تفسير سورة آل عمران-02b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
من كان في أسنانه اختلاف قصر أو طول فهل له أن يعدلها أم يدخل في التغيير.؟
الشيخ : أي نعم الميل الذي عليه يجوز ،
السائل : إذا كان فيه ضرر
الشيخ : لاسيما إن كان منه ضرر، كذلك بنسبة الأسنان إذا كان اختلافها اختلافا مشوها فلا بأس بتعديله ، لكن إذا كان اختلافها اختلافا يسيرا لكن يريدون أن تكون كسن واحد فهذا لا يجوز هذا من جنس الوشم ، هذا الوشم .
الشيخ : التغيير المأمور به مأمور به ، فالختان مثلا تغيير لخلق الله فهو مأمور به ، إزالة الشارب تغيير لخلق الله وهو مأمور به .
الشيخ : نعم أن الشارع لا يمنع الإنسان من إزالة الشيء التي يعتبر عيبا عند الناس . قص الشارب الآن هي العمدة في هذه المسألة .
الشيخ : هذا الذي وضع الآن ما هو تكميل له ؟ نعم فجعل له تكميلا ، هذا إذا أزال يكون تكميلا له، لأن الناس الآن يعتبرون الذي فيه زيادة يعتبرونه عيبا، فهو مزيل لعيب .
السائل : إذا كان فيه ضرر
الشيخ : لاسيما إن كان منه ضرر، كذلك بنسبة الأسنان إذا كان اختلافها اختلافا مشوها فلا بأس بتعديله ، لكن إذا كان اختلافها اختلافا يسيرا لكن يريدون أن تكون كسن واحد فهذا لا يجوز هذا من جنس الوشم ، هذا الوشم .
الشيخ : التغيير المأمور به مأمور به ، فالختان مثلا تغيير لخلق الله فهو مأمور به ، إزالة الشارب تغيير لخلق الله وهو مأمور به .
الشيخ : نعم أن الشارع لا يمنع الإنسان من إزالة الشيء التي يعتبر عيبا عند الناس . قص الشارب الآن هي العمدة في هذه المسألة .
الشيخ : هذا الذي وضع الآن ما هو تكميل له ؟ نعم فجعل له تكميلا ، هذا إذا أزال يكون تكميلا له، لأن الناس الآن يعتبرون الذي فيه زيادة يعتبرونه عيبا، فهو مزيل لعيب .
ما حكم من يلحن في القرآن فيقول بسم الله الرحيم الرحمن.؟
السائل : هل يجوز أن يقول: بسم الله الرحيم الرحمن، بدلا من بسم الله الرحمن الرحيم ؟
الشيخ : قصده التلاوة بخلاف القرآن أو لا ؟ إذا كان قصده التلاوة فحرام ، لأن القرآن مركب في كلماته ، ومركب في آياته أيضا .
السائل : شيخ جزاك الله خير هناك من قال: (( وأخر متشابهات )) أنها في الأسماء والصفات ؟
الشيخ : سيأتي إن شاء الله هذا في الفوائد .
الشيخ : قصده التلاوة بخلاف القرآن أو لا ؟ إذا كان قصده التلاوة فحرام ، لأن القرآن مركب في كلماته ، ومركب في آياته أيضا .
السائل : شيخ جزاك الله خير هناك من قال: (( وأخر متشابهات )) أنها في الأسماء والصفات ؟
الشيخ : سيأتي إن شاء الله هذا في الفوائد .
تتمة تفسير الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ... )) .
(( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ))
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)) سبق لنا أن الله سبحانه وتعالى بين أنه قسم القرآن إلى قسمين: آيات محكمات أي واضحات المعنى لا يخفى معناهن على أحد، والثاني: آيات مشتبهات فيهن خفاء في الدلالة أو في التعارض بينهن وبين غيرهن ، أو غير ذلك من أسباب التشابه، وهذه الآيات المتشابهات ينقسم الناس فيها إلى قسمين: قسم في قلوبهم زيغ، أي ميل عن الحق، فهؤلاء اتبعوا المتشابه، وصاروا يأتون بالمتشابه يلبسون به على الناس وابتغاء الفتنة، وذلك ((ابتغاء تأويله)) أي طلب تأويله لما يريدون هم لا لما يريد الله عزوجل، وهذا كثير كل أهل البدع من الرافضة والخوارج والمتزلة والجهمية وغيرهم كلهم اتبعوا ما تشابه منه، كلهم اتبعوا ما تشابه منه لكن منهم مقل ومستكثر، فهؤلاء يتبعون المتشابه لهذين الغرضين، أو لأحدهما، ما هما؟ ابتغاء الفتنة أي سد الناس عن دين الله، لأن الفتنة بمعنى السد عن دين الله كما قال الله تعالى: (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )) فتنوهم يعني سدوهم عن دين الله ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم . (( وابتغاء تأويله )) أي طلب تأويله لما يريدون هم، يفسرونه على مرادهم لا على مراد الله سبحانه وتعالى . وسبق لنا أن قوله: (( وأخر )) ليست معطوفة على قوله: (( آيات )) (( منه آيات محكمات )) لفساد المعنى ، وأن أخر مبتدأ خبره محذوف ، يعني: ومنه أخر متشابهات ، وذكرنا له نظيرا وهو قوله تعالى: (( فمنهم شقي وسعيد )) فإن سعيد هنا ليست معطوفة على شقي ، لأنها لو كانت معطوفة عليه لفسد التقسيم ، ولكن التقدير: منهم شقي ومنهم سعيد ، هذا أيضا: منه آيات محكمات ، ومنه أخر متشابهات . الاشتباه قلنا: إنه الاشتباه في المعنى، يكون المعنى غير واضح ، أو اشتباه في العارض يظن الظان أن القرآن يعارض بعضه بعضا وذكرنا من ذلك أمثلة فيما سبق ،
الطالب : ما ذكرنا شيخ ؟
الشيخ : كيف ما ذكرنا ؟ ذكرنا أمثلة وأجبنا عنهن، قلنا: لا يمكن أبدا أن يكون في القرآن شيء من التعارض إطلاقا، لا يمكن، لأن الله يقول: (( لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) يعني ولما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف، فهو يصدق بعضه بعضا، ولكن التعارض الذي ما يفهمه من يفهمه من الناس يكون إما لقصور في العلم، أو قصور في الفهم هذا اثنين، أو تقصير في التدبر هذه ثلاثة، أو سوء ظن من حيث يظن أن القرآن يتعارض فإذا ظن هذا الظن لم يوفق للجمع بين النصوص يحرم الخير، لأنه ظن ما لا يليق بالقرآن، فهذا هو أسباب ظن التعارض ممن يظن التعارض، أسباب أربعة؟ هي؟ قصور العلم، أو قصور الفهم، أو التقصير في التدبر، أو سوء القصد، فإذا وجد من هذه الأمور الأربعة حينئذ يحصل التشابه، أما من أعطاه الله علما وفهما وحسن قصد الرابع، وحسن الظن فإنه لا يحصل لديه تعارض في القرآن الكريم، لأن عنده كمال في العلم، وكمال في الفهم، ونشاط في التدبر، وحسن النية وقصد فهذا يوفق، يوفقه الله تعالى فيعرف كيف يجمع بين ما ظاهره التعارض، أو كيف يعرف هذا متشابه .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)) سبق لنا أن الله سبحانه وتعالى بين أنه قسم القرآن إلى قسمين: آيات محكمات أي واضحات المعنى لا يخفى معناهن على أحد، والثاني: آيات مشتبهات فيهن خفاء في الدلالة أو في التعارض بينهن وبين غيرهن ، أو غير ذلك من أسباب التشابه، وهذه الآيات المتشابهات ينقسم الناس فيها إلى قسمين: قسم في قلوبهم زيغ، أي ميل عن الحق، فهؤلاء اتبعوا المتشابه، وصاروا يأتون بالمتشابه يلبسون به على الناس وابتغاء الفتنة، وذلك ((ابتغاء تأويله)) أي طلب تأويله لما يريدون هم لا لما يريد الله عزوجل، وهذا كثير كل أهل البدع من الرافضة والخوارج والمتزلة والجهمية وغيرهم كلهم اتبعوا ما تشابه منه، كلهم اتبعوا ما تشابه منه لكن منهم مقل ومستكثر، فهؤلاء يتبعون المتشابه لهذين الغرضين، أو لأحدهما، ما هما؟ ابتغاء الفتنة أي سد الناس عن دين الله، لأن الفتنة بمعنى السد عن دين الله كما قال الله تعالى: (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )) فتنوهم يعني سدوهم عن دين الله ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم . (( وابتغاء تأويله )) أي طلب تأويله لما يريدون هم، يفسرونه على مرادهم لا على مراد الله سبحانه وتعالى . وسبق لنا أن قوله: (( وأخر )) ليست معطوفة على قوله: (( آيات )) (( منه آيات محكمات )) لفساد المعنى ، وأن أخر مبتدأ خبره محذوف ، يعني: ومنه أخر متشابهات ، وذكرنا له نظيرا وهو قوله تعالى: (( فمنهم شقي وسعيد )) فإن سعيد هنا ليست معطوفة على شقي ، لأنها لو كانت معطوفة عليه لفسد التقسيم ، ولكن التقدير: منهم شقي ومنهم سعيد ، هذا أيضا: منه آيات محكمات ، ومنه أخر متشابهات . الاشتباه قلنا: إنه الاشتباه في المعنى، يكون المعنى غير واضح ، أو اشتباه في العارض يظن الظان أن القرآن يعارض بعضه بعضا وذكرنا من ذلك أمثلة فيما سبق ،
الطالب : ما ذكرنا شيخ ؟
الشيخ : كيف ما ذكرنا ؟ ذكرنا أمثلة وأجبنا عنهن، قلنا: لا يمكن أبدا أن يكون في القرآن شيء من التعارض إطلاقا، لا يمكن، لأن الله يقول: (( لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) يعني ولما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف، فهو يصدق بعضه بعضا، ولكن التعارض الذي ما يفهمه من يفهمه من الناس يكون إما لقصور في العلم، أو قصور في الفهم هذا اثنين، أو تقصير في التدبر هذه ثلاثة، أو سوء ظن من حيث يظن أن القرآن يتعارض فإذا ظن هذا الظن لم يوفق للجمع بين النصوص يحرم الخير، لأنه ظن ما لا يليق بالقرآن، فهذا هو أسباب ظن التعارض ممن يظن التعارض، أسباب أربعة؟ هي؟ قصور العلم، أو قصور الفهم، أو التقصير في التدبر، أو سوء القصد، فإذا وجد من هذه الأمور الأربعة حينئذ يحصل التشابه، أما من أعطاه الله علما وفهما وحسن قصد الرابع، وحسن الظن فإنه لا يحصل لديه تعارض في القرآن الكريم، لأن عنده كمال في العلم، وكمال في الفهم، ونشاط في التدبر، وحسن النية وقصد فهذا يوفق، يوفقه الله تعالى فيعرف كيف يجمع بين ما ظاهره التعارض، أو كيف يعرف هذا متشابه .
3 - تتمة تفسير الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ... )) . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى: (( وما يعلم تأويله إلا الله )).
قال الله تعالى: (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) هذه الآية الكريمة اختلف السلف في الوقف عليها، فأكثر السلف وقف على قوله: (( إلا الله )) وجعل الوقف هنا لازما، يعني يجب أن تقف تقول: (( وما يعلم تأويله إلا الله )) ثم تبتدأ فتقول: (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به )) وعلى هذا فيكون هنا في قوله: (( والراسخون في العلم )) للاستئناف (( والراسخون )) مبتداء، وجملة (( يقولون )) خبر مبتدأ ، وهذا الذي عليه أكثر ، يعني هذا المتشابه لا يعلم تأويله المراد به إلا الله عز وجل ، والراسخون في العلم الذين لم يعلموا لا يكلفون في ذلك الفتنة وإنما يقولون: (( آمنا به كل من عند ربنا )) وليس في كلام ربنا تناقض ولا تعارض فيسلمون الأمر إلى الله عز وجل، لأنه هو العالم بما أراد، فينقسم الناس إذا إلى قسمين: (( الراسخون في العلم يقولون آمنا به )) (( والذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه )) .
ووصل بعض السلف ولم يقف، أي قرأ: (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) فتكون الواو للعطف ، (( والراسخون )) معطوفة على لفظ الجلالة أي: ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم بخلاف الذين في قلوبهم زيغ وليس عندهم علم فهؤلاء لا يعلمون، والحقيقة أن ظاهر القراءتين أن ظاهرهما التعارض، لأن قراءة الأولى تقتضي أنه لا يعلم تأويل هذا المتشابه إلا الله، والقراءة الثانية تقتضي أن هذا المتشابه يعلم تأويله الله والراسخون في العلم، فيكون في ظاهر القولين التعارض، ولكن الصحيح أنه لا تعارض بينهما، وأن هذا الخلاف مبني على الاختلاف في معنى التأويل في قوله: (( وما يعلم تأويله إلا الله )) فإن كان المراد بالتأويل التفسير فقراءة الوصل أولى، لأن الراسخين في العلم يعلمون تفسير القرآن والمتشابه ولا يخفى عليهم برسوخهم في العلم وبلوغهم عمق العلم، لأن الراسخ في الشيء الثابت فيه المتمكن منه، فهم لتمكنهم وثبوت أقدامهم في العلم وتعمقهم فيه يعلمون ما يخفى على غيرهم، فإذا جعلنا التأويل بمعنى التفسير فقراءة الوصل أولى، أما إذا جعلنا التأويل بمعنى العاقبة والغاية المجهولة فالوقف على: (( إلا الله )) أولى ، لأن عاقبة هذا المتشابه وما يعول إليه أمر مجهول لكل الخلق. فإذا قال القائل: الآن نطلب أمرين: الأمر الأول: التأويل يكون بمعنى التفسير، والأمر الثاني: أن التأويل يكون بمعنى العاقبة المجهولة التي لا يعلمها إلا الله؟ الجواب على ذلك نقول: نعم لابد من هذا وهو موجود في القرآن أولا: التأويل بمعنى التفسير مثل قول صاحبي السجن يوسف عليه الصلاة والسلام قال أحدهما: (( إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله )) أي بتفسير هذه الرؤيا أيش معناه نعم؟ ففسرها له، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) أي تفسير الكلام ومعرفة معناه، وأما التأويل بمعنى العاقبة فمنه قوله تعالى: ( (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقولون الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق)) فقوله: ((هل ينظرون إلا تأويله )) يعني: عاقبته، (( يوم يأتي تأويله )) يعني: تأتي عاقبته التي وعدوا بها (( يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق )) ومنه قوله تعالى: (( ذلك خير وأحسن تأويلا )) يعني: أحسن عاقبة ومآلا ، فتبين بهذا أن كلمة تأويل صالحة للمعنيين جميعا التفسير والعاقبة، فإذا جعلنا بمعنى التفسير فلا ريب أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير القرآن ولا يخفى عليهم شيء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينزل الله تعالى على عباده كتابا يسألهم عنه يوم القيمة وهم لا يعرفون معناه، أليس كذلك ؟ لا يمكن أبدا أن ينزل عليهم كتابا يسألهم عنه يوم القيمة وهم لا يعرفون معناها، صحيح أنه لا يعرفه البعض لكن الراسخين في العلم لابد أن يعلموه وإلا لبطلت الحجة، فلابد من معرفة هذا الكتاب المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما إذا قلنا بأن التأويل ما آل إليه الأمر، وما كان عليه في نفس الواقع مما هو مجهول لنا فهنا يتعين الوقوف على قوله: (( وما يعلم تأويله إلا الله )) نعم .
ووصل بعض السلف ولم يقف، أي قرأ: (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) فتكون الواو للعطف ، (( والراسخون )) معطوفة على لفظ الجلالة أي: ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم بخلاف الذين في قلوبهم زيغ وليس عندهم علم فهؤلاء لا يعلمون، والحقيقة أن ظاهر القراءتين أن ظاهرهما التعارض، لأن قراءة الأولى تقتضي أنه لا يعلم تأويل هذا المتشابه إلا الله، والقراءة الثانية تقتضي أن هذا المتشابه يعلم تأويله الله والراسخون في العلم، فيكون في ظاهر القولين التعارض، ولكن الصحيح أنه لا تعارض بينهما، وأن هذا الخلاف مبني على الاختلاف في معنى التأويل في قوله: (( وما يعلم تأويله إلا الله )) فإن كان المراد بالتأويل التفسير فقراءة الوصل أولى، لأن الراسخين في العلم يعلمون تفسير القرآن والمتشابه ولا يخفى عليهم برسوخهم في العلم وبلوغهم عمق العلم، لأن الراسخ في الشيء الثابت فيه المتمكن منه، فهم لتمكنهم وثبوت أقدامهم في العلم وتعمقهم فيه يعلمون ما يخفى على غيرهم، فإذا جعلنا التأويل بمعنى التفسير فقراءة الوصل أولى، أما إذا جعلنا التأويل بمعنى العاقبة والغاية المجهولة فالوقف على: (( إلا الله )) أولى ، لأن عاقبة هذا المتشابه وما يعول إليه أمر مجهول لكل الخلق. فإذا قال القائل: الآن نطلب أمرين: الأمر الأول: التأويل يكون بمعنى التفسير، والأمر الثاني: أن التأويل يكون بمعنى العاقبة المجهولة التي لا يعلمها إلا الله؟ الجواب على ذلك نقول: نعم لابد من هذا وهو موجود في القرآن أولا: التأويل بمعنى التفسير مثل قول صاحبي السجن يوسف عليه الصلاة والسلام قال أحدهما: (( إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله )) أي بتفسير هذه الرؤيا أيش معناه نعم؟ ففسرها له، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) أي تفسير الكلام ومعرفة معناه، وأما التأويل بمعنى العاقبة فمنه قوله تعالى: ( (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقولون الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق)) فقوله: ((هل ينظرون إلا تأويله )) يعني: عاقبته، (( يوم يأتي تأويله )) يعني: تأتي عاقبته التي وعدوا بها (( يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق )) ومنه قوله تعالى: (( ذلك خير وأحسن تأويلا )) يعني: أحسن عاقبة ومآلا ، فتبين بهذا أن كلمة تأويل صالحة للمعنيين جميعا التفسير والعاقبة، فإذا جعلنا بمعنى التفسير فلا ريب أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير القرآن ولا يخفى عليهم شيء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينزل الله تعالى على عباده كتابا يسألهم عنه يوم القيمة وهم لا يعرفون معناه، أليس كذلك ؟ لا يمكن أبدا أن ينزل عليهم كتابا يسألهم عنه يوم القيمة وهم لا يعرفون معناها، صحيح أنه لا يعرفه البعض لكن الراسخين في العلم لابد أن يعلموه وإلا لبطلت الحجة، فلابد من معرفة هذا الكتاب المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما إذا قلنا بأن التأويل ما آل إليه الأمر، وما كان عليه في نفس الواقع مما هو مجهول لنا فهنا يتعين الوقوف على قوله: (( وما يعلم تأويله إلا الله )) نعم .
الكلام على تفسير أهل الأهواء المتشابه بآيات الصفات وبيان حقيقة صفات الله.
واعلم أن كثيرا من الناس الذين يتكلمون في العقائد فسروا المتشابه بآيات الصفات، قالوا: إن المتشابهات هن آيات الصفات، ولكن لاشك أن تفسير المتشابهات بآيات الصفات على الإطلاق ليس بسليم ولا بصحيح، لأن آيات الصفات معلومة مجهولة، معلومة مجهولة، فهي من حيث المعنى معلومة ولا يمكن أن يخاطبنا الله عز وجل ويحدثنا عن نفسه بأمر مجهول لا نستفيد منه وليس هو بالنسبة إلينا إلا كنسبة الحروف الهجائية التي ليس فيها معنى، هذا غير ممكن إطلاقا، نعم هي مجهولة من جهة أخرى وهي الحقيقة والكيفية التي هي عليها فهذا مجهول لنا لا نعلم كيفية الله ولا ندرك حقيقته، لا نعلم كيف وجه الله ولا ندرك حقيقته، لا ندرك حقيقة علم الله عز وجل ولا ندرك كل صفاته لا ندرك حقائقها، لأن الله يقول: (( ولا يحيطون به علما )) فمن زعم أن آيات الصفات من المتشابه على سبيل الإطلاق فقد أخطأ، فالواجب أيش؟ الواجب التفصيل، فنقول: إن أردت بكونها من المتشابه تشابه الحقيقة التي هي عليها فأنت مصيب، وإن أردت بالمتشابه تشابه المعنى وأن معناها مجهول لنا فأنت مخطئ غاية الخطأ، وقد ذهب إلى هذا من ذهب من الناس وقال: إن آيات الصفات وأحاديثها مجهولة لا نعلمها لا يعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا ابن مسعود، ولا ابن عباس، ولا فقهاء الصحابة، ولا فقهاء التابعين، ولا أئمة الإسلام كلهم لا يدرون ما معناها، تقول لهم: ما معنى استوى على العرش؟ فيقول: الله أعلم ، تقول لهم: ما معنى: (( بل يده مبسوطتان )) ؟ يقول: الله أعلم ، ما معنى: (( ويبقى وجه ربك )) ؟ الله أعلم كل شيء الله أعلم، كل شيء يتعلق بصفات الله يقول: الله أعلم، والغريب أن هذا القوم في غاية ما يكون من السقوط، وإن كان بعض الناس يظن أنه مذهب أهل السنة، أو أنه مذهب السلف، حتى أدى بهم الأمر إلى هذه الكلمة الكاذبة، طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، هذه الجملة والقضية من أكذب القضايا أن تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، لكن نقول: طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم، المهم أن من الناس من يظن أن مذهب السلف هو التفويض وعدم معرفة المعنى وعدم الكلام به حتى النبي عليه الصلاة والسلام على زعمهم يقول: ( يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ) لو سألته تقول: يا رسول الله ما معنى يضحك؟ قال:ما أدري، ( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) لو سألته ويش معنى ينزل؟ قال: لا أدري، وأنا أعجب كيف يستقيم لسان شخص يدعي أن هذا مذهب سلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم القيمة ، هذا بعيد من الصواب، إذا نقول: آيات الصفات من المتشابه في الحقيقة والكيفية التي عليها لأن الإنسان بشر لا يمكن يدرك هذه الصفات العظيمة، لكن في المعنى محكمة معلومة لا تخفى على أحد، كلنا يعرف ما معنى العلم، كلنا يعرف ما معنى الاستواء، كلنا يعرف ما معنى الوجه، ما معنى اليد، ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله قوله المشهور الذي روي عن شيخه قال: " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " . أيه لكن إذا قلت: أفهمتم وقال بعضكم نعم وسكت الباقون معناه أنهم كلهم فاهمين، الواجب على من لا يفهم، لا، إذا قلت : أنا فهمت معناه انقطعت كلام ال ، فإّذا قلت فهمت وأنت ما فهمت لازم تبين، أقول مثلا: نحن نعلم معنى العين أو لا؟ لكن حقيقة عين الله وكيفيته معلوم ولا غير معلوم؟ غير معلوم ، مع أن عيننا معروفة مكونة من طبقات متعددة ومن عروق ومن كذا ومن كذا ومن كذا معروفة، لكن عين الله لا يمكن أن تقول بها هكذا، مجهولة لك، إذا هي حقيقتها غير معلومة ولكن معنى العين وهي التي يحصل بها النظر والرؤية أمر معلوم ، يد الله عز وجل هي معلومة أو لا؟ معلومة حقيقة ، هي معروف اليد معروفة والأصابع معروفة، والقبض باليد معروف، والأخذ باليد معروف أو لا؟ ولكن حقيقة هذه اليد وكيف هي ما تعرف ما نستطيع نتكلم فيها ، ومن ادعى العلم فيها فهو كافر، من ادعى العلم بهذا فهو كافر، هذا معنى الحقائق، فالحقائق شيء والمعاني شيء آخر، بأننا لو نقول إننا لا نعلم معاني آيات الصفات أنه سيفوتنا ثلاثون في المائة من معاني القرآن أو أكثر، لأن ما تجد آية إلا وفيها اسم من أسماء الله أو صفة من صفاته نعم؟ طيب .
تفسير قوله تعالى: (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )).
يقول: (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) من الراسخون في العلم ؟ الثابتون الذين وصلوا إلى عمق العلم، لأن الرسوخ في العلم الثبوت والاستقرار . (( يقولون آمنا به )) بالمحكم وبالمتشابه ، أما المحكم فظاهر أنهم يؤمنون به لأنهم عرفوا معناه واطمئنوا إليه، وأما المتشابه فإيمانهم به هو التسليم، ولهذا قال فيه: (( كل من عند ربنا )) ولا يمكن أبدا أن يكون فيه تعارض أو تناقض .
الكلام على معنى التشابه في القرآن.
طيب هنا قسم الله القرآن إلى قسمين ولكنه في موضع آخر جعله قسما واحدا، فقال الله: (( نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ... )) وقال في آية أخرى: (( آلمر تلك آيات الكتاب الحكيم )) وقال: (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت )) ولم يترك تشابه، نقول: هذا أيضا من المتشابهات، أليس كذلك ؟ لأنه كيف يوصف القرآن بأوصاف ظاهرها تعارض، فنقول: الراسخون في العلم يعلمون أن لا تعارض، فيقولون: المتشابه الذي وصف به القرآن غير مقرون بالمحكم يراد به الكمال والجود والهداية ، نعم في الكمال والجود والهداية فهو متشابه، كل آياته متشابهة كلها كاملة بلاغة كلها كاملة في الخبر، كاملة في الأمر والنهي، فهو متشابه من حيث الكمال والجودة والأحكام والأخبار وغير ذلك، محكم إذا ذكرت محكم بدون ذكر المتشابه أنه متقن، متقن ليس فيه تناقض ولا تعارض، ولا في الخبر، ولا في الحكم، فإذا ذكر الأحكام والتشابه حمل الأحكام على معنى والتشابه على معنى آخر، يحمل الأحكام على أيش؟ على الوضوح إذا ذكر الأحكام والتشابه، إذا ذكر الأحكام وذكر التشابه صار كل واحد منهما قسيم للآخر، فإذا كان تشابه ويش قسيمه؟ الواضح، نعم الواضح البين . فـ (( منه آيات محكمات )) أي بينات واضحات، (( وأخر متشابهات )) قسيمتها ضدها، واضح الآن ؟ نعم، طيب .
تفسير قوله تعالى:(( وما يذكر إلا أولوا الألباب )).
يقول الله عز وجل: (( وما يذكر إلا أولوا الألباب )) ما نافية، (( يذكر )) أصلها: يتذكر لكن قلبت التاء ذالا وأدغمت في الذال الأخرى صارت (( وما يذكر )) أي: لا يتعظ وينتفع بالقرآن إلا أولوا الألباب، أي: إلا أصحاب العقول ، لأن الألباب جمع لب، واللب هو العقل، والمراد بالعقل هنا عقل الإدراك أو عقل التصرف أو الأمران؟ يشمل، لكن الأهم عقل التصرف، عقل إدراك الذي ضده الجنون، وعقل التصرف الذي ضده السفه، فالذي يتذكر بالقرآن هو الإنسان الذي أعطاه الله عقلا يدرك به الأشياء، وأعطاه الله تعالى رشدا يحسن به التصرف هذا هو الذي يتذكر، وأما من أعطاه الله تعالى عقلا يدرك به أشياء وهو العقل المضاد للجنون ولم يعطه عقلا يحسن به التصرف وهو العقل المضاد للسفه فهذا لا ينتفع بالقرآن، لا ينتفع إلا العاقل عقل إدراك وعقل تصرف . في هذه الآية الكريمة فوائد جليلة كثيرة أولا: أن هذا القرآن كلام الله، لقوله تعالى: (( هو الذي أنزل عليك الكتاب )) . فإن قال قائل: يرد عليك (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )) (( أنزل من السماء ماء )) فهل تقول إن الحديد كلام الله، وإن الماء كلا الله؟ لا، لا؟ كلكم تقولون لا؟ طيب لماذا جعلتم أن هذا يدل أن القرآن كلام الله؟ نقول: لأن الكلام صفة لا تقوم بذاته، لا تقوم إلا بمتكلم، بخلاف الماء وبخلاف الحديد فإنه عين قائمة بنفسه فتكون المخلوقة وأما القرآن فليس بمخلوق، لأنه صفة الخالق عز وجل، والمخلوق شيء بائن عن الخالق، منفصل عنه، لكن الكلام صفة هي فعله فليس بمخلوقة.
فوائد الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ... )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علو الله عز وجل، والإنزال لا يكون إلا من الأعلى إلى الأسفل، فإذا كان القرآن كلامه ونزل إذا الله فوق وهو كذلك، ومذهب أهل السنة والجماعة بل مذهب الرسل كلهم أن الله تعالى فوق كل شيء، ألم تروا إلى فرعون (( قال يا هامان ابن لي سرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى )) وهذا يدل على أن موسى قال له إن الله فوق .
9 - فوائد الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ... )) . أستمع حفظ
ذكر خمسة أنواع من الأدلة على علو الله تعالى.
والعلو لله عز وجل ثابت بالقرآن، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة، خمسة أنواع من الأدلة: الكتاب، السنة، والإجماع، والعقل، والفطرة، أما الكتاب فأدلته أكثر من أن تحصى وهي أدلة متنوعة تارة بذرك العلو، وتارة بالفوقية، وتارة بنزول الأشياء منه، وتارة بصعود الأشياء إليه، وتارة بذكر في السماء، والسنة كذلك متواترة بذكر علو الله ومتنوعة: فتارة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام، وتارة بفعله، وتارة بإقراره، أما قوله: فكان يقول في كل صلاة: سبحان ربي الأعلى، وأما فعله: فقد أشار إلى السماء غير مرة، يشير إلى السماء في الدعاء يرفع يديه إلى السماء، وأشار إلى السماء حين أشهد ربه على أمته أنهم أقروا لإبلاغه الرسالة، متى؟ في حجة الوداع في يوم عرفة في أكبر مجمع للمسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما إقراره: ( فسأل الجارية أين الله؟ قالت: في السماء قال أعتقها فإنها مؤمنة ) وأما الإجماع فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى بعدهم على أن الله تعالى فوق كل شيء، ولم ينقل عن واحد منهم أنه قال إن الله في كل مكان ولا أنه قال: إن الله لا يوصف بأنه فوق العالم ولا تحته ولا خارج العالم ولا داخله ولا متصل ولا منفصل أبدا ما أحد قال هذا، وأما العقل فإنا لو سألنا أي إنسان ما تقول في العلو أهو صفة كمال أو نقص؟ لقال: صفة كمال، والعقل يقول: كل صفة كمال فهي ثابت لله عز وجل فيثبت العلو لله بدلالة العقل من هذه الناحية أو لا؟ طيب، أما الفطرة فحدث ولا حرج، الإنسان الذي لم يتعلم ولا يدري عن كلام العلماء في هذا إذا سأل الله أين يرفع يديه؟ إلى السماء، ما رأينا أحدا لما أراد أن يدعوا وضع يديه على الأرض أبدا ولا روح يمين ولا يسار، يرفعها إلى السماء، ولهذا استدل أبو على الهمداني على أبي المعالي الجويني بهذا الدليل ال حتى إن الجويني لم يتمالك إلا أن صرخ وضرب على رأسه وقال: حيرني، لأن أبو المعالي الجويني رحمه الله كان يحدث الناس ويقول: كان الله ولا شيء صح ؟ صحيح هذا؟ كان الله ولا شيء صح؟ هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآن على ما كان عليه، شف كلمة هذه موهمة، ماذا يريد وهو الآن على ما كان عليه؟ يعني غير مستوي على العرش، لأن العرش لم يكن، وقد كان الله ولا شيء وهو الآن على ما كان عليه، إذا فلم يستوي على العرش، فقال له أبو على الهمداني قال له: يا أستاذ دعنا من ذكر العرش لأن استواء على العرش غير عقلي لا عقلي ولا فطري، دليله شملي، لأنه لو لا أن الله أخبرنا بأنه استوى على العرش ما علمنا ذلك ولا علمنا العرش كل ما نعلم، أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، كل واحد يسأل الله يقول: يا الله وين روح قلبه؟ فصرخ ضرب على رأسه قال: حيرني، لأني لا أجد جوابا عن هذه الفطرة، فعلو الله ـ الحمد لله ـ قد دل عليه الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة، ولو لا قول من ا الشياطين ما كان يحلم الإنسان أو يفكر في أن الله تعالى في كل شيء، في كل مكان أبدا، ولا يخطر على باله، ولا يفكر أننا نسلب الله عنه كل صفة، فنقول: لا فوق العالم ولا تحته، ولا يمين العالم ولا شمال العالم، ولا داخل العالم ولا خارج العالم، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن عالم وين يروح؟ هذا عدم ـ أعوذ بالله ـ والغريب أن هؤلاء يرون أنهم نزهوا الله، وهم لو قيل لهم: صيفوا لنا العدم ما وجد أحسن من هذا الوصف ـ نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا ـ إذا العلو علو الله عزوجل ثابت بخمسة أدلة أنواع ما هي أفراد أفرادها لا تحصى لكن أنواعه خمسة: الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة.
هل كل أوائل السور من المتشابه.؟
السائل : شيخ ما هي المتشابه أوائل السور؟
الشيخ : ما تقولون في هذا يقول: ما هي متشابه في أوائل السور؟ كل أوائل السور من المتشابهة والسور التي هي بحروف الهجائية نقول هذا غير صحيح، لأننا نعلم أن هذه الحروف ليس لها معنى في ذاتها، علمنا هذا من القرآن قال: (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) واللسان العربي المبين لا يجعل لهذه الحروف معنى، إذا فلا معنى لها فهي واضحة.
الشيخ : ما تقولون في هذا يقول: ما هي متشابه في أوائل السور؟ كل أوائل السور من المتشابهة والسور التي هي بحروف الهجائية نقول هذا غير صحيح، لأننا نعلم أن هذه الحروف ليس لها معنى في ذاتها، علمنا هذا من القرآن قال: (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) واللسان العربي المبين لا يجعل لهذه الحروف معنى، إذا فلا معنى لها فهي واضحة.
ما معنى قوله تعالى عن أهل الزيغ :(( ...وابتغاء تأويله )).؟
قال العلماء: معنى التأويل أي التفسير على غير مراد الله، يعني يريد ما نفسره على غير مراد الله سواء افتتن به الناس أو لم يفتتن، فيؤدي إلى الشكوك في أنفسهم هم أنفسهم أيضا يتشككون في هذا . أي هو المعلوم لابد أن يفهم، هو لا يمكن يفسر إلا على هذا المعنى يعني قصدي تأوله الذي لا يعلمه إلا الله، هم يقولون فيما لا يعلمه إلا الله: لا نقول فيه شيء يمسكون عنه، وإلا نعم لو فسروه بغير ما أراد الله كلا، إنما هم يتبعون المتشابه لأجل أن يقول للناس تفضل شف القرآن متناقض، أو يأتون بآيات غير واضحة المعنى ثم يفسرونها بما يريدون هم .
ما نوع الإستثناء في قوله :(( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )).؟
هذا استثناء مفرغ ، لأن (( الله )) هي الفاعل مثل :لا إله إلا الله ، هذا استثناء مفرغ يعني لا أحد يعلم إلا الله عز وجل، الاستثناء المفرغ يكون المقصود به الحصر، أنت كأنك يعني أشكل عليك (( من في السموات )) حتى لو قلنا (( من في السموات )) فالله تعالى في السماء كما عن نفسه فيكون الله تعالى فوق كل شيء، هو مفرغ ما هو استثناء متصل، يعني ليس استثناء مستثنى منه متصل، (( لا يعلم الغيب إلا الله )) (( قل لا يعلم من في السموات والأرض )) لا ما هو استثناء مفرغ أنا قلت مفرغ خطأ هذا استثناء صحيح، استثناء من كلام تام منفي، يعني في كل معنى لا يعلم من في السموات ومن في الأرض الغيب إلا الله هذه بدل من من، والبدل كما قال النحويون هو التابع المقصود بالحكم، فإذا كان هو تابع المقصود للحكم صار معنى الآية: لا يعلم إلا الله الغيب. من من لكن لما كان بدلا حيث رفع الآن صار بدلا لما كان بدلا صار هو المقصود بالحكم فكأنه لا يعلم الغيب إلا الله هذا يكون تحليل هذا نعم .
هل الرسول يعلم من تأويل القرآن ما يعلمه الله.؟
: قال تعالى: (( والراسخون العلم )) فهل يساوي علم الله بعلم أهل العلم ؟
الشيخ : لا لا، لا يساوي لكنهم يعلمون من التفسير ما لابد لهم منه، وإلا قبله يعلمون تفسير كل شي حتى العلماء الآن تجد بعضهم يستخرج من الآية آيتين، وبعضهم ثلاثة، وبعضهم أكثر، لكن الشيء الذي لابد منه من هذا المتشابه يعلمون، الشيء الذي لابد منه لابد يعلمون، لكن الحقائق ما يعلمونها.
الشيخ : لا لا، لا يساوي لكنهم يعلمون من التفسير ما لابد لهم منه، وإلا قبله يعلمون تفسير كل شي حتى العلماء الآن تجد بعضهم يستخرج من الآية آيتين، وبعضهم ثلاثة، وبعضهم أكثر، لكن الشيء الذي لابد منه من هذا المتشابه يعلمون، الشيء الذي لابد منه لابد يعلمون، لكن الحقائق ما يعلمونها.
هل يفسر الاستواء بمعناه في اللغة العربية .؟
للإيضاح ما فيه مانع، إذا كنا لا نعرف، إذا كنا نريد أن نبين معناها العلو ونشير إلى واحد نقول مثل شيء فوق شيء، مثل استواء الإنسان على البعير بمعنى بالمعنى فقط لا بالكيفية ما فيه شيء. .
اضيفت في - 2006-04-10