسلام (حين سألته امرأة أن ابنتها توفي عنها زوجها وأنها اشتكت عينها أفنكحلها قال لا لا تكحليها ) أنتم فاهمين
الطالب : إيه نعم
الشيخ : المرأة المتوفى عنها زوجها ما تكتحل حتى تنتهي العدة هذه امرأة لها بنت مات زوجها وأوجعتها عينها فجاءت تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام لعله يسمح لها ( قال لا ثم قال إنما هي أربعة أشهر وعشرا وقد كانت إحداكن ترمي بالبعرة على رأس الحول ) فاهمين الكلام نعم أربعة أشهر وعشرة أيام وقد كانت إحداكن يعني في الجاهلية ترمي بالبعرة على رأس الحول يشير إلى قصة غريبة في الجاهلية إذا مات الزوج عن المرأة صارت في ... في أقصى في دارها ما عندها أحد ولا يأتونها ماء ولا شيء الأكل والشرب فقط كل الروائح الكريهة عندها روائح الحيض روائح البول العذرة كل شيء ما تخرج إلى سنة كاملة بعد سنة كاملة تؤتى بشيء طائر أو ما أشبه ذلك من أجل أن تدلك به ما حول الفرج يقول ( قلما تفعل شيئا من ذلك إلا هلكت من الرائحة الكريهة ) ثم إذا خرجت أخذت بعرا من الأرض والبعرة روثة البعير ثم رمت بها إشارة إلى أن كل ما حصل لها أهون من هذه البعرة شف الجاهلية كلها جهل والإسلام أربعة أشهر وعشرة أيام المهم أن ذكر هذا من باب التسلية في الأمور التي يعتقد الإنسان أنها شاقة ومن باب الترغيب في الطاعات
( ثقيلتان في الميزان ) يعني ما توزن به الأعمال وهنا سؤال فيه أيضا ثقيلتان فيه شيء أولا أن الذي يوزن هو العمل أن الذي يوزن هو العمل وهذا هو ظاهر النصوص في الكتاب والسنة أن الذي توزن هي الأعمال وهنا يبقى إشكال كيف يوزن العمل وهو معنى قائم ببدن العامل وليس شيئا محسوسا فيقال إن الله تعالى يجعل هذه المعاني أعيانا توزن وانظر إلى الموت، الموت هل هو جسم وإلا عين وإلا معنى؟، معنى يعني معناه وقف الحياة يؤتى به يوم القيامة على صورة كبش ويذبح أمام أهل الجنة وأهل النار ويقال لأهل الجنة خلود ولا موت ولأهل النار خلود ولا موت وهو معنى فالله تعالى على كل شيء قدير يجعل المعاني أعيانا توزن وقال بعض العلماء إن الذي يوزن العامل وقال آخرون إن الذي يوزن هو صحائف الأعمال وقد مضى الكلام على هذا مبسوطا والحمدلله
من فوائد هذا الحديث أيضا إثبات الميزان والميزان جاء مفردا وجاء مجموعا قال الله تعالى (( فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية )) وجاء بلفظ الإفراد مثل ( ثقيلتان في الميزان) فقيل إنه جمع لأن كل أمة لها ميزان خاص فهو مجموع باعتبار الأمم وقيل مجموع باعتبار الأفراد لأن لكل فرد ميزانا وقيل إنه جمع باعتبار الموزون فتعدد الميزان بتعدد الموزون لأنك إذا جئت بميزان واحد ووزنت به مال فلان ومال فلان ومال فلان صار كأنه موازين متعددة والأقرب والله أعلم أن لكل أمة ميزانا لأن أعمال الأمم تختلف فيكون لها ميزان بحسب ما يؤتيها الله تعالى من الثواب فميزان هذه الأمة ميزان واحد وميزان الأمم الأخرى لكل أمة ميزان هذا أقرب ما يكون وقوله
ومن فوائد هذا الحديث فضيلة هذا الذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم والله لو أفنى الإنسان دهره كله بهذا لكان الدهر رخيصا لأنهما ( ثقيلتان في الميزان وحبيبتان إلى الرحمن وخفيفتان على اللسان )
ومن فوائد هذا الحديث أيضا استعمال السجع في الكلام لأن السجع يجمّل الكلام ويشد المخاطب إليه ويسهل على اللسان ولكن بشرط ألا يكون متكلفا وبهذا انتهى كلامنا على بلوغ المرام ونسأل الله تعالى أن يجعله نافعا لعباده يبقى الآن ماذا تريدون أن نقرأ بعد البلوغ
الطالب : ...
الشيخ : نكمل ...
الطالب : ...
الشيخ : هاه
الطالب : ...
الشيخ : بالإجماع
الطالب : بالإجماع
الشيخ : خلاص يصير إن شاء الله غدا من أول البلوغ مئة وثلاثين من أول البلوغ نبدأ سم الله
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه كتاب بلوغ المرام كتاب الطهارة
الشيخ : ما ... خطبة
الطالب : قال رحمه الله تعالى في كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام " الحمدلله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما حديثا والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد وآله وصحبه الذين ساروا في نصرة دينه سيرا حثيثا وعلى أتباعه الذين ورثوا علمهم والعلماء ورثة الأنبياء أكرم بهم وارثا وموروثا
أما بعد فهذا مختصر يشتمل على أصول الأدلة الحديثية للأحكام الشرعية حررته تحريرا بالغا ليصير من يحفظه بين أقرانه "
الشيخ : من بين أقرانه
الطالب : " ليصير من يحفظه من بين "
الشيخ : " من بين أقرانه " نعم
الطالب : " ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا ويستعين به الطالب المبتدئ ولا يستغني عنه الطالب المنتهي وقد بينت عُقيب كل حديث "
الشيخ : كيف عقيب عندي عقب وإن لم تكن كذلك فهي عَقيب وليست عُقيب
الطالب : ... عُقيب
الشيخ : لا غلط عندنا عقب
الطالب : " وقد بينت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة لإرادة نصح الأمة المراد بالسبعة أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وبالستة ما عدا أحمد وبالخمسة ما عدا البخاري ومسلما وقد أقول الأربعة وأحمد وبالأربعة ما عدا الثلاثة والأول "
الشيخ : من عدا
الطالب : " وبالأربعة من عدا الثلاثة والأول "
الشيخ : " من عدا الثلاثة الأول " " من عدا الثلاثة الأول "
الطالب : " وبالأربعة من عدا الثلاثة الأول وبالثلاثة من عداه والأخير "
الشيخ : " من عداه وعدا الأخير "
الطالب : " وبالثلاثة من عداهم وعدا الأخير وبالمتفق عليه البخاري ومسلم وقد لا أذكر معهما غيرهما وما عدا ذلك فهو مبيّن وسميته بلوغ المرام من أدلة الأحكام والله اسأل ألا يجعل ما علمنا علينا وبالا وأن يرزقنا العمل بما يرضيه سبحانه وتعالى "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فهذه الليلة هي ليلة الاثنين الحادي عشر من شهر جمادى الأولى عام سبعة عشر وأربعمئة وألف وبها نفتتح دراستنا لبلوغ المرام ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا جميعا المرام في الدنيا والآخرة
اعلم أولا أن أصل أدلة الأحكام التي تعبدنا الله بها هما شيئان الكتاب والسنة وما صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من السنة فله حكم الكتاب تماما لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر ممن يعمل بالقرآن ولا يعمل بالسنة فيقول ( يوشك أن يكون أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري يقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) يعني وما ليس في كتاب الله فإننا لا نتبعه والمعنى أن الرسول قال ( لا ألفين أحدكم على أريكته ) أي لا أجدنه على ذلك وهذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم لمن يأخذ بما في القرآن ولا يأخذ بما في السنة فالأصلان اللذان تنبني عليهما الأحكام التي تعبدنا الله بها هما الكتاب والسنة أما