حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها فسألت الزهري كيف ينفث قال كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه
القارئ : حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات ، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها ) . فسألت الزهري : كيف ينفث ؟. قال : ( كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه ). الشيخ : عندنا : فسألت. القارئ : فسألت الزهري . نعم يا شيخ قرأتها يا شيخ. الشيخ : نعم طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، قال المؤلف رحمه الله : " باب الرقى بالقرآن والمعوذات ". الرقى جمع رقية وهي القراءة بالقرآن هذا عام ، لكن قد يكون المراد به الخصوص ، يعني ما ثبت أنه يرقى به من القرآن كالمعوذتين مثلا . ثم قال : " والمعوذات " وهي جمع والمراد بها (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) و (( قل هو الله أحد )) أطلق عليها ذلك من باب التغليب . وفي الحديث دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله سبحانه وتعالى أو ينفث على نفسه بهذه المعوذات في المرض استشفاء بهن واحترازا بهن من الشيطان الرجيم بل ومن كل شيء.
حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا هل معكم من دواء أو راق فقالوا إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلاً فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال ( وما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم )
القارئ : حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك ، فقالوا : هل معكم من دواء أو راق ؟. فقالوا : إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلاً ، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء ، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ ، فأتوا بالشاء فقالوا : لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك ، وقال : وما أدراك أنها رقية ، خذوها واضربوا لي بسهم ). الشيخ : في هذا أيضا القراءة بفاتحة الكتاب يقرأ بها على اللديغ وعلى المريض لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( وما يدريك أنها رقية ) وهي مجرب ، تقرأ مرة أو مرتين أو ثلاثا أو سبعا حسب قوة المرض . ويقول في هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وما يدريك أنها رقية ) يعني ما الذي يعلمك أنها رقية يستشفى بها ، وهذا من باب التقرير أنها كذلك.
الشيخ : وفي الحديث من الفوائد أنه يجوز للإنسان أن يأخذ أجرا على القراءة على المريض ولو بالقرآن ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز هذا الذي أخذه هؤلاء الجماعة . وفيه أيضا دليل على أنه ينبغي للمفتي إذا أراد أن يطمئن المستفتي أن يفعل ما أفتاه به ، لأن هذا يطيب قلبه كما قال عليه الصلاة والسلام : ( خذوها واضربوا لي بسهم ). وفيه من الفوائد أن قرى الضيف مما جرى به العرف حتى عند غير المسلمين وهو كذلك ، قال العلماء : وأول من أضاف إبراهيم الخليل عليه السلام (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذا دخلوا عليه )) إلى آخره.
إذا قرأ الإنسان المعوذات ونفث على صدره هل يعتبر هذا رقية ؟
السائل : إذا قرأ الإنسان المعوذات ونفث على صدره ، هل يعتبر هذا رقية ؟ الشيخ : إي نعم ، إذا نفث بيديه لو ما جمع ريقه لأن جمع لريق كان هذا في قصة الصحابة الذين قرأوا على اللديغ. السائل : أقصد إذا نفث على الصدر ؟. الشيخ : لا ليس مثل الذي يكون في اليد لأن اليد يمسح الإنسان وجهه ويمسح أيضا ما استطاع من جسده إذا كان عند النوم.
حدثني سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي حدثنا أبو معشر البصري هو صدوق يوسف بن يزيد البراء قال حدثني عبيد الله بن الأخنس أبو مالك عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ أو سليم فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال هل فيكم من راق إن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب الله أجراً حتى قدموا المدينة فقالوا يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله )
القارئ : حدثني سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي حدثنا أبو معشر البصري هو صدوق يوسف بن يزيد البراء قال : حدثني عبيد الله بن الأخنس أبو مالك عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس : ( أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ أو سليم فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال : هل فيكم من راق ؟. إن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً ، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك ، وقالوا : أخذت على كتاب الله أجراً ، حتى قدموا المدينة فقالوا : يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ). الشيخ : هذا يظهر والله أعلم أنه هو القصة الأولى لكن السياق الأول أتم حديث أبي سعيد . وحديث أبي سعيد يدل على أن اللدغ كان بعد أن نزل هؤلاء بالقوم وطلبوا الضيافة ولم يضيفوهم ، وهذا يدل على أنهم نزلوا عليهم بعد أن لدغ لأنه قال : ( مروا بماء فيهم لديغ ) الظاهر والله أعلم من اختلاف الروايات والقصة واحدة ، لأنها كلها تدل على القراءة بفاتحة الكتاب وعلى أنهم لم يقرأوا إلا بجعل. السائل : كيف الجمع الآن هذا يقول : ( لم يضيفوهم ) وهذا ؟. الشيخ : هذا سكت ما ذكر شيء ، يكون هذا أوسع يعني أبسط ، ما ذكر عندك شيء فيها القصة واحدة يقول ؟. الطالب : ذكر في آخره . الشيخ : ذكر في آخره ؟. ويش يقول ؟
القارئ : " يقول : فبرأ الملدوغ . وعند أبي داود والترمذي والنسائي من طريق خارجة بن الصلت أن عمه مر بقوم وعندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقالوا : إنك جئت من عند هذا الرجل بخير فارق لنا هذا الرجل الحديث، فهذه قصة غير السابقة لأن الذي في السابقة أنه لدغ والراقي في الأولى أبو سعيد كما وقع مصرحا به في بعضها، وفي الثانية عم خارجة فافترقا. نعم حديث ابن عباس وحديث أبي سعيد في قصة واحدة ". القارئ : هنا يقول . الشيخ : نعم. القارئ : " فانطلق رجل منهم لم أقف على اسمه وقد تقدم شرح هذا الحديث مستوفى في كتاب الإجارة ، وبينت فيه أن حديث بن عباس وحديث أبي سعيد في قصة واحدة ، وأنها وقعت لهم مع الذي لدغ ، وأنه وقعت للصحابة قصة أخرى مع رجل مصاب بعقله فأغنى ذلك عن إعادته هنا ". الشيخ : هو ما ذكر المصاب بعقله هنا إنما ذكر اللديغ.
قد يقول قائل إننا نقرأ أحياناً بالفاتحة ولا نجد شفاء للمريض ؟
الشيخ : ولكن قد يقول قائل : إننا نقرأ أحيانا بالفاتحة ولا نجد شفاء للمريض ؟ . فالجواب : أننا سبق أن قلنا إنه لا بد من ثلاثة أمور : لابد من محل قابل ، وقارئ فاعل ، والثالث ومقروء به . فالمقروء به قد يكون واحدا ولكن يتخلف الحكم ، إما لكون القارئ غير فاعل ولا عازم ولا موقن ، وإما لكون المقروء عليه وهو المحل غير قابل ولا يؤمن بهذا ولا يصدق ، وإنما يفعل ذلك من باب التجرية أو من باب المجاملة أو ما أشبه ذلك ، كما يوجد من بعض الناس الضعيفي الإيمان يرون أن هذه القراءات لا تفيد ، وأن الاستشفاء بالأمور الحسية الطبيعية أقرب من الاستشفاء بهذه الآيات ، ولكنهم ضلوا ، هذه الآيات إذا صادفت محلا قابلا وقارءئا فاعلا فلا شك أنها أشد وأسرع في إبراء المريض بإذن الله . وفيه أيضا دليل على أن ( أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) دليل على جواز أخذ الأجرة في قراءة القرآن ، لكن أخذ الأجرة في قراءة القرآن على نوعين : النوع الأول : أن يأخذ الأجرة على مجرد القراءة فهذا حرام ولا يجوز . والثاني : أن يأخذ أجرة على تعليم القرآن ، فالصحيح أن هذا لا بأس به ، لأن التعليم عمل وتعب ويحتاج إلى تفهيم وإلى ممارسة فجاز أخذ العوض عليه ، أما مجرد أن يقرأ الإنسان ويأخذ عوضا فهذا ما الذي يستفيد من قرئ عليه . طيب لو قرأت على مريض للاستشفاء تأخذ أجرا أو لا ؟ . نعم تأخذ أجرا لأن هذه القراءة بمنزلة الدواء الدواء العادي الحسي ، وليست مجرد تلاوة فقط ، تلاوة انتفع بها هذا المقروء عليه ، فجاز أخذ العوض عليه.
الذين يقرؤون بالأشرطة المسجلة هل حكمهم حكم الذين يتاجرون بالقرآن ؟
السائل : الذين يقرؤون في الأشرطة المسجلة هل حكمهم حكم الذين يتاجرون بالقرآن ؟. الشيخ : الظاهر أنه من جنس هذا الذين يقرؤون بعوض في الأشرطة من هذا الجنس أنه لا يجوز ، لأنهم يقرأون بالأشرطة من أجل أن يبيعها هؤلاء فيتجروا بها.
السائل : الماء الذي يقرأ فيه له حكم الرقية ؟. الشيخ : الماء الذي يقرأ فيه الظاهر أنه ينفع بإذن الله ، لأنه صح عن السلف وروى أبو داود فيه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فعل الإنسان فلا بأس ، ولكن بشرط أن يعلم أو أن يغلب على ظنه أنه ليس فيه مرض ، إن كان فيه مرض ربما يزيده بصاقه أو ريقه هذا المريض مرضا. السائل : ما يوافق المحل ... الشيخ : المحل قابل معناه أن المقروء عليه أو الشراب لهذا الماء أنه موقن أو مؤمل وراج بأنه ينفعه ، هذا معنى محل قابل.
في هذا الحديث هذا الأجر الذي أخذوه هل لأنهم لم يعطوهم حق الضيافة ؟
السائل : في هذا الحديث هذا الأجر الذي أخذوه ، أليس لأنهم لم يعطوهم حق الضيافة ؟. الشيخ : لا ما هو علشان حق الضيافة ، لكن لو أنهم قاموا بحق الضيافة لقرأوا عليهم بالمجان ، لكن هذا العوض مو لأجل الضيافة ، ولهذا قال : ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) . الضيافة وحدها ، وأيضا لو كان للضيافة يجب أن يكون بدر ضيافتهم لا يزيد ، وهذا قطيع من الغنم. السائل : لكن ممكن يا شيخ من باب التنكيل أخذوا الزيادة .. الشيخ : ما دام الرسول علل : ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) لم يقل إنكم ظلمتم ومنعتم حقكم فأخذتم بحقكم.
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان قال حدثني معبد بن خالد قال سمعت عبد الله بن شداد عن عائشة رضي الله عنها قالت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر أن يسترقى من العين
القارئ : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان قال : حدثني معبد بن خالد قال : سمعت عبد الله بن شداد عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر أن يسترقى من العين ).
حدثني محمد بن خالد حدثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي حدثنا محمد بن حرب حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي أخبرنا الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب ابنة أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جاريةً في وجهها سفعة فقال ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) تابعه عبد الله بن سالم عن الزبيدي وقال عقيل عن الزهري أخبرني عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثني محمد بن خالد حدثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي حدثنا محمد بن حرب حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي أخبرنا الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب ابنة أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها :( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جاريةً في وجهها سفعة ، فقال : استرقوا لها فإن بها النظرة ) . تابعه عبد الله بن سالم عن الزبيدي وقال : عقيل عن الزهري أخبرني عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم. الشيخ : شوف وش معنى السفعة ؟.
القارئ : " يقول : سفعة بفتح السين المهملة وتضم وسكون الفاء بعدها عين مهملة سواد أو حمرة يعلوها سواد أو صفرة والمراد هنا أن السفعة أدركتها من قبل النظرة ". الشيخ : قوله رحمه الله : " باب رقية العين " هنا الإضافة من باب إضافة الشيء إلى سبب السبب ، لأن العين هي سبب المرض ، والمرض سبب الرقية يعني مستوجب للرقية ، والرقية يعني القراءة . والعين معروفة ومشهورة وهي عبارة عن قوة خفية تخرج من قلب حاسد والعياذ بالله لا يريد الخير لغيره ، فيخرج منه هذا الشيء الخبيث ويصيب المصاب ، وهي حق ثابتة في الشرع وفي الحس ، جاءت في القرآن مشارة إليها في قوله تعالى : (( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر )) فإن بعض العلماء يقول : ليصيبونك بأعينهم . أما في السنة فالأحاديث فيها واضحة . ومن الأشياء التي تمنع العين أن يحرص الإنسان على الأوراد الشرعية مثل آيات الكرسي والمعوذتين وغيرهما ، فإن ذلك يحميك من العين ومن شر كل أحد . وقوله هنا في الحديث : ( أمر أن يسترقى أو أمرني أن أسترقي من العين ) وقوله في الثانية : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ربما يقال أن الحديث يقيد الحديث السابق في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب فقال : ( هم الذين لا يسترقون ) فيكون المراد بذلك الحديث : لا يسترقون رقى لا تفيد ولا تنفع ، أما إذا كانت تفيد وتنفع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر بأمر يحرم به صاحبه من دخول الجنة بلا حساب ، فإذا علمنا أن هذه الرقية نافعة وأن نفعها مطرد فإن الاسترقاء بهذه الرقية لا ينقل الإنسان من الوصف الذي يستحق به دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب . وإذا كان الأمر كذلك فإننا نقول أيضا في الكي ( ولا يكتوون ) أيضا يعني لا يكتوون كيا لا ينفع ، فإن علم أنه ينفع فلا بأس ، ولا يخرج الإنسان من هذا الوصف . وقد يقال إنه يفرق بين أن يسترقي الإنسان لغيره وأن يسترقي لنفسه ، فإن في الحديث الثاني حديث أم سلمة : ( أن الرسول رأى جارية في وجهها سفعة أمر أن يسترقى لها ) وليست هي الطالبة للرقية ، ويفرق بين من يطلب الشيء لنفسه ومن يطلبه لغيره ، ولهذا قلنا إذا طلبت الدعاء من غيرك لنفسك فهو جائز لكن لا ينبغي ، وإن طلبته لغيرك فهو من الأمور المندوبة إليها لما فيه من النفع للطالب وللمطلوب له ، كما لو قلت لشخص ادع الله لفلان فإن فيه كذا وكذا ، هذا طيب وجاءت به الآثار . ولكن يعكر على هذا حديث عائشة : ( أمرني أن أسترقي ) فإن ظاهره أن الإنسان يسترقي لنفسه وبهذا يكون تقيد ما سبق من الحديث : ( لا يسترقون ) بهذا ، بالشيء الذي إذا استرقي له نفع نعم.
الشيخ الذي يرقي الناس قد يقرأ تمتمات للشياطين هل يشترط على الشيخ أن يقرأجهراً حتى يعرف المقروء عليه ماذا يقرأ ؟
السائل : الشيخ الذي يرقي الناس قد يقرأ يعني ألفاظ قد تكون من تمتمات للشياطين هل يشترط على الشيخ أن يقرأ يعني جهراً حتى يعرف المقروء عليه ماذا يقول آيات قرآنية أم وكذلك إذا شخص ...هل يكون آثما هو يعرف هذا الشيخ ما استعمل الآيات القرآنية ؟.
الشيخ : هو يشترط في الرقية ، يشترط لها شروط : الشرط الأول : ألا تتضمن شركا ، فإن تضمنت شركا فهذا حرام لا يجوز كما لو كان يدعو الشياطين أو يدعو الأولياء أو ما أشبه ذلك . والثاني : أن تكون معلومة المعنى ، فإن كانت مجهولة كالطلاسم والبربرة ما تسمع القارئ إلا يبربر فقط ، فإنه لا يجوز حتى يعرف معناها . وهل نشترط أن تكون باللغة العربية أو لا ؟ . نقول ليس بشرط ، إذا لم تكن من القرآن فليس بشرط ، لكن إن كان يقرأ على شخص عربي فلتكن بالعربية ليفهم ماذا يقرأ عليه به وإلا فليس بلازم ولو بغير العربية ، وبناء على ذلك لا يجوز أن نذهب إلى قارئ يقرأ ونحن يغلب على ظننا أنه يقرأ بما هو شرك ، ولا يجوز ، لأننا نعينه على شركه ، ولأن هذا الشرك لا يفيد قطعا ، وإن أفاد ظاهرا فالشيء حصل عنده لا به من باب الامتحان والاختبار.
قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة سيقدم عليكم أويساً فاطلبوا منه أن يدعو لكم أليس فيه تعارض مع هذا ؟
السائل : الحديث الذي في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة : ( سيقدم عليكم أويسا فاطلبووا أن يدعو الله لكم ). الشيخ : نعم : ( فمن رآه منكم فيسأله أن يستغفر له ). السائل : ما فيه تعارض بين هذا وهذا ؟ الشيخ : لا ما في تعارض لأن هذا خاص بهذا الرجل ، خاص بهذا الرجل وإلا فإن أويس ليس أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة.
السائل : طلب الدعاء من الوالدين ؟. الشيخ : لا بأس به ، هو أصلا مو حرام . لاحظوا أن الدعاء طلب الدعاء من الغير ليس حراما ، لكن نقول لا ينبغي ، فرق بين الحرام ولا ينبغي . أولا إنك إذا اعتمدت على غيرك في الدعاء فربما تتكأ وتقول الحمد لله فلان يدعي لي أو فلان دعا لي . وثانيا لماذا تجعل بينك وبين ربك واسطة ادع الله أنت (( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم )) . وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فإما أن يكون دعوة للغير عاما أو خاصا ، ولا أذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا أو طلب من أحد أن يدعو له أبدا إلا لقصد نفع الغير ، ولهذا قال : ( قولوا اللهم صل على محمد ) لأننا إذا دعونا له بالصلاة عليه فهو لمصلحتنا نحن.
حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العين حق ) ونهى عن الوشم .
القارئ : حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العين حق . ونهى عن الوشم ). الشيخ : العين حق يعني أنها أمر ثابت واقع . وقوله : ( نهى عن الوشم ) يحتمل أن الراوي جمع بينهما أبو هريرة ، لأن الوشم تغيير خلق الله ، والوشم قد يكون فيه تزيين وتجميل ، وإذا كان فيه تزيين وتجميل فإن هذا سبب لإصابة العين ، ولهذا لو جاء إنسان قبيح الوجه سيء العشرة ، هل تلحقه العين ؟. أبدا ما تلحقه العين ، ليش ؟ لأن الناس ودهم يتخلصون منه ، ما يجدون مثل هذه الأخلاق ، لكن لو يأتي إنسان جميل في الوجه أو في العين أو في الأنف أو ما أشبه ذلك لكان قد يصاب بالعين . ولهذا قال بعض العلماء ينبغي للإنسان الجميل أن لا يزيد نفسه جمالا خوفا عليه من العين ، وذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى صبيا لأحد أقاربه وقال سودوا نونته لئلا تصيبه العين ) النونة قالوا إنها النقرة التي تكون إما في العنفقة هنا وإلا تكون عندما يضحك الإنسان تكون في الخد ، هذا يعطي جمالا ، فيخشى إذا رآه أحد أن يصيبه بالعين . فعلى كل حال العين حق لا شك وثابتة ولا أحد ينكرها إطلاقا ، ومن أنكرها فإنه يذكر له ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويذكر له ما ثبت في الوقائع السابقة واللاحقة حتى يعترف ويقر.
إذا كان طلب الدعاء من الغير دون أن يتكل عليه فماذا فيه ؟
السائل : شيخ بالنسبة لطلب الدعاء من الغير إن كان هو لا ينبغي لأن الطالب يعتمد على هذا الرجل ويتكئ عليه ، هذا الطالب لا يتكل عليه بل هو يدعو أيضا بنفسه ، لكن هذا من باب زيادة الخير ؟. الشيخ : هذا ما دام ما ورد عن السلف ، ويخشى أن يكون كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية يخشى أن يكون من سؤال الناس الذي بايع الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يسألوا الناس شيئا . وأيضا ربما يكون هذا الذي طلب منه الدعاء يغتر بنفسه لا سيما إذا كان ضعيف الإيمان ، يقول أنا يطلب مني أن أدعو ، إذا أنا من المقربين ، فعلى كل حال ادع الله أنت (( ادعوني أستجب لكم )). السائل : ... الشيخ : كله لم يثبت عن السلف ، ويخشى من الاتكاء ويخشى من الإعجاب بالنفس بالنسبة للمطلوب ، وفيه شيء من التذلل لهذا الذي تطلب منه ، فيه شيء من التذلل أنه كونك تسأله لمصلحة نفسك ، ولهذا قال شيخ الإسلام ينبغي وأنا أقولها أيضا ينبغي إذا طلبت من أحد الدعاء من شخص مرجو الإجابة أن تنوي أنك تنفعه هو بالإحسان إليك ، لأنه إذا أحسن إليك أجر وأثيب ، تنفعه أيضا بأن الملك يقول له آمين ولك بمثله . السائل : ... الشيخ : هذه إذا انتفت من واحد نادرا أو من عشرة من مئة ما يعتبر هذا ، نتكلم عن العموم.
السائل : العلامات التي يعرف بها المصاب بالعين ؟. الشيخ : معروفة أحيانا يشاهد المصاب بالعين يشاهد العائن في منامه في الرؤيا نعم . وأحيانا إذا كانت شديدة يغمى عليه تجده يتكلم وهو مغمى عليه فلان وفلان . وأحيانا يكون الرجل الذي أصابه بالعين قد تكلم بكلام فعلمه هذا ، فعرف أنه أصابه بعين.
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني حدثنا عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال سألت عائشة عن الرقية من الحمة فقالت رخص النبي صلى الله عليه وسلم الرقية من كل ذي حمة
القارئ : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني حدثنا عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال : سألت عائشة عن الرقية من الحمة ؟. فقالت : ( رخص النبي صلى الله عليه وسلم الرقية من كل ذي حمة ). الشيخ : يعني من ذوات السموم الحية والعقرب ، وقد علمتم حديث أبي سعيد أنهم رقوا اللديغ من الحية ، ومع ذلك شفاه الله عز وجل . حديث عائشة هذا وحديثها السابق تقول الرسول أمر أن يسترقى من العين والثاني الحمة ، يعني ذوات السموم ، إي نعم.
قوله صلى الله عليه وسلم ( العين حق ولوكان شيء سبق القدر لسبقته العين ) فما معناه ؟
السائل : يا شيخ بارك الله فيك بعض الناس يقول كيف يجمع بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( العين حق ولو كان شيء سبق القدر لسبقته العين ) وهذا الحديث ... ؟ الشيخ : نعم المعنى أن العين نافذة لكنها لا تصيب إلا بقضاء الله وقدره ، ولا شيء يقع لا عين ولا غيرها إلا بالقضاء والقدر ، فهي سبب ، النار المحرقة الآن تحرق بقضاء وقدر ولا بغير قضاء وقدر ؟ . بقضاء وقدر ، يعني القضاء والقدر لا يسبقه شيء ، فالإنسان إذا عان شخصا وأصابه بالعين ، قصدي أنه توجه إلى العين ليصيبه بالعين والله لم يقدر أن تصيب هذا المراد ما أصابته. السائل : ... الشيخ : أبدا ما في شيء ، طيب فيه دليل على أن العين يعني نافذة لكنها بقدر الله.
السائل : هل العين تصيب الدواب ؟ الشيخ : تصيب كل شيء تصيب حتى الأدوات ، يمكن يجي العائن يوقف ساعتك ، إي نعم . وأنا حدثت الإخوان قبل هذا بقصة صاحب السيارة وقف السيارة لأنه انتهى شغله ، ولما انتهى شغله جاء للسائق قال شيل سيارتك قال ما أدري عنها ، أبت أن تمشي فهذا الرجل نفث على مكينتها وقال يلا ندفها معك ، ودفوا وجماعته واشتغلت ومشيت وركبوا معه. السائل : تصيبها العين ... الشيخ : كل شيء يمكن يصيبه يمكن يعني يصيب العين يمكن ينكسر ولا يحترق ، لا بعضهم يقول يصيب العين يصير ما يسمع جيد ، يعني يخفض من صوته يخليه على أعلى شيء ولا يرتفع ، هذا يكون ولا لا ؟.
السائل : التداوي بالرقية يشمل كل مرض ؟. الشيخ : إي نعم كيف ؟ كل شيء ، حتى الجروح هذه اللي يسمى القوبة أو النملة هذه ينفع فيها تكتب عليها قوله تعالى : (( فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت )) وتبرأ تجف ، يعني كلها أسبوع أسبوعين إلا وهي جافة ورايحة ، وهذا شيء مجرب.
ما الجمع بين هذا وبين قوله ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) ؟
السائل : حديث : ( لا رقية إلا من عين أو حمة ) ما يقيده ؟ الشيخ : لا هذا إضافة هذا حصر إضافي ، الرسول كان يرقي من غير العين والحمة كان يرقي نفسه بالمعوذات وهو مريض بغير عين ولا حمة.
السائل : النملة ؟ الشيخ : هذه قروح تصيب الجلد أمراض جلدية تحك الإنسان جدا وتنفر ، تكون فيها حبيبات حمراء ربما يكون جوانبها أيضا فيها صفرة تؤذي الإنسان ، نسميها الحزرة ما أدري الإخوان يعرفونها ولا لا ؟. السائل : القوبة غير يا شيخ القوبة ما لها ... الشيخ : طيب يقولون حتى القوبة تنفع لها ، حدثني واحد حتى القوبة استعملناها لها ونفعت ، الآية المجربة جربتها أنا (( فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت )) اكتبها عليها ، وبإذن الله ما تمر عليها أسبوع إلا وهي مقشرة مرة . السائل : طيب والحمام ؟. الشيخ : هذه الآية ما هي بقرآن ، آية على عضو ، مثل أحيانا يكون فيه معك كتاب وأحيانا يكون معك النقود ...
حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز قال دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك فقال ثابت يا أبا حمزة اشتكيت فقال أنس ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى قال ( اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاءً لا يغادر سقماً )
القارئ : حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز قال : دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك ، فقال ثابت : يا أبا حمزة اشتكيت . فقال أنس : ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟. قال : بلى ، قال : ( اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاءً لا يغادر سقماً ).
حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني سليمان عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول ( اللهم رب الناس أذهب الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ) قال سفيان حدثت به منصوراً فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة نحوه
القارئ : حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني سليمان عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ، ويقول : اللهم رب الناس أذهب الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ) . قال سفيان : حدثت به منصوراً فحدثني عن إبراهيم عن مسروق عن عائشة نحوه.
حدثني أحمد ابن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي يقول ( امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت )
القارئ : حدثني أحمد ابن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام بن عروة قال : أخبرني أبي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي يقول : ( امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت ).
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حدثني عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض ( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا )
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : حدثني عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض : ( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ).
حدثني صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الرقية ( بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا )
القارئ : حدثني صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الرقية : ( بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ). الشيخ : شوف الحديثين هؤلاء الأخيرات تكلم عليهم ؟.
القارئ : " قوله : كان يقول للمريض بسم الله في رواية صدقة كان يقول في الرقية وفي رواية مسلم عن ابن أبي عمر عن سفيان زيادة في أوله ولفظه : كان إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ، ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها بسم الله قوله : تربة أرضنا ، خبر مبتدأ محذوف أي هذه تربة ، وقوله بريقة بعضنا يدل على أنه كان يتفل عند الرقية . قال النووي معنى الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم وضعها على التراب فعلق به شيء منه ثم مسح به الموضع العليل أو الجريح ، قائلا الكلام المذكور في حالة المسح . قال القرطبي فيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام وأن ذلك كان أمرا فاشيا معلوما بينهم ، قال ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سبابته بالأرض ووضعها عليه يدل على استحباب ذلك عند الرقية ، ثم قال وزعم بعض علمائنا أن السر فيه أن تراب الأرض لبرودته ويبسه يبرئ الموضع الذي به الألم ويمنع انصباب المواد إليه ليبسه مع منفعته في تجفيف الجراح واندمالها ، قال وقال في الريق إنه يختص بالتحليل والإنضاج وإبراء الجرح والورم لا سيما من الصائم الجائع . وتعقبه القرطبي أن ذلك إنما يتم إذا وقعت المعالجة على قوانينها من مراعاة مقدار التراب والريق وملازمة ذلك في أوقاته ، وإلا فالنفث ووضع السبابة على الأرض إنما يتعلق بها ما ليس له بال ولا أثر ، وإنما هذا من باب التبرك بأسماء الله تعالى وآثار رسوله ، وأما وضع الإصبع بالأرض فلعله لخاصية في ذلك أو لحكمة إخفاء آثار القدرة بمباشرة الأسباب المعتادة . وقال البيضاوي قد شهدت المباحث الطبية على أن للريق مدخلا في النضج وتعديل المزاج وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضرر ، فقد ذكروا أنه ينبغي للمسافر أن يستصحب تراب أرضه إن عجز عن استصحاب مائها حتى إذا ورد المياه المختلفة جعل شيئا منه في سقائه ليأمن مضرة ذلك ". الشيخ : هذا غريب ، معكم شيء من الشام ؟. القارئ : لا يا شيخ . الشيخ : هذا ليس له أصل. القارئ : " ثم إن الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها . وقال التوربشتي كأن المراد بالتربة الإشارة إلى فطرة آدم والريقة الإشارة إلى النطفة كأنه تضرع بلسان الحال إنك اخترعت الأصل الأول من التراب ثم أبدعته منه من ماء مهين ، فهين عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته . وقال النووي قيل المراد بأرضنا أرض المدينة خاصة لبركتها ، وبعضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لشرف ريقه فيكون ذلك مخصوصا ، وفيه نظر . قوله يشفى سقيمنا ضبط بالوجهين بضم أوله على البناء للمجهول وسقيمنا بالرفع وبفتح أوله على أن الفاعل مقدر وسقيمنا بالنصب على المفعولية . تنبيه أخرج أبو داود والنسائي ما يفسر به الشخص المرقي وذلك في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن قيس بن شماس وهو مريض فقال : اكشف الباس رب الناس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه ثم صبه عليه ". الشيخ : هذا أيضا هذا مما يدل على أن له القراءة في الماء لها أصل ، لأنه أخذ ماء من بطحان ، بطحان اسم وادي هناك ، أعد الحديث. القارئ : " وذلك في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن قيس بن شماس وهو مريض فقال : اكشف الباس رب الناس ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه ثم صبه عليه ". الشيخ : الظاهر أن هذا الاستشفاء إنما يكون في القرحة وشبهها ، وربما يكون أيضا في المرض الموضعي ، أما في المرض العام كالحمى فلا أظن الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل هذا ، لأنه يلزم منه يمسح بهذا التراب بهذا الريق جميع البدن وهذا متعذر أو متعسر ، فيكون الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بهذا التراب ، يعني يبل ريقه بأصبعه ويضعها على التراب فتحمل التراب ، وهذا التراب أيضا يكون رطبا بواسطة الريق ، فإذا مسح به محل الجرح أو محل الألم الموضعي نفع بإذن الله . وتخصيص التراب بأرض المدينة والبعض بالنبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن حجر فيه نظر ، الظاهر أن هذا عام ، والله عز وجل قد يجعل الشفاء في مثل هذه الأمور . إي نعم.
السائل : شيخ لماذا لا يقال حتى في المرض العام ، مثلا الحمى أصلها من الرأس يوضع على الرأس مركز هذا المرض ؟. الشيخ : مو على كل حال الحمى قد تكون من الرأس قد تكون من وجع الظهر ، وقد تكون الحمى من جرح اشتد على الإنسان ويسخن من أجله. السائل : يوضع على أصل هذه الحمى. الشيخ : الظاهر رواية مسلم : ( جرح أو مرض ) يكون هذا المرض موضع الذي يمكن أن يلصق فيه الأصبع.