سلسلة الهدى والنور-543
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
بيان حال الدعوة السلفية في العراق والجماعات الأخرى، وكيفية الرد على الجماعات الأخرى ؟ (ذكر أسباب النصرة)
السائل : شيخنا الفاضل أريد أن أجعلك على بينة عن الدعوة السلفية في العراق .
الشيخ : حسنا
السائل : فالدعوة السلفية هي كما تعلم أنها دعوة توحيد الله وهي دعوة الأنبياء والرسل إلى جميع الأقوام وهؤلاء الأنبياء والرسل تعرضون من أقوامهم ما تعرضوا ونحن اليوم نحاول أن نتمسك بهؤلاء السلف الصالح من الأنبياء والرسل ومن اهتدى بهديهم من صحابتهم وهناك من يحاول متعمدا أن يهدم هذه المحاولات وكثيرون جدا ومن بينهم النصارى وبعض إخواننا المسلمين الذين أغوتهم الحياة الدنيا فتفرقوا إلى شيع وأحزاب ومن بينهم عندنا في العراق جماعة الإخوان المسلمين ، الذين يظهرون لنا أنهم الآن على عقيدة السلف ويسلكون منهج الحزبية والتحزب ويتهموننا بأننا قد أسقطنا أو أضعفنا فرضية الجهاد لأنهم مؤمنون بحمل السلاح ضد الطغيان من حكام وما شابههم ونحن نقول لهم بأننا على منهج التربية والتنقية الذي سمعناه من فضيلتكم على أشرطة التسجيل ، فنحن في خلاف معهم فأرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا ولهم هذا ، فأما الصوفية فأنت تعلم كم هم بعيدون عن عقيدتنا فهم يتهمونا أيضا بالتحزب وتفرقة المسلمين ويتهموننا وهابيون ولا نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون علينا تسمية السلفية ويقولون هذه التسمية هي تفرقة ، وأما المقلدون من أصحاب المذاهب فيقولون أننا أنتم لا زلتم في عقلكم القديم تنكرون علينا وتقولون هذه سنة وهذه بدعة فأرجو من فضيلتكم أن نسمع ونُسمع الناس في ردكم على هذه الفرق بارك الله فيك ؟
الشيخ : وفيكم بارك ، هذا السؤال يتضمن جوانب عديدة والذي ينبغي أن يعرفه كل مسلم مهما كان انتسابه ومهما كانت حزبيته أن يعرف حقائق لا ينبغي أن يكون هناك خلاف بين مسلمَين على وجه الأرض لأن الله عزّ وجل قد نص في القرآن الكريم على أن المسلمين إذا أرادوا أن يكونوا أعزة كما كان المسلمون الأولون فواجبهم الأول أن يحققوا الشرط الأساسي الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في آيات عدة ، ومن أشهرها قوله تبارك وتعالى (( إن تنصروا الله ينصركم )) فهذا شرط أن ينصر المسلمون ربنا عزّ وجل وليس ذلك إلا بنصر دينه لأن الله عزّ وجل هو القوي العزيز فليس بحاجة إلى جند ينصرونه على أعداءه تبارك وتعالى ، ولذلك كان من المتفق عليه بين علماء التفسير قاطبة أن المقصود بهذه الآية (( إن تنصروا الله )) أي دينه (( ينصركم )) أي على عدوكم ، هذا أمر ما أعتقد أن مسلما يؤمن بالله واليوم الآخر حقا يجهله فضلا عن أن يجادل فيه وكذلك السنة توضح هذا الشرط الأساسي المذكور في هذه الآية في بعض الأحاديث الصحيحة التي جرت عادتنا في مثل هذه المناسبة أن نذكّر بها كافة المسلمين ، من ذلك قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فإذًا الآية والحديث وما يشابههما من نصوص أخرى كلها تلتقي على أن المسلمين سوف يظلّون في ضعفهم وفي ذلهم ما لم يأخذوا بالشرط الذي اشترطه الله عز وجل لينصرهم الله على أعدائهم وهو أن يعودوا إلى دينهم ، وكما يقال التاريخ يعيد نفسه فالمسلمون الأولون الذين كانوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام ما نصرهم الله عزّ وجل إلا بسبب تمسكهم بهذا الشرط المذكور في هذه الآية وفي الحديث لكن الشيء الذي يجهاه كثير من الجماعات الإسلامية التي سميتَ بعضها آنفا هو أنهم يظنون أن الرجوع إلى الدين إنما هو الكلام الذي ليس فيه معنىً صحيح فمجرد أن يكون المسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يتوهمون إنو هذا يكفي ليستحقوا المشروط من الله عزّ وجل ألا وهو نصرهم على أعدائهم بينما الحقيقة التي يجب التنبيه عليها أن الله عزّ وجل حينما ذكر في القرآن الكريم في الآية المعروفة (( إن الدين عند الله الإسلام )) (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) فالدين الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ذكره هو الدين الذي ارتضاه ربنا عزّ وجل للمسلمين دينا وشريعة في العهد الأول وهو الذي أكمله الله عز وجل وامتنّ بذلك على عباده في الآية المعروفة (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) هذا الدين إذا فهم فهما صحيحا كان هو العلاج لرفع هذا الذل الذي ران مع الأسف الشديد على كل المسلمين لا نستثني منهم حكومة ولا شعبا والسبب أنهم انحرفوا عن هذا الدين الذي هو العلاج الذي ذكره الرسول عليه السلام في آخر الحديث السابق ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) ومما لا شك فيه أن الذي أشرتَ إليه أن الأصل في الإسلام هو التوحيد لا شك في ذلك ، لكن هذا من البداهة بمكان أنه لا يكفي لأن الإسلام شامل لكل أمور الحياة ويعالجها معالجة كاملة فلو فرضنا شعبا من الشعوب الإسلامية حققوا التوحيد ووقفوا عنده فذلك لا يعني أنهم يستحقون نصر الله بل عليهم أن يحيطوا بالدين أولا معرفة ثم تطبيقا كما قال تعالى (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله )) ولكن أساس كل هذه الأعمال هو التوحيد الخالص وإلا ذهب عمل المسلم هباءً منثورا كما قال ربنا عزّ وجل (( لئن أشركت ليحبطنّ عملك )) هذا خطاب للأمة المسلمة في شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فمحال أن يقع نبينا صلى الله عليه وسلم في شيء من الشرك وإنما الخطاب إلى كل فرد من أفراد الأمة (( لئن أشركت ليحبطنّ عملك )) ، وكما قال في حق المشركين (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا )) ومما لا شك فيه مع الأسف الشديد أن أكثر المسلمين اليوم هم بعيدون كل البعد عن التوحيد الصحيح .
الشيخ : حسنا
السائل : فالدعوة السلفية هي كما تعلم أنها دعوة توحيد الله وهي دعوة الأنبياء والرسل إلى جميع الأقوام وهؤلاء الأنبياء والرسل تعرضون من أقوامهم ما تعرضوا ونحن اليوم نحاول أن نتمسك بهؤلاء السلف الصالح من الأنبياء والرسل ومن اهتدى بهديهم من صحابتهم وهناك من يحاول متعمدا أن يهدم هذه المحاولات وكثيرون جدا ومن بينهم النصارى وبعض إخواننا المسلمين الذين أغوتهم الحياة الدنيا فتفرقوا إلى شيع وأحزاب ومن بينهم عندنا في العراق جماعة الإخوان المسلمين ، الذين يظهرون لنا أنهم الآن على عقيدة السلف ويسلكون منهج الحزبية والتحزب ويتهموننا بأننا قد أسقطنا أو أضعفنا فرضية الجهاد لأنهم مؤمنون بحمل السلاح ضد الطغيان من حكام وما شابههم ونحن نقول لهم بأننا على منهج التربية والتنقية الذي سمعناه من فضيلتكم على أشرطة التسجيل ، فنحن في خلاف معهم فأرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا ولهم هذا ، فأما الصوفية فأنت تعلم كم هم بعيدون عن عقيدتنا فهم يتهمونا أيضا بالتحزب وتفرقة المسلمين ويتهموننا وهابيون ولا نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون علينا تسمية السلفية ويقولون هذه التسمية هي تفرقة ، وأما المقلدون من أصحاب المذاهب فيقولون أننا أنتم لا زلتم في عقلكم القديم تنكرون علينا وتقولون هذه سنة وهذه بدعة فأرجو من فضيلتكم أن نسمع ونُسمع الناس في ردكم على هذه الفرق بارك الله فيك ؟
الشيخ : وفيكم بارك ، هذا السؤال يتضمن جوانب عديدة والذي ينبغي أن يعرفه كل مسلم مهما كان انتسابه ومهما كانت حزبيته أن يعرف حقائق لا ينبغي أن يكون هناك خلاف بين مسلمَين على وجه الأرض لأن الله عزّ وجل قد نص في القرآن الكريم على أن المسلمين إذا أرادوا أن يكونوا أعزة كما كان المسلمون الأولون فواجبهم الأول أن يحققوا الشرط الأساسي الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في آيات عدة ، ومن أشهرها قوله تبارك وتعالى (( إن تنصروا الله ينصركم )) فهذا شرط أن ينصر المسلمون ربنا عزّ وجل وليس ذلك إلا بنصر دينه لأن الله عزّ وجل هو القوي العزيز فليس بحاجة إلى جند ينصرونه على أعداءه تبارك وتعالى ، ولذلك كان من المتفق عليه بين علماء التفسير قاطبة أن المقصود بهذه الآية (( إن تنصروا الله )) أي دينه (( ينصركم )) أي على عدوكم ، هذا أمر ما أعتقد أن مسلما يؤمن بالله واليوم الآخر حقا يجهله فضلا عن أن يجادل فيه وكذلك السنة توضح هذا الشرط الأساسي المذكور في هذه الآية في بعض الأحاديث الصحيحة التي جرت عادتنا في مثل هذه المناسبة أن نذكّر بها كافة المسلمين ، من ذلك قول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فإذًا الآية والحديث وما يشابههما من نصوص أخرى كلها تلتقي على أن المسلمين سوف يظلّون في ضعفهم وفي ذلهم ما لم يأخذوا بالشرط الذي اشترطه الله عز وجل لينصرهم الله على أعدائهم وهو أن يعودوا إلى دينهم ، وكما يقال التاريخ يعيد نفسه فالمسلمون الأولون الذين كانوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام ما نصرهم الله عزّ وجل إلا بسبب تمسكهم بهذا الشرط المذكور في هذه الآية وفي الحديث لكن الشيء الذي يجهاه كثير من الجماعات الإسلامية التي سميتَ بعضها آنفا هو أنهم يظنون أن الرجوع إلى الدين إنما هو الكلام الذي ليس فيه معنىً صحيح فمجرد أن يكون المسلمون يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يتوهمون إنو هذا يكفي ليستحقوا المشروط من الله عزّ وجل ألا وهو نصرهم على أعدائهم بينما الحقيقة التي يجب التنبيه عليها أن الله عزّ وجل حينما ذكر في القرآن الكريم في الآية المعروفة (( إن الدين عند الله الإسلام )) (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) فالدين الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق ذكره هو الدين الذي ارتضاه ربنا عزّ وجل للمسلمين دينا وشريعة في العهد الأول وهو الذي أكمله الله عز وجل وامتنّ بذلك على عباده في الآية المعروفة (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) هذا الدين إذا فهم فهما صحيحا كان هو العلاج لرفع هذا الذل الذي ران مع الأسف الشديد على كل المسلمين لا نستثني منهم حكومة ولا شعبا والسبب أنهم انحرفوا عن هذا الدين الذي هو العلاج الذي ذكره الرسول عليه السلام في آخر الحديث السابق ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) ومما لا شك فيه أن الذي أشرتَ إليه أن الأصل في الإسلام هو التوحيد لا شك في ذلك ، لكن هذا من البداهة بمكان أنه لا يكفي لأن الإسلام شامل لكل أمور الحياة ويعالجها معالجة كاملة فلو فرضنا شعبا من الشعوب الإسلامية حققوا التوحيد ووقفوا عنده فذلك لا يعني أنهم يستحقون نصر الله بل عليهم أن يحيطوا بالدين أولا معرفة ثم تطبيقا كما قال تعالى (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله )) ولكن أساس كل هذه الأعمال هو التوحيد الخالص وإلا ذهب عمل المسلم هباءً منثورا كما قال ربنا عزّ وجل (( لئن أشركت ليحبطنّ عملك )) هذا خطاب للأمة المسلمة في شخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فمحال أن يقع نبينا صلى الله عليه وسلم في شيء من الشرك وإنما الخطاب إلى كل فرد من أفراد الأمة (( لئن أشركت ليحبطنّ عملك )) ، وكما قال في حق المشركين (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا )) ومما لا شك فيه مع الأسف الشديد أن أكثر المسلمين اليوم هم بعيدون كل البعد عن التوحيد الصحيح .
1 - بيان حال الدعوة السلفية في العراق والجماعات الأخرى، وكيفية الرد على الجماعات الأخرى ؟ (ذكر أسباب النصرة) أستمع حفظ
بيان التوحيد الصحيح وذكر ركنيه (الرد على الصوفية في قولهم بوحدة الوجود والقول بأن الله في كل مكان، وتقسيم الناس إلى عامة وخاصة)
الشيخ : ... ولسنا بحاجة للخوض في هذه القضية فيكفينا أن نذكر أمرين اثنين ، الأمر الأول يعرفه كثير من المثقفين الإسلاميين المثقفين ثقافة إسلامية صحيحة ألا وهو ابتعاد المنتسبين إلى التصوف عن التوحيد الصحيح حينما لا يؤمنون بأن هناك خالقا ومخلوقا وإنما هم يعتقدون بما يسمى بوحدة الوجود أي أن الخالق والمخلوق شيء واحد ولذلك يصرح بعض غلاتهم بأن شهادة أن لا إله إلا الله هذا توحيد العامة أما توحيد الخاصة فهو لا هو إلا هو ولذلك اختصروا أفضل الذكر بشهادة الأحاديث الصحيحة لا إله إلا الله أفضل الذكر لا إله إلا الله هذه الأفضلية إطلاقا وحصروها بوحدة الوجود لا هو إلا هو ثم اختصروا هذا المختصر إلى أن قالوا هو هو فلا شئ سواهُ ، إذًا هذا هو الإلحاد في دين الله باسم الإسلام ، فهذا يشمل غلاة الصوفية حقا لكن مقابل هذا انحراف يلتقي مع هذا الانحراف الجلي الخطير هناك انحراف في جماهير المذاهب الإسلامية الموجودة اليوم ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنهم يلتقون في عقيدة لهم مع هذا الانحراف الخطير ألا وهو قول من يسمون بالماتوريدية والأشعرية فضلا عن المعتزلة القدامى والشيعة الموجودة اليوم حيث أنهم يلتقون مع الشيعة القدامى فيما سأذكره من الإنحراف في العقيدة وعلى وجه الأرض اليوم طائفة من الخوارج الذين أرادوا أن يتميزوا وأن يخرجوا أنفسهم من الإنتماء إلى الخوارج ألا وهم الطائفة المعروفة بالإباضية كل هذه الجماعات وكل هذه المذاهب تلتقي مع الصوفية في القول بوحدة الوجود ولكن بعبارة برّاقة يظهرون التنزيه وهم في الحقيقة معطلون منكرون لوجود الله تبارك وتعالى أعني بهذا أن هؤلاء المسلمين ونسمع أثر عقيدتهم في المجالس العادية ألا وهو قولهم الله موجود في كل مكان ، الله موجود في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود ، هذا معناه القول بوحدة الوجود لأن العالم بكتاب الله وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم كما جاء في حديث عمران بن حصين في صحيح البخاري ( كان الله ولا شيء معه ) كان الله ولا شيء معه إذًا كان الله ولا خلق ولا شئ لا كرسي لا أرض لا شمس لا قمر ثم خلق السموات والأرض فحينما يقول هؤلاء بأن الله في كل مكان فمعنى ذلك إما أن يعطّلوا أن هناك خالقا وهناك مخلوقا فهذا هو التعطيل الذي كان يقع فيه المؤولة الذين يؤولون آيات الصفات وينكرون وجود الله تبارك وتعالى فوق المخلوقات كلها ، فسماهم السلف بالمعطلة أي إنهم يعطلون وجود الله حينما يقولون الله في كل مكان ، فإما أن يقولوا بأنه لا خالق ولا مخلوق وإنما هو شيء واحد فيعود رأيهم إلى القول بوحدة الوجود ، لكن ليس بصراحتهم المعهودة وإما أن يقولوا بضلالة النصارى وبأعم منها حيث أن النصارى قالوا بالأقانيم الثلاثة الأب والإبن والروح القدس وأن الله عز وجل حالٌّ في عيسى الذي ولد من بطن مريم ، ولكن هؤلاء الذين يحصرون الله في كل مكان هم أضل من النصارى الذين حصروا الله عزّ وجل في ثلاثة أقانيم ، ومن ضلال كبير الصوفية المصرح بوحدة الوجود ألا وهو المسمّى بمحيي الدين ابن عربي والذي كان بعض المشايخ في دمشق محيي الدين خطأ والصواب ممحي الدين فهو ليس محييا للدين إنما هو ممحيا للدين ، صرّح هذا الرجل فقال " إنما كفرت النصارى لأنهم حصروا الله في ثلاثة أشياء أما نحن - يعني نفسه - فقد عممناه في كل الوجود " ولذلك قالوا لا هو إلا هو ثم قالوا هو هو فلا شيء ، إذًا القول بأن الله عزّ وجل في كل مكان المخالف لنصوص السنة والقرآن يلتقي تماما مع القول بوحدة الوجود ولازم هذا القول إنكار الخالق سبحانه وتعالى كما تقوله الدهرية والشيوعية وأمثالهم ...
2 - بيان التوحيد الصحيح وذكر ركنيه (الرد على الصوفية في قولهم بوحدة الوجود والقول بأن الله في كل مكان، وتقسيم الناس إلى عامة وخاصة) أستمع حفظ
الكلام على المناقشة التي وقعت بين شيخ الإسلام وأهل البدع، وذكر حديث الجارية
الشيخ : ... ولذلك يعجبني كلمة قرأتها في التاريخ الإسلامي وبخاصة ما كان متعلقا منه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي كان له الفضل في نشر التوحيد الصحيح من عصره إلى هذا العصر ، وله الفضل الأكبر في انتشار عقيدة التوحيد في العصر الحاضر بعد أن أحيى هذا التوحيد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في البلاد النجدية ثم سرى خيرها إلى كثير من البلاد الإسلامية ، فقد كان أكثر علماء ذلك الزمان ضد دعوة ابن تيمية رحمه الله كدعوة في الرجوع إلى الكتاب والسنة بعامة وضد التوحيد الصحيح بخاصة ولذلك فكانوا دائما يقدمون الشكاوى إلى الأمراء وإلى الحكام في زمانه ولذلك كما تعلمون سجن في القلعة في دمشق وسجن في مصر وهكذا ، فيعجبني المناقشة التي ذكروها في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بينه وبين المشايخ الذين شكوه إلى الأمير أمير دمشق يومئذٍ ، فجمعهم مع شيخ الإسلام ابن تيمية وجرى النقاش بين يدي الأمير في مسألة الرحمن على العرش استوى فالعلماء يقولون بما ذكرنا آنفا أن الله عزّ وجل في كل مكان وشيخ الإسلام يقول بقولة السلف الصالح بأن الله عزّ وجل فوق المخلوقات كلها ، فكان ذلك الأمير مع أنه ليس مشهورا بالعلم كان ذكيا فقال في حق أولئك العلماء " هؤلاء قوم أضاعوا ربهم " أي حينما يقولون الله في كل مكان وليس على العرش استوى فهم أضاعوا ربهم ، هذه حقيقة يشهدها المؤمن بالله ورسوله حقا بأن الذين يقولون بأن الله عزّ وجل ليس له صفة العلو على المخلوقات وإنما هو في كل مكان أنهم أضاعوا ربهم لأنهم إذا سُئلوا أين الله قالوا هو في كل مكان مع أن الجارية التي هي جارية وعبدة لسيدها نظرا لكونها كانت تعيش في جو ممتلئ بالتوحيد الصحيح ، فلما امتحنها الرسول عليه السلام وسألها بقوله المعروف ( أين الله ) قالت في السماء ، أما العلماء فقد أضاعوا ربهم وجهلوا أنه إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إلى آيات كثيرة تؤدي إلى هذا المعنى ، لهذا يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله " بأن المجسم يعبد صنما والمعطل يعبد عدما " ، المعطل هو الذي ينفي الصفات الإلهية والتي منها الرحمن على العرش استوى ، إذًا الذين يقولون اليوم من المذاهب التي سبق أن ذكرناها من الماتوريدية والأشاعرة فضلا عن الشيعة فضلا عن الخوارج ومنهم الإباضية كل هؤلاء يلتقون في أن ينفوا عن الله عزّ وجل صفة العلو ويقولون الله في كل مكان ، إذًا هذا ينافي التوحيد إما لأنه يرجع إلى إنكار وجود الله عزّ وجل مطلقا وإما إلى الزيادة على النصارى في جعل الله عزّ وجل حالّا في خلقه ، تعالى ربنا عزّ وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا ... .
جهل أهل البدع في نبزهم أهل السنة بالوهابية .
الشيخ :... فإذًا لا بد لكل مسلم يريد أن ينهض بالمسلمين قبل كل شيء أن يفهم التوحيد الصحيح ثم لا نبالي ماذا يقولون يسموننا وهابية يسموننا مثلا رجعية هذا ما يهمنا ، ربنا عزّ وجل أدّبنا في شخص نبينا صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال (( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك )) فنحن نعلم من القرآن ومن السنة أن الكفار حينما بعث إليهم الرسول عليه السلام قالوا إنه ساحر إنه شاعر إنه كذّاب فمهما قيل فينا نحن الذين وُجدنا في هذا العصر وامتنّ الله علينا بالتمسك بالإسلام الصحيح مهما قيل فينا من كلمات فهي أهون بكثير مما قيل في الرسول عليه السلام من ناحيتين أولا شخصه أعلى وأسمى من كل مخلوق عند الله عزّ وجل ثم ما قيل في حقه أنه كذّاب وساحر ، الذي يقال فينا قالوا وهّابي ، إيش معنى وهابي ، رحم الله من قال :
" إن كان تابع أحمدٍ متوهبا *** فأنا المقر بأنني وهابي "
ثم من جهل هؤلاء ينبزوننا بلقب الوهابية قدحا وهو في الحقيقة ينقلب فينا لغة وواقعا مدحا لأن الوهابي هو المنسوب إلى الله لأن الله الوهاب لو قيل فلان ولي الله هذا مدح ولا قدح ، هذا مدح ، لكنّ الله عز وجل طمس على قلوبهم فهم لا يحسون بما يقولون ، يزعمون بأن كلمة وهابي نسبة للنجدي الذي جاء بدعوة التوحيد وبتحطيم القبور المبنية عليها خلافا للسنة المحمدية إنه إن اسمه عبد الوهاب والحقيقة اسمه محمد بن عبد الوهاب كما تعلمون جميعا ، لكنهم إذا انتبهوا أنهم لو قالوا نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب محمدي فهذه تزكية لكن ما دروا أنهم وقعوا في تزكية أكبر من الأولى حيث نسبونا إلى الوهاب وهو الله تبارك وتعالى ، لذلك فقد قال ذلك الشاعر في العصر الحاضر قياسا على قول الإمام الشافعي أظن هاللي قال :
" إن كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي " ، على هذا الوزان قال ذلك الرجل العالم العاقل :
"إن كان تابع أحمد متوهبا *** فأنا المقر بأنني وهابي " .
فإذًا ما ينبغي لأي مسلم هداه الله عزّ وجل لاتباع الحق أن يتأثر بما قد يقال فيه ، إذا كان الله قال لنبيه (( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك )) إذًا ما يقال لنا إلا ما قد قيل للصالحين من قبلنا ، فهم قدوتنا كما قلتَ في مطلع سؤالك ، المهم أن التوحيد هو أساس الإسلام ، لكن لا بد من أن أكرر ما قلتُ آنفا أنه لا ينبغي للمسلمين الذين هداهم الله عزّ وجل إلى النهج السليم أن يقفوا فقط عند التوحيد دراسة وعقيدة بل عليهم أن يُعنَوا بدراسة الإسلام من كل جوانبه وبذلك تصلح حياتهم حينما يطبقون العمل على العلم كما قال عزّ وجل (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) .
" إن كان تابع أحمدٍ متوهبا *** فأنا المقر بأنني وهابي "
ثم من جهل هؤلاء ينبزوننا بلقب الوهابية قدحا وهو في الحقيقة ينقلب فينا لغة وواقعا مدحا لأن الوهابي هو المنسوب إلى الله لأن الله الوهاب لو قيل فلان ولي الله هذا مدح ولا قدح ، هذا مدح ، لكنّ الله عز وجل طمس على قلوبهم فهم لا يحسون بما يقولون ، يزعمون بأن كلمة وهابي نسبة للنجدي الذي جاء بدعوة التوحيد وبتحطيم القبور المبنية عليها خلافا للسنة المحمدية إنه إن اسمه عبد الوهاب والحقيقة اسمه محمد بن عبد الوهاب كما تعلمون جميعا ، لكنهم إذا انتبهوا أنهم لو قالوا نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب محمدي فهذه تزكية لكن ما دروا أنهم وقعوا في تزكية أكبر من الأولى حيث نسبونا إلى الوهاب وهو الله تبارك وتعالى ، لذلك فقد قال ذلك الشاعر في العصر الحاضر قياسا على قول الإمام الشافعي أظن هاللي قال :
" إن كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي " ، على هذا الوزان قال ذلك الرجل العالم العاقل :
"إن كان تابع أحمد متوهبا *** فأنا المقر بأنني وهابي " .
فإذًا ما ينبغي لأي مسلم هداه الله عزّ وجل لاتباع الحق أن يتأثر بما قد يقال فيه ، إذا كان الله قال لنبيه (( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك )) إذًا ما يقال لنا إلا ما قد قيل للصالحين من قبلنا ، فهم قدوتنا كما قلتَ في مطلع سؤالك ، المهم أن التوحيد هو أساس الإسلام ، لكن لا بد من أن أكرر ما قلتُ آنفا أنه لا ينبغي للمسلمين الذين هداهم الله عزّ وجل إلى النهج السليم أن يقفوا فقط عند التوحيد دراسة وعقيدة بل عليهم أن يُعنَوا بدراسة الإسلام من كل جوانبه وبذلك تصلح حياتهم حينما يطبقون العمل على العلم كما قال عزّ وجل (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) .
الكلام على الإخوان المسلمين ومنهجهم، شرح حديث افتراق الأمة
الشيخ : ... أما الإخوان المسلمون الذين يصيحون بأعلى أصواتهم " والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا " أو كما يقولون فنحن نقول لهم : لقد مضى على دعوتكم قرابة قرن من الزمان وأنتم لا تزالون في مكانكم كما نقول نحن في سورية هناك تعبير عسكري " مكانك راوح " يعني الضابط ضابط سرية لما يأمر الجيش بالسير بقول إلى الأمام سر فبيمشوا على النظام العسكري ثم لما يريد أن يأمرهم بالوقوف بقول مكانك قف ، لكن لما يريد أن لا يقفوا جامدين إنما متحركين فيقول مكانك راوح فهم لا يتقدمون ولا يتأخرون ، هذا مثل الإخوان المسلمون ، ذلك لأنهم لا جاهدوا ولا تعلموا وعملوا فهم متخلفون جهادا مخالفين لدعواهم وعلما وعملا لأنهم لا علم عندهم ، وحسبهم أنهم ينكرون على من يدعو إلى اتباع الكتاب والسنة ويسمّون ذلك فرقة ودعوة إلى تفريق المسلمين ، وأنا أقول كلمة صريحة فعلا إن دعوتنا وهي دعوة الإسلام الحق هي تفرق لأن القرآن يفرّق ، ذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل فدعوتنا تفرق بين الحق والباطل ، بالتالي دعوتنا والتي هي دعوة الحق تفرق بين المحق والمبطل ، وهكذا فعل الرسول عليه السلام حينما جاء بدعوته كما يخبرنا التاريخ بأن الأب حارب ابنه والابن حارب أباه كل ذلك في سبيل التمسك بالإسلام الحق ، فإذًا لا غرابة بأن تكون دعوة الحق في زماننا هذا كما كانت في الزمن الأول وفي الأزمان كلها مفرقة بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل .
يتغافل هؤلاء الناس عن نصوص الكتاب والسنة التي تقول (( ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون )) (( ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون )) وتأتي السنة كما هي عادتها دائما وأبدا فتفصّل للمسلمين ما أُجمل أو اختصر في القرآن الكريم فمَن ، ما من أحد من هؤلاء وبخاصة من كان منهم ينتمي إلى أهل السّنة إلا وهو يشاركنا في الإيمان ببعض الأحاديث الصحيحة وفي علمه بها ولكنهم يتجاهلونها ولا يتجاوبون معها ، من ذلك مثلا حديث الفرق ، ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال - في الرواية المشهورة - هي الجماعة - وفي الرواية المفسرة لها قال - هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) إذًا المسلمون بهذا الخبر الصحيح سيتفرقون والواقع يؤكد هذا الخبر ، وليس بحاجة للخبر الصحيح أن يؤَكّد بالواقع لأنه قد يقع فيما يأتي من المستقبل لكنه وقع بعد وفاة الرسول عليه السلام بقليل من السنين حيث بدأ التفرق وبدأ التحزب إلى آخره ، فإذًا لماذا يتجاهل هؤلاء الناس هذا الخبر الصحيح أن المسلمين سيتفرقون وأن على المسلم الذي يريد أن يكون من الفرقة الناجية أن يعمل بما كان عليه الرسول عليه السلام والصحابة ، كذلك بهذا المعنى وهو أيضا معروف لدى المسلمين أهل السنة والجماعة زعموا أعني به حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولِّي عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وفي الحديث الآخر ( وكل ضلالة في النار ) إذًا الرسول صلى الله عليه وسلم يحذرنا من المحدثات من الأمور ونحن اليوم حين نحذر المسلمين من مخالفة سيد المرسلين وفي ارتكاب البدع التي عمّت وطمّت بلاد الإسلام يقولون لنا تفرقون بين المسلمين ، الحقيقة أن هؤلاء يريدون أن يعالجوا ذل المسلمين ليس على مذهب سيد المرسلين الذي وصف الداء والدواء في حديث العينة ( إذا تبايعتم بالعينة ) هذا داء ( وأخذتم أذناب البقر ) داء ( ورضيتم بالزرع ) داء ( وتركتم الجهاد في سبيل الله ) داء ، الجزاء ( سلط الله عليكم ذلا ) العلاج ( لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فمعنى الرجوع إلى الدين أمر عظيم جدا يغفل عنه هؤلاء الحزبيين أو المذهبيين أو الصوفيين أو غيرهم ، الرجوع إلى الدين يتطلب من علماء المسلمين أمرين اثنين عظيمين جدا أحدهما دراسة الإسلام دراسة صحيحة ، لأن بيننا وبين الدين الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام أربعة عشر قرنا وقد دخل فيه ما لم يكن منه سواء ما كان في العقائد أو ما كان في الأحكام والفقه أو ما كان في السلوك ، دخل في هذه الأمور كلها ما لم يكن مشروعا في العهد الأول ، فإذًا لا بد للعلماء من أن يأخذوا الغرابيل وأن يصفوا هذا الإسلام مما فيه من دخيل ، كما قد جاء عن بعض علماء الحديث حينما قيل له أن فلانا الزنديق حينما ألقي عليه القبض ورأى أن أمامه القتل أراد أن يروي غيظ قلبه فقال أنا لا أموت إلا وقد وضعت على نبيكم خمسة آلاف حديث فقال ذلك العالم المحدث : كذب عدو الله ، كيف وفلان وفلان من المحدثين قد أخذوا الغرابيل وهم يصفون هذه الأحاديث يخرجونها من الأحاديث الصحيحة هكذا يجب على علماء المسلمين في هذا الزمان أن يغربلوا الإسلام مما دخل فيه من كل الجوانب التي أشرت إليها في العقيدة في الاحكام في السلوك في الأخلاق ونحو ذلك ، ثم الشئ الثاني وهذا ما أكني الشئ الأول أكني عنه بتصفية الإسلام لا بد من التصفية الشيء الثاني تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى ، فأين الآن الإسلام المصفى عند هذه الجماعات التي تعارض دعوة الحق بل وتزعم أنها تفرق ، وأنا أشهد أنها تفرق فعلا بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.
يتغافل هؤلاء الناس عن نصوص الكتاب والسنة التي تقول (( ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون )) (( ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون )) وتأتي السنة كما هي عادتها دائما وأبدا فتفصّل للمسلمين ما أُجمل أو اختصر في القرآن الكريم فمَن ، ما من أحد من هؤلاء وبخاصة من كان منهم ينتمي إلى أهل السّنة إلا وهو يشاركنا في الإيمان ببعض الأحاديث الصحيحة وفي علمه بها ولكنهم يتجاهلونها ولا يتجاوبون معها ، من ذلك مثلا حديث الفرق ، ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال - في الرواية المشهورة - هي الجماعة - وفي الرواية المفسرة لها قال - هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) إذًا المسلمون بهذا الخبر الصحيح سيتفرقون والواقع يؤكد هذا الخبر ، وليس بحاجة للخبر الصحيح أن يؤَكّد بالواقع لأنه قد يقع فيما يأتي من المستقبل لكنه وقع بعد وفاة الرسول عليه السلام بقليل من السنين حيث بدأ التفرق وبدأ التحزب إلى آخره ، فإذًا لماذا يتجاهل هؤلاء الناس هذا الخبر الصحيح أن المسلمين سيتفرقون وأن على المسلم الذي يريد أن يكون من الفرقة الناجية أن يعمل بما كان عليه الرسول عليه السلام والصحابة ، كذلك بهذا المعنى وهو أيضا معروف لدى المسلمين أهل السنة والجماعة زعموا أعني به حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولِّي عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وفي الحديث الآخر ( وكل ضلالة في النار ) إذًا الرسول صلى الله عليه وسلم يحذرنا من المحدثات من الأمور ونحن اليوم حين نحذر المسلمين من مخالفة سيد المرسلين وفي ارتكاب البدع التي عمّت وطمّت بلاد الإسلام يقولون لنا تفرقون بين المسلمين ، الحقيقة أن هؤلاء يريدون أن يعالجوا ذل المسلمين ليس على مذهب سيد المرسلين الذي وصف الداء والدواء في حديث العينة ( إذا تبايعتم بالعينة ) هذا داء ( وأخذتم أذناب البقر ) داء ( ورضيتم بالزرع ) داء ( وتركتم الجهاد في سبيل الله ) داء ، الجزاء ( سلط الله عليكم ذلا ) العلاج ( لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فمعنى الرجوع إلى الدين أمر عظيم جدا يغفل عنه هؤلاء الحزبيين أو المذهبيين أو الصوفيين أو غيرهم ، الرجوع إلى الدين يتطلب من علماء المسلمين أمرين اثنين عظيمين جدا أحدهما دراسة الإسلام دراسة صحيحة ، لأن بيننا وبين الدين الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام أربعة عشر قرنا وقد دخل فيه ما لم يكن منه سواء ما كان في العقائد أو ما كان في الأحكام والفقه أو ما كان في السلوك ، دخل في هذه الأمور كلها ما لم يكن مشروعا في العهد الأول ، فإذًا لا بد للعلماء من أن يأخذوا الغرابيل وأن يصفوا هذا الإسلام مما فيه من دخيل ، كما قد جاء عن بعض علماء الحديث حينما قيل له أن فلانا الزنديق حينما ألقي عليه القبض ورأى أن أمامه القتل أراد أن يروي غيظ قلبه فقال أنا لا أموت إلا وقد وضعت على نبيكم خمسة آلاف حديث فقال ذلك العالم المحدث : كذب عدو الله ، كيف وفلان وفلان من المحدثين قد أخذوا الغرابيل وهم يصفون هذه الأحاديث يخرجونها من الأحاديث الصحيحة هكذا يجب على علماء المسلمين في هذا الزمان أن يغربلوا الإسلام مما دخل فيه من كل الجوانب التي أشرت إليها في العقيدة في الاحكام في السلوك في الأخلاق ونحو ذلك ، ثم الشئ الثاني وهذا ما أكني الشئ الأول أكني عنه بتصفية الإسلام لا بد من التصفية الشيء الثاني تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى ، فأين الآن الإسلام المصفى عند هذه الجماعات التي تعارض دعوة الحق بل وتزعم أنها تفرق ، وأنا أشهد أنها تفرق فعلا بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.
الكلام على المقلدة وذم التقليد
الشيخ : ... أما المقلدون فهؤلاء ينبغي ألا نهتم بهم كثيرا لأنهم حكموا على أنفسهم بالجهل ، لأن التقليد عند العلماء جميعا هو ألا يستعمل الإنسان عقله وعلمه وأن يقلد غيره وأن يسلم له تسليما وهذا نوع من الشرك الذي وقع فيه جماهير المسلمين وهم لا يشعرون ، لمَ ؟ - وعليكم السلام ورحمة الله - ، لأن الله عزّ وجل ذكر عن النصارى شيئا من شركهم حين قال عز وجل (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم )) النوع الأول الشرك في الرهبان النوع الثاني الشرك في المسيح عليه الصلاة والسلام ، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، جاء في كتب الحديث والسيرة النبوية أن عدي بن حاتم الطائي كان من العرب القليلين الذين تثقفوا وقرؤوا وكتبوا فأوداه ذلك إلى أن آمن بالنصرانية وتدين بها وزار النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عنقه الصليب فوعظه الرسول عليه السلام وذكره بالله عز وجل وتوحيده حتى هداه الله للإسلام وأسلم وحسن إسلامه وهو الآن من مشاهير الصحابة الكرام ، في بعض المجالس لما تلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية أشكلت على عدي بن حاتم الطائي قال يا رسول الله - بناء على فهمه للآية - ما اتخذناهم أربابا من دون الله كيف هذا قال له عليه السلام مبينا له ( ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالا حللتموه ) وعلى العكس ( إذا حللوا .. حللتموه ) قال ( أما هذا فقد كان قال فذلك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله ) ، إذًا هذا التقليد الأعمى حذرنا منه الإسلام في هذه الآية التي حكاها عن النصارى حتى لا نسير مسيرتهم ولا نتشبه بهم وقد حذرنا الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث عن ذلك بمبدأ عام ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) فالنصارى قلدوا والمسلمون قلدوا ، كان من الواجب على المسلمين أمران اثنان يتضمنهما شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لو أن إنسانا كافرا أراد أن يدخل في دين الإسلام فشهد لله عزّ وجل بأنه لا إله غيره لكنه لم يؤمن بمحمد رسولا ما تفيده شهادة التوحيد شيئا فلا بد من الجمع بين الشهادتين لا إله إلا الله محمد رسول الله فأنا أقول أن الشهادة الأولى كما تتضمن توحيدَ الله عزّ وجل في عبادته فالشهادة الأخرى تتضمن إفراد النبي في اتباعه ، كما أن الشهادة الأولى تتضمن توحيد الله في عبادته فمن عبد غير الله فقد أشرك ولو أنه آمن بأنه هو الخالق الرازق المحيي المميت لأن المشركين كانوا يؤمنون هذا الإيمان ولكن كانوا في الوقت نفسه يعبدون غير الله ، فهذه الشهادة الطيبة لا إله إلا الله تعطينا بأنه من عبد غير الله فلم يؤمن بالله ، كذلك من اتّبع غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفرده في الاتباع فما تفيده شهادة أن محمدا رسول الله شيئا إطلاقا ، وهذا يؤكده بعض الآيات القرآنية التي منها مثلا قوله عزّ وجل (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) فالآية الأخرى إللي بتقول ويسلموا تسليما .
علي الحلبي : ومن يشاقق الرسول؟
الشيخ : لأ
علي الحلبي : فلا وربك لا يؤمنون
الشيخ : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) هذا التسليم للنبي؟ الكريم إذا نقل عنه إلى غيره فهو كفر بشهادة أن محمدا رسول الله ، فهنا نستطيع أن نقول توحيدان توحيد لله في عبادته وتوحيد للرسول في اتباعه فمن أخلّ بأحد التوحيدين فهو لم يؤمن بالله ورسوله إيمانا صادقا ، إذًا هؤلاء المقلدون ينبغي الحقيقة ألا نعبأ بهم من جهة وأن نشفق عليهم من جهة أخرى لأنهم مرضى حيث أنهم قلبوا الحقيقة القرآنية سواءً ذلك في توحيد الله وحده لا شريك له أو في اتباعهم واستسلامهم لغير نبيهم الذي كان واجبا أن يسلموا له تسليما كما سبق ذكره في الآية الأخيرة ، ما أدري إذا كان بقي عندك شيء في سؤالك .
علي الحلبي : ومن يشاقق الرسول؟
الشيخ : لأ
علي الحلبي : فلا وربك لا يؤمنون
الشيخ : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) هذا التسليم للنبي؟ الكريم إذا نقل عنه إلى غيره فهو كفر بشهادة أن محمدا رسول الله ، فهنا نستطيع أن نقول توحيدان توحيد لله في عبادته وتوحيد للرسول في اتباعه فمن أخلّ بأحد التوحيدين فهو لم يؤمن بالله ورسوله إيمانا صادقا ، إذًا هؤلاء المقلدون ينبغي الحقيقة ألا نعبأ بهم من جهة وأن نشفق عليهم من جهة أخرى لأنهم مرضى حيث أنهم قلبوا الحقيقة القرآنية سواءً ذلك في توحيد الله وحده لا شريك له أو في اتباعهم واستسلامهم لغير نبيهم الذي كان واجبا أن يسلموا له تسليما كما سبق ذكره في الآية الأخيرة ، ما أدري إذا كان بقي عندك شيء في سؤالك .
ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور ؟
السائل : في سؤال ثاني شيخنا .
الشيخ : نعم .
السائل : في مدينتنا مدينة الموصل إللي تكون في شمال العراق مساجد مبنية على قبور ، يزعمون أنها قبور أنبياء هناك جامع النبي شيت وجامع النبي يونس وجامع النبي جرجيس وجامع الخضر وإبراهيم الخليل وجامع دانيال .
الشيخ : شاركتونا لكان .
السائل : نعم ههههه .
الشيخ : إبراهيم الخليل عنّا .
السائل : هذا إبراهيم الخليل يكون في أقصى الشمال يعني الحدود العراقية التركية .
الشيخ : منطقة إبراهيم الخليل مزار يعبد هناك ، أي نعم .
السائل : فما حكم هذه المساجد وما حكم من صلى أو يصلي بها ، وهل يصلى في مسجد فيه قبر بارك الله فيكم ؟
الشيخ : الجواب طبعا لا تجوز الصلاة في مسجد مبني على القبر ولا فرق بين أن يكون المسجد في داخل المسجد مما يسمى بالحرم أو خارجه مما يسمى بصحن المسجد ، كما أنه لا فرق بين أن يكون القبر شرقي أو غربي أو جنوب أو شمال المسجد ، لأن كون القبر في المسجد شيء وكون الصلاة إلى القبر شيء آخر فإذا كان هناك أرض ليست مسجدا وصلى فيها المصلي وهناك قبر عن يمينه أو عن يساره بعيدا عنه فحين ذاك الصلاة في تلك الأرض جائزة ما دام أنه غير مستقبل للقبر ، لأنه في هذه الحالة يصدق فيه ( وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره ) فالأرض كلها مسجد لكن يستثنى من هذه الكلية ما ثبت النهي عنه في السّنة المحمدية ، ففي الأرض التي لم تحول إلى مسجد أي لم يبنَ عليها مسجد فالصلاة في هذه الأرض جائزة ولو كان فيها قبر ما لم يكن متوجها إلى القبر لأنو هذا الإستثناء فيه حديث صحيح وصريح بل أحاديث من أشهرها قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) فهذا حكم الأرض التي فيها قبر ، تجوز الصلاة في هذه الأرض ما لم يستقبل القبر ، أما الأرض التي بني عليها مسجد وفيها قبر ففي أي جهة من المسجد كان هذا القبر فهو يجعل هذا المسجد مما يمنع الصلاة فيه ، لا فرق كما قلنا آنفا بين أن يكون قبلي المسجد أو شرقي أو غربي أو جنوبه أو شماله ، ذلك لأن الأحاديث التي جاءت تنهى عن اتخاذ المساجد على القبور هي مطلقة لم تفرق بين أن يكون القبر في جهة القبلة أو في دبر القبلة أو في أي جهة أخرى ، ولعلكم اطّلعتم على رسالة قديمة لي كنت سميتها بـ " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ففيها ما تيسر لي يومئذٍ من الأحاديث الكثيرة في التحذير من بناء المساجد على القبور ومن أهمها دلالة على هذا الموضوع وقطعا لوساوس بعض المبتدعة الذين كلما وجدوا حديثا يصدم بدعتهم حاولوا التخلص والتملص منه بطريقة أو بأخرى ، فمثلا يتخلصون من قوله عليه السلام ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياء مساجد ) فيقولون هذا حكم خاص باليهود والنصارى نحن مانّا لا يهود ولا نصارى ، فيأتي الحديث الذي أردت أن أذكره لأنه يتعلق بهذه الأمة حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لا تقوم الساعة ، لا تقوم الساعة - أي نعم - إلا على شرار الخلق وإلا على الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) هذا يتعلق بالأمة الإسلامية.
لكن هنا نقطة لا بد من بيانها ألا وهي أن النهي عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور كالنهي عن الصلاة في الأوقات المحرمة ، فهي من باب سد الذريعة ، وكما أن الأوقات المنهي عن الصلاة فيها دخلها قليل أو كثير من التخصيص ، فأنا أرى استنباطا واجتهادا أن المسجد المبني على القبر أنه يمكن أن تجوز الصلاة فيه في بعض الظروف الاستثنائية ، مثلا : بينما رجل يمشي في طريقه إلى داره إلى عمله إذا به يسمع الآذان وهو يعلم إنو هذا المسجد فيه قبر ؟ وأنه يجب عليه ألا يقصد هذا المسجد بالصلاة فيه ، ولكن هو بين أن يدخل ويصلي فيه وبين أن تفوته صلاة الجماعة فإذا دار الأمر بين هذين الأمرين تغلب وجوب فرضية صلاة الجماعة على تحريم الصلاة في المسجد المبني على القبر ، ذلك لأن النهي عن الصلاة في المسجد المبني على القبر من باب سد الذريعة كما أنو الصلاة في الأوقات المكروهة من باب سد الذريعة لكن إذا ادّاركه الوقت ولم يكن هناك إمكان إلا أن يدع الصلاة حتى يخرج الوقت كله أو أن يصلي في وقت الكراهة فهذا أولى من أن يضيّع الصلاة بالكلية ، كذلك كذلك إذا دار الأمر بين أن يضيع فريضة صلاة الجماعة وبين أن يصلي في مسجد الكراهة فرُجحت الصلاة في هذا المسجد على أن يصلي وحده في بيته أو في مكان آخر وهذا بطبيعة الحال معناه أو هذه الصورة إنما نعني بها أنه إذا لم يكن في علمه أو لم يكن في استطاعته أن يدرك الصلاة مع الجماعة في مسجد آخر ليس فيه قبر ، ولذلك كان البحث أنه بين أحد أمرين إما أن يصلي في هذا المسجد لإدراك صلاة الجماعة وإما أن تفوته صلاة الجماعة كلاهما شرٌ لكن المسلم إذا وقع بين شرّين اختار أقلهما ضررا وشرا ، هذا يجب أن نلاحظه لأنني أعرف بتجربتي الخاصة أن كثيرا من إخواننا السلفيين لا يلاحظون هذا التفريق ، فمجرد أن يعلموا أن مسجدا فيه قبر لا يصلون فيه ولو فاتتهم صلاة الجماعة ، هذا خطأ ، وأنا أتحدث بهذا الحديث تذكرت كلمة جاء في سؤالك الأول وكنت أشعر في نهاية انتهائي من الإجابة إنو كأنو كان في نقص في الجواب ، الآن تذكرته ، ذكرتَ بارك الله فيك في سؤالك الأول أنهم ينكرون علينا أن نسمي أنفسنا بالسلفيين وأن هذا تفريق فهذه النقطة يجب أن أُدلي برأيي فيها لأنها في الحقيقة مسألة هامة ، لا يعرفها كثير من إخواننا السلفيين فضلا عن أولئك ال...
الشيخ : نعم .
السائل : في مدينتنا مدينة الموصل إللي تكون في شمال العراق مساجد مبنية على قبور ، يزعمون أنها قبور أنبياء هناك جامع النبي شيت وجامع النبي يونس وجامع النبي جرجيس وجامع الخضر وإبراهيم الخليل وجامع دانيال .
الشيخ : شاركتونا لكان .
السائل : نعم ههههه .
الشيخ : إبراهيم الخليل عنّا .
السائل : هذا إبراهيم الخليل يكون في أقصى الشمال يعني الحدود العراقية التركية .
الشيخ : منطقة إبراهيم الخليل مزار يعبد هناك ، أي نعم .
السائل : فما حكم هذه المساجد وما حكم من صلى أو يصلي بها ، وهل يصلى في مسجد فيه قبر بارك الله فيكم ؟
الشيخ : الجواب طبعا لا تجوز الصلاة في مسجد مبني على القبر ولا فرق بين أن يكون المسجد في داخل المسجد مما يسمى بالحرم أو خارجه مما يسمى بصحن المسجد ، كما أنه لا فرق بين أن يكون القبر شرقي أو غربي أو جنوب أو شمال المسجد ، لأن كون القبر في المسجد شيء وكون الصلاة إلى القبر شيء آخر فإذا كان هناك أرض ليست مسجدا وصلى فيها المصلي وهناك قبر عن يمينه أو عن يساره بعيدا عنه فحين ذاك الصلاة في تلك الأرض جائزة ما دام أنه غير مستقبل للقبر ، لأنه في هذه الحالة يصدق فيه ( وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجده وطهوره ) فالأرض كلها مسجد لكن يستثنى من هذه الكلية ما ثبت النهي عنه في السّنة المحمدية ، ففي الأرض التي لم تحول إلى مسجد أي لم يبنَ عليها مسجد فالصلاة في هذه الأرض جائزة ولو كان فيها قبر ما لم يكن متوجها إلى القبر لأنو هذا الإستثناء فيه حديث صحيح وصريح بل أحاديث من أشهرها قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) فهذا حكم الأرض التي فيها قبر ، تجوز الصلاة في هذه الأرض ما لم يستقبل القبر ، أما الأرض التي بني عليها مسجد وفيها قبر ففي أي جهة من المسجد كان هذا القبر فهو يجعل هذا المسجد مما يمنع الصلاة فيه ، لا فرق كما قلنا آنفا بين أن يكون قبلي المسجد أو شرقي أو غربي أو جنوبه أو شماله ، ذلك لأن الأحاديث التي جاءت تنهى عن اتخاذ المساجد على القبور هي مطلقة لم تفرق بين أن يكون القبر في جهة القبلة أو في دبر القبلة أو في أي جهة أخرى ، ولعلكم اطّلعتم على رسالة قديمة لي كنت سميتها بـ " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ففيها ما تيسر لي يومئذٍ من الأحاديث الكثيرة في التحذير من بناء المساجد على القبور ومن أهمها دلالة على هذا الموضوع وقطعا لوساوس بعض المبتدعة الذين كلما وجدوا حديثا يصدم بدعتهم حاولوا التخلص والتملص منه بطريقة أو بأخرى ، فمثلا يتخلصون من قوله عليه السلام ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياء مساجد ) فيقولون هذا حكم خاص باليهود والنصارى نحن مانّا لا يهود ولا نصارى ، فيأتي الحديث الذي أردت أن أذكره لأنه يتعلق بهذه الأمة حيث قال عليه الصلاة والسلام ( لا تقوم الساعة ، لا تقوم الساعة - أي نعم - إلا على شرار الخلق وإلا على الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) هذا يتعلق بالأمة الإسلامية.
لكن هنا نقطة لا بد من بيانها ألا وهي أن النهي عن الصلاة في المساجد المبنية على القبور كالنهي عن الصلاة في الأوقات المحرمة ، فهي من باب سد الذريعة ، وكما أن الأوقات المنهي عن الصلاة فيها دخلها قليل أو كثير من التخصيص ، فأنا أرى استنباطا واجتهادا أن المسجد المبني على القبر أنه يمكن أن تجوز الصلاة فيه في بعض الظروف الاستثنائية ، مثلا : بينما رجل يمشي في طريقه إلى داره إلى عمله إذا به يسمع الآذان وهو يعلم إنو هذا المسجد فيه قبر ؟ وأنه يجب عليه ألا يقصد هذا المسجد بالصلاة فيه ، ولكن هو بين أن يدخل ويصلي فيه وبين أن تفوته صلاة الجماعة فإذا دار الأمر بين هذين الأمرين تغلب وجوب فرضية صلاة الجماعة على تحريم الصلاة في المسجد المبني على القبر ، ذلك لأن النهي عن الصلاة في المسجد المبني على القبر من باب سد الذريعة كما أنو الصلاة في الأوقات المكروهة من باب سد الذريعة لكن إذا ادّاركه الوقت ولم يكن هناك إمكان إلا أن يدع الصلاة حتى يخرج الوقت كله أو أن يصلي في وقت الكراهة فهذا أولى من أن يضيّع الصلاة بالكلية ، كذلك كذلك إذا دار الأمر بين أن يضيع فريضة صلاة الجماعة وبين أن يصلي في مسجد الكراهة فرُجحت الصلاة في هذا المسجد على أن يصلي وحده في بيته أو في مكان آخر وهذا بطبيعة الحال معناه أو هذه الصورة إنما نعني بها أنه إذا لم يكن في علمه أو لم يكن في استطاعته أن يدرك الصلاة مع الجماعة في مسجد آخر ليس فيه قبر ، ولذلك كان البحث أنه بين أحد أمرين إما أن يصلي في هذا المسجد لإدراك صلاة الجماعة وإما أن تفوته صلاة الجماعة كلاهما شرٌ لكن المسلم إذا وقع بين شرّين اختار أقلهما ضررا وشرا ، هذا يجب أن نلاحظه لأنني أعرف بتجربتي الخاصة أن كثيرا من إخواننا السلفيين لا يلاحظون هذا التفريق ، فمجرد أن يعلموا أن مسجدا فيه قبر لا يصلون فيه ولو فاتتهم صلاة الجماعة ، هذا خطأ ، وأنا أتحدث بهذا الحديث تذكرت كلمة جاء في سؤالك الأول وكنت أشعر في نهاية انتهائي من الإجابة إنو كأنو كان في نقص في الجواب ، الآن تذكرته ، ذكرتَ بارك الله فيك في سؤالك الأول أنهم ينكرون علينا أن نسمي أنفسنا بالسلفيين وأن هذا تفريق فهذه النقطة يجب أن أُدلي برأيي فيها لأنها في الحقيقة مسألة هامة ، لا يعرفها كثير من إخواننا السلفيين فضلا عن أولئك ال...
اضيفت في - 2004-08-16