-
قراءة وتعليق حول خطبة الناظم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي شهدت له بربوبيته جميع مخلوقاته، وأقرت له بالعبودية جميع مصنوعاته، وأدت له الشهادة جميع الكائنات أنه الله الذي لا اله إلا هو بما أودعها من لطيف صنعه وبديع آياته، وسبحان الله وبحمد عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، ولا اله إلا الله الأحد الصمد الذي لا شريك له في ربوبيته ولا شبيه له في أفعاله ولا في صفاته ولا في ذاته
-
قراءة وتعليق حول خطبة الناظم: فصل: وكان من قدر الله وقضائه أن جمع مجلس المذاكرة بين مثبت للصفات والعلو وبين معطل لذلك، فاستطعم المعطل المثبت الحديث استطعام غير جائع إليه، ولكن غرضه عرض بضاعته عليه، فقال له ما تقول في القرآن ومسألة الاستواء؟ فقال المثبت: نقول فيها ما قاله ربنا وتعالى وما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم، نصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل، بل نثبت له سبحانه ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، وننفي عنه النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقات، إثباتا بلا تمثيل، وتنزيها بلا تعطيل، فمن شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه، أو ما وصفه به رسوله تشبيها، فالمشبه يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والموحد يعبد إلها واحد صمدا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. والكلام في الصفات كالكلام في الذات، فكما أنا نثبت ذاتا لا تشبه الذوات، فكذلك نقول في صفاته أنها لا تشبه الصفات، فليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فلا نشبه صفات الله بصفات المخلوقين، ولا نزيل عنه سبحانه صفة من صفاته لأجل تشنيع المشنعين، وتلقيب المفترين، كما أنا لا نبغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لتسمية الروافض لنا نواصب، ولا نكذب بقدر الله ولا نجحد كمال مشيئته وقدرته لتسمية القدرية لنا مجبرة. ولا نجحد صفات ربنا تبارك وتعالى لتسمية الجهمية والمعتزلة لنا مجسمة مشبهة حشوية، ورحمة الله على القائل: فإن كان تجسيما ثبوت صفاته ××× فاني بحمد الله لها مثبت إلى: فإن كان تجسيما ثبوت صفاته ××× لديكم فاني اليوم عبد مجسم ورضي الله عن الشافعي حيث يقول: إن كان رفضا حب آل محمد ××× فليشهد الثقلان إني رافضي وقدس الله روح القائل وهو شيخ الإسلام ابن تيمية اذ يقول: إن كان نصبا حب صحب محمد ××× فليشهد الثقلان أني ناصبي
-
قراءة قول الناظم: فصل: وأما القرآن فإني أقول أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود، تكلم الله به صدقا، وسمعه جبريل حقا، وبلغه محمدا صلى الله عليه وسلم وحيا، وإن {كهيعص} مريم 1، و { حم عسق} الشورى 1، و{الر} يوسف 1، و{ق} ق1، و{ن} القلم 1، عين كلام الله حقيقة، وان الله تعالى تكلم بالقرآن العربي الذي سمعه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم وان جميعه كلام الله، وليس قول البشر، ومن قال أنه قول البشر فقد كفر. والله يصليه سقر، ومن قال ليس لله بيننا في الأرض كلام فقد جحد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله بعثه يبلغ عنه كلامه، والرسول انما يبلغ كلام مرسله، فاذا انتفي كلام المرسل انتفت رسالة الرسول
-
قراءة وتعليق حول خطبة الناظم: المثل الخامس: مصباح المعطل قد عصفت عليه أهوية التعطيل فطفيء وما أنار، ومصباح الشبه قد غرقت فتيلته في عسكر التشبيه فلا تقتبس منه الأنوار، ومصباح الموحد يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)
-
قراءة وتعليق حول خطبة الناظم: المثل السادس: قلب المعطل متعلق بالعدم فهو أحقر الحقير، وقلب المشبه عابد للصنم الذي قد نحت بالتصوير والتقدير، والموحد قلبه متعبد لمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
-
القراءة من قول الناظم: قالوا وإقرار العباد بأنه..إلى قوله.. هم عند جهم كاملو الإيمان
-
(الكلام على تعريف الجهمية للإيمان وأنه هو المعرفة والإقرار والرد عليهم ) قالوا وإقرار العباد بأنه*** خلاقهم هو منتهى الإيمان والناس في الإيمان شيء واحد*** كالمشط عند تماثل الأسنان فاسأل أبا جهل وشيعته ومن*** والاهم من عابدي الأوثان وسل اليهود وكل أقلف مشرك*** عبد المسيح مقبل الصلبان واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم*** أعداء نوح أمة الطوفان واسأل أبا الجن اللعين أتعرف الـ *** خلاق أم أصبحت ذا نكران واسأل شرار الخلق أعني أمة*** لوطية هم ناكحو الذكران واسأل كذاك إمام كل معطل*** فرعون مع قارون مع هامان هل كان فيهم منكر للخالق الـ *** ـرب العظيم مكون الأكوان فليبشروا ما فيهم من كافر*** هم عند جهم كاملو الإيمان
-
القراءة من قول الناظم: وقضى بأن الله ليس بفاعل..إلى قوله.. وحي ولا تكليف عبد فان
-
( بيان عقيدة الجهم في نفيه الفعل عن الله وعن المخلوق وأن المخلوق مجبور على فعله والرد وقضى بأن الله ليس بفاعل*** فعلا يقوم به بلا برهان بل فعله المفعول خارج ذاته*** كالوصف غير الذات في الحسبان والجبر مذهبه الذي قرت به*** عين العصاة وشيعة الشيطان كانوا على وجل من العصيان إذ*** هو فعلهم والذنب للإنسان واللوم لا يعدوه إذ هو فاعل*** بإرادة وبقدرة الحيوان فأراحهم جهم وشيعته من اللـ*** وم العنيف وما قضوا بأمان لكنهم حملوا ذنوبهم على*** رب العباد بعزة وأمان وتبرؤوا منها وقالوا إنها*** أفعاله ما حيلة الإنسان ما كلف الجبار نفسا وسعها*** أنى وقد جبرت على العصيان وكذا على الطاعات أيضا قد غدت*** مجبورة فلها إذا جبران والعبد في التحقيق شبه نعامة*** قد كلفت بالحمل والطيران إذ كان صورتها تدل عليهما*** هذا وليس لها بذاك يدان فلذاك قال بأن طاعات الورى*** وكذاك ما فعلوه من عصيان هي عين فعل الرب لا أفعالهم*** فيصح عنهم عند ذا نفيان نفي لقدرتهم عليها أولا*** وصدورها منهم بنفي ثان فيقال ما صاموا ولا صلوا ولا*** زكوا ولا ذبحوا من القربان وكذاك ما شربوا وما قتلوا وما*** سرقوا ولا فيهم غوي زان وكذاك لم يأتوا اختيارا منهم*** بالكفر والإسلام والايمان إلا على وجه المجاز لأنها*** قامت بهم كالطعم والألوان جبروا على ما شاءه خلاقهم*** ما ثم ذو عون وغير معان والكل مجبور وغير ميسر*** كالميت أدرج داخل الأكفان وكذاك أفعال المهيمين لم تقم*** أيضا به خوفا من الحدثان فإذا جمعت مقالتيه أنتجا*** كذبا وزورا واضح البهتان إذ ليست الأفعال فعل إلهنا*** والرب ليس بفاعل العصيان فإذا انتفت صفة الإله وفعله*** وكلامه وفعائل الإنسان فهناك لا خلق ولا أمر ولا*** وحي ولا تكليف عبد فان
-
القراءة من قول الناظم:فصل في قدوم ركب آخر..إلى قوله..واخلع عذارك وارم بالأرسان
-
( إثبات علو الله على خلقه واستوائه على عرشه والرد على المخالفين في ذلك وبيان بطلان من فسر الإستواء بالإستيلاء وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا وزاد عليه في الميزان قال اسمعوا يا قوم لا تلهيكم*** هذي الأماني هن شر أماني أتعبت راحلتي وكلت مهجتي*** وبذلت مجهودي وقد أعياني فتشت فوق وتحت ثم أمامنا*** ووراء ثم يسار مع أيمان ما دلني أحد عليه هناكم*** كلا ولا بشر إليه هداني إلا طوائف بالحديث تمسكت*** تعزى مذاهبها إلى القرآن قالوا الذي تبغيه فوق عباده*** فوق السماء وفوق كل مكان وهو الذي حقا على العرش استوى*** لكنه استولى على الأكوان وإليه يصعد كل قول طيب*** واليه يرفع سعي ذي الشكران والروح والأملاك منه تنزلت*** واليه تعرج عند كل أوان وإليه أيدي السائلين توجهت*** نحو العلو بفطرة الرحمن وإليه قد عرج الرسول فقدرت*** من قربه من ربه قوسان وإليه قد رفع المسيح حقيقة*** ولسوف ينزل كي يرى بعيان وإليه تصعد روح كل مصدق*** عند الممات فتنثني بأمان وإليه آمال العباد توجهت*** نحو العلو بلا تواص ثان بل فطرة الله التي لم يفطروا*** إلا عليها الخلق والثقلان ونظير هذا أنهم فطروا على*** اقرارهم لا شك بالديان لكن أولوا التعطيل منهم أصبحوا*** مرضى بداء الجهل والخذلان فسألت عنهم رفقتي وأحبتي*** أصحاب جهم حزب جنكسخان من هؤلاء ومن يقال لهم فقد*** جاءوا بأمر مالئ الآذان ولهم علينا صولة ما صالها*** ذو باطل بل صاحب البرهان أو ما سمعتم قولهم وكلامهم***مثل الصواعق ليس ذا لجبان جاءوكم من فوقكم وأتيتم*** من تحتهم ما أنتم سيان جاؤوكم بالوحي لكن جئتم*** بنحاتة الأفكار والأذهان قالوا مشبهة مجسمة فلا*** تسمع مقال مجسم حيوان والعنهم لعنا كبيرا واغزهم*** بعساكر التعطيل غير جبان واحكم بسفك دمائهم وبحبسهم*** أو لا فشردهم عن الأوطان حذر صحابك منهم فهم أضل***ل من اليهود وعابدي الصلبان واحذر تجادلهم بقال الله أو*** قال الرسول فتنثني بهوان أنى وهم أولى به قد أنفذوا*** فيه قوى الأذهان والأبدان فاذا ابتليت بهم فغالطهم على الـ***تأويل للأخبار والقرآن وكذاك غالطهم على التكذيب للـ***آحاد ذان لصحبنا أصلان أوصى بها أشياخنا أشياخهم*** فاحفظهما بيديك والأسنان واذا اجتمعت وهم بمشهد مجلس*** فابدر بإيراد وشغل زمان لا يملكوه عليك بالآثار والـ*** أخبار والتفسير للفرقان فتصير ان وافقت مثلهم وان*** عارضت زنديقا أخا كفران واذا سكت يقال هذا جاهل*** فابدر ولو بالفشر والهذيان هذا الذي والله أوصانا به*** أشياخنا في سالف الأزمان فرجعت من سفري وقلت لصاحبي*** ومطيتي قد آذنت بحران عطل ركابك واسترح من سيرها*** ما ثم شيء غير ذي الأكوان لو كان للأكوان رب خالق*** كان المجسم صاحب البرهان أو كأن رب بائن عن ذي الورى*** كان المجسم صاحب الإيمان ولكان عند الناس أولى الخلق بال*** إسلام والإيمان والإحسان ولكان هذا الحزب فوق رؤوسهم*** لم يختلف منهم عليه اثنان فدع التكاليف التي حملتها*** واخلع عذارك وارم بالأرسان
-
القراءة من قول الناظم: وزعمت أن محمدا أسرى به*** ليلا إليه فهو منه دان وزعمت أن محمدا يوم اللقا*** يدنيه رب العرش بالرضوان حتى يرى المختار حقا قاعدا*** معه على العرش الرفيع الشان وزعمت أن لعرشه أطا به*** كالرحل أط براكب عجلان وزعمت أن الله أبدى بعضه*** للطور حتى عاد كالكثبان لما تجلى يوم تكليم الرضى*** موسى الكليم مكلم الرحمن وزعمت للمعبود وجها باقيا*** وله يمين بل زعمت يدان وزعمت أن يديه للسبع العلى*** والأرض يوم الحشر قابضتان وزعمت أن يمينه ملآى من ال *** خيرات ما غاضت على الأزمان وزعمت أن العدل في الأخرى بها*** رفع وخفض وهو بالميزان وزعمت أن الخلق طرا عنده*** يهتز فوق أصابع الرحمن وزعمت أيضا أن قلب العبد ما*** بين اثنتين من الأصابع عان وزعمت أن الله يضحك عندما*** يتقابل الصفان يقتتلان من عبده يأتي فيبدي نحره***لعدوه طلبا لنيل جنان وكذاك يضحك عندما يثب الفتى*** من فرشه لتلاوة القرآن وكذاك يضحك من قنوط عباده*** إذ أجدبوا والغيث منهم دان وزعمت أن الله يرضى عن أولي ال *** حسنى ويغضب عن أولي العصيان وزعمت أن الله يسمع صوته*** يوم المعاد بعيدهم والداني لما يناديهم أنا الديان لا*** ظلم لدي فيسمع الثقلان وزعمت أن الله يشرق نوره*** في الأرض يوم الفصل والميزان وزعمت أن الله يكشف ساقه*** فيخر ذاك الجمع للأذقان وزعمت أن الله يبسط كفه*** لمسيئنا ليتوب من عصيان وزعمت أن يمينه تطوي السما*** طي السجل على كتاب بيان وزعمت أن الله ينزل في الدجى*** في ثلث ليل آخر أو ثان فيقول هل من سائل فأجيبه*** فأنا القريب أجيب من ناداني وزعمت أن له نزولا ثانيا*** يوم القيامة للقضاء الثاني وزعمت أن الله يبدو جهرة*** لعباده حتى يرى بعيان بل يسمعون كلامه ويرونه*** فالمقلتان اليه ناظرتان وزعمت أن لربنا قدما وأن*** الله واضعها على النيران فهناك يدنو بعضها من بعضها*** وتقول قط قط حاجتي وكفاني وزعمت أن الناس يوم مزيدهم*** كل يحاضر ربه ويداني بالحاء مع ضاد وجامع صادها*** وجهان في ذا اللفظ محفوظان في الترمذي ومسند وسواهما*** من كتب تجسيم بلا كتمان ووصفته بصفات حي فاعل*** بالإختيار وذانك الأصلان أصل التفرق بين هذا الخلق في الـ***ـباري فكن في النفي غير جبان أو لا فلا تلعب بدينك ناقضا*** نفيا بإثبات بلا فرقان
-
التعليق على الأبيات السابقة، وهو إثبات صفات الله عز وجل والرد على المعطلة ومسالك ردهم لنصوص الصفات وغيرها
-
القراءة من قول الناظم: والله ربي لم يزل متكلما*** وكلامه المسموع بالآذان صدق وعدلا أحكمت كلماته*** طلبا وإخبارا بلا نقصان ورسوله قد عاذ بالكلمات من*** لدغ ومن عين ومن شيطان أيعاذ بالمخلوق حاشاه من الـ*** إشراك وهو معلم الإيمان بل عاذ بالكلمات وهي صفاته*** سبحانه ليست من الأكوان وكذلك القرآن عين كلامه المـسـ***ـموع منه حقيقة ببيان هو قول ربي كله لا بعضه*** لفظا ومعنى ما هما خلقان تنزيل رب العالمين وقوله*** اللفظ والمعنى بلا روغان لكن أصوات العباد وفعلهم*** كمدادهم والرق مخلوقان فالصوت للقاري ولكن الكلا***م كلام رب العرش ذي الإحسان هذا إذا ما كان ثم وساطة*** كقراءة المخلوق للقرآن فإذا انتفت تلك الوساطة مثل ما*** قد كلم المولود من عمران فهنالك المخلوق نفس السمع لا*** شيء من المسموع فافهم ذان هذي مقالة أحمد ومحمد*** وخصومهم من بعد طائفتان
-
التعليق على الأبيات السابقة، بيان صفة الكلام لله وأن القرآن لفظا ومعنى لله غير مخلوق، وأما صوت القارئ للقرآن وفعله والأوراق والحبر فمخلوق
-
القراءة من قول الناظم: وتكايست أخرى وقالت إن ذا*** قول محال وهو خمس معان تلك التي ذكرت ومعنى جامع*** لجميعها كالأس للبنيان فيكون أنواعا وعند نظيرهم*** أوصافه وهما فمتفقان أن الذي جاء الرسول به لمخـ***ـلوق ولم يسمع من الديان والخلف بينهم فقيل محمد*** أنشاه تعبيرا عن القرآن والآخرون أبو وقالوا إنما*** جبريل أنشاه عن المنان وتكايست أخرى وقالت إنه*** نقل من اللوح الرفيع الشأن فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد*** أنشاه خلقا فيه ذا حدثان هذي مقالات لهم فانظر ترى*** في كتبهم يا من له عينان لكن أهل الحق قالوا إنما*** جبريل بلغه عن الرحمن ألقاه مسموعا له من ربه*** للصادق المصدوق بالبرهان
-
القراءة من قول الناظم: فصل في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والإرادة والقائـلون بأنه بمـشيئـة*** وإرادة أيضا فهم صنفان إحداهما جعلته خارج ذاته*** كمشيئة للخلق والأكوان قالوا وصار كلامه باضافة الـ*** تشريف مثل البيت ذي الأركان ما قال عندهم ولا هو قائل*** والقول لم يسمع من الديان فالقول مفعول لديهم قائم*** بالغير كالأعراض والأكوان هذي مقالة كل جهمي وهم*** فيها الشيوخ معلمو الصبيان لكن أهل الإعتزال قديمهم*** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني وهم الألى اعتزلوا عن الحسن الر***ضى البصري ذاك العالم الرباني وكذاك أتباع على منهاجهم*** من قبل جهم صاحب الحدثان لكنما متأخروهم بعد ذا***لك وافقوا جهما على الكفران فهم بذا جهمية أهل اعتزا***ل ثوبهم أضحى له علمان ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الامام حكاه عنـ***ـهم بل حكاه قبله الطبراني
-
التعليق على الأبيات السابقة، وتتمة قول الطوائف في كلام الله، والكلام على أصل مذهب الجهمية المعطلة
-
القراءة من قول الناظم: فصل في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق، حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه أوليس قد قام الدليل بأن أف*** عـال العباد خليقة الرحمن من ألف وجه أو قريب الألف يحـ***صيـها الذي يعنى بهذا الشان فيكون كل كلام هذا الخلق عيـ*** ـن كلامه سبحان ذي السلطان إذ كان منسوبا إليه كلامه*** خلقا كبيت الله ذي الأركان هذا ولازم قولكم قد قاله*** ذو الاتحاد مصرحا ببيان حذر التناقض إذ تناقضتم ولـ***كـن طرده في غاية الكفران فلئن زعمتم أن تخصيص القرآ***ن كبيته وكلاهما خلقان فيقال ذا التخصيص لا ينفي العمو***م كرب ذي الأكوان ويقال رب العرش أيضا هكذا*** تخصيصه لإضافة القرآن لا يمنع التعميم في الباقي وذا*** في غاية الإيضاح والتبيان
-
التعليق على الأبيات السابقة، الرد على من قال أن كلام الله مخلوق وما يلزم من كلامهم
-
تتمة القراءة من قول الناظم: فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ***ـسيم وتخييل إلى الأذهان ولذاك يحرم عندهم تأويله*** لكنه حل لذي العرفان فإذا تأولناه كان جناية*** منا وخرق سياج ذا البستان لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا*** بالكذب عند مصالح الإنسان والفيلسوف وذا الرسول لديهم*** متفاوتان وما هما عدلان أما الرسول ففيلسوف عوامهم***والفيلسوف نبي ذي البرهان والحق عندهم ففيما قاله*** أتباع صاحب منطق اليونان
-
تعريف كلمة الفيلسوف والقرامطة وقولهم في كلام الله، وتكفير ابن تيمية وابن القيم لابن سينا
-
القراءة من قول الناظم: فاعطف على الجهمية المغل الألى*** خرقوا سياج العقل والقرآن شرد بهم من خلفهم واكسرهم*** بل ناد في ناديهم بأذان أفسدتم المعقول والمنقول والـ***ـمسموع من لغة بكل لسان أيصح وصف الشيء بالمشتق للـ***ـمسلوب معناه لذي الأذهان أيصح صبار ولا صبر له*** ويصح شكر بلا شكران ويصح علام ولا علم له*** ويصح غفار بلا غفران ويقال هذا سامع أو مبصر*** والسمع والإبصار مفقودان هذا محال في العقول وفي النقو***ل وفي اللغات وغير ذي إمكان فلئن زعمتم أنه متكلم*** لكن بقول قام بالإنسان أو غيره فيقال هذا باطل*** وعليكم في ذاك محذوران نفي اشتقاق اللفظ للموجود معـ***ـناه به وثبوته للثاني أعني الذي ما قام معناه به*** قلب الحقائق أقبح البهتان ونظير ذا أخوان هذا مبصر*** وأخوه معدود من العميان سميتم الأعمى بصيرا إذ أخو***ه مبصر وبعكسه في الثاني فلئن زعمتم أن ذلك ثابت*** في فعله كالخلق للأكوان والفعل ليس بقائم بإلهنا*** إذ لا يكون محل ذي حدثان ويصح أن يشتق منه خالق*** فكذلك المتكلم الوحداني هو فاعل لكلامه وكتابه*** ليس الكلام له بوصف معان
-
التعليق على الأبيات السابقة، الرد على الجهمية وبيان أن كل تعطيل فأصله من الجهمية
-
معنى قول الناظم :وارفوا مذاهبكم وسدوا خرقها*** إن كان ذاك الرفق في الإمكان
-
القراءة من قول الناظم: فاحكم هداك الله بينهم فقد*** أدلوا إليك بحجة وبيان لا تنصرن سوى الحديث وأهله*** هم عسكر الإيمان والقرآن وتحيزن إليهم لا غيرهم*** لتكون منصورا لدى الرحمن فتقول هذا القدر قد أعيا على*** أهل الكلام وقاده أصلان إحداهما هل فعله مفعوله*** أو غيره فهما لهم قولان والقائلون بأنه هو عينه*** فروا من الأوصاف بالحدثان لكن حقيقة قولهم وصريحه*** تعطيل خالق هذه الأكوان عن فعله إذ فعله مفعوله*** لكنه ما قام بالرحمن فعلى الحقيقة ما له فعل إذ الـ*** ـمفعول منفصل عن الديان والقائلون بأنه غير له*** متنازعون وهم فطائفتان إحداهما قالت قديم قائم*** بالذات وهو كقدرة المنان سموه تكوينا قديما قاله*** أتباع شيخ العالم النعماني وخصومهم لم ينصفوا في رده*** بل كابروهم ما أتوا ببيان والآخرون رأوه أمرا حادثا*** بالذات قام وأنهم نوعان إحداهما جعلته مفتتحا به***حذر التسلسل ليس ذا إمكان هذا الذي قالته كرامية*** ففعاله وكلامه سيان والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ذاك ابن حنبل الرضى الشيباني قد قال إن الله حقا لم يزل*** متكلما إن شاء ذو إحسان جعل الكلام صفات فعل قائم*** بالذات لم يفقد من الرحمن وكذاك نص على دوام الفعل بالـ*** إحسان أيضا في مكان ثان وكذا ابن عباس فراجع قوله*** لما أجاب مسائل القرآن وكذاك جعفر الإمام الصادق الـ*** ـمقبول عند الخلق ذو العرفان قد قال لم يزل المهيمن محسنا***برا جوادا عند كل أوان وكذا الإمام الدارمي فإنه*** قد قال ما فيه هدى الحيران قال الحياة مع الفعال كلاهما*** متلازمان فليس يفترقان صدق الإمام فكل حي فهو فعـ*** ال وذا في غاية التبيان إلا إذا ما كان ثم موانع***من آفة أو قاسر الحيوان والرب ليس لفعله من مانع*** ما شاء كان بقدرة الديان