-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... الحمد لله المحمود بكل لسان ، المعبود في كل زمان ، الذي لا يخلو من علمه مكان ، و لا يشغله شأن عن شأن ، جل عن الأشباه و الأنداد و تنزه عن الصاحبة و الأولاد ، و نفذ حكمه في جميع العباد ، لا تمثله العقول بالتفكير ، و لا تتوهمه القلوب بالتصوير ، (( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير)) الشورى: من الآية11 ، له الأسماء الحسنى ، و الصفاة العلى (( الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى )) طـه:5-7 أحاط بكل شيء علما ، و قهر كل مخلوق عزة و حكما ، و وسع كل شيء رحمة و علما (( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً )) طـه:110 موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم ، و على لسان نبيه الكريم ... " مع بيان أن مباحث الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة مبنية على شرح أصول الإيمان الستة .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و كل ما جاء في القرآن ، أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن ، وجب الإيمان به ، و تلقيه بالتسليم و القبول ، و ترك التعرض له بالرد و التأويل ، و التشبيه و التمثيل .و ما أشكل من ذلك ، وجب إثباته لفظا ، و ترك التعرض لمعناه ، و نرد علمه إلى قائله ، و نجعل عهدته على ناقله ، اتباعا لطريق الراسخين في العلم ، الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه و تعالى : (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا )) آل عمران: من الآية7 و قال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله : (( فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله )) آل عمران: من الآية7 فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ ، و قرنه بابتغاء الفتنة في الذم ، ثم حجبهم عما أملوه ، و قطع أطماعهم عما قصدوه ، بقوله سبحانه : (( وما يعلم تأويله إلا الله )) آل عمران: من الآية7 ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و ما أشكل من ذلك ، وجب إثباته لفظا ، و ترك التعرض لمعناه ، و نرد علمه إلى قائله ، و نجعل عهدته على ناقله ، اتباعا لطريق الراسخين في العلم ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ في قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن الله ينزل إلى سماء الدنيا ) و ( إن الله يرى في القيامة ) و ما أشبه هذه الأحاديث : نؤمن بها ، و نصدق بها ، لا كيف ، و لا معنى ، و لا نرد شيئا منها ، و نعلم أن ما جاء به الرسول حق ، و لا نرد على رسول الله صلى الله عليه و سلم . و لا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه ، بلا حد و لا غاية (( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير )) الشورى: من الآية11 و نقول كما قال ، و نصفه بما وصف به نفسه ، لا نتعدى ذلك ، و لا يبلغه وصف الواصفين ، نؤمن بالقرآن كله محكمه و متشابهه ، و لا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، و لا نتعدى القرآن و الحديث ، و لا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه و سلم و تثبيت القرآن ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ـ رضي الله عنه ـ : آمنت بالله و بما جاء عن الله على مراد الله ، و آمنت برسول الله ، و بما جاء عن رسول الله ، على مراد رسول الله . و على هذا درج السلف ، و أئمة الخلف رضي الله عنهم ، كلهم متفقون على الإقرار ، و الإمرار ، و الإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله ، و سنة رسوله ، من غير تعرض لتأويله . و قد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم ، و الاهتداء بمنارهم . و حذرنا المحدثات ، و أخبرنا أنها من الضلالات ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة ) ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم . و قال عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ كلاما معناه : ( قف حيث وقف القوم ، فإنهم عن علم وقفوا ، و ببصر نافذ كفوا ، و هم على كشفها كانوا أقوى ، و بالفضل لو كان فيها أحرى ، فلئن قلتم : حدث بعدهم ، فما أحدثه إلا من خالف هديهم ، و رغب عن سنتهم ، و لقد وصفوا منه ما يشفي ، و تكلموا منه بما يكفي ، فما فوقهم محسر ، و ما دونهم مقصر ، لقد قصر عنهم قوم فجفوا ، و تجاوزهم آخرون فغلوا ، و إنهم فيما بين ذلك لعلى هذى مستقيم . و قال الإمام أبو عمر الأوزاعي ـ رضي الله عنه ـ : " عليك بآثار من سلف و إن رفضك الناس ، و إياك و آراء الرجال و إن زخرفوه لك بالقول " ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و قال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعة و دعا الناس إليها : هل علمها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي ، أو لم يعلموها ؟ قال : لم يعلموها ، قال : فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته أنت ؟ قال الرجل : فإني أقول : قد علموها ، قال : أفوسعهم أن لا يتكلموا به ، و لا يدعوا الناس إليه ، أم لم يسعهم ؟ قال : بلى وسعهم ، قال : فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه و سلم و خلفاءه ، لا يسعك أنت ؟ فانقطع الرجل ، فقال الخليفة ـ و كان حاضرا ـ لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم .و هكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعين لهم بإحسان ، و الأئمة من بعدهم ، و الراسخين في العلم ، من تلاوة آيات الصفات ، و قراءة أخبارها ، و إمرارها كما جاءت ، فلا وسع الله عليه . فمما جاء في آيات الصفات قول الله عز وجل : (( ويبقى وجه ربك )) الرحمن: من الآية27، و قوله سبحانه و تعالى : (( بل يداه مبسوطتان )) المائدة: من الآية64 و قوله تعالى إخبارا عن عيسى عليه السلام أنه قال : (( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )) المائدة: من الآية116 و قوله سبحانه (( وجاء ربك )) الفجر: من الآية22 و قوله تعالى : (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله )) البقرة: من الآية210 و قوله تعالى : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه)) المائدة: من الآية119 و قوله تعالى : (( يحبهم ويحبونه )) المائدة: من الآية54 و قوله تعالى في الكفار : (( غضب الله عليهم )) الفتح: من الآية6 ، و قوله تعالى : (( اتبعوا ما أسخط الله )) محمد: من الآية28، و قوله تعالى : (( كره الله انبعاثهم )) لتوبة: من الآية46 ... " .
-
تتمة شرح قول المصنف رحمه الله : "... و قوله سبحانه (( وجاء ربك )) الفجر: من الآية22 و قوله تعالى : (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله )) البقرة: من الآية210 و قوله تعالى : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه)) المائدة: من الآية119 و قوله تعالى : (( يحبهم ويحبونه )) المائدة: من الآية54 و قوله تعالى في الكفار : (( غضب الله عليهم )) الفتح: من الآية6 ، و قوله تعالى : (( اتبعوا ما أسخط الله )) محمد: من الآية28، و قوله تعالى : (( كره الله انبعاثهم )) لتوبة: من الآية46 ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و من السنة ، قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ... ) و قوله : ( يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة ) و قوله ( يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر ثم يدخلان الجنة ) فهذا و ما أشبهه مما صح سنده ، و عدلت رواته ، نؤمن به ، و لا نرده ، و لا نجحده ، و لا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ، ولا نشبهه بصفات المخلوقين ، ولا بسمات المحدثين، ونعلم أن الله سبحانه وتعالى ، و لا شبيه له ، و لا نظير (( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير )) الشورى: من الآية11 و كل ما تخيل في الذهن ، أو خطر بالبال ، فإن الله تعالى بخلافه ... " .
-
تتمة شرح قول المصنف رحمه الله : "... و كل ما تخيل في الذهن ، أو خطر بالبال ، فإن الله تعالى بخلافه ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و من ذلك قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) طـه:5 و قوله تعالى : (( أأمنتم من في السماء)) الملك: من الآية16 و قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك ) و قال للجارية ( أين الله ؟ ) قالت : في السماء ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة ) رواه مالك بن أنس ، و مسلم و غيرهما من الأئمة ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم لحصين : ( كم إلها تعبد ؟ قال : سبعة ، ستة في الأرض و واحدا في السماء ، قال : ( من لرغبتك و رهبتك ؟ ) قال : الذي في السماء ، قال (فاترك الستة ، و اعبد الذي في السماء ، و أنا أعلمك دعوتين ) فأسلم ، و علمه النبي صلى الله عليه و سلم أن يقول ( اللهم ألهمني رشدي و قني شر نفسي ) . و فيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه في الكتب المتقدمة : أنهم يسجدون بالأرض ، و يزعمون أن إآههم في السماء . و روى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إن ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا و كذا ...) و ذكر الخبر إلى قوله : ( وفوق ذلك العرش ، و الله سبحانه فوق ذلك ) فهذا و ما أشبهه مما أجمع السلف ـ رحمهم الله ـ على نقله و قبوله ، و لم يتعرضوا لرده ، و لا تأويله ، و لا تشبيهه ، و لا تمثيله . سئل الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ فقيل : يا أبا عبد الله (( الرحمن على العرش استوى )) طـه:5 كيف استوى ؟ فقال : الاستواء غير مجهول ، و الكيف غير معقول ، و الإيمان به واجب ، و السؤال عنه بدعة ، ثم أمر بالرجل فأخرج ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و من صفات الله تعالى ، أنه متكلم بكلام قديم ، يسمعه منه من شاء من خلقه ، سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة ، و سمعه جبريل عليه السلام ، و من أذن له من ملائكته و رسله ، و أنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ، و يكلمونه ، و يأذن لهم فيزورونه ، قال تعالى : (( وكلم الله موسى تكليماً )) النساء: من الآية164 و قال سبحانه : (( يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي )) لأعراف: من الآية144 و قال سبحانه : (( منهم من كلم الله )) البقرة: من الآية253 و قال سبحانه : (( وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب )) الشورى: من الآية51 و قال سبحانه : (( فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك )) طـه: من الآية12-13 و قال سبحانه : (( إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني )) طـه: من الآية14 و غير جائز أن يقول هذا أحد غير الله . و قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : إذا تكلم الله بالوحي ـ سمع صوته أهل السماء ، روي ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم . و روى عبد الله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلا بهما فيناديهم بصوت يسمعه من بعد ، كما يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ). رواه الأئمة ، و استشهد به البخاري . و في بعض الآثار : ( أن موسى عليه السلام ليلة رأى النار ، فهالته ففزع منها ، فنداه ربه : يا موسى ، فأجاب سريعا استئناسا بالصوت . فقال : لبيك ، لبيك ، اسمع صوتك ، و لا أرى مكانك ، فأين أنت ؟ فقال : أنا فوقك ، و أمامك ، و عن يمينك ، و عن شمالك ، فعلم أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى ، قال : كذلك أنت يا إلهي ، أفكلامك أسمع ، أم كلام رسولك ؟ قال : بل كلامي يا موسى ) ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و من كلام الله سبحانه القرآن العظيم ، و هو كتاب الله المبين ، و حبله المتين ، و صراطه المستقيم ، و تنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ ، و إليه يعود ، و هو سور محكمات ، و آيات بينات ، و حروف و كلمات . من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ، له أول و آخر ، و أجزاء و أبعاض ، متلو بالألسنة ، محفوظ في الصدور ، مسموع بالآذان ، مكتوب في المصاحف ، فيه محكم و متشابه ، و ناسخ و منسوخ ، و خاص و عام ، و أمر و نهي (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ )) فصلت:42 و قوله تعالى (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً )) الاسراء:88 هذا هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا (( لن نؤمن بهذا القرآن )) سـبأ: من الآية31 و قال بعضهم (( إن هذا إلا قول البشر )) المدثر:25 فقال الله سبحانه و تعالى (( سأصليه سقر )) المدثر:26 و قال بعضهم : هو شعر ، فقال الله تعالى (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكرٌ وقرآنٌ مبينٌ )) يـس:69 فلما نفى الله عنه أنه شعر ، و أثبته قرآنا ، لم يبق شبهة لذي لب في أن القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو كلمات و حروف ، و آيات ، لأن ما ليس كذلك لا يقول أحد : إنه شعر ، و قال عز وجل (( وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله )) البقرة: من الآية23 و لا يجوز أن يتحداهم بالإتيان بمثل ما لا يدري ما هو ، و لا يعقل ، و قال تعالى (( وإذا تتلى عليهم آياتنا بيناتٍ قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي )) يونس: من الآية15 ، فأثبت أن القرآن هو الآيات التي تتلى عليهم ، و قال تعالى (( بل هو آياتٌ بيناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم )) العنكبوت: من الآية49 و قال تعالى (( إنه لقرآنٌ كريمٌ في كتابٍ مكنونٍ لا يمسه إلا المطهرون )) الواقعة:77-79 بعد أن أقسم على ذلك ، و قال تعالى : (( كهيعص )) مريم:1 (( حم عسق )) الشورى:1 و افتتح تسعا و عشرين سورة بالحروف المقطعة ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من قرأ القرآن فأعربه ، فله بكل حرف منه عشر حسنات ، و من قرأه و لحن فيه ، فله بكل حرف حسنة ) حديث صحيح و قال عليه الصلاة و السلام : ( اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي قوم يقيمون حروفه إقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره و لا يتأجلونه ) و قال أبو بكر و عمر ـ رضي الله عنهما ـ " إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه " . و قال علي ـ رضي الله عنه ـ " من كفر بحرف فقد كفر به كله " ، و اتفق المسلمون على عد سور القرآن ، و آياته و كلماته ، و حروفه ، و لا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة ، أو آية ، أو كلمة ، أو حرفا متفقا عليه ، أنه كافر ، و في هذا حجة قاطعة على أنه حروف ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و المؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ، و يزورونه ، و يكلمهم ، و يكلمونه ، قال الله تعالى ((وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ إلى ربها ناظرةٌ )) القيامة:22-23 و قال تعالى (( كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون )) المطففين:15 فلما حجب أولئك في حال السخط ، دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى ، و إلا لم يكن بينهما فرق ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ) حديث صحيح متفق عليه ، و هذا تشبيه للرؤية لا للمرئي ، فإن الله تعالى لا شبيه له و لا نظير ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و من صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد ، لا يكون إلا بإرادته و لا يخرج شيء عن مشيئته ، و ليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ، و لا يصدر إلا عن تدبيره ، و لا محيد عن القدر و المقدور ، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور ، أراد ما العالم فاعلوه : و لو عصمهم لما خالفوه ، و لو شاء أن يطيعوه جميعا لأطاعوه ، خلق الخلق و أفعالهم ، و قدر أرزاقهم و آجالهم ، يهدي من يشاء برحمته ، و يضل من يشاء بحكمته ، قال الله تعالى (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )) الانبياء:23 ، و قال الله تعالى (( إنا كل شيءٍ خلقناه بقدرٍ )) القمر:49 و قال تعالى (( وخلق كل شيءٍ فقدره تقديرا ))الفرقان: من الآية2، و قال تعالى (( ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها )) الحديد: من الآية22 و قال تعالى (( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً )) الأنعام: من الآية125 روى ابن عمر أن جبريل عليه السلام ، قال للنبي صلى الله عليه و سلم : ما الإيمان ؟ قال : ( أن تؤمن بالله ، و ملائكته ، و كتبه ، و رسله ، و اليوم الآخر و بالقدر خيره و شره ) فقال جبريل : صدقت . رواه مسلم . و قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( آمنت بالقدر خيره و شره ، و حلوه و مره ) و من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم الذي علمه الحسن بن علي يدعو به في قنوت الوتر ( و قني شر ما قضيت ) ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و لا نجعل قضاء الله و قدره حجة لنا في ترك أوامره و اجتناب نواهيه ، بل يجب أن نؤمن و نعلم أن لله علينا الحجة بإنزال الكتب ، و بعثه الرسل . قال تعالى (( لئلا يكون للناس على الله حجةٌ بعد الرسل ))النساء: من الآية165 و نعلم أن الله سبحانه ما أمر و نهى إلا المستطيع للفعل و الترك ، و أنه لم يجبر أحدا على معصية ، و لا اضطره إلى ترك طاعة ، قال الله تعالى (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)) البقرة: من الآية286 و قال الله تعالى (( فاتقوا الله ما استطعتم )) التغابن: من الآية16 و قال تعالى (( اليوم تجزى كل نفسٍ بما كسبت لا ظلم اليوم )) غافر: من الآية17 فدل على أن للعبد فعلا و كسبا يجزى على حسنه بالثواب ، و على سيئه بالعقاب ، و هو واقع بقضاء الله و قدره ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و الإيمان قول باللسان ، و عمل بالأركان و عقد بالجنان ، يزيد بالطاعة ، و ينقص بالعصيان ، قال الله تعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) البينة:5 فجعل عبادة الله تعالى ، و إخلاص القلب و إقام الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، كله من الدين ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( الإيمان بضع و سبعون شعبة ، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق ) فجعل القول و العمل من الإيمان ، و قال تعالى (( فزادتهم إيمانا )) التوبة: من الآية124 و قال : (( ليزدادوا إيماناً ))الفتح: من الآية4 ، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله و في قلبه مثقال برة ، أو خردلة ، أو ذرة من الإيمان ) فجعله متفاضلا ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و الإيمان قول باللسان ، و عمل بالأركان و عقد بالجنان ، يزيد بالطاعة ، و ينقص بالعصيان ... وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله و في قلبه مثقال برة ، أو خردلة ، أو ذرة من الإيمان ) فجعله متفاضلا ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و يجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم ، و صح به النقل عنه فيما شاهدناه ، أو غاب عنا ، نعلم أنه حق و صدق ، و سواء في ذلك ما عقلناه و جهلناه ، و لم نطلع على حقيقة معناه ، مثل حديث الإسراء ، و المعراج ، و كان يقظة لا مناما ، فإن قريشا أنكرته و أكبرته ، و لم تنكر المنامات ، و من ذلك أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه لطمه ففقأ عينه ، فرجع إلى ربه فرد عليه عينه . و من ذلك أشراط الساعة ، مثل خروج الدجال ، و نزول عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ، وخروج يأجوج و مأجوج ، و خروج الدابة ، و طلوع الشمس من مغربها ، و أشباه ذلك مما صح به النقل . و عذاب القبر و نعيمه حق ، و قد استعاذ النبي صلى الله عليه و سلم منه ، و أمر به في كل صلاة . و فتنة القبر حق ، و سؤال منكر و نكير حق ، و البعث بعد الموت حق ، و ذلك حين ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور (( فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون )) يـس: من الآية51
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما ، فيقفون في موقف القيامة ، حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، و يحاسبهم الله تبارك و تعالى ، و تنصب الموازين ، و تنشر الدواوين ، و تتطاير صحائف الأعمال إلى الأيمان و الشمائل (( أما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبوراً ويصلى سعيراً ويصلى سعيراً )) الانشقاق:7-12 و الميزان له كفتان و لسان ، توزن به الأعمال (( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )) المؤمنون:102-103 . و لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم حوض في القيامة ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، و أحلى من العسل ، و أباريقه عدد نجوم السماء ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا و الصراط حق ، يجوزه الأبرار ، و يزل عنه الفجار ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و يشفع نبينا صلى الله عليه و سلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر ، فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا و صاروا فحما و حمما ، فيدخلون الجنة بشفاعته ، و لسائر الأنبياء و المؤمنين و الملائكة شفاعات . قال الله تعالى (( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون )) الانبياء: من الآية28 و لا تنفع الكافر شفاعة الشافعين ، و الجنة و النار مخلوقتان لا تفنيان ، فالجنة مأوى أوليائه ، و النار عقاب لأعدائه ، و أهل الجنة مخلدون (( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون )) الزخرف:74-75 و يؤتي بالموت في صورة كبش أملح ، فيذبح بين الجنة و النار ، ثم يقال : ( يا أهل الجنة خلود و لا موت ، و يا أهل النار خلود و لا موت ) ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و سيد المرسلين ، لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ، و يشهد بنبوته ، و لا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته ، و لا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته ، صاحب لواء الحمد و المقام المحمود ، و الحوض المورود ، و هو إمام النبيين ، و خطيبهم ، و صاحب شفاعتهم ، أمته خير الأمم ، و أصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام ، و أفضل أمته أبو بكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، رضي الله عنهم أجمعين ، لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نقول و النبي صلى الله عليه و سلم حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فلا ينكره ، و صحت الرواية عن علي رضي الله عنه ، أنه قال : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ، و لو شئت سميت الثالث ، و روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( ما طلعت الشمس و لا غربت بعد النبيين و المرسلين على أفضل من أبي بكر ) و هو أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه و سلم لفضله و سابقته ، و تقديم النبي صلى الله عليه و سلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم ، و إجماع الصحابة على تقديمه و مبايعته ، و لم يكن الله ليجمعهم على ضلالة ، ثم من بعده عمر رضي الله عنه ، لفضله و عهد أبي بكر إليه ، ثم عثمان رضي الله عنه ، لتقديم أهل الشورى له ، ثم علي رضي الله عنه ، لفضله و إجماع أهل عصره عليه . و هؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم : ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ) و قال صلى الله عليه و سلم : ( الخلافة من بعدي ثلاثون سنة ) فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه .و نشهد للعشرة بالجنة ، كما شهد لهم النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ( أبو بكر في الجنة و عمر في الجنة و عثمان في الجنة ، و علي في الجنة ، و طلحة في الجنة ، و الزبير في الجنة و سعد في الجنة و السعيد في الجنة , و عبد الرحمن بن عوف في الجنة و عبيدة بن الجراح في الجنة ) و كل من شهد له النبي صلى الله عليه و سلم بالجنة شهدنا له بها ، كقوله : ( الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ) ، و قوله لثابت بن قيس : ( إنه من أهل الجنة ) . و لا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة و لا نار ، إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه و سلم لكنا نرجو للمحسن ، و نخاف على المسيء ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ، و لا نخرجه عن الإسلام بعمل ، و نرى الحج و الجهاد ماضيين مع طاعة كل إمام ، برا كان أو فاجرا ، و صلاة الجمعة خلفهم جائزة ، قال أنس : قال الني صلى الله عليه و سلم ( ثلاث من أصل الإيمان ، الكف عمن قال : لا إله إلا الله ، و لا نكفر بذنب ، و لا نخرجه من الإسلام بعمل ، و الجهاد ماص منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل آخر أمتي الدجال ، لا يبطله جور جائر ، و لا عدل عادل ، و الإيمان بالأقدار ) رواه أبو داود ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و من السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و محبتهم ، و ذكر محاسنهم ، و الترحم عليهم ، و الاستغفار لهم ، و الكف عن ذكر مساويهم ، و ما شجر بينهم ، و اعتقاد فضلهم ، و معرفة سابقتهم ، قال الله تعالى : (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا )) الحشر: من الآية 10، و قال تعالى (( محمدٌ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) الفتح: من الآية29، و قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تسبوا أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ، و لا نصيفه ) . و من السنة : الترضي عن أزواج الرسول صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهن خديجة بنت خويلد ، و عائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه و سلم في الدنيا و الآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم ، و معاوية خال المؤمنين ، و كاتب وحي الله ، أحد خلفاء المسلمين ـ رضي الله عنهم ـ.ومن السنة : السمع و الطاعة لأئمة المسلمين و أمراء المؤمنين ، برهم و فاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ، فإنه لا طاعة لأحد في معصية الله ، و من ولي الخلافة و اجتمع عليه الناس و رضوا به ، أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة ، سمي : أمير المؤمنين ،وجبت طاعته ، و حرمت مخالفته ، و الخروج عليه ، و شق عصا المسلمين ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و من السنة : هجران أهل البدع ، و مباينتهم ، و ترك الجدال و الخصومات في الدين ، و ترك النظر في كتب المبتدعة ، و الإصغاء إلى كلامهم ، و كل محدثة في الدين بدعة ، و كل متسم بغير الإسلام و السنة مبتدع ، كالرافضة و الجهمية و الخوارج و القدرية ، و المرجئة ، و المعتزلة ، و الكرامية ،و الكلابية ، و نظائرهم فهذه فرق الضلال ، و طوائف البدع أعاذنا الله منها ... " .
-
شرح قول المصنف رحمه الله : "... و أما النسبة إلى إمام في فروع الدين ، كالطوائف الأربع فليس بمذموم ، فإن الاختلاف في الفروع رحمة ، و المختلفون فيه محمودون في اختلافهم ، مثابون في اجتهادهم واختلافهم رحمة واسعة ، و اتفاقهم حجة قاطعة . نسأل الله أن يعصمنا من البدع و الفتنة ، و يحيينا على الإسلام و السنة و يجعلنا ممن يتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحياة ، ويحشرنا في زمرته بعد الممات ، برحمته و فضله آمين . و هذا آخر المعتقد ، و الحمد لله وحده ، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما ... " .
-
ما المحظور إذا قلنا إن الكاف في قوله تعالى (( ليس كمثله شيء ... )) بمعنى المثل ؟