-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً .
-
تعليق الشيخ على شرح الشيخ خليل هراس رحمهما الله تعالى : " بسم الله الرحمن الرحيم اختلف العلماء في البسملة ؛ هل هي آية من كل سورة افتتحت بها ؟ أو هي آية مستقلة أنزلت للفصل بها بين السور وللتبرك بالابتداء بها ؟ والمختار : القول الثاني . واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل ، وعلى تركها في أول سورة " براءة " ؛ لأنها جعلت هي والأنفال كسورة واحدة . والباء في " بسم " للاستعانة ، وهي متعلقة بمحذوف ، قدره بعضهم فعلا ، وقدره بعضهم اسما ، والقولان متقاربان ، وبكل ورد في القرآن ، قال تعالى : (( اقرأ باسم ربك )) ، وقال : (( بسم الله مجراها )) ويحسن جعل المقدر متأخرا لأن الاسم أحق بالتقديم ، ولأن تقديم الجار والمجرور يفيد اختصاص الاسم الكريم بكونه متبركا به ، والاسم هو اللفظ الموضوع لمعنى تعيينا له أو تمييزا ) .... " .
-
تعليق الشيخ على شرح الشيخ خليل هراس رحمهما الله تعالى : " ...واختلف في أصل اشتقاقه ، فقيل : إنه من السمة ؛ بمعنى : العلامة ، وقيل : من السمو ، وهو المختار . وهمزته همزة وصل . وليس الاسم نفس المسمى كما زعم بعضهم ، فإن الاسم هو اللفظ الدال ، والمسمى هو المعنى المدلول عليه بذلك الاسم . وليس هو كذلك نفس التسمية ؛ فإنها فعل المسمى ؛ يقال : سميت ولدي محمدا ، مثلا .... والصحيح أنه مشتق . واختلف في مبدأ اشتقاقه ، فقيل : من أله يأله ألوهة وإلاهة وألوهية ؛ بمعنى : عبد عبادة وقيل : من أله - بكسر اللام - يأله - بفتحها - ألها ؛ إذا تحير . .والصحيح الأول ، فهو إله ؛ بمعنى مألوه ؛ أي : معبود ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : " الله ذو الإلهية والعبودية على خلقه أجمعين " . وعلى القول بالاشتقاق يكون وصفا في الأصل ، ولكن غلبت عليه العلمية ، فتجري عليه بقية الأسماء أخبارا وأوصافا ، يقال : الله رحمن رحيم سميع عليم ، كما يقال : الله الرحمن الرحيم . . إلخ ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... الحمد لله الذي ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة : أهل السنة والجماعة ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... الحمد لله الذي أرسل رسوله ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة : أهل السنة والجماعة ... " .
-
التأكيد على أنه يجب على طلاب العلم تنبيه العوام على إخلاص الدعاء لله .
-
تتمة شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة : أهل السنة والجماعة ... " .
-
تتمة شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة : أهل السنة والجماعة ... "
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وهو الإيمان بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره . ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وهو الإيمان بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره . ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... لأنه سبحانه لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ... " .
-
فائدة : نفي الصفات وتأويلها إلى ما يؤدي إلى النفي يؤدي إلى الكفر ما لم يعذر النافي .
-
فائدة : رأس الحسين ليس في القاهرة كما يزعمون بل هو في البقيع .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... بل يؤمنون بأن الله (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
-
قاعدة : الإشتراك بين صفات الله تعالى وصفات خلقه إنما هو في المطلق الكلي أو المعنى العام الذي يسمى القدر المشترك .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ... " .
-
تتمة شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ، ولا كفء له ، ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ، ثم رسله صادقون مصدوقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال : (( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين )) ، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ، ثم رسله صادقون مصدوقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال : (( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين )) ، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات ... " .
-
كيف يكون الأشاعرة أقرب إلى أهل السنة والجماعة مع هذه العقيدة الفاسدة ؟
-
تتمة شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق قيلاً ، وأحسن حديثاً من خلقه ، ثم رسله صادقون مصدوقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال : (( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين )) ، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : " لا يقاس بخلقه " فالمقصود به أنه لا يجوز استعمال شيء من الأقيسة التي تقتضي المماثلة والمساواة بين المقيس والمقيس عليه في الشئون الإلهية وذلك مثل قياس التمثيل الذي يعرفه علماء الأصول بأنه إلحاق فرع بأصل في حكم الجامع ، كإلحاق النبيذ بالخمر في الحرمة لاشتراكهما في علة الحكم ، وهي الإسكار . فقياس التمثيل مبني على وجود مماثلة بين الفرع والأصل ، والله عز وجل لا يجوز أن يمثل بشيء من خلقه . ومثل قياس الشمول المعروف عند المناطقة بأنه الاستدلال بكلي على جزئي بواسطة اندراج ذلك الجزئي مع غيره تحت هذا الكلي . فهذا القياس مبني على استواء الأفراد المندرجة تحت هذا الكلي ، ولذلك يحكم على كل منها بما حكم به عليه . ومعلوم أنه لا مساواة بين الله عز وجل وبين شيء من خلقه . وإنما يستعمل في حقه تعالى قياس الأولى ، ومضمونه أن كل كمال ثبت للمخلوق وأمكن أن يتصف به الخالق ؛ فالخالق أولى به من المخلوق ، وكل نقص تنزه عنه المخلوق ؛ فالخالق أحق بالتنزه عنه . وكذلك قاعدة الكمال التي تقول : إنه إذا قدر اثنان : أحدهما موصوف بصفة كمال ، والآخر يمتنع عليه أن يتصف بتلك الصفة ؛ كان الأول أكمل من الثاني ، فيجب إثبات مثل تلك الصفة لله ما دام وجودها كمالا وعدمها نقصا ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... ومعلوم أنه لا مساواة بين الله عز وجل وبين شيء من خلقه وإنما يستعمل في حقه تعالى قياس الأولى ... " .
-
قاعدة : لا يلزم من إثبات صفات الله تعالى إثبات لوازم صفات المخلوقين .مع بيان انحراف الأشاعرة في باب صفات الله تعالى .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وإنما يستعمل في حقه تعالى قياس الأولى ، ومضمونه أن كل كمال ثبت للمخلوق وأمكن أن يتصف به الخالق ؛ فالخالق أولى به من المخلوق ، وكل نقص تنزه عنه المخلوق ؛ فالخالق أحق بالتنزه عنه وكذلك قاعدة الكمال التي تقول : إنه إذا قدر اثنان : أحدهما موصوف بصفة كمال ، والآخر يمتنع عليه أن يتصف بتلك الصفة ؛ كان الأول أكمل من الثاني ، فيجب إثبات مثل تلك الصفة لله ما دام وجودها كمالا وعدمها نقصا ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " فإنه أعلم بنفسه وبغيره ... " إلى قوله : " ... ثم رسله صادقون مصدوقون " تعليل لصحة مذهب السلف في الإيمان بجميع الصفات الواردة في الكتاب والسنة ؛ فإنه إذا كان الله عز وجل أعلم بنفسه وبغيره ، وكان أصدق قولا وأحسن حديثا ، وكان رسله عليهم الصلاة والسلام صادقين في كل ما يخبرون به عنه ، معصومين من الكذب عليه والإخبار عنه بما يخالف الواقع ؛ وجب التعويل إذا في باب الصفات نفيا وإثباتا على ما قاله الله وقاله رسوله الذي هو أعلم خلقه به ، وأن لا يترك ذلك إلى قول من يفترون على الله الكذب ويقولون عليه ما لا يعلمون ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وبيان ذلك أن الكلام إنما تقصر دلالته على المعاني المرادة منه لأحد ثلاثة أسباب : إما لجهل المتكلم وعدم علمه بما يتكلم به ، وإما لعدم فصاحته وقدرته على البيان ، وإما لكذبه وغشه وتدليسه ، ونصوص الكتاب والسنة بريئة من هذه الأمور الثلاثة من كل وجه ، فكلام الله وكلام رسوله في غاية الوضوح والبيان ؛ كما أنه المثل الأعلى في الصدق والمطابقة للواقع ؛ لصدوره عن كمال العلم بالنسب الخارجية ، وهو كذلك صادر عن تمام النصح ، والشفقة ، والحرص على هداية الخلق وإرشادهم . فقد اجتمعت له الأمور الثلاثة التي هي عناصر الدلالة والإفهام على أكمل وجه .فالرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بما يريد إخبارهم به ، وهو أقدرهم على بيان ذلك والإفصاح عنه ، وهو أحرصهم على هداية الخلق ، وأشدهم إرادة لذلك ، فلا يمكن أن يقع في كلامه شيء من النقص والقصور ؛ بخلاف كلام غيره ؛ فإنه لا يخلو من نقص في أحد هذه الأمور أو جميعها ، فلا يصح أن يعدل بكلامه كلام غيره فضلا عن أن يعدل عنه إلى كلام غيره ؛ فإن هذا هو غاية الضلال ، ومنتهى الخذلان ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " ولهذا قال . . إلخ " تعليل لما تقدم من كون كلام الله وكلام رسوله أكمل صدقا ، وأتم بيانا ونصحا ، وأبعد عن العيوب والآفات من كلام كل أحد . و (( سبحان )) اسم مصدر من التسبيح ، الذي هو التنزيه والإبعاد عن السوء ، وأصله من السبح ، الذي هو السرعة والانطلاق والإبعاد ، ومنه فرس سبوح ؛ إذا كانت شديدة العدو . وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى صفته ، وهو بدل من الرب قبله .فهو سبحانه ينزه نفسه عما ينسبه إليه المشركون من اتخاذ الصاحبة والولد ، وعن كل نقص وعيب ، ثم يسلم على رسله عليهم الصلاة والسلام بعد ذلك ؛ للإشارة إلى أنه كما يجب تنزيه الله عز وجل وإبعاده عن كل شائبة نقص وعيب ، فيجب اعتقاد سلامة الرسل في أقوالهم وأفعالهم من كل عيب كذلك ، فلا يكذبون على الله ، ولا يشركون به ، ولا يغشون أممهم ، ولا يقولون على الله إلا الحق ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى صفته ، وهو بدل من الرب قبله .فهو سبحانه ينزه نفسه عما ينسبه إليه المشركون من اتخاذ الصاحبة والولد ، وعن كل نقص وعيب ، ثم يسلم على رسله عليهم الصلاة والسلام بعد ذلك ؛ للإشارة إلى أنه كما يجب تنزيه الله عز وجل وإبعاده عن كل شائبة نقص وعيب ، فيجب اعتقاد سلامة الرسل في أقوالهم وأفعالهم من كل عيب كذلك ، فلا يكذبون على الله ، ولا يشركون به ، ولا يغشون أممهم ، ولا يقولون على الله إلا الحق ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...قوله : (( والحمد لله رب العالمين )) ثناء منه سبحانه على نفسه بما له من نعوت الكمال ، وأوصاف الجلال ، وحميد الفعال ، وقد تقدم الكلام على معنى الحمد ، فأغنى عن إعادته . لما بين فيما سبق أن أهل السنة والجماعة يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله ، ولم يكن ذلك كله إثباتا ولا كله نفيا ؛ نبه على ذلك بقوله : " وهو سبحانه قد جمع . . إلخ ". واعلم أن كلا من النفي والإثبات في الأسماء والصفات مجمل ومفصل . أما الإجمال في النفي ؛ فهو أن ينفى عن الله عز وجل كل ما يضاد كماله من أنواع العيوب والنقائص ، مثل قوله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) ، (( هل تعلم له سميا )) ، (( سبحان الله عما يصفون )) .وأما التفصيل في النفي ؛ فهو أن ينزه الله عن كل واحد من هذه العيوب والنقائص بخصوصه ، فينزه عن الوالد ، والولد ، والشريك ، والصاحبة ، والند ، والضد ، والجهل ، والعجز ، والضلال ، والنسيان ، والسنة ، والنوم ، والعبث ، والباطل . . إلخ ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ولكن ليس في الكتاب ولا في السنة نفي محض ؛ فإن النفي الصرف لا مدح فيه ، وإنما يراد بكل نفي فيهما إثبات ما يضاده من الكمال : فنفي الشريك والند ؛ لإثبات كمال عظمته وتفرده بصفات الكمال ، ونفي العجز ؛ لإثبات كمال قدرته ، ونفي الجهل ؛ لإثبات سعة علمه وإحاطته ، ونفي الظلم ؛ لإثبات كمال عدله ، ونفي العبث ؛ لإثبات كمال حكمته ، ونفي السنة والنوم والموت ؛ لإثبات كمال حياته وقيوميته . . وهكذا . ولهذا كان النفي في الكتاب والسنة إنما يأتي مجملا في أكثر أحواله ؛ بخلاف الإثبات ؛ فإن التفصيل فيه أكثر من الإجمال ؛ لأنه مقصود لذاته ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما الإجمال في الإثبات ؛ فمثل إثبات الكمال المطلق ، والحمد المطلق ، والمجد المطلق ، ونحو ذلك ؛ كما يشير إليه مثل قوله تعالى : (( الحمد لله رب العالمين )) ، (( ولله المثل الأعلى )) . وأما التفصيل في الإثبات ؛ فهو متناول لكل اسم أو صفة وردت في الكتاب والسنة ، وهو من الكثرة بحيث لا يمكن لأحد أن يحصيه ؛ فإن منها ما اختص الله عز وجل بعلمه ؛ كما قال عليه الصلاة والسلام : ( سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) . وفي حديث دعاء المكروب : ( أسألك بكل اسم هو لك ؛ سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) ... " .
-
إعادة قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما الإجمال في الإثبات ؛ فمثل إثبات الكمال المطلق ، والحمد المطلق ، والمجد المطلق ، ونحو ذلك ؛ كما يشير إليه مثل قوله تعالى : (( الحمد لله رب العالمين )) ، (( ولله المثل الأعلى )) . وأما التفصيل في الإثبات ؛ فهو متناول لكل اسم أو صفة وردت في الكتاب والسنة ، وهو من الكثرة بحيث لا يمكن لأحد أن يحصيه ؛ فإن منها ما اختص الله عز وجل بعلمه ؛ كما قال عليه الصلاة والسلام : ( سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) . وفي حديث دعاء المكروب : ( أسألك بكل اسم هو لك ؛ سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون ؛ فإنه الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " فلا عدول . . إلخ " ؛ هذا مترتب على ما تقدم من بيان أن ما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام هو الحق الذي يجب اتباعه ، ولا يصح العدول عنه ، وقد علل بأنه الصراط المستقيم ، يعني الطريق السوي القاصد الذي لا عوج فيه ولا انحراف . والصراط المستقيم لا يكون إلا واحدا ؛ من زاغ عنه أو انحرف وقع في طريق من طرق الضلال والجور ؛ كما قال تعالى : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) . والصراط المستقيم هو طريق الأمة الوسط ، الواقع بين طرفي الإفراط والتفريط ، ولهذا أمرنا الله عز وجل وعلمنا أن نسأله أن يهدينا هذا الصراط المستقيم في كل ركعة من الصلاة ؛ أي : يلهمنا ويوفقنا لسلوكه واتباعه ، فإنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن ، حيث يقول : (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد )) وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " وقد دخل . . إلخ " شروع في إيراد النصوص من الكتاب والسنة المتضمنة لما يجب الإيمان به من الأسماء والصفات في النفي والإثبات . وابتدأ بتلك السورة العظيمة ؛ لأنها اشتملت من ذلك على ما لم يشتمل عليه غيرها ، ولهذا سميت سورة الإخلاص ؛ لتجريدها التوحيد من شوائب الشرك والوثنية . روى الإمام أحمد في " مسنده " عن أبي بن كعب رضي الله عنه في سبب نزولها : أن المشركين قالوا : يا محمد ، انسب لنا ربك . فأنزل الله تبارك وتعالى : (( قل هو الله أحد }{ الله الصمد )) إلخ السورة . وقد ثبت في الصحيح أنها تعدل ثلث القرآن وقد اختلف العلماء في تأويل ذلك على أقوال ، أقربها ما نقله شيخ الإسلام عن أبي العباس ، وحاصله أن القرآن الكريم اشتمل على ثلاثة مقاصد أساسية : أولها : الأوامر والنواهي المتضمنة للأحكام والشرائع العملية التي هي موضوع علم الفقه والأخلاق . ثانيها : القصص والأخبار المتضمنة لأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام مع أممهم ، وأنواع الهلاك التي حاقت بالمكذبين لهم ، وأحوال الوعد والوعيد ، وتفاصيل الثواب والعقاب . ثالثها : علم التوحيد ، وما يجب على العباد من معرفة الله بأسمائه وصفاته ، وهذا هو أشرف الثلاثة . ولما كانت سورة الإخلاص قد تضمنت أصول هذا العلم ، واشتملت عليه إجمالا ؛ صح أن يقال : إنها تعدل ثلث القرآن وأما كيف اشتملت هذه السورة على علوم التوحيد كلها ، وتضمنت الأصول التي هي مجامع التوحيد العلمي الاعتقادي ؟ فنقول :... " .
-
الرد على ابن حزم في دعاواه أن لفظ الصفة لم ترد في النصوص نسبتها لله تعالى مع بيان ضابط العذر لمن أخطأ في هذا الباب وكيفية مناقشة المخالفين .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وابتدأ بتلك السورة العظيمة ؛ لأنها اشتملت من ذلك على ما لم يشتمل عليه غيرها ، ولهذا سميت سورة الإخلاص ؛ لتجريدها التوحيد من شوائب الشرك والوثنية . روى الإمام أحمد في " مسنده " عن أبي بن كعب رضي الله عنه في سبب نزولها : أن المشركين قالوا : يا محمد ، انسب لنا ربك . فأنزل الله تبارك وتعالى : (( قل هو الله أحد }{ الله الصمد )) إلخ السورة . وقد ثبت في الصحيح أنها تعدل ثلث القرآن وقد اختلف العلماء في تأويل ذلك على أقوال ، أقربها ما نقله شيخ الإسلام عن أبي العباس ، وحاصله أن القرآن الكريم اشتمل على ثلاثة مقاصد أساسية : أولها : الأوامر والنواهي المتضمنة للأحكام والشرائع العملية التي هي موضوع علم الفقه والأخلاق . ثانيها : القصص والأخبار المتضمنة لأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام مع أممهم ، وأنواع الهلاك التي حاقت بالمكذبين لهم ، وأحوال الوعد والوعيد ، وتفاصيل الثواب والعقاب . ثالثها : علم التوحيد ، وما يجب على العباد من معرفة الله بأسمائه وصفاته ، وهذا هو أشرف الثلاثة . ولما كانت سورة الإخلاص قد تضمنت أصول هذا العلم ، واشتملت عليه إجمالا ؛ صح أن يقال : إنها تعدل ثلث القرآن ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...إن قوله تعالى : (( الله أحد )) دلت على نفي الشريك من كل وجه : في الذات ،أوفي الصفات ، أوفي الأفعال ؛ كما دلت على تفرده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والجلال والكبرياء ، ولهذا لا يطلق لفظ (( أحد )) في الإثبات إلا على الله عز وجل ، وهو أبلغ من واحد، وقوله : (( الله الصمد )) قد فسرها ابن عباس رضي الله عنه بقوله : السيد الذي كمل في سؤدده ، والشريف الذي كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد كمل في جبروته ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله عز وجل ، هذه صفته ، لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ . " ... إن قوله تعالى : (( الله أحد )) دلت على نفي الشريك من كل وجه : في الذات ،أوفي الصفات ، أوفي الأفعال ؛ كما دلت على تفرده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والجلال والكبرياء ، ولهذا لا يطلق لفظ (( أحد )) في الإثبات إلا على الله عز وجل ، وهو أبلغ من واحد، وقوله : (( الله الصمد )) قد فسرها ابن عباس رضي الله عنه بقوله : السيد الذي كمل في سؤدده ، والشريف الذي كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد كمل في جبروته ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله عز وجل ، هذه صفته ، لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقد فسر الصمد أيضا بأنه الذي لا جوف له ، وبأنه الذي تصمد إليه الخليقة كلها وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها . فإثبات الأحدية لله تتضمن نفي المشاركة والمماثلة . وإثبات الصمدية بكل معانيها المتقدمة تتضمن إثبات جميع تفاصيل الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وهذا هو توحيد الإثبات . وأما النوع الثاني وهو توحيد التنزيه ؛ فيؤخذ من قوله تعالى : (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) كما يؤخذ إجمالا من قوله : (( الله أحد )) ؛ أي : لم يتفرع عنه شيء ، ولم يتفرع هو عن شيء ، وليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... فانظر كيف تضمنت هذه السورة توحيد الاعتقاد والمعرفة ، وما يجب إثباته للرب تعالى من الأحدية المنافية لمطلق المشاركة ، والصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص بوجه من الوجوه ، ونفي الولد والوالد الذي هو من لوازم غناه وصمديته وأحديته ، ثم نفي الكفء المتضمن لنفي التشبيه والتمثيل والنظير ، فحق لسورة تضمنت هذه المعارف كلها أن تعدل ثلث القرآن روى مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله : ( أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، فرددها مرارا ، ثم قال أبي : آية الكرسي ، فوضع النبي يده على كتفه ، وقال : ليهنك هذا العلم أبا المنذر ) ، وفي رواية عند أحمد : ( والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ولا غرو ، فقد اشتملت هذه الآية العظيمة من أسماء الرب وصفاته على ما لم تشتمل عليه آية أخرى . فقد أخبر الله فيها عن نفسه بأنه المتوحد في إلهيته ، الذي لا تنبغي العبادة بجميع أنواعها وسائر صورها إلا له . ثم أردف قضية التوحيد بما يشهد لها من ذكر خصائصه وصفاته الكاملة ، فذكر أنه الحي الذي له كمال الحياة ؛ لأن حياته من لوازم ذاته ، فهي أزلية أبدية ، وكمال حياته يستلزم ثبوت جميع صفات الكمال الذاتية له ، من العزة والقدرة والعلم والحكمة والسمع والبصر والإرادة والمشيئة وغيرها ؛ إذ لا يتخلف شيء منها إلا لنقص في الحياة ، فالكمال في الحياة يتبعه الكمال في سائر الصفات اللازمة للحي . ثم قرن ذلك باسمه القيوم ، ومعناه الذي قام بنفسه ، واستغنى عن جميع خلقه غنى مطلقا لا تشوبه شائبة حاجة أصلا ؛ لأنه غنى ذاتي ، وبه قامت الموجودات كلها ، فهي فقيرة إليه فقرا ذاتيا ، بحيث لا تستغني عنه لحظة ، فهو الذي ابتدأ إيجادها على هذا النحو من الإحكام والإتقان ، وهو الذي يدبر أمورها ، ويمدها بكل ما تحتاج إليه في بقائها ، وفي بلوغ الكمال الذي قدره لها . فهذا الاسم متضمن لجميع صفات الكمال الفعلية ، كما أن اسمه الحي متضمن لجميع صفات الكمال الذاتية ، ولهذا ورد أن الحي القيوم هما اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ثم أعقب ذلك بما يدل على كمال حياته وقيوميته ، فقال : (( لا تأخذه )) أي لا تغلبه (( سنة )) ؛ أي نعاس (( ولا نوم )) ؛ فإن ذلك ينافي القيومية ؛ إذ النوم أخو الموت ، ولهذا كان أهل الجنة لا ينامون . ثم ذكر عموم ملكه لجميع العوالم العلوية والسفلية ، وأنها جميعا تحت قهره وسلطانه ، فقال : (( له ما في السماوات وما في الأرض )) . ثم أردف ذلك بما يدل على تمام ملكه ، وهو أن الشفاعة كلها له ، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه . وقد تضمن هذا النفي والاستثناء أمرين : أحدهما : إثبات الشفاعة الصحيحة ، وهي أنها تقع بإذنه سبحانه لمن يرضى قوله وعمله. والثاني : إبطال الشفاعة الشركية التي كان يعتقدها المشركون لأصنامهم ، وهي أنها تشفع لهم بغير إذن الله ورضاه . ثم ذكر سعة علمه وإحاطته ، وأنه لا يخفى عليه شيء من الأمور المستقبلة والماضية . وأما الخلق فإنهم ولا يحيطون بشيء من علمه قيل : يعني من معلومه ، وقيل : من علم أسمائه وصفاته إلا بما شاء الله سبحانه أن يعلمهم إياه على ألسنة رسله ، أو بغير ذلك من طرق البحث والنظر والاستنتاج والتجربة ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... ثم ذكر ما يدل على عظيم ملكه ، وواسع سلطانه ، فأخبر أن كرسيه قد وسع السماوات والأرض جميعا .والصحيح في الكرسي أنه غير العرش ، وأنه موضع القدمين ، وأنه في العرش كحلقة ملقاة في فلاة وأما ما أورده ابن كثير عن ابن عباس في تفسير الكرسي بالعلم ؛ فإنه لا يصح لأنه من رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وقد قال في روايته لهذا الأثر لم يتابع عليها ، أفاد ذلك الحافظ الذهبي من ترجمة جعفر المذكور من " الميزان " أ . هـ إسماعيل الأنصاري ، ويفضي إلى التكرار في الآية ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...ثم أخبر سبحانه بعد ذلك عن عظيم قدرته وكمال قوته بقوله : (( ولا يئوده حفظهما )) ؛ أي : السماوات والأرض وما فيهما . وفسر الشيخ رحمه الله (( يئوده )) بـ : (( يثقله ويكرثه )) ، وهو من آده الأمر : إذا ثقل عليه . ثم وصف نفسه سبحانه في ختام تلك الآية الكريمة بهذين الوصفين الجليلين ؛ وهما : (( العلي )) ، و (( العظيم )) . فالعلي : هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه : علو الذات : وكونه فوق جميع المخلوقات مستويا على عرشه . وعلو القدر : إذ كان له كل صفة كمال ، وله من تلك الصفة أعلاها وغايتها . وعلو القهر : إذ كان هو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير . وأما العظيم فمعناه الموصوف بالعظمة ، الذي لا شيء أعظم منه ، ولا أجل ، ولا أكبر ، وله سبحانه التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وأصفيائه ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله سبحانه : (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )) . قوله : (( هو الأول )) الجملة هنا جاءت معرفة الطرفين ؛ فهي تفيد اختصاصه سبحانه بهذه الأسماء الأربعة ومعانيها على ما يليق بجلاله وعظمته ، فلا يثبت لغيره من ذلك شيء . وقد اضطربت عبارات المتكلمين في تفسير هذه الأسماء ، ولا داعي لهذه التفسيرات بعدما ورد تفسيرها عن المعصوم صلوات الله وسلامه عليه ، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : اللهم رب السماوات السبع ، ورب الأرض ، رب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر ) فهذا تفسير واضح جامع يدل على كمال عظمته سبحانه ، وأنه محيط بالأشياء من كل وجه . فالأول والآخر : بيان لإحاطته الزمانية . والظاهر والباطن : بيان لإحاطته المكانية . كما أن اسمه " الظاهر " يدل على أنه العالي فوق جميع خلقه ، فلا شيء منها فوقه . فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة ، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر ، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن .فاسمه الأول : دال على قدمه وأزليته . واسمه الآخر : دال على بقائه وأبديته . واسمه الظاهر : دال على علوه وعظمته . واسمه الباطن : دال على قربه ومعيته .ثم ختمت الآية بما يفيد إحاطة علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة ، ومن العالم العلوي والسفلي ، ومن الواجبات والجائزات والمستحيلات ، فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . فالآية كلها في شأن إحاطة الرب سبحانه بجميع خلقه من كل وجه ، وأن العوالم كلها في قبضة يده كخردلة في يد العبد ، لا يفوته منها شيء ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه : اللهم رب السماوات السبع ، ورب الأرض ، رب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر ) ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فهذا تفسير واضح جامع يدل على كمال عظمته سبحانه ، وأنه محيط بالأشياء من كل وجه . فالأول والآخر : بيان لإحاطته الزمانية . والظاهر والباطن : بيان لإحاطته المكانية . كما أن اسمه " الظاهر " يدل على أنه العالي فوق جميع خلقه ، فلا شيء منها فوقه ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة ، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر ، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن .فاسمه الأول : دال على قدمه وأزليته . واسمه الآخر : دال على بقائه وأبديته . واسمه الظاهر : دال على علوه وعظمته . واسمه الباطن : دال على قربه ومعيته .ثم ختمت الآية بما يفيد إحاطة علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة ، ومن العالم العلوي والسفلي ، ومن الواجبات والجائزات والمستحيلات ، فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . فالآية كلها في شأن إحاطة الرب سبحانه بجميع خلقه من كل وجه ، وأن العوالم كلها في قبضة يده كخردلة في يد العبد ، لا يفوته منها شيء ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة ، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر ، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن .فاسمه الأول : دال على قدمه وأزليته . واسمه الآخر : دال على بقائه وأبديته . واسمه الظاهر : دال على علوه وعظمته . واسمه الباطن : دال على قربه ومعيته .ثم ختمت الآية بما يفيد إحاطة علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة ، ومن العالم العلوي والسفلي ، ومن الواجبات والجائزات والمستحيلات ، فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . فالآية كلها في شأن إحاطة الرب سبحانه بجميع خلقه من كل وجه ، وأن العوالم كلها في قبضة يده كخردلة في يد العبد ، لا يفوته منها شيء ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وإنما أتى بين هذه الصفات بالواو مع أنها جارية على موصوف واحد ؛ لزيادة التقرير والتأكيد ؛ لأن الواو تقتضي تحقيق الوصف المتقدم وتقريره ، وحسن ذلك لمجيئها بين أوصاف متقابلة قد يسبق إلى الوهم استبعاد الاتصال بها جميعا ؛ فإن الأولية تنافي الآخرية في الظاهر ، وكذلك الظاهرية والباطنية ، فاندفع توهم الإنكار بذلك التأكيد ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله سبحانه : (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) وقوله : (( وهو العليم الحكيم )) ، (( وهو الحكيم الخبير )) ، (( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها )) ، (( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )) وقوله : (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه )) ، وقوله : (( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( وتوكل )) . . إلخ ؛ هذه الجملة من الآيات ساقها المؤلف لإثبات بعض الأسماء والصفات . فالآية الأولى فيها إثبات اسمه الحي ، كما تضمنت سلب الموت الذي هو ضد الحياة عنه ، وقد قدمنا أنه سبحانه حي بحياة هي صفة له لازمة لذاته ، فلا يعرض لها موت ولا زوال أصلا ، وأن حياته أكمل حياة وأتمها ، فيستلزم ثبوتها له ثبوت كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة . وأما الآيات الباقية ؛ ففيها إثبات صفة العلم وما اشتق منها ؛ ككونه عليما ، ويعلم ، وأحاط بكل شيء علما ... إلخ . والعلم صفة لله عز وجل بها يدرك جميع المعلومات على ما هي به ، فلا يخفى عليه منها شيء ؛ كما قدمنا . وفيها إثبات اسمه الحكيم ، وهو مأخوذ من الحكمة ، ومعناه : الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب ، فلا يقع منه عبث ولا باطل ، بل كل ما يخلقه أو يأمر به فهو تابع لحكمته . وقيل : هو من فعيل بمعنى مفعل ، ومعناه : المحكم للأشياء ، من الإحكام : وهو الإتقان ، فلا يقع في خلقه تفاوت ولا فطور ، ولا يقع في تدبيره خلل أو اضطراب . وفيها كذلك إثبات اسمه الخبير ، وهو من الخبرة ؛ بمعنى كمال العلم ، ووثوقه ، والإحاطة بالأشياء على وجه التفصيل ، ووصول علمه إلى ما خفي ودق من الحسيات والمعنويات ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقد ذكر سبحانه في هذه الآيات بعض ما يتعلق به علمه ؛ للدلالة على شموله وإحاطته بما لا تبلغه علوم خلقه : فذكر أنه : يعلم ما يلج ؛ أي : يدخل في الأرض من حب وبذر ومياه وحشرات ومعادن ، وما يخرج منها من زرع وأشجار وعيون جارية ومعادن نافعة كذلك ما ينزل من السماء من ثلج وأمطار وصواعق وملائكة ، وما يعرج ؛ أي : يصعد ( فيها ) كذلك من ملائكة وأعمال وطير صواف . . إلى غير ذلك مما يعلمه جل شأنه . وذكر فيها أيضا أن عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ، ومفاتح الغيب ؛ قيل : خزائنه ، وقيل : طرقه وأسبابه التي يتوصل بها إليه ، جمع مفتح ؛ بكسر الميم ، أو مفتاح ؛ بحذف ياء مفاعيل . وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ) ، ثم تلا قوله تعالى : (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )) . وقد دلت الآيتان الأخيرتان على أنه سبحانه عالم بعلم هو صفة له ، قائم بذاته ؛ خلافا للمعتزلة الذين نفوا صفاته ، فمنهم من قال : إنه عالم بذاته ، وقادر بذاته . . إلخ ، ومنهم من فسر أسماءه بمعان سلبية ، فقال : عليم ؛ معناه : لا يجهل ، وقادر ؛ معناه : لا يعجز . . إلخ ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ) ، ثم تلا قوله تعالى : (( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )) . وقد دلت الآيتان الأخيرتان على أنه سبحانه عالم بعلم هو صفة له ، قائم بذاته ؛ خلافا للمعتزلة الذين نفوا صفاته ، فمنهم من قال : إنه عالم بذاته ، وقادر بذاته . . إلخ ، ومنهم من فسر أسماءه بمعان سلبية ، فقال : عليم ؛ معناه : لا يجهل ، وقادر ؛ معناه : لا يعجز . . إلخ ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وهذه الآيات حجة عليهم ، فقد أخبر فيها سبحانه عن إحاطة علمه بحمل كل أنثى ووضعها من حيث المعنى والكيف ؛ كما أخبر عن عموم قدرته ، وتعلقها بكل ممكن ، وعن إحاطة علمه بجميع الأشياء . وما أحسن ما قاله الإمام عبد العزيز المكي في كتابه " الحيدة " لبشر المريسي المعتزلي وهو يناظره في مسألة العلم : " إن الله عز وجل لم يمدح في كتابه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا مؤمنا تقيا بنفي الجهل عنه ؛ ليدل على إثبات العلم له ، وإنما مدحهم بإثبات العلم لهم ، فنفى بذلك الجهل عنهم ... فمن أثبت العلم نفى الجهل ، ومن نفى الجهل لم يثبت العلم " ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... والدليل العقلي على علمه تعالى أنه يستحيل إيجاده الأشياء مع الجهل ؛ لأن إيجاده الأشياء بإرادته ، والإرادة تستلزم العلم بالمراد ، ولهذا قال سبحانه : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) . ولأن المخلوقات فيها من الإحكام والإتقان وعجيب الصنعة ودقيق الخلقة ما يشهد بعلم الفاعل لها ؛ لامتناع صدور ذلك عن غير علم . ولأن من المخلوقات من هو عالم ، والعلم صفة كمال ، فلو لم يكن الله عالما ؛ لكان في المخلوقات من هو أكمل منه . وكل علم في المخلوق إنما استفاده من خالقه ، وواهب الكمال أحق به ، وفاقد الشيء لا يعطيه . وأنكرت الفلاسفة علمه تعالى بالجزئيات ، وقالوا : إنه يعلم الأشياء على وجه كلي ثابت ، وحقيقة قولهم أنه لا يعلم شيئا ؛ فإن كل ما في الخارج هو جزئي . كما أنكر الغلاة من القدرية علمه تعالى بأفعال العباد حتى يعملوها ؛ توهما منهم أن علمه بها يفضي إلى الجبر ، وقولهم معلوم البطلان بالضرورة في جميع الأديان ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأنكرت الفلاسفة علمه تعالى بالجزئيات ، وقالوا : إنه يعلم الأشياء على وجه كلي ثابت ، وحقيقة قولهم أنه لا يعلم شيئا ؛ فإن كل ما في الخارج هو جزئي . كما أنكر الغلاة من القدرية علمه تعالى بأفعال العباد حتى يعملوها ؛ توهما منهم أن علمه بها يفضي إلى الجبر ، وقولهم معلوم البطلان بالضرورة في جميع الأديان ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( إن الله ... )) إلخ ؛ تضمنت إثبات اسمه الرزاق ، وهو مبالغة من الرزق ، ومعناه : الذي يرزق عباده رزقا بعد رزق في إكثار وسعة . وكل ما وصل منه سبحانه من نفع إلى عباده فهو رزق ؛ مباحا كان أو غير مباح ، على معنى أنه قد جعله لهم قوتا ومعاشا ؛ قال تعالى : (( والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد )) وقال : (( وفي السماء رزقكم وما توعدون )) . إلا أن الشيء إذا كان مأذونا في تناوله ؛ فهو حلال حكما ، وإلا كان حراما ، وجميع ذلك رزق . وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني أنا الرزاق ذو القوة المتين )) . وأما قوله : (( ذو القوة )) ؛ أي : صاحب القوة ؛ فهو بمعنى اسمه القوي ؛ إلا أنه أبلغ في المعنى ، فهو يدل على أن قوته سبحانه لا تتناقص فيهن أو يفتر . وأما (( المتين )) ؛ فهو اسم له من المتانة ، وقد فسره ابن عباس بـ : " الشديد " . وتعريف الجملة الاسمية والإتيان فيها بضمير الفصل ؛ لإفادة اختصاصه سبحانه بإيصال الرزق إلى عباده ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وقوله : (( إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( ليس كمثله شيء )) ... إلخ ؛ دل إثبات صفتي السمع والبصر له سبحانه بعد نفي المثل عنه ، على أنه ليس المراد من نفي المثل نفي الصفات ؛ كما يدعي ذلك المعطلة ، ويحتجون به باطلا ، بل المراد إثبات الصفات مع نفي مماثلتها لصفات المخلوقين . قال العلامة ابن القيم رحمه الله : " قوله : (( ليس كمثله شيء )) . . إنما قصد به نفي أن يكون معه شريك أو معبود يستحق العبادة والتعظيم ؛ كما يفعله المشبهون والمشركون ، ولم يقصد به نفي صفات كماله ، وعلوه على خلقه ، وتكلمه بكتبه ، وتكلمه لرسله ، ورؤية المؤمنين له جهرة بأبصارهم كما ترى الشمس والقمر في الصحو . . ) اهـ . ومعنى السميع : المدرك لجميع الأصوات مهما خفتت ، فهو يسمع السر والنجوى بسمع هو صفة لا يماثل أسماع خلقه . ومعنى البصير : المدرك لجميع المرئيات من الأشخاص والألوان مهما لطفت أو بعدت ، فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار ، وهو من فعيل بمعنى مفعل ، وهو دال على ثبوت صفة البصر له سبحانه على الوجه الذي يليق به . روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (( إن الله كان سميعا بصيرا )) ، فوضع إبهامه على أذنه ، والتي تليها على عينيه ) . ومعنى الحديث أنه سبحانه يسمع بسمع ، ويرى بعين ، فهو حجة على بعض الأشاعرة الذين يجعلون سمعه علمه بالمسموعات ، وبصره علمه بالمبصرات ، وهو تفسير خاطئ ؛ فإن الأعمى يعلم بوجود السماء ولا يراها ، والأصم يعلم بوجود الأصوات ولا يسمعها ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قال العلامة ابن القيم رحمه الله : " قوله : (( ليس كمثله شيء )) . . إنما قصد به نفي أن يكون معه شريك أو معبود يستحق العبادة والتعظيم ؛ كما يفعله المشبهون والمشركون ، ولم يقصد به نفي صفات كماله ، وعلوه على خلقه ، وتكلمه بكتبه ، وتكلمه لرسله ، ورؤية المؤمنين له جهرة بأبصارهم كما ترى الشمس والقمر في الصحو . . ) اهـ ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... ومعنى السميع : المدرك لجميع الأصوات مهما خفتت ، فهو يسمع السر والنجوى بسمع هو صفة لا يماثل أسماع خلقه . ومعنى البصير : المدرك لجميع المرئيات من الأشخاص والألوان مهما لطفت أو بعدت ، فلا تؤثر على رؤيته الحواجز والأستار ، وهو من فعيل بمعنى مفعل ، وهو دال على ثبوت صفة البصر له سبحانه على الوجه الذي يليق به . روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (( إن الله كان سميعا بصيرا )) ، فوضع إبهامه على أذنه ، والتي تليها على عينيه ) . ومعنى الحديث أنه سبحانه يسمع بسمع ، ويرى بعين ، فهو حجة على بعض الأشاعرة الذين يجعلون سمعه علمه بالمسموعات ، وبصره علمه بالمبصرات ، وهو تفسير خاطئ ؛ فإن الأعمى يعلم بوجود السماء ولا يراها ، والأصم يعلم بوجود الأصوات ولا يسمعها ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله )) ، وقوله : (( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد )) وقوله : (( أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد )) ، وقوله : (( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( ولولا إذ دخلت )) . . ) إلخ ، هذه الآيات دلت على إثبات صفتي الإرادة والمشيئة ، والنصوص في ذلك لا تحصى كثرة . والأشاعرة يثبتون إرادة واحدة قديمة تعلقت في الأزل بكل المرادات ، فيلزمهم تخلف المراد عن الإرادة . وأما المعتزلة ؛ فعلى مذهبهم في نفي الصفات لا يثبتون صفة الإرادة ، ويقولون : إنه يريد بإرادة حادثة لا في محل ، فيلزمهم قيام الصفة بنفسها ، وهو من أبطل الباطل . وأما أهل الحق ؛ فيقولون : إن الإرادة على نوعين : الأول: إرادة كونية ترادفها المشيئة ، وهما تتعلقان بكل ما يشاء الله فعله وإحداثه ، فهو سبحانه إذا أراد شيئا وشاءه كان عقب إرادته له ؛ كما قال تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) . وفي الحديث الصحيح : ( ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ) . الثاني: وإرادة شرعية تتعلق بما يأمر الله به عباده مما يحبه ويرضاه ، وهي المذكورة في مثل قوله تعالى : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) . ولا تلازم بين الإرادتين ؛ بل قد تتعلق كل منهما بما لا تتعلق به الأخرى ، فبينهما عموم وخصوص من وجه . فالإرادة الكونية أعم من جهة تعلقها بما لا يحبه الله ويرضاه من الكفر والمعاصي ، وأخص من جهة أنها لا تتعلق بمثل إيمان الكافر وطاعة الفاسق . والإرادة الشرعية أعم من جهة تعلقها بكل مأمور به واقعا كان أو غير واقع ، وأخص من جهة أن الواقع بالإرادة الكونية قد يكون غير مأمور به . والحاصل أن الإرادتين قد تجتمعان معا في مثل إيمان المؤمن ، وطاعة المطيع . وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر ، ومعصية العاصي . وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر ، وطاعة العاصي ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما أهل الحق ؛ فيقولون : إن الإرادة على نوعين : الأول: إرادة كونية ترادفها المشيئة ، وهما تتعلقان بكل ما يشاء الله فعله وإحداثه ، فهو سبحانه إذا أراد شيئا وشاءه كان عقب إرادته له ؛ كما قال تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) . وفي الحديث الصحيح : ( ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ) . الثاني: وإرادة شرعية تتعلق بما يأمر الله به عباده مما يحبه ويرضاه ، وهي المذكورة في مثل قوله تعالى : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) . ولا تلازم بين الإرادتين ؛ بل قد تتعلق كل منهما بما لا تتعلق به الأخرى ، فبينهما عموم وخصوص من وجه . فالإرادة الكونية أعم من جهة تعلقها بما لا يحبه الله ويرضاه من الكفر والمعاصي ، وأخص من جهة أنها لا تتعلق بمثل إيمان الكافر وطاعة الفاسق . والإرادة الشرعية أعم من جهة تعلقها بكل مأمور به واقعا كان أو غير واقع ، وأخص من جهة أن الواقع بالإرادة الكونية قد يكون غير مأمور به . والحاصل أن الإرادتين قد تجتمعان معا في مثل إيمان المؤمن ، وطاعة المطيع . وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر ، ومعصية العاصي . وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر ، وطاعة العاصي ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله تعالى : (( ولولا إذ دخلت جنتك )) ... الآية ؛ هذا من قول الله حكاية عن الرجل المؤمن لزميله الكافر صاحب الجنتين ؛ يعظه به أن يشكر نعمة الله عليه ، ويردها إلى مشيئة الله ، ويبرأ من حوله وقوته ؛ فإنه لا قوة إلا بالله . وقوله : (( ولو شاء الله ما اقتتلوا )) ... الآية ؛ إخبار عما وقع بين أتباع الرسل من بعدهم ، من التنازع ، والتعادي بغيا بينهم وحسدا ، وأن ذلك إنما كان بمشيئة الله عز وجل ، ولو شاء عدم حصوله ما حصل ، ولكنه شاءه فوقع ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد )) ، وقوله : (( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله : (( فمن يرد الله أن يهديه )) ... إلخ ؛ الآية تدل على أن كلا من الهداية والضلال بخلق الله عز وجل ، فمن يرد هدايته - أي : إلهامه وتوفيقه - يشرح صدره للإسلام ، بأن يقذف في قلبه نورا ، فيتسع له ، وينبسط ؛ كما ورد في الحديث ، ومن يرد إضلاله وخذلانه يجعل صدره في غاية الضيق والحرج ، فلا ينفذ إليه نور الإيمان ، وشبه ذلك بمن يصعد في السماء . تضمنت هذه الآيات إثبات أفعال له تعالى ناشئة عن صفة المحبة ، ومحبة الله عز وجل لبعض الأشخاص والأعمال والأخلاق صفة له قائمة به ، وهي من صفات الفعل الاختيارية التي تتعلق بمشيئته ، فهو يحب بعض الأشياء دون بعض على ما تقتضيه الحكمة البالغة . وينفي الأشاعرة والمعتزلة صفة المحبة ؛ بدعوى أنها توهم نقصا ؛ إذ المحبة في المخلوق معناها ميله إلى ما يناسبه أو يستلذه . فأما الأشاعرة ؛ فيرجعونها إلى صفة الإرادة ، فيقولون : إن محبة الله لعبده لا معنى لها إلا إرادته لإكرامه ومثوبته . وكذلك يقولون في صفات الرضا والغضب والكراهية والسخط ؛ كلها عندهم بمعنى إرادة الثواب والعقاب . وأما المعتزلة ؛ فلأنهم لا يثبتون إرادة قائمة به ، فيفسرون المحبة بأنها نفس الثواب الواجب عندهم على الله لهؤلاء ؛ بناء على مذهبهم في وجوب إثابة المطيع وعقاب العاصي ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... تضمنت هذه الآيات إثبات أفعال له تعالى ناشئة عن صفة المحبة ، ومحبة الله عز وجل لبعض الأشخاص والأعمال والأخلاق صفة له قائمة به ، وهي من صفات الفعل الاختيارية التي تتعلق بمشيئته ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فهو يحب بعض الأشياء دون بعض على ما تقتضيه الحكمة البالغة . وينفي الأشاعرة والمعتزلة صفة المحبة ؛ بدعوى أنها توهم نقصا ؛ إذ المحبة في المخلوق معناها ميله إلى ما يناسبه أو يستلذه . فأما الأشاعرة ؛ فيرجعونها إلى صفة الإرادة ، فيقولون : إن محبة الله لعبده لا معنى لها إلا إرادته لإكرامه ومثوبته . وكذلك يقولون في صفات الرضا والغضب والكراهية والسخط ؛ كلها عندهم بمعنى إرادة الثواب والعقاب . وأما المعتزلة ؛ فلأنهم لا يثبتون إرادة قائمة به ، فيفسرون المحبة بأنها نفس الثواب الواجب عندهم على الله لهؤلاء ؛ بناء على مذهبهم في وجوب إثابة المطيع وعقاب العاصي ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فهو يحب بعض الأشياء دون بعض على ما تقتضيه الحكمة البالغة . وينفي الأشاعرة والمعتزلة صفة المحبة ؛ بدعوى أنها توهم نقصا ؛ إذ المحبة في المخلوق معناها ميله إلى ما يناسبه أو يستلذه . فأما الأشاعرة ؛ فيرجعونها إلى صفة الإرادة ، فيقولون : إن محبة الله لعبده لا معنى لها إلا إرادته لإكرامه ومثوبته . وكذلك يقولون في صفات الرضا والغضب والكراهية والسخط ؛ كلها عندهم بمعنى إرادة الثواب والعقاب . وأما المعتزلة ؛ فلأنهم لا يثبتون إرادة قائمة به ، فيفسرون المحبة بأنها نفس الثواب الواجب عندهم على الله لهؤلاء ؛ بناء على مذهبهم في وجوب إثابة المطيع وعقاب العاصي ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... كما يثبتون لازم تلك المحبة ، وهي إرادته سبحانه إكرام من يحبه وإثابته ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما أهل الحق ؛ فيثبتون المحبة صفة حقيقية لله عز وجل على ما يليق به ، فلا تقتضي عندهم نقصا ولا تشبيها . كما يثبتون لازم تلك المحبة ، وهي إرادته سبحانه إكرام من يحبه وإثابته إياه . وليت شعري بماذا يجيب النافون للمحبة عن مثل قوله عليه السلام في حديث أبي هريرة : ( إن الله إذا أحب عبدا ؛ قال لجبريل عليه السلام : إني أحب فلانا فأحبه ، قال : فيقول جبريل عليه السلام لأهل السماء : إن ربكم عز وجل يحب فلانا فأحبوه ، قال : فيحبه أهل السماء ، ويوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغضه فمثل ذلك ) ، رواه الشيخان ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )) ، (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله تعالى في الآية الأولى : (( وأحسنوا )) أمر بالإحسان العام في كل شيء ؛ لا سيما في النفقة المأمور بها قبل ذلك ، والإحسان فيها يكون بالبذل وعدم الإمساك ، أو بالتوسط بين التقتير والتبذير ، وهو القوام الذي أمر الله به في سورة الفرقان . روى مسلم في صحيحه عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته ) . وأما قوله : (( إن الله يحب المحسنين )) فهو تعليل للأمر بالإحسان ، فإنهم إذا علموا أن الإحسان موجب لمحبته ؛ سارعوا إلى امتثال الأمر به وأما قوله في الآية الثانية : (( وأقسطوا )) ؛ فهو أمر بالإقساط ، وهو العدل في الحكم بين الطائفتين المتنازعتين من المؤمنين ، وهو من قسط إذا جار ، فالهمزة فيه للسلب ، ومن أسمائه تعالى : المقسط . وفي الآية الحث على العدل وفضله ، وأنه سبب لمحبة الله عز وجل ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين )) ، (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله تعالى : (( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم )) ؛ فمعناه : إذا كان بينكم وبين أحد عهد كهؤلاء الذين عاهدتموهم عند المسجد الحرام ؛ فاستقيموا لهم على عهدهم مدة استقامتهم لكم ، فـ " ما " هنا مصدرية ظرفية ثم علل ذلك الأمر بقوله : (( إن الله يحب المتقين )) ؛ أي : يحب الذين يتقون الله في كل شيء ، ومنه عدم نقض العهود . وأما قوله : (( إن الله يحب التوابين )) ... إلخ ؛ فهو إخبار من الله سبحانه وتعالى عن محبته لهذين الصنفين من عباده . أما الأول : فهم التوابون ؛ أي : الذين يكثرون التوبة والرجوع إلى الله عز وجل بالاستغفار مما ألموا به على ما تقتضيه صيغة المبالغة ، فهم بكثرة التوبة قد تطهروا من الأقذار والنجاسات المعنوية التي هي الذنوب والمعاصي . وأما الثاني : فهم المتطهرون الذين يبالغون في التطهر ، وهو التنظيف بالوضوء أو بالغسل من الأحداث والنجاسات الحسية ، وقيل : المراد بالمتطهرين هنا الذين يتنزهون من إتيان النساء في زمن الحيض أو في أدبارهن ، والحمل على العموم أولى ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ، وقوله : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) ، وقوله : (( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...وأما قوله تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ؛ فقد روي عن الحسن في سبب نزولها أن قوما ادعوا أنهم يحبون الله ، فأنزل الله هذه الآية محنة لهم . وفي هذه الآية قد شرط الله لمحبته اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا ينال تلك المحبة إلا من أحسن الاتباع والاستمساك بهديه عليه السلام ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( وهو الغفور الودود )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( وهو الغفور )) ... إلخ ؛ تضمنت الآية إثبات اسمين من الأسماء الحسنى ، وهما : الغفور ، والودود . أما الأول : فهو مبالغة في الغفر ، ومعناه : الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ، والتجاوز عن مؤاخذتهم . وأصل الغفر : الستر ، ومنه يقال : الصبغ أغفر للوسخ ، ومنه : المغفر لسترة الرأس . وأما الثاني : فهو من الود الذي هو خالص الحب وألطفه ، وهو إما من فعول بمعنى فاعل ، فيكون معناه : الكثير الود لأهل طاعته ، والمتقرب إليهم بنصره لهم ومعونته ، وإما من فعول بمعنى مفعول ، فيكون معناه : المودود لكثرة إحسانه ، المستحق لأن يوده خلقه فيعبدوه ويحمدوه ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( بسم الله الرحمن الرحيم )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( بسم الله الرحمن الرحيم )) وما بعدها من الآيات ؛ فقد تضمنت إثبات اسميه الرحمن والرحيم ، وإثبات صفتي الرحمة والعلم . وقد تقدم في تفسير (( بسم الله الرحمن الرحيم )) الكلام على هذين الاسمين ، وبيان الفرق بينهما ، وأن أولهما دال على صفة الذات والثاني دال على صفة الفعل وقد أنكرت الأشاعرة والمعتزلة صفة الرحمة بدعوى أنها في المخلوق ضعف وخور وتألم للمرحوم ، وهذا من أقبح الجهل ، فإن الرحمة إنما تكون من الأقوياء للضعفاء ، فلا تستلزم ضعفا ولا خورا ؛ بل قد تكون مع غاية العزة والقدرة ، فالإنسان القوي يرحم ولده الصغير وأبويه الكبيرين ومن هو أضعف منه ، وأين الضعف والخور وهما من أذم الصفات من الرحمة التي وصف الله نفسه بها ، وأثنى على أوليائه المتصفين بها ، وأمرهم أن يتواصوا بها ؟ ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله : (( ربنا وسعت )) . . إلخ ؛ من كلام الله عز وجل حكاية عن حملة العرش والذين حوله ، يتوسلون إلى الله عز وجل بربوبيته وسعة علمه ورحمته في دعائهم للمؤمنين ، وهو من أحسن التوسلات التي يرجى معها الإجابة . ونصب قوله : (( رحمة وعلما )) على التمييز المحول عن الفاعل ، والتقدير : وسعت رحمتك وعلمك كل شيء ، فرحمته سبحانه وسعت في الدنيا المؤمن والكافر والبر والفاجر ، ولكنها يوم القيامة تكون خاصة بالمتقين ؛ كما قال تعالى : (( فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة )) ... الآية . وقوله تعالى : (( كتب ربكم على نفسه الرحمة )) ؛ أي : أوجبها على نفسه تفضلا وإحسانا ، ولم يوجبها عليه أحد . وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين : ( أن الله لما خلق الخلق كتب كتابا ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت أو تسبق غضبي ) ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( وكان بالمؤمنين رحيما )) ، (( ورحمتي وسعت كل شيء )) ، (( كتب ربكم على نفسه الرحمة )) ، (( وهو الغفور الرحيم )) ، (( فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( فالله خير حافظا )) ؛ فالحافظ والحفيظ مأخوذ من الحفظ ، وهو الصيانة ، ومعناه : الذي يحفظ عباده بالحفظ العام ، فييسر لهم أقواتهم ، ويقيهم أسباب الهلاك والعطب ، وكذلك يحفظ عليهم أعمالهم ، ويحصي أقوالهم ، ويحفظ أولياءه بالحفظ الخاص ، فيعصمهم عن مواقعة الذنوب ، ويحرسهم من مكايد الشيطان ، وعن كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم . وانتصب (( حافظا )) تمييزا لـ (( خير )) الذي هو أفعل تفضيل ... " .
-
النوع الثاني من أنواع التوسل : التوسل بالإيمان والعمل الصالح .
-
بيان أن حديث الأعمى ليس فيه الدليل على التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... قوله : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ، (( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه )) وقوله : (( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( رضي الله عنهم )) . . إلخ ؛ تضمنت هذه الآيات إثبات بعض صفات الفعل من الرضى لله ، والغضب ، واللعن ، والكره ، والسخط ، والمقت ، والأسف . وهي عند أهل الحق صفات حقيقية لله عز وجل ، على ما يليق به ، ولا تشبه ما يتصف به المخلوق من ذلك ، ولا يلزم منها ما يلزم في المخلوق . فلا حجة للأشاعرة والمعتزلة على نفيها ، ولكنهم ظنوا أن اتصاف الله عز وجل بها يلزمه أن تكون هذه الصفات فيه على نحو ما هي في المخلوق ، وهذا الظن الذي ظنوه في ربهم أرداهم فأوقعهم في حمأة النفي والتعطيل . والأشاعرة يرجعون هذه الصفات كلها إلى الإرادة ؛ كما علمت سابقا ، فالرضا عندهم إرادة الثواب ، والغضب والسخط ... إلخ إرادة العقاب وأما المعتزلة ؛ فيرجعونها إلى نفس الثواب والعقاب . وقوله سبحانه : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) إخبار عما يكون بينه وبين أوليائه من تبادل الرضا والمحبة . أما رضاه عنهم ؛ فهو أعظم وأجل من كل ما أعطوا من النعيم ؛ كما قال سبحانه : (( ورضوان من الله أكبر )) . وأما رضاهم عنه ؛ فهو رضا كل منهم بمنزلته مهما كانت ، وسروره بها ؛ حتى يظن أنه لم يؤت أحد خيرا مما أوتي ، وذلك في الجنة ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... وأما قوله : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا )) الآية ؛ فقد احترز بقوله : (( مؤمنا )) عن قتل الكافر ، وبقوله : (( متعمدا )) - أي : قاصدا لذلك ، بأن يقصد من يعلمه آدميا معصوما ، فيقتله بما يغلب على الظن موته به - عن القتل الخطأ . وقوله : (( خالدا فيها )) ؛ أي : مقيما على جهة التأبيد ، وقيل : الخلود : المكث الطويل . واللعن : هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، واللعين والملعون : من حقت عليه اللعنة ، أو دعي عليه بها . وقد استشكل العلماء هذه الآيات من حيث إنها تدل على أن القاتل عمدا لا توبة له ، وأنه مخلد في النار ، وهذا معارض لقوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) . وقد أجابوا عن ذلك بعدة أجوبة ؛ منها : 1 - أن هذا الجزاء لمن كان مستحلا قتل المؤمن عمدا . 2 - أن هذا هو جزاؤه الذي يستحقه لو جوزي ، مع إمكان ألا يجازى ، بأن يتوب أو يعمل صالحا يرجح بعمله السيئ . 3 - أن الآية واردة مورد التغليظ والزجر . 4 - أن المراد بالخلود المكث الطويل كما قدمنا . وقد ذهب ابن عباس وجماعة إلى أن القاتل عمدا لا توبة له ، حتى قال ابن عباس : (( إن هذه الآية من آخر ما نزل ، ولم ينسخها شيء )) والصحيح أن على القاتل حقوقا ثلاثة : حقا لله ، وحقا للورثة ، وحقا للقتيل . فحق الله يسقط بالتوبة . وحق الورثة يسقط بالاستيفاء في الدنيا أو العفو . وأما حق القتيل ؛ فلا يسقط حتى يجتمع بقاتله يوم القيامة ، ويأتي رأسه في يده ، ويقول : يا رب سل هذا فيم قتلني ؟ ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقد أجابوا عن ذلك بعدة أجوبة ؛ منها : 1 - أن هذا الجزاء لمن كان مستحلا قتل المؤمن عمدا . 2 - أن هذا هو جزاؤه الذي يستحقه لو جوزي ، مع إمكان ألا يجازى ، بأن يتوب أو يعمل صالحا يرجح بعمله السيئ . 3 - أن الآية واردة مورد التغليظ والزجر . 4 - أن المراد بالخلود المكث الطويل كما قدمنا . وقد ذهب ابن عباس وجماعة إلى أن القاتل عمدا لا توبة له ، حتى قال ابن عباس : (( إن هذه الآية من آخر ما نزل ، ولم ينسخها شيء )) والصحيح أن على القاتل حقوقا ثلاثة : حقا لله ، وحقا للورثة ، وحقا للقتيل . فحق الله يسقط بالتوبة . وحق الورثة يسقط بالاستيفاء في الدنيا أو العفو . وأما حق القتيل ؛ فلا يسقط حتى يجتمع بقاتله يوم القيامة ، ويأتي رأسه في يده ، ويقول : يا رب سل هذا فيم قتلني ؟ ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( فلما آسفونا انتقمنا منهم )) ، وقوله : (( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم )) ، وقوله : (( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) وقوله : (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر )) ، (( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك )) ، (( كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً ، وجاء ربك والملك صفاً صفاً )) ، (( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... وأما قوله : (( فلما آسفونا ))... إلخ ؛ فالأسف يستعمل بمعنى شدة الحزن ، وبمعنى شدة الغضب والسخط ، وهو المراد في الآية . والانتقام : المجازاة بالعقوبة ، مأخوذ من النقمة ، وهي شدة الكراهة والسخط . قوله : (( هل ينظرون )) ... في هذه الآيات إثبات صفتين من صفات الفعل له سبحانه ، وهما صفتا الإتيان والمجيء ، والذي عليه أهل السنة والجماعة الإيمان بذلك على حقيقته ، والابتعاد عن التأويل الذي هو في الحقيقة إلحاد وتعطيل . ولعل من المناسب أن ننقل إلى القارئ هنا ما كتبه حامل لواء التجهم والتعطيل في هذا العصر ، وهو المدعو بزاهد الكوثري ؛ قال في حاشيته على كتاب " الأسماء والصفات " للبيهقي ما نصه : " قال الزمخشري ما معناه : إن الله يأتي بعذاب في الغمام الذي ينتظر منه الرحمة ، فيكون مجيء العذاب من حيث تنتظر الرحمة أفظع وأهول " ، وقال إمام الحرمين في معنى الباء كما سبق ، وقال الفخر الرازي : أن يأتيهم أمر الله ) . اهـ . فأنت ترى من نقل هذا الرجل عن أسلافه في التعطيل مدى اضطرابهم في التخريج والتأويل . على أن الآيات صريحة في بابها ، لا تقبل شيئا من تلك التأويلات . فالآية الأولى تتوعد هؤلاء المصرين على كفرهم وعنادهم واتباعهم للشيطان بأنهم ما ينتظرون إلا أن يأتيهم الله عز وجل في ظلل من الغمام لفصل القضاء بينهم ، وذلك يوم القيامة ، ولهذا قال بعد ذلك : (( وقضي الأمر )) والآية الثانية أشد صراحة ؛ إذ لا يمكن تأويل الإتيان فيها بأنه إتيان الأمر أو العذاب ؛ لأنه ردد فيها بين إتيان الملائكة وإتيان الرب ، وإتيان بعض آيات الرب سبحانه . وقوله في الآية التي بعدها : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) لا يمكن حملها على مجيء العذاب ؛ لأن المراد مجيئه سبحانه يوم القيامة لفصل القضاء ، والملائكة صفوف ؛ إجلالا وتعظيما له ، وعند مجيئه تنشق السماء بالغمام ؛ كما أفادته الآية الأخيرة، وهو سبحانه يجيء ويأتي وينزل ويدنو وهو فوق عرشه بائن من خلقه . فهذه كلها أفعال له سبحانه على الحقيقة ، ودعوى المجاز تعطيل له عن فعله ، واعتقاد أن ذلك المجيء والإتيان من جنس مجيء المخلوقين وإتيانهم نزوع إلى التشبيه يفضي إلى الإنكار والتعطيل . ... " .
-
الرد على زاهد الكوثري الماتوريدي في إنكاره حقيقة المجيء وموافقته للمعتزلة .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقال إمام الحرمين في معنى الباء كما سبق ، وقال الفخر الرازي : أن يأتيهم أمر الله ) . اهـ . فأنت ترى من نقل هذا الرجل عن أسلافه في التعطيل مدى اضطرابهم في التخريج والتأويل ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... على أن الآيات صريحة في بابها ، لا تقبل شيئا من تلك التأويلات . فالآية الأولى تتوعد هؤلاء المصرين على كفرهم وعنادهم واتباعهم للشيطان بأنهم ما ينتظرون إلا أن يأتيهم الله عز وجل في ظلل من الغمام لفصل القضاء بينهم ، وذلك يوم القيامة ، ولهذا قال بعد ذلك : (( وقضي الأمر )) والآية الثانية أشد صراحة ؛ إذ لا يمكن تأويل الإتيان فيها بأنه إتيان الأمر أو العذاب ؛ لأنه ردد فيها بين إتيان الملائكة وإتيان الرب ، وإتيان بعض آيات الرب سبحانه . وقوله في الآية التي بعدها : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) لا يمكن حملها على مجيء العذاب ؛ لأن المراد مجيئه سبحانه يوم القيامة لفصل القضاء ، والملائكة صفوف ؛ إجلالا وتعظيما له ، وعند مجيئه تنشق السماء بالغمام ؛ كما أفادته الآية الأخيرة، وهو سبحانه يجيء ويأتي وينزل ويدنو وهو فوق عرشه بائن من خلقه . فهذه كلها أفعال له سبحانه على الحقيقة ، ودعوى المجاز تعطيل له عن فعله ، واعتقاد أن ذلك المجيء والإتيان من جنس مجيء المخلوقين وإتيانهم نزوع إلى التشبيه يفضي إلى الإنكار والتعطيل . ... " .
-
تتمة الجواب على سؤال : كيف تكون محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة النافعة ؟
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقوله في الآية التي بعدها : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) لا يمكن حملها على مجيء العذاب ؛ لأن المراد مجيئه سبحانه يوم القيامة لفصل القضاء ، والملائكة صفوف ؛ إجلالا وتعظيما له ، وعند مجيئه تنشق السماء بالغمام ؛ كما أفادته الآية الأخيرة... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وهو سبحانه يجيء ويأتي وينزل ويدنو وهو فوق عرشه بائن من خلقه . فهذه كلها أفعال له سبحانه على الحقيقة ، ودعوى المجاز تعطيل له عن فعله ، واعتقاد أن ذلك المجيء والإتيان من جنس مجيء المخلوقين وإتيانهم نزوع إلى التشبيه يفضي إلى الإنكار والتعطيل . ... " .
-
فائدة : المشبه كافر بإجماع السلف مع التنبيه على العذر بالجهل .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ، (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ... " مع شرح الشيخ .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... قوله : (( ويبقى وجه ربك )) إلخ ، تضمنت هاتان الآيتان إثبات صفة الوجه لله عز وجل والنصوص في إثبات الوجه من الكتاب والسنة لا تحصى كثرة ، وكلها تنفي تأويل المعطلة الذين يفسرون الوجه بالجهة أو الثواب أو الذات ، والذي عليه أهل الحق أن الوجه صفة غير الذات ، ولا يقتضي إثباته كونه تعالى مركبا من أعضاء ، كما يقوله المجسمة ، بل هو صفة لله على ما يليق به ، فلا يشبه وجها ولا يشبهه وجه . واستدلت المعطلة بهاتين الآيتين على أن المراد بالوجه الذات ؛ إذ لا خصوص للوجه في البقاء وعدم الهلاك ونحن نعارض هذا الاستدلال بأنه لو لم يكن لله عز وجل وجه على الحقيقة لما جاء استعمال هذا اللفظ في معنى الذات ؛ فإن اللفظ الموضوع لمعنى لا يمكن أن يستعمل في معنى آخر إلا إذا كان المعنى الأصلي ثابتا للموصوف ، حتى يمكن للذهن أن ينتقل من الملزوم إلى لازمه . على أنه يمكن دفع مجازهم بطريق آخر ؛ فيقال : إنه أسند البقاء إلى الوجه ، ويلزم منه بقاء الذات ؛ بدلا من أن يقال : أطلق الوجه وأراد الذات . وقد ذكر البيهقي نقلا عن الخطابي أنه تعالى لما أضاف الوجه إلى الذات ، وأضاف النعت إلى الوجه ، فقال : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ؛ دل على أن ذكر الوجه ليس بصلة ، وأن قوله : (( ذو الجلال والإكرام )) صفة للوجه ، والوجه صفة للذات . وكيف يمكن تأويل الوجه بالذات أو بغيرها في مثل قوله عليه السلام في حديث الطائف : ( أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ... ) إلخ ، وقوله فيما رواه أبو موسى الأشعري : ( حجابه النور أو النار ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) ؟ ... " .
-
بيان الشيخ لمعنى العقيدة والإيمان وأهمية دراستها مع بيان توحيد الأسماء الصفات .
-
هل السلف المتقدمون كانوا يدرسون العقيدة كما ندرسها نحن اليوم ؟
-
شرح قول ابن تيمة في الواسطية " ... : (( ويبقى وجه ربك ... )) ... " .
-
شرح قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ، (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ... " .
-
التعليق على شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... قوله : (( ويبقى وجه ربك )) إلخ ، تضمنت هاتان الآيتان إثبات صفة الوجه لله عز وجل . والنصوص في إثبات الوجه من الكتاب والسنة لا تحصى كثرة ، وكلها تنفي تأويل المعطلة الذين يفسرون الوجه بالجهة أو الثواب أو الذات ، والذي عليه أهل الحق أن الوجه صفة غير الذات ، ولا يقتضي إثباته كونه تعالى مركبا من أعضاء ، كما يقوله المجسمة ، بل هو صفة لله على ما يليق به ، فلا يشبه وجها ولا يشبهه وجه . واستدلت المعطلة بهاتين الآيتين على أن المراد بالوجه الذات ؛ إذ لا خصوص للوجه في البقاء وعدم الهلاك . ونحن نعارض هذا الاستدلال بأنه لو لم يكن لله عز وجل وجه على الحقيقة لما جاء استعمال هذا اللفظ في معنى الذات ؛ فإن اللفظ الموضوع لمعنى لا يمكن أن يستعمل في معنى آخر إلا إذا كان المعنى الأصلي ثابتا للموصوف ، حتى يمكن للذهن أن ينتقل من الملزوم إلى لازمه . ... " .
-
التعليق على شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ....على أنه يمكن دفع مجازهم بطريق آخر ؛ فيقال : إنه أسند البقاء إلى الوجه ، ويلزم منه بقاء الذات ؛ بدلا من أن يقال : أطلق الوجه وأراد الذات وقد ذكر البيهقي نقلا عن الخطابي أنه تعالى لما أضاف الوجه إلى الذات ، وأضاف النعت إلى الوجه ، فقال : (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ؛ دل على أن ذكر الوجه ليس بصلة ، وأن قوله : (( ذو الجلال والإكرام )) صفة للوجه ، والوجه صفة للذات ... " .
-
ما صحة ما يفعله بعض طلاب العلم الذين إذا دخلوا المسجد قبيل أذان المغرب يصلون تحية المسجد ؟
-
يحصل من بعض الناس إذا أتى إلى المسجد بعد أذان الفجر وقبل الإقامة يلاحظ على بعضهم يصلي أربع ركعات يصلي ركعتين فيسلم ثم يصلي ركعتين فإذا سئل عن هذا يقول ركعتان تحية المسجد وركعتان سنة الصبح ؟
-
جاء شخص قبيل أذان الفجر وهو لم يوتر فخاف أن يؤذن قبل أن يوتر فأوتر بركعة هل يجوز له أن يجلس وهو لم يصل ركعتين إنما صلى ركعة واحدة ؟
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )) ، (( وحملناه على ذات ألواح ودسر ، تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر )) ، (( وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ....قوله : (( واصبر لحكم ربك )) ... إلخ ؛ في هذه الآيات الثلاث يثبت الله سبحانه لنفسه عينا يرى بها جميع المرئيات ، وهي صفة حقيقية لله عز وجل على ما يليق به ، فلا يقتضي إثباتها كونها جارحة مركبة من شحم وعصب وغيرهما . وتفسير المعطلة لها بالرؤية أو بالحفظ والرعاية نفي وتعطيل .وأما إفرادها في بعض النصوص وجمعها في البعض الآخر ؛ فلا حجة لهم فيه على نفيها ؛ فإن لغة العرب تتسع لذلك ، فقد يعبر فيها عن الاثنين بلفظ الجمع ، ويقوم فيها الواحد مقام الاثنين كما قدمنا في اليدين . على أنه لا يمكن استعمال لفظ العين في شيء من هذه المعاني التي ذكروها إلا بالنسبة لمن له عين حقيقية . فهل يريد هؤلاء المعطلة أن يقولوا : إن الله يتمدح بما ليس فيه ، فيثبت لنفسه عينا وهو عاطل عنها ؟ ! وهل يريدون أن يقولوا : إن رؤيته للأشياء لا تقع بصفة خاصة بها ؛ بل هو يراها بذاته كلها كما تقول المعتزلة : إنه قادر بذاته ، مريد بذاته . . إلخ ؟ ! وفي الآية الأولى يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر لحكمه ، والاحتمال لما يلقاه من أذى قومه ، ويعلل ذلك الأمر بأنه بمرأى منه ، وفي كلاءته وحفظه وفي الآية الثانية يخبر الله عز وجل عن نبيه نوح عليه السلام أنه لما كذبه قومه ، وحقت عليهم كلمة العذاب ، وأخذهم الله بالطوفان ؛ حمله هو ومن معه من المؤمنين على سفينة ذات ألواح عظيمة من الخشب ودسر ؛ أي : مسامير ، جمع دسار ، تشد بها الألواح ، وأنها كانت تجري بعين الله وحراسته وفي الآية الثالثة خطاب من الله لنبيه موسى عليه السلام بأنه ألقى عليه محبة منه ؛ يعني : أحبه هو سبحانه وحببه إلى خلقه ، وأنه صنعه على عينه ، ورباه تربية استعد بها للقيام بما حمله من رسالة إلى فرعون وقومه ... " . .
-
نصيحة من الشيخ للطلاب بالتحفظ من تأويلات النووي على شرحه لمسلم .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ...وفي الآية الثالثة خطاب من الله لنبيه موسى عليه السلام بأنه ألقى عليه محبة منه ؛ يعني : أحبه هو سبحانه وحببه إلى خلقه ، وأنه صنعه على عينه ، ورباه تربية استعد بها للقيام بما حمله من رسالة إلى فرعون وقومه ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : (( قد سمع الله )) ... إلخ ؛ هذه الآيات ساقها المؤلف لإثبات صفات السمع والبصر والرؤية .أما السمع ؛ فقد عبرت عنه الآيات بكل صيغ الاشتقاق ، وهي : سمع ، ويسمع ، وسميع ، ونسمع ، وأسمع ، فهو صفة حقيقية لله ، يدرك بها الأصوات ؛ كما قدمنا ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما البصر ؛ فهو الصفة التي يدرك بها الأشخاص والألوان ، والرؤية لازمة له ، وقد جاء في حديث أبي موسى : ( يا أيها الناس ! أربعوا على أنفسكم ؛ إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، ولكن تدعون سميعا بصيرا ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) . وكل من السمع والبصر صفة كمال ، وقد عاب الله على المشركين عبادتهم ما لا يسمع ولا يبصر وقد نزلت الآية الأولى في شأن خولة بنت ثعلبة حين ظاهر منها زوجها ، فجاءت تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحاوره ، وهو يقول لها : ( ما أراك إلا قد حرمت عليه ) . أخرج البخاري في صحيحه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ؛ قالت : " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ؛ لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عز وجل : (( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )) . . الآيات .... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما الآية الثانية ؛ فقد نزلت في فنحاص اليهودي الخبيث ، حين قال لأبي بكر رضي الله عنه لما دعاه إلى الإسلام : والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، ولو كان غنيا ما استقرضنا ! وأما الآية الثالثة ؛ فـ (( أم )) بمعنى (( بل )) ، والهمزة للاستفهام ، فهي (( أم )) المنقطعة ، والاستفهام إنكاري يتضمن معنى التوبيخ ، والمعنى : بل أيظن هؤلاء في تخفيهم واستتارهم أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ؛ بلى نسمع ذلك ، وحفظتنا لديهم يكتبون ما يقولون وما يفعلون . وأما الآية الرابعة ؛ فهي خطاب من الله عز وجل لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام حين شكوا إلى الله خوفهما من بطش فرعون بهما ، فقال لهما : (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما الآية الرابعة ؛ فهي خطاب من الله عز وجل لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام حين شكوا إلى الله خوفهما من بطش فرعون بهما ، فقال لهما : (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... وأما الآية الخامسة ؛ فقد نزلت في شأن أبي جهل لعنه الله حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند البيت ، فنزل قوله تعالى : (( أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى .... . إلخ السورة .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( وهو شديد المحال )) ، وقوله : (( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )) ، وقوله : (( ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون )) ، وقوله : (( إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... وقوله : (( وهو شديد المحال )) . . إلخ ؛ تضمنت هذه الآيات إثبات صفتي المكر والكيد ، وهما من صفات الفعل الاختيارية . ولكن لا ينبغي أن يشتق له من هاتين الصفتين اسم ، فيقال : ماكر ، وكائد ؛ بل يوقف عندما ورد به النص من أنه خير الماكرين ، وأنه يكيد لأعدائه الكافرين . أما قوله سبحانه : (( وهو شديد المحال )) ؛ فمعناه : شديد الأخذ بالعقوبة ؛ كما في قوله تعالى : (( إن بطش ربك لشديد )) ، (( إن أخذه أليم شديد )) . وقال ابن عباس : " معناه : شديد الحول " ، وقال مجاهد : " شديد القوة " ، والأقوال متقاربة . وأما قوله : (( والله خير الماكرين )) ؛ فمعناه : أنفذهم وأسرعهم مكرا . وقد فسر بعض السلف مكر الله بعباده بأنه استدراجهم بالنعم من حيث لا يعلمون ، فكلما أحدثوا ذنبا أحدث لهم نعمة ؛ وفي الحديث : ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معصيته ؛ فاعلم أنما ذلك منه استدراج ) وقد نزلت هذه الآية في شأن عيسى عليه السلام حين أراد اليهود قتله ، فدخل بيتا فيه كوة ، وقد أيده الله بجبريل عليه السلام ، فرفعه إلى السماء من الكوة ، فدخل عليه يهوذا ؛ ليدلهم عليه فيقتلوه ، فألقى الله شبه عيسى على ذلك الخائن ، فلما دخل البيت فلم يجد فيه عيسى ؛ خرج إليهم وهو يقول : ما في البيت أحد ، فقتلوه وهم يرون أنه عيسى ، فذلك قوله تعالى : (( ومكروا ومكر الله )) وأما قوله تعالى : (( ومكروا مكرا )) . . إلخ ؛ فهي في شأن الرهط التسعة من قوم صالح عليه السلام حين (( تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله )) أي : ليقتلنه بياتا هو وأهله ، (( ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله )) ، فكان عاقبة هذا المكر منهم أن مكر الله بهم فدمرهم وقومهم أجمعين .... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقد نزلت هذه الآية في شأن عيسى عليه السلام حين أراد اليهود قتله ، فدخل بيتا فيه كوة ، وقد أيده الله بجبريل عليه السلام ، فرفعه إلى السماء من الكوة ، فدخل عليه يهوذا ؛ ليدلهم عليه فيقتلوه ، فألقى الله شبه عيسى على ذلك الخائن ، فلما دخل البيت فلم يجد فيه عيسى ؛ خرج إليهم وهو يقول : ما في البيت أحد ، فقتلوه وهم يرون أنه عيسى ، فذلك قوله تعالى : (( ومكروا ومكر الله )) وأما قوله تعالى : (( ومكروا مكرا )) . . إلخ ؛ فهي في شأن الرهط التسعة من قوم صالح عليه السلام حين (( تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله )) أي : ليقتلنه بياتا هو وأهله ، (( ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله )) ، فكان عاقبة هذا المكر منهم أن مكر الله بهم فدمرهم وقومهم أجمعين .... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً )) ، (( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم )) وقوله : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ، وقوله عن إبليس : (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " .... قوله : (( إن تبدوا خيرا )) ... إلخ ؛ هذه الآيات تضمنت إثبات صفات العفو والقدرة والمغفرة والرحمة والعزة والتبارك والجلال والإكرام . فالعفو الذي هو اسمه تعالى ؛ معناه : المتجاوز عن عقوبة عباده إذا هم تابوا إليه وأنابوا ؛ كما قال تعالى : (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات )) . ولما كان أكمل العفو هو ما كان عن قدرة تامة على الانتقام والمؤاخذة ؛ جاء هذان الاسمان الكريمان : العفو والقدير مقترنين في هذه الآية وفي غيرها . وأما القدرة ؛ فهي الصفة التي تتعلق بالممكنات إيجادا وإعداما ، فكل ما كان ووقع من الكائنات واقع بمشيئته وقدرته ؛ كما في الحديث : ( ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ) . وأما قوله تعالى : (( وليعفوا وليصفحوا )) ... الآية ؛ فقد نزلت في شأن أبي بكر رضي الله عنه حين حلف لا ينفق على مسطح بن أثاثة ، وكان ممن خاضوا في الإفك ، وكانت أم مسطح بنت خالة أبي بكر ، فلما نزلت هذه الآية قال أبو بكر : " والله إني لأحب أن يغفر الله لي "، ووصل مسطحا ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما القدرة ؛ فهي الصفة التي تتعلق بالممكنات إيجادا وإعداما ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فكل ما كان ووقع من الكائنات واقع بمشيئته وقدرته ؛ كما في الحديث : ( ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ) . وأما قوله تعالى : (( وليعفوا وليصفحوا )) ... الآية ؛ فقد نزلت في شأن أبي بكر رضي الله عنه حين حلف لا ينفق على مسطح بن أثاثة ، وكان ممن خاضوا في الإفك ، وكانت أم مسطح بنت خالة أبي بكر ، فلما نزلت هذه الآية قال أبو بكر : " والله إني لأحب أن يغفر الله لي "، ووصل مسطحا ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله تعالى : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ؛ فقد نزلت في شأن عبد الله بن أبي ابن سلول رئيس المنافقين ، وكان في بعض الغزوات قد أقسم ليخرجن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه من المدينة ، فنزل قوله تعالى : (( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) ؛ يقصد بالأعز قبحه الله نفسه وأصحابه ، ويقصد بالأذل رسول الله ومن معه من المؤمنين ، فرد الله عز وجل عليه بقوله : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )) . والعزة صفة أثبتها الله عز وجل لنفسه ؛ قال تعالى : (( وهو العزيز الحكيم )) وأقسم بها سبحانه ؛ كما في حديث الشفاعة : ( وعزتي وكبريائي وعظمتي ؛ لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله ) . وأخبر عن إبليس أنه قال : (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )) وقال : (( وكان الله قويا عزيزا )) . وفي صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة : " بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه جراد من ذهب ، فجعل يحثي في ثوبه ، فناداه ربه : يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى ؛ وعزتك ، ولكن لا غنى لي عن بركتك " . وقد جاء في حديث الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان به وجع : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) . والعزة تأتي بمعنى الغلبة والقهر ؛ من عز يعز بضم العين في المضارع يقال : عزه ؛ إذا غلبه . وتأتي بمعنى القوة والصلابة ؛ من عز يعز بفتحها ، ومنه أرض عزاز ؛ للصلبة الشديدة . وتأتي بمعنى علو القدر والامتناع عن الأعداء ؛ من : عز يعز - بكسرها - وهذه المعاني كلها ثابتة لله عز وجل ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام )) وقوله : (( فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا )) ، (( ولم يكن له كفوا أحد )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله تعالى : (( تبارك اسم ربك )) . . فإنه من البركة بمعنى دوام الخير وكثرته . وقوله : (( ذي الجلال )) ؛ أي : صاحب الجلال والعظمة سبحانه ، الذي لا شيء أجل ولا أعظم منه . و (( والإكرام )) : الذي يكرم عما لا يليق به ، وقيل : الذي يكرم عباده الصالحين بأنواع الكرامة في الدنيا والآخرة ، والله أعلم . قوله : (( فاعبده )) ... إلخ ؛ تضمنت هذه الآيات الكريمة جملة من صفات السلوب ، وهي نفي السمي والكفء والند والولد والشريك والولي من ذل وحاجة ؛ كما تضمنت بعض صفات الإثبات ؛ من : الملك ، والحمد ، والقدرة والكبرياء ، والتبارك . أما قوله : (( هل تعلم له سميا )) ؛ فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله : " قال أهل اللغة : (( هل تعلم له سميا )) ؛ أي : نظيرا استحق مثل اسمه ، ويقال : مساميا يساميه ، وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس : (( هل تعلم له سميا )) ؛ مثلا أو شبيها " . والاستفهام في الآية إنكاري ، معناه النفي ؛ أي : لا تعلم له سميا . وأما قوله : (( ولم يكن له كفوا أحد )) ؛ فالمراد بالكفء : المكافئ المساوي . فهذه الآية تنفي عنه سبحانه النظير والشبيه من كل وجه ؛ لأن (( أحد )) وقع نكرة في سياق النفي ، فيعم ، وقد تقدم الكلام على تفسير سورة الإخلاص كلها ، فليرجع إليها ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : (( فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ... )) الآيات .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... تضمنت هذه الآيات الكريمة جملة من صفات السلوب ، وهي نفي السمي والكفء والند والولد والشريك والولي من ذل وحاجة ؛ كما تضمنت بعض صفات الإثبات ؛ من : الملك ، والحمد ، والقدرة والكبرياء ، والتبارك . أما قوله : (( هل تعلم له سميا )) ؛ فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله : " قال أهل اللغة : (( هل تعلم له سميا )) ؛ أي : نظيرا استحق مثل اسمه ، ويقال : مساميا يساميه ، وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس : (( هل تعلم له سميا )) ؛ مثلا أو شبيها " . والاستفهام في الآية إنكاري ، معناه النفي ؛ أي : لا تعلم له سميا . وأما قوله : (( ولم يكن له كفوا أحد )) ؛ فالمراد بالكفء : المكافئ المساوي . فهذه الآية تنفي عنه سبحانه النظير والشبيه من كل وجه ؛ لأن (( أحد )) وقع نكرة في سياق النفي ، فيعم ، وقد تقدم الكلام على تفسير سورة الإخلاص كلها ، فليرجع إليها ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )) ، (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله )) ، وقوله : (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( فلا تجعلوا لله أندادا )) ... إلخ .فالأنداد جمع ند ، ومعناه كما قيل : النظير المناوئ ، ويقال : ليس لله ند ولا ضد ، والمراد نفي ما يكافئه ويناوئه ، ونفي ما يضاده وينافيه . وجملة : (( وأنتم تعلمون )) وقعت حالا من الواو في (( تجعلوا )) ، والمعنى : إذا كنتم تعلمون أن الله هو وحده الذي خلقكم ورزقكم ، وأن هذه الآلهة التي جعلتموها له نظراء وأمثالا وساويتموها به في استحقاق العبادة لا تخلق شيئا ، بل هي مخلوقة ، ولا تملك لكم ضرا ولا نفعا ؛ فاتركوا عبادتها ، وأفردوه سبحانه بالعبادة والتعظيم . وأما قوله : (( ومن الناس من يتخذ )) . . إلخ ؛ فهو إخبار من الله عن المشركين بأنهم يحبون آلهتهم كحبهم لله عز وجل ؛ يعني : يجعلونها مساوية له في الحب (( والذين آمنوا أشد حبا لله )) من حب المشركين لآلهتهم ؛ لأنهم أخلصوا له الحب ، وأفردوه به ، أما حب المشركين لآلهتهم ؛ فهو موزع بينها ، ولا شك أن الحب إذا كان لجهة واحدة كان أمكن وأقوى . وقيل : المعنى : أنهم يحبون آلهتهم كحب المؤمنين لله ، والذين آمنوا أشد حبا لله من الكفار لأندادهم وأما قوله تعالى : (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا )) ... الآية ؛ فقد تقدم الكلام في معنى الحمد ، وأنه الثناء باللسان على النعمة وغيرها ، وقلنا : إن إثبات الحمد له سبحانه متضمن لإثبات جميع الكمالات التي لا يستحق الحمد المطلق إلا من بلغ غايتها . ثم نفى سبحانه عن نفسه ما ينافي كمال الحمد من الولد والشريك والولي من الذل ؛ أي : من فقر وحاجة ، فهو سبحانه لا يوالي أحدا من خلقه من أجل ذلة وحاجة إليه ثم أمر عبده ورسوله أن يكبره تكبيرا ؛ أي : يعظمه تعظيما وينزهه عن كل صفة نقص وصفه بها أعداؤه من المشركين ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله : (( فلا تجعلوا لله أندادا )) ... إلخ .فالأنداد جمع ند ، ومعناه كما قيل : النظير المناوئ ، ويقال : ليس لله ند ولا ضد ، والمراد نفي ما يكافئه ويناوئه ، ونفي ما يضاده وينافيه . وجملة : (( وأنتم تعلمون )) وقعت حالا من الواو في (( تجعلوا )) ، والمعنى : إذا كنتم تعلمون أن الله هو وحده الذي خلقكم ورزقكم ، وأن هذه الآلهة التي جعلتموها له نظراء وأمثالا وساويتموها به في استحقاق العبادة لا تخلق شيئا ، بل هي مخلوقة ، ولا تملك لكم ضرا ولا نفعا ؛ فاتركوا عبادتها ، وأفردوه سبحانه بالعبادة والتعظيم ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله : (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله )) .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فهو إخبار من الله عن المشركين بأنهم يحبون آلهتهم كحبهم لله عز وجل ؛ يعني : يجعلونها مساوية له في الحب (( والذين آمنوا أشد حبا لله )) من حب المشركين لآلهتهم ؛ لأنهم أخلصوا له الحب ، وأفردوه به ، أما حب المشركين لآلهتهم ؛ فهو موزع بينها ، ولا شك أن الحب إذا كان لجهة واحدة كان أمكن وأقوى . وقيل : المعنى : أنهم يحبون آلهتهم كحب المؤمنين لله ، والذين آمنوا أشد حبا لله من الكفار لأندادهم ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله تعالى : (( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا )) ... الآية ؛ فقد تقدم الكلام في معنى الحمد ، وأنه الثناء باللسان على النعمة وغيرها ، وقلنا : إن إثبات الحمد له سبحانه متضمن لإثبات جميع الكمالات التي لا يستحق الحمد المطلق إلا من بلغ غايتها . ثم نفى سبحانه عن نفسه ما ينافي كمال الحمد من الولد والشريك والولي من الذل ؛ أي : من فقر وحاجة ، فهو سبحانه لا يوالي أحدا من خلقه من أجل ذلة وحاجة إليه ثم أمر عبده ورسوله أن يكبره تكبيرا ؛ أي : يعظمه تعظيما وينزهه عن كل صفة نقص وصفه بها أعداؤه من المشركين ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )) ... " .
-
وأما قوله : (( يسبح لله )) . . إلخ ؛ فالتسبيح هو التنزيه والإبعاد عن السوء ؛ كما تقدم . ولا شك أن جميع الأشياء في السماوات وفي الأرض تسبح بحمد ربها ، وتشهد له بكمال العلم والقدرة والعزة والحكمة والتدبير والرحمة ؛ قال تعالى : (( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) . وقد اختلف في تسبيح الجمادات التي لا تنطق ؛ هل هو بلسان الحال أو بلسان المقال ؟ وعندي أن الثاني أرجح ؛ بدليل قوله تعالى : (( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) ؛ إذ لو كان المراد تسبيحها بلسان الحال ؛ لكان ذلك معلوما ، فلا يصح الاستدراك . وقد قال تعالى خبرا عن داود عليه السلام : (( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب )) ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً )) ، وقوله : (( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بماخلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ، عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون )) ، (( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله تعالى : (( تبارك الذي )) ... إلخ ؛ فقد قلنا : إن معنى (( تبارك )) من البركة ؛ وهي دوام الخير وكثرته ، ولكن لا يلزم من تلك الزيادة سبق النقص ، فإن المراد تجدد الكمالات الاختيارية التابعة لمشيئته وقدرته ، فإنها تتجدد في ذاته على وفق حكمته ، فالخلو عنها قبل اقتضاء الحكمة لها لا يعتبر نقصا . وقد فسر بعضهم التبارك بالثبات وعدم التغير ، ومنه سميت البركة ؛ لثبوت مائها ، وهو بعيد . والمراد بـ ( الفرقان ) القرآن ، سمي بذلك لقوة تفرقته بين الحق والباطل والهدى والضلال . والتعبير بـ ( نزل ) بالتشديد ؛ لإفادة التدرج في النزول ، وأنه لم ينزل جملة واحدة .
-
الرد على من يقول نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... والمراد بـ ( الفرقان ) القرآن ، سمي بذلك لقوة تفرقته بين الحق والباطل والهدى والضلال . والتعبير بـ (( نزل )) بالتشديد ؛ لإفادة التدرج في النزول ، وأنه لم ينزل جملة واحدة . والمراد بـ (( عبده )) محمد صلى الله عليه وسلم ، والتعبير عنه بلقب العبودية للتشريف كما سبق . و (( العالمين )) ؛ جمع عالم ، وهو جمع لما يعقل ، واختلف في المراد به ، فقيل : الإنس . وقيل : الإنس والجن . وهو الصحيح ؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الجن أيضا ، وأنه يجتمع بهم ، ويقرأ عليهم القرآن ، وأن منهم نفرا أسلم حين سمع القرآن وذهب ينذر قومه به ؛ كما قال تعالى : (( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين )) . والنذير والمنذر هو من يعلم بالشيء مع التخويف ، وضده البشير أو المبشر ، وهو من يخبرك بما يسرك .... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... : (( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة تعالى الله عما يشركون ... )) .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... تضمنت هذه الآية الكريمة أيضا جملة من صفات التنزيه التي يراد نفي ما لا يليق بالله عز وجل عنه ، فقد نزه سبحانه نفسه فيها عن اتخاذ الولد وعن وجود إله خالق معه ، وعما وصفه به المفترون الكذابون ؛ كما نهى عن ضرب الأمثال له ، والإشراك به بلا حجة ولا برهان ، والقول عليه سبحانه بلا علم ولا دليل . فهذه الآية تضمنت إثبات توحيد الإلهية ، وإثبات توحيد الربوبية ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فإن الله بعدما أخبر عن نفسه بعدم وجود إله معه أوضح ذلك بالبرهان القاطع والحجة الباهرة ، فقال : (( إذا )) ؛ أي : إذ لو كان معه آلهة كما يقول هؤلاء المشركون ؛ (( لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض )) . وتوضيح هذا الدليل أن يقال : إذا تعددت الآلهة ؛ فلا بد أن يكون لكل منهم خلق وفعل ، ولا سبيل إلى التعاون فيما بينهم ؛ فإن الاختلاف بينهم ضروري ، كما أن التعاون بينهم في الخلق يقتضي عجز كل منهم عند الانفراد ، والعاجز لا يصلح إلها ، فلا بد أن يستقل كل منهم بخلقه وفعله ، وحينئذ فإما أن يكونوا متكافئين في القدرة ، لا يستطيع كل منهم أن يقهر الآخرين ويغلبهم ، فيذهب كل منهم بما خلق ، ويختص بملكه ؛ كما يفعل ملوك الدنيا من انفراد كل بمملكته إذا لم يجد سبيلا لقهر الآخرين ، وإما أن يكون أحدهم أقوى من الآخرين ، فيغلبهم ، ويقهرهم ، وينفرد دونهم بالخلق والتدبير ، فلا بد إذا مع تعدد الآلهة من أحد هذين الأمرين : إما ذهاب كل بما خلق ، أو علو بعضهم على بعض . وذهاب كل بما خلق غير واقع ؛ لأنه يقتضي التنافر والانفصال بين أجزاء العالم ، مع أن المشاهدة تثبت أن العالم كله كجسم واحد مترابط الأجزاء ، متسق الأنحاء ، فلا يمكن أن يكون إلا أثرا لإله واحد . وعلو بعضهم على بعض يقتضي أن يكون الإله هو العالي وحده . ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله تعالى : (( فلا تضربوا لله الأمثال )) ؛ فهو نهي لهم أن يشبهوه بشيء من خلقه ؛ فإنه سبحانه له المثل الأعلى الذي لا يشركه فيه مخلوق . وقد قدمنا أنه لا يجوز أن يستعمل في حقه من الأقيسة ما يقتضي المماثلة أو المساواة بينه وبين غيره ؛ كقياس التمثيل وقياس الشمول . وإنما يستعمل في ذلك قياس الأولى الذي مضمونه أن كل كمال وجودي غير مستلزم للعدم ولا للنقص بوجه من الوجوه اتصف به المخلوق ، فالخالق أولى أن يتصف به ؛ لأنه هو الذي وهب المخلوق ذلك الكمال ، ولأنه لو لم يتصف بذلك الكمال مع إمكان أن يتصف به لكان في الممكنات من هو أكمل منه ، وهو محال ، وكذلك كل نقص يتنزه عنه المخلوق ، فالخالق أولى بالتنزه عنه ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما قوله تعالى : (( فلا تضربوا لله الأمثال )) ؛ فهو نهي لهم أن يشبهوه بشيء من خلقه ؛ فإنه سبحانه له المثل الأعلى الذي لا يشركه فيه مخلوق . وقد قدمنا أنه لا يجوز أن يستعمل في حقه من الأقيسة ما يقتضي المماثلة أو المساواة بينه وبين غيره ؛ كقياس التمثيل وقياس الشمول . وإنما يستعمل في ذلك قياس الأولى الذي مضمونه أن كل كمال وجودي غير مستلزم للعدم ولا للنقص بوجه من الوجوه اتصف به المخلوق ، فالخالق أولى أن يتصف به ؛ لأنه هو الذي وهب المخلوق ذلك الكمال ، ولأنه لو لم يتصف بذلك الكمال مع إمكان أن يتصف به لكان في الممكنات من هو أكمل منه ، وهو محال ، وكذلك كل نقص يتنزه عنه المخلوق ، فالخالق أولى بالتنزه عنه ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( قل إنما حرم )) . . إلخ ؛ فـ (( إنما )) أداة قصر تفيد اختصاص الأشياء المذكورة بالحرمة ، فيفهم أن من عداها من الطيبات فهو مباح لا حرج فيه ؛ كما أفادته الآية التي قبلها . و (( الفواحش )) جمع فاحشة ؛ وهي الفعلة المتناهية في القبح ، وخصها بعضهم بما تضمن شهوة ولذة من المعاصي ؛ كالزنا ، واللواط ، ونحوهما من الفواحش الظاهرة ، وكالكبر والعجب وحب الرياسة من الفواحش الباطنة . وأما (( والإثم )) ؛ فمنهم من فسره بمطلق المعصية ، فيكون المراد منه ما دون الفاحشة ، ومنهم من خصه بالخمر ؛ فإنها جماع الإثم . وأما البغي بغير الحق ؛ فهو التسلط والاعتداء على الناس من غير أن يكون ذلك على جهة القصاص والمماثلة . وقوله : (( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )) ، وحرم أن تعبدوا مع الله غيره ، وتتقربوا إليه بأي نوع من أنواع العبادات والقربات ؛ كالدعاء ، والنذر ، والذبح ، والخوف ، والرجاء ، ونحو ذلك مما يجب أن يخلص فيه العبد قلبه ويسلم وجهه لله ، وحرم أن تتخذوا من دونه سبحانه أولياء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله في عباداتهم ومعاملاتهم ؛ كما فعل أهل الكتاب مع الأحبار والرهبان ؛ حيث اتخذوهم أربابا من دون الله في التشريع ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله ، فاتبعوهم في ذلك . وقوله : (( ما لم ينزل به سلطانا )) قيد لبيان الواقع ؛ فإن كل ما عبد أو اتبع أو أطيع من دون الله قد فعل به ذلك من غير سلطان وأما القول على الله بلا علم ؛ فهو باب واسع جدا يدخل فيه كل خبر عن الله بلا دليل ولا حجة ؛ كنفي ما أثبته ، أو إثبات ما نفاه ، أو الإلحاد في آياته بالتحريف والتأويل . قال العلامة ابن القيم في كتابه " إعلام الموقعين " : " وقد حرم الله القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات ؛ بل جعله في المرتبة العليا منها ؛ قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) . . الآية ، فرتب المحرمات أربع مراتب ، وبدأ بأسهلها ، وهو الفواحش ، وثنى بما هو أشد تحريما منه ، وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما ، وهو الشرك به سبحانه ، ثم ربع بما هو أعظم تحريما من ذلك كله ، وهو القول عليه بلا علم ، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه ". ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقوله : (( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )) ، وحرم أن تعبدوا مع الله غيره ، وتتقربوا إليه بأي نوع من أنواع العبادات والقربات ؛ كالدعاء ، والنذر ، والذبح ، والخوف ، والرجاء ، ونحو ذلك مما يجب أن يخلص فيه العبد قلبه ويسلم وجهه لله ، وحرم أن تتخذوا من دونه سبحانه أولياء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله في عباداتهم ومعاملاتهم ؛ كما فعل أهل الكتاب مع الأحبار والرهبان ؛ حيث اتخذوهم أربابا من دون الله في التشريع ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله ، فاتبعوهم في ذلك . وقوله : (( ما لم ينزل به سلطانا )) قيد لبيان الواقع ؛ فإن كل ما عبد أو اتبع أو أطيع من دون الله قد فعل به ذلك من غير سلطان وأما القول على الله بلا علم ؛ فهو باب واسع جدا يدخل فيه كل خبر عن الله بلا دليل ولا حجة ؛ كنفي ما أثبته ، أو إثبات ما نفاه ، أو الإلحاد في آياته بالتحريف والتأويل . قال العلامة ابن القيم في كتابه " إعلام الموقعين " : " وقد حرم الله القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات ؛ بل جعله في المرتبة العليا منها ؛ قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) . . الآية ، فرتب المحرمات أربع مراتب ، وبدأ بأسهلها ، وهو الفواحش ، وثنى بما هو أشد تحريما منه ، وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما ، وهو الشرك به سبحانه ، ثم ربع بما هو أعظم تحريما من ذلك كله ، وهو القول عليه بلا علم ، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه ". ... " .
-
إعادة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقوله : (( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )) ، وحرم أن تعبدوا مع الله غيره ، وتتقربوا إليه بأي نوع من أنواع العبادات والقربات ؛ كالدعاء ، والنذر ، والذبح ، والخوف ، والرجاء ، ونحو ذلك مما يجب أن يخلص فيه العبد قلبه ويسلم وجهه لله ، وحرم أن تتخذوا من دونه سبحانه أولياء يشرعون لهم من الدين ما لم يأذن به الله في عباداتهم ومعاملاتهم ؛ كما فعل أهل الكتاب مع الأحبار والرهبان ؛ حيث اتخذوهم أربابا من دون الله في التشريع ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله ، فاتبعوهم في ذلك . وقوله : (( ما لم ينزل به سلطانا )) قيد لبيان الواقع ؛ فإن كل ما عبد أو اتبع أو أطيع من دون الله قد فعل به ذلك من غير سلطان .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما القول على الله بلا علم ؛ فهو باب واسع جدا يدخل فيه كل خبر عن الله بلا دليل ولا حجة ؛ كنفي ما أثبته ، أو إثبات ما نفاه ، أو الإلحاد في آياته بالتحريف والتأويل . قال العلامة ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين : " ... وقد حرم الله القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات ؛ بل جعله في المرتبة العليا منها ؛ قال تعالى : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) . . الآية ، فرتب المحرمات أربع مراتب ، وبدأ بأسهلها ، وهو الفواحش ، وثنى بما هو أشد تحريما منه ، وهو الإثم والظلم ، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما ، وهو الشرك به سبحانه ، ثم ربع بما هو أعظم تحريما من ذلك كله ، وهو القول عليه بلا علم ، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه " ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( الرحمن على العرش استوى )) في سبعة مواضع : في سورة الأعراف قوله : (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة يونس عليه السلام : (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة الرعد : (( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة طه : (( الرحمن على العرش استوى )) ، وقال في سورة الفرقان : (( ثم استوى على العرش الرحمن )) ، وقال في سورة الم السجدة : (( الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش )) ، وقال في سورة الحديد : (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله : (( الرحمن على العرش استوى )) ... إلخ ؛ هذه هي المواضع السبعة التي أخبر فيها سبحانه باستوائه على العرش ، وكلها قطعية الثبوت ؛ لأنها من كتاب الله ، فلا يملك الجهمي المعطل لها ردا ولا إنكارا ، كما أنها صريحة في بابها ، لا تحتمل تأويلا ، فإن لفظ : (( استوى )) في اللغة إذا عدي بـ (( على )) لا يمكن أن يفهم منه إلا العلو والارتفاع ، ولهذا لم تخرج تفسيرات السلف لهذا اللفظ عن أربع عبارات ؛ ذكرها العلامة ابن القيم في " النونية " ؛ حيث قال : فلهم عبارات عليها أربع *** قد حصلت للفــــــــــــارس الطعان . وهي استقر وقد علا وكذلك ار *** تفع الذي ما فيه من نكـران . وكذاك قد صعد الذي هو رابع *** وأبو عبيدة صاحب الشيباني. يختار هذا القول في تفسيره *** أدرى من الجهمــــــي بالقرآن . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بما أخبر به سبحانه عن نفسه من أنه مستو على عرشه ، بائن من خلقه بالكيفية التي يعلمها هو جل شأنه ؛ كما قال مالك وغيره : " الاستواء معلوم ، والكيف مجهول " . وأما ما يشغب به أهل التعطيل من إيراد اللوازم الفاسدة على تقرير الاستواء ؛ فهي لا تلزمنا ؛ لأننا لا نقول بأن فوقيته على العرش كفوقية المخلوق على المخلوق ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما ما يحاولون به صرف هذه الآيات الصريحة عن ظواهرها بالتأويلات الفاسدة التي تدل على حيرتهم واضطرابهم ؛ كتفسيرهم : (( استوى )) بـ " استولى " ، أو حملهم (( على )) على معنى " إلى " ، و (( استوى )) ؛ بمعنى : " قصد " ... إلى آخر ما نقله عنهم حامل لواء التجهم والتعطيل زاهد الكوثري ؛ فكلها تشغيب بالباطل ، وتغيير في وجه الحق لا يغني عنهم في قليل ولا كثير . وليت شعري ! ماذا يريد هؤلاء المعطلة أن يقولوا ؟ ! أيريدون أن يقولوا : ليس في السماء رب يقصد ، ولا فوق العرش إله يعبد ؟ ! فأين يكون إذن ؟ ! ولعلهم يضحكون منا حين نسأل عنه بـ " أين " ! ونسوا أن أكمل الخلق وأعلمهم بربهم صلوات الله عليه وسلامه قد سأل عنه بـ ( أين ) حين قال للجارية : ( أين الله ؟ ) ، ورضي جوابها حين قالت : في السماء . وقد أجاب كذلك من سأله بـ : " أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ بأنه كان في عماء . . ) الحديث . ولم يرو عنه أنه زجر السائل ، ولا قال له : إنك غلطت في السؤال . إن قصارى ما يقوله المتحذلق منهم في هذا الباب : إن الله تعالى كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو الآن على ما كان قبل خلق المكان . فماذا يعني هذا المخرف بالمكان الذي كان الله ولم يكن ؟ ! هل يعني به تلك الأمكنة الوجودية التي هي داخل محيط العالم ؟ ! فهذه أمكنة حادثة ، ونحن لا نقول بوجود الله في شيء منها ؛ إذ لا يحصره ولا يحيط به شيء من مخلوقاته . وأما إذا أراد بها المكان العدمي الذي هو خلاء محض لا وجود فيه ؛ فهذا لا يقال : إنه لم يكن ثم خلق ؛ إذ لا يتعلق به الخلق ، فإنه أمر عدمي ، فإذا قيل : إن الله في مكان بهذا المعنى ؛ كما دلت عليه الآيات والأحاديث ؛ فأي محذور في هذا ؟ ! بل الحق أن يقال : كان الله ولم يكن شيء قبله ، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وكان عرشه على الماء ، ثم استوى على العرش ، وثم هنا للترتيب الزماني لا لمجرد العطف ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما ما يحاولون به صرف هذه الآيات الصريحة عن ظواهرها بالتأويلات الفاسدة التي تدل على حيرتهم واضطرابهم ؛ كتفسيرهم : (( استوى )) بـ " استولى " ، أو حملهم (( على )) على معنى " إلى " ، و (( استوى )) ؛ بمعنى : " قصد " ... إلى آخر ما نقله عنهم حامل لواء التجهم والتعطيل زاهد الكوثري ؛ فكلها تشغيب بالباطل ، وتغيير في وجه الحق لا يغني عنهم في قليل ولا كثير . وليت شعري ! ماذا يريد هؤلاء المعطلة أن يقولوا ؟ ! أيريدون أن يقولوا : ليس في السماء رب يقصد ، ولا فوق العرش إله يعبد ؟ ! فأين يكون إذن ؟ ! ولعلهم يضحكون منا حين نسأل عنه بـ " أين " ! ونسوا أن أكمل الخلق وأعلمهم بربهم صلوات الله عليه وسلامه قد سأل عنه بـ ( أين ) حين قال للجارية : ( أين الله ؟ ) ، ورضي جوابها حين قالت : في السماء ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقد أجاب كذلك من سأله بـ : " أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ بأنه كان في عماء ... ) الحديث . ولم يرو عنه أنه زجر السائل ، ولا قال له : إنك غلطت في السؤال . إن قصارى ما يقوله المتحذلق منهم في هذا الباب : إن الله تعالى كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو الآن على ما كان قبل خلق المكان . فماذا يعني هذا المخرف بالمكان الذي كان الله ولم يكن ؟ ! هل يعني به تلك الأمكنة الوجودية التي هي داخل محيط العالم ؟ ! فهذه أمكنة حادثة ، ونحن لا نقول بوجود الله في شيء منها ؛ إذ لا يحصره ولا يحيط به شيء من مخلوقاته . وأما إذا أراد بها المكان العدمي الذي هو خلاء محض لا وجود فيه ؛ فهذا لا يقال : إنه لم يكن ثم خلق ؛ إذ لا يتعلق به الخلق ، فإنه أمر عدمي ، فإذا قيل : إن الله في مكان بهذا المعنى ؛ كما دلت عليه الآيات والأحاديث ؛ فأي محذور في هذا ؟ ! بل الحق أن يقال : كان الله ولم يكن شيء قبله ، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وكان عرشه على الماء ، ثم استوى على العرش ، وثم هنا للترتيب الزماني لا لمجرد العطف ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... بل الحق أن يقال : كان الله ولم يكن شيء قبله ، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وكان عرشه على الماء ، ثم استوى على العرش ، وثم هنا للترتيب الزماني لا لمجرد العطف ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )) ، (( بل رفعه الله إليه )) ، (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) ، (( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب ، أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا )) ، وقوله : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ، أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وقوله : (( يا عيسى )) ... إلخ ؛ هذه الآيات جاءت مؤيدة لما دلت عليه الآيات السابقة من علوه تعالى وارتفاعه فوق العرش مباينا للخلق ، وناعية على المعطلة جحودهم وإنكارهم لذلك ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... ففي الآية الأولى ينادي الله رسوله وكلمته عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام بأنه متوفيه ورافعه إليه حين دبر اليهود قتله ، والضمير في قوله : (( إلي )) هو ضمير الرب جل شأنه ، لا يحتمل غير ذلك ، فتأويله بأن المراد : إلى محل رحمتي ، أو مكان ملائكتي . . إلخ ، لا معنى له . ومثل ذلك يقال أيضا في قوله سبحانه ردا على ما ادعاه اليهود من قتل عيسى وصلبه : (( بل رفعه الله إليه )) . وقد اختلف في المراد بالتوفي المذكور في الآية ، فحمله بعضهم على الموت ، والأكثرون على أن المراد به النوم ، ولفظ المتوفى يستعمل فيه ؛ قال تعالى : (( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار )) . ومنهم من زعم أن في الكلام تقديما وتأخيرا ، وأن التقدير : إني رافعك ومتوفيك ؛ أي : مميتك بعد ذلك . والحق أنه عليه السلام رفع حيا ، وأنه سينزل قرب قيام الساعة ؛ لصحة الحديث بذلك ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله سبحانه : (( إليه يصعد الكلم الطيب )) ؛ فهو صريح أيضا في صعود أقوال العباد وأعمالهم إلى الله عز وجل ، يصعد بها الكرام الكاتبون كل يوم عقب صلاة العصر ، وعقب صلاة الفجر ؛ كما جاء في الحديث : ( فيعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ربهم وهو أعلم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : يا ربنا ! أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون ) . وأما قوله سبحانه حكاية عن فرعون : (( يا هامان )) ... إلخ ؛ فهو دليل على أن موسى عليه السلام أخبر فرعون الطاغية بأن إلهه في السماء ، فأراد أن يتلمس الأسباب للوصول إليه تمويها على قومه ، فأمر وزيره هامان أن يبني له الصرح ، ثم عقب على ذلك بقوله : (( وإني لأظنه )) ؛ أي : موسى " كاذبا " فيما أخبر به من كون إلهه في السماء ، فمن إذا أشبه بفرعون وأقرب إليه نسبا ؛ نحن أم هؤلاء المعطلة ؟ ! إن فرعون كذب موسى في كون إلهه في السماء ، وهو نفس ما يقوله هؤلاء . قوله : (( أأمنتم )) ... إلخ ؛ هاتان الآيتان فيهما التصريح بأن الله عز وجل في السماء ، ولا يجوز حمل ذلك على أن المراد به العذاب ، أو الأمر ، أو الملك ؛ كما يفعل المعطلة ؛ لأنه قال : (( من )) ، وهي للعاقل ، وحملها على الملك إخراج اللفظ عن ظاهره بلا قرينة توجب ذلك . ولا يجوز أن يفهم من قوله : (( في السماء )) أن السماء ظرف له سبحانه ؛ بل إن أريد بالسماء هذه المعروفة ؛ ف (( في )) بمعنى على ؛ كما في قوله تعالى : (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) ، وإن أريد بها جهة العلو ؛ ف (( في )) على حقيقتها ؛ فإنه سبحانه في أعلى العلو ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : (( أأمنتم )) ... إلخ ؛ هاتان الآيتان فيهما التصريح بأن الله عز وجل في السماء ، ولا يجوز حمل ذلك على أن المراد به العذاب ، أو الأمر ، أو الملك ؛ كما يفعل المعطلة ؛ لأنه قال : (( من )) ، وهي للعاقل ، وحملها على الملك إخراج اللفظ عن ظاهره بلا قرينة توجب ذلك ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... ولا يجوز أن يفهم من قوله : (( في السماء )) أن السماء ظرف له سبحانه ؛ بل إن أريد بالسماء هذه المعروفة ؛ ف (( في )) بمعنى على ؛ كما في قوله تعالى : (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) ، وإن أريد بها جهة العلو ؛ ف (( في )) على حقيقتها ؛ فإنه سبحانه في أعلى العلو ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) وقوله : (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( هو الذي خلق السماوات )) . . إلخ ؛ تضمنت هذه الآية الكريمة إثبات صفة المعية له عز وجل ، وهي على نوعين : 1 - معية عامة : شاملة لجميع المخلوقات ، فهو سبحانه مع كل شيء بعلمه وقدرته وقهره وإحاطته ، لا يغيب عنه شيء ، ولا يعجزه ، وهذه المعية المذكورة في الآية . ففي هذه الآية يخبر عن نفسه سبحانه بأنه هو وحده الذي خلق السماوات والأرض يعني : أوجدهما على تقدير وترتيب سابق في مدة ستة أيام ، ثم علا بعد ذلك وارتفع على عرشه ؛ لتدبير أمور خلقه . وهو مع كونه فوق عرشه لا يغيب عنه شيء من العالمين العلوي والسفلي ؛ فهو (( يعلم ما يلج )) ؛ أي : يدخل في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء ، وما يعرج ؛ أي : يصعد (( فيها )) ، ولا شك أن من كان علمه وقدرته محيطين بجميع الأشياء ؛ فهو مع كل شيء ، ولذلك قال : (( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) . قوله : (( ما يكون من نجوى )) . . إلخ ؛ يثبت سبحانه شمول علمه وإحاطته بجميع الأشياء ، وأنه لا يخفى عليه نجوى المتناجين ، وأنه شهيد على الأشياء كلها ، مطلع عليها . وإضافة (( نجوى )) إلى ثلاثة من إضافة الصفة إلى الموصوف ، والتقدير : ما يكون من ثلاثة نجوى ؛ أي : متناجين . وأما الآيات الباقية ؛ فهي في إثبات المعية الخاصة التي هي معيته لرسله تعالى وأوليائه بالنصر والتأييد والمحبة والتوفيق والإلهام ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : (( هو الذي خلق السماوات )) . . إلخ ؛ تضمنت هذه الآية الكريمة إثبات صفة المعية له عز وجل ، وهي على نوعين : 1 - معية عامة : شاملة لجميع المخلوقات ، فهو سبحانه مع كل شيء بعلمه وقدرته وقهره وإحاطته ، لا يغيب عنه شيء ، ولا يعجزه ، وهذه المعية المذكورة في الآية . ففي هذه الآية يخبر عن نفسه سبحانه بأنه هو وحده الذي خلق السماوات والأرض يعني : أوجدهما على تقدير وترتيب سابق في مدة ستة أيام ، ثم علا بعد ذلك وارتفع على عرشه ؛ لتدبير أمور خلقه . وهو مع كونه فوق عرشه لا يغيب عنه شيء من العالمين العلوي والسفلي ؛ فهو (( يعلم ما يلج )) ؛ أي : يدخل في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء ، وما يعرج ؛ أي : يصعد (( فيها )) ، ولا شك أن من كان علمه وقدرته محيطين بجميع الأشياء ؛ فهو مع كل شيء ، ولذلك قال : (( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) . قوله : (( ما يكون من نجوى )) . . إلخ ؛ يثبت سبحانه شمول علمه وإحاطته بجميع الأشياء ، وأنه لا يخفى عليه نجوى المتناجين ، وأنه شهيد على الأشياء كلها ، مطلع عليها . وإضافة (( نجوى )) إلى ثلاثة من إضافة الصفة إلى الموصوف ، والتقدير : ما يكون من ثلاثة نجوى ؛ أي : متناجين . وأما الآيات الباقية ؛ فهي في إثبات المعية الخاصة التي هي معيته لرسله تعالى وأوليائه بالنصر والتأييد والمحبة والتوفيق والإلهام ... " .
-
تقرير مسألة علو الله تعالى ومعيته لخلقه وأنه بائن من خلقه مستو على عرشه .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... فقوله تعالى : (( لا تحزن إن الله معنا )) حكاية عما قاله عليه الصلاة والسلام لأبي بكر الصديق وهما في الغار ، فقد أحاط المشركون بفم الغار عندما خرجوا في طلبه عليه السلام ، فلما رأى أبو بكر ذلك انزعج ، وقال : " والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدمه لأبصرنا " ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما حكاه الله عز وجل هنا : (( لا تحزن إن الله معنا )) . فالمراد بالمعية هنا معية النصر والعصمة من الأعداء . وأما قوله : (( إنني معكما أسمع وأرى )) ؛ فقد تقدم الكلام عليه ، وأنها خطاب لموسى وهارون عليهما السلام ألا يخافا بطش فرعون بهما ؛ لأن الله عز وجل معهما بنصره وتأييده . وكذلك بقية الآيات يخبر الله فيها عن معيته للمتقين الذين يراقبون الله عز وجل في أمره ونهيه ، ويحفظون حدوده ، وللمحسنين الذين يلتزمون الإحسان في كل شيء ، والإحسان يكون في كل شيء بحسبه ، فهو في العبادة مثلا أن تعبد الله كأنك تراه ؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك ؛ كما جاء في حديث جبريل عليه السلام . وكذلك يخبر عن معيته للصابرين الذين يحبسون أنفسهم على ما تكره ، ويتحملون المشاق والأذى في سبيل الله وابتغاء وجهه ؛ صبرا على طاعة الله ، وصبرا عن معصيته ، وصبرا على قضائه ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( ومن أصدق من الله حديثا )) ، (( ومن أصدق من الله قيلا )) ، (( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم )) ، (( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا )) ، وقوله : (( وكلم الله موسى تكليما )) ، (( منهم من كلم الله )) ، (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )) ، (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) ، وقوله : (( وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين )) ، (( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة )) ، وقوله : (( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين )) ، (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) ، (( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون )) ، (( يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل )) ، (( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... تضمنت هذه الآيات إثبات صفة الكلام لله عز وجل . وقد تنازع الناس حول هذه المسألة نزاعا كبيرا : فمنهم من جعل كلامه سبحانه مخلوقا منفصلا منه ، وقال : إن معنى " متكلم " : خالق للكلام ، وهم المعتزلة ، ومنهم من جعله لازما لذاته أزلا وأبدا ، لا يتعلق بمشيئته وقدرته ، ونفى عنه الحرف والصوت ، وقال : إنه معنى واحد في الأزل ، وهم الكلابية والأشعرية ، ومنهم من زعم أنه حروف وأصوات قديمة لازمة للذات ، وقال : إنها مقترنة في الأزل ، فهو سبحانه لا يتكلم بها شيئا بعد شيء ، وهم بعض الغلاة ، ومنهم من جعله حادثا قائما بذاته تعالى ، ومتعلقا بمشيئته وقدرته ، ولكن زعم أن له ابتداء في ذاته ، وأن الله لم يكن متكلما في الأزل ، وهم الكرامية ، ويطول بنا القول لو اشتغلنا بمناقشة هذه الأقوال وإفسادها ، على أن فسادها بين لكل ذي فهم سليم ، ونظر مستقيم . وخلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء ، وأن الكلام صفة له قائمة بذاته ، يتكلم بها بمشيئته وقدرته ، فهو لم يزل ولا يزال متكلما إذا شاء ، وما تكلم الله به فهو قائم به ليس مخلوقا منفصلا عنه ؛ كما تقول المعتزلة ، ولا لازما لذاته لزوم الحياة لها ؛ كما تقول الأشاعرة ؛ بل هو تابع لمشيئته وقدرته ... " .
-
فائدة : الأشعرية هم الكلابية مع ذكر رجوع الإمام أبي الحسن الأشعري إلى مذهب السلف .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... ومنهم من جعله لازما لذاته أزلا وأبدا ، لا يتعلق بمشيئته وقدرته ، ونفى عنه الحرف والصوت ، وقال : إنه معنى واحد في الأزل ، وهم الكلابية والأشعرية ، ومنهم من زعم أنه حروف وأصوات قديمة لازمة للذات ، وقال : إنها مقترنة في الأزل ، فهو سبحانه لا يتكلم بها شيئا بعد شيء ، وهم بعض الغلاة ، ومنهم من جعله حادثا قائما بذاته تعالى ، ومتعلقا بمشيئته وقدرته ، ولكن زعم أن له ابتداء في ذاته ، وأن الله لم يكن متكلما في الأزل ، وهم الكرامية ، ويطول بنا القول لو اشتغلنا بمناقشة هذه الأقوال وإفسادها ، على أن فسادها بين لكل ذي فهم سليم ، ونظر مستقيم ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وخلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في هذه المسألة أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء ، وأن الكلام صفة له قائمة بذاته ، يتكلم بها بمشيئته وقدرته ، فهو لم يزل ولا يزال متكلما إذا شاء ، وما تكلم الله به فهو قائم به ليس مخلوقا منفصلا عنه ؛ كما تقول المعتزلة ، ولا لازما لذاته لزوم الحياة لها ؛ كما تقول الأشاعرة ؛ بل هو تابع لمشيئته وقدرته ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... والله سبحانه نادى موسى بصوت ، ونادى آدم وحواء بصوت ، وينادي عباده يوم القيامة بصوت ، ويتكلم بالوحي بصوت ، ولكن الحروف والأصوات التي تكلم الله بها صفة له غير مخلوقة ، ولا تشبه أصوات المخلوقين وحروفهم ؛ كما أن علم الله القائم بذاته ليس مثل علم عباده ؛ فإن الله لا يماثل المخلوقين في شيء من صفاته . والآيتان الأوليان هنا وهما من سورة النساء تنفيان أن يكون أحد أصدق حديثا وقولا من الله عز وجل ، بل هو سبحانه أصدق من كل أحد في كل ما يخبر به ، وذلك لأن علمه بالحقائق المخبر عنها أشمل وأضبط ، فهو يعلمها على ما هي به من كل وجه ، وعلم غيره ليس كذلك . وأما قوله : (( وإذ قال الله يا عيسى )). . إلخ ؛ فهو حكاية لما سيكون يوم القيامة من سؤال الله لرسوله وكلمته عيسى عما نسبه إليه الذين ألهوه وأمه من النصارى من أنه هو الذي أمرهم بأن يتخذوه وأمه إلهين من دون الله . وهذا السؤال لإظهار براءة عيسى عليه السلام ، وتسجيل الكذب والبهتان على هؤلاء الضالين الأغبياء . وأما قوله : (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) ؛ فالمراد صدقا في أخباره ، وعدلا في أحكامه ؛ لأن كلامه تعالى إما أخبار ، وهي كلها في غاية الصدق ، وإما أمر ونهي ، وكلها في غاية العدل الذي لا جور فيه ؛ لابتنائها على الحكمة والرحمة والمراد بالكلمة هنا الكلمات ؛ لأنها أضيفت إلى معرفة ، فتفيد معنى الجمع ؛ كما في قولنا : رحمة الله ونعمة الله ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...وأما قوله : (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) ؛ فالمراد صدقا في أخباره ، وعدلا في أحكامه ؛ لأن كلامه تعالى إما أخبار ، وهي كلها في غاية الصدق ، وإما أمر ونهي ، وكلها في غاية العدل الذي لا جور فيه ؛ لابتنائها على الحكمة والرحمة والمراد بالكلمة هنا الكلمات ؛ لأنها أضيفت إلى معرفة ، فتفيد معنى الجمع ؛ كما في قولنا : رحمة الله ونعمة الله ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : (( وكلم الله موسى تكليما )) وما بعدها من الآيات التي تدل على أن الله قد نادى موسى وكلمه تكليما ، وناجاه حقيقة من وراء حجاب ، وبلا واسطة ملك ؛ فهي ترد على الأشاعرة الذين يجعلون الكلام معنى قائما بالنفس ؛ بلا حرف ، ولا صوت ! فيقال لهم : كيف سمع موسى هذا الكلام النفسي ؟ فإن قالوا : ألقى الله في قلبه علما ضروريا بالمعاني التي يريد أن يكلمه بها ؛ لم يكن هناك خصوصية لموسى في ذلك . وإن قالوا : إن الله خلق كلاما في الشجرة أو في الهواء ، ونحو ذلك ؛ لزم أن تكون الشجرة هي التي قالت لموسى : (( إني أنا ربك )) . وكذلك ترد عليهم هذه الآيات في جعلهم الكلام معنى واحدا في الأزل ، لا يحدث منه في ذاته شيء ، فإن الله يقول : (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )) ؛ فهي تفيد حدوث الكلام عند مجيء موسى للميقات ، ويقول : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن )) ؛ فهذا يدل على حدوث النداء عند جانب الطور الأيمن . والنداء لا يكون إلا صوتا مسموعا . وكذلك قوله تعالى في شأن آدم وحواء : (( وناداهما ربهما )) ... الآية ؛ فإن هذا النداء لم يكن إلا بعد الوقوع في الخطيئة ، فهو حادث قطعا . وكذلك قوله تعالى : (( ويوم يناديهم )) ... إلخ ؛ فإن هذا النداء والقول سيكون يوم القيامة . وفي الحديث : ( ما من عبد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ) ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وكذلك ترد عليهم هذه الآيات في جعلهم الكلام معنى واحدا في الأزل ، لا يحدث منه في ذاته شيء ، فإن الله يقول : (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )) ؛ فهي تفيد حدوث الكلام عند مجيء موسى للميقات ، ويقول : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن )) ؛ فهذا يدل على حدوث النداء عند جانب الطور الأيمن . والنداء لا يكون إلا صوتا مسموعا . وكذلك قوله تعالى في شأن آدم وحواء : (( وناداهما ربهما )) ... الآية ؛ فإن هذا النداء لم يكن إلا بعد الوقوع في الخطيئة ، فهو حادث قطعا . وكذلك قوله تعالى : (( ويوم يناديهم )) ... إلخ ؛ فإن هذا النداء والقول سيكون يوم القيامة . وفي الحديث : ( ما من عبد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : (( وإن أحد من المشركين )) ... إلخ ؛ هذه الآيات الكريمة تفيد أن القرآن المتلو المسموع المكتوب بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة ، وليس فقط عبارة أو حكاية عن كلام الله ؛ كما تقول الأشعرية . وإضافته إلى الله عز وجل تدل على أنه صفة له قائمة به ، وليست كإضافة البيت أو الناقة ؛ فإنها إضافة معنى إلى الذات ، تدل على ثبوت المعنى لتلك الذات ؛ بخلاف إضافة البيت أو الناقة ؛ فإنها إضافة أعيان ، وهذا يرد على المعتزلة في قولهم : إنه مخلوق منفصل عن الله . ودلت هذه الآيات أيضا على أن القرآن منزل من عند الله ، بمعنى أن الله تكلم به بصوت سمعه جبريل عليه السلام ، فنزل به ، وأداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعه من الرب جل شأنه . وخلاصة القول في ذلك : أن القرآن العربي كلام الله ، منزل ، غير مخلوق ، منه بدأ ، وإليه يعود ، والله تكلم به على الحقيقة ، فهو كلامه حقيقة لا كلام غيره ، وإذا قرأ الناس القرآن أو كتبوه في المصاحف لم يخرجه ذلك عن أن يكون كلام الله ؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا ، لا إلى من بلغه مؤديا ، والله تكلم بحروفه ومعانيه بلفظ نفسه ، ليس شيء منه كلاما لغيره ، لا لجبريل ، ولا لمحمد ، ولا لغيرهما ، والله تكلم به أيضا بصوت نفسه ، فإذا قرأه العباد قرءوه بصوت أنفسهم ، فإذا قال القارئ مثلا : (( الحمد لله رب العالمين ))؛ كان هذا الكلام المسموع منه كلام الله ، لا كلام نفسه ، وكان هو قرأه بصوت نفسه لا بصوت الله . وكما أن القرآن كلام الله ، فكذلك هو كتابه ؛ لأنه كتبه في اللوح المحفوظ ، ولأنه مكتوب في المصاحف ؛ قال تعالى : (( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون )) ، وقال : (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )) ، وقال : (( في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة )) . والقرآن في الأصل مصدر كالقراءة ؛ كما في قوله تعالى : (( إن قرآن الفجر كان مشهودا )) . ويراد به هنا أن يكون علما على هذا المنزل من عند الله ، المكتوب بين دفتي المصحف ، المتعبد بتلاوته ، المتحدى بأقصر سورة منه ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وإضافته إلى الله عز وجل تدل على أنه صفة له قائمة به ، وليست كإضافة البيت أو الناقة ؛ فإنها إضافة معنى إلى الذات ، تدل على ثبوت المعنى لتلك الذات ؛ بخلاف إضافة البيت أو الناقة ؛ فإنها إضافة أعيان ، وهذا يرد على المعتزلة في قولهم : إنه مخلوق منفصل عن الله . ودلت هذه الآيات أيضا على أن القرآن منزل من عند الله ، بمعنى أن الله تكلم به بصوت سمعه جبريل عليه السلام ، فنزل به ، وأداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعه من الرب جل شأنه ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وخلاصة القول في ذلك : أن القرآن العربي كلام الله ، منزل ، غير مخلوق ، منه بدأ ، وإليه يعود ، والله تكلم به على الحقيقة ، فهو كلامه حقيقة لا كلام غيره ، وإذا قرأ الناس القرآن أو كتبوه في المصاحف لم يخرجه ذلك عن أن يكون كلام الله ؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا ، لا إلى من بلغه مؤديا ، والله تكلم بحروفه ومعانيه بلفظ نفسه ، ليس شيء منه كلاما لغيره ، لا لجبريل ، ولا لمحمد ، ولا لغيرهما ، والله تكلم به أيضا بصوت نفسه ، فإذا قرأه العباد قرءوه بصوت أنفسهم ، فإذا قال القارئ مثلا : (( الحمد لله رب العالمين ))؛ كان هذا الكلام المسموع منه كلام الله ، لا كلام نفسه ، وكان هو قرأه بصوت نفسه لا بصوت الله . وكما أن القرآن كلام الله ، فكذلك هو كتابه ؛ لأنه كتبه في اللوح المحفوظ ، ولأنه مكتوب في المصاحف ؛ قال تعالى : (( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون )) ، وقال : (( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )) ، وقال : (( في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة )) ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون )) ، (( وهذا كتاب أنزلناه مبارك )) ، (( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله )) ، (( وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون ، قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ، ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين )) ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... والقرآن في الأصل مصدر كالقراءة ؛ كما في قوله تعالى : (( إن قرآن الفجر كان مشهودا )) . ويراد به هنا أن يكون علما على هذا المنزل من عند الله ، المكتوب بين دفتي المصحف ، المتعبد بتلاوته ، المتحدى بأقصر سورة منه . وقوله : (( قل نزله روح القدس من ربك بالحق )) يدل أن ابتداء نزوله من عند الله عز وجل ، وأن روح القدس جبريل عليه السلام تلقاه عن الله سبحانه بالكيفية التي يعلمها ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : (( وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة )) ، (( على الأرائك ينظرون )) ، (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) ، وقوله : (( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )) ، وهذا الباب في كتاب الله كثير ، من تدبر القرآن طالبا للهدى منه تبين له طريق الحق ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ...قوله : (( وجوه يومئذ ناضرة )) ... إلخ ؛ هذه الآيات تثبت رؤية المؤمنين لله عز وجل يوم القيامة في الجنة . وقد نفاها المعتزلة ؛ بناء على نفيهم الجهة عن الله ؛ لأن المرئي يجب أن يكون في جهة من الرائي ، وما دامت الجهة مستحيلة ، وهي شرط في الرؤية ؛ فالرؤية كذلك مستحيلة . واحتجوا من النقل بقوله تعالى : (( لا تدركه الأبصار )) ، وقوله لموسى عليه السلام حين سأله الرؤية : (( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني )) . وأما الأشاعرة ؛ فهم مع نفيهم الجهة كالمعتزلة يثبتون الرؤية ، ولذلك حاروا في تفسير تلك الرؤية ، فمنهم من قال : يرونه من جميع الجهات ، ومنهم من جعلها رؤية بالبصيرة لا بالبصر ، وقال : المقصود زيادة الانكشاف والتجلي حتى كأنها رؤية عين . وهذه الآيات التي أوردها المؤلف حجة على المعتزلة في نفيهم الرؤية ؛ فإن الآية الأولى عدي النظر فيها بـ (( إلى )) ، فيكون بمعنى الإبصار ؛ يقال : نظرت إليه وأبصرته بمعنى ، ومتعلق النظر هو الرب جل شأنه . وأما ما يتكلفه المعتزلة من جعلهم (( ناظرة )) بمعنى منتظرة ، و (( إلى )) بمعنى النعمة ، والتقدير : ثواب ربها منتظرة ؛ فهو تأويل مضحك . وأما الآية الثانية ؛ فتفيد أن أهل الجنة ، وهم على أرائكهم يعني أسرتهم ، جمع أريكة ينظرون إلى ربهم . وأما الآيتان الأخيرتان ؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله عز وجل . ويشهد لذلك أيضا قوله تعالى في حق الكفار : (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) ، فدل حجب هؤلاء على أن أولياءه يرونه . وأحاديث الرؤية متواترة في هذا المعنى عند أهل العلم بالحديث ، لا ينكرها إلا ملحد زنديق .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... واحتجوا من النقل بقوله تعالى : (( لا تدركه الأبصار )) ، وقوله لموسى عليه السلام حين سأله الرؤية : (( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني )) . وأما الأشاعرة ؛ فهم مع نفيهم الجهة كالمعتزلة يثبتون الرؤية ، ولذلك حاروا في تفسير تلك الرؤية ، فمنهم من قال : يرونه من جميع الجهات ، ومنهم من جعلها رؤية بالبصيرة لا بالبصر ، وقال : المقصود زيادة الانكشاف والتجلي حتى كأنها رؤية عين . وهذه الآيات التي أوردها المؤلف حجة على المعتزلة في نفيهم الرؤية ؛ ... " .
-
الرد على محمد سرور صاحب كتاب منهج الأنبياء الذي يرى الجفاف في نصوص الكتاب والسنة .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فإن الآية الأولى عدي النظر فيها بـ (( إلى )) ، فيكون بمعنى الإبصار ؛ يقال : نظرت إليه وأبصرته بمعنى ، ومتعلق النظر هو الرب جل شأنه . وأما ما يتكلفه المعتزلة من جعلهم (( ناظرة )) بمعنى منتظرة ، و (( إلى )) بمعنى النعمة ، والتقدير : ثواب ربها منتظرة ؛ فهو تأويل مضحك . وأما الآية الثانية ؛ فتفيد أن أهل الجنة ، وهم على أرائكهم يعني أسرتهم ، جمع أريكة ينظرون إلى ربهم . وأما الآيتان الأخيرتان ؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله عز وجل . ويشهد لذلك أيضا قوله تعالى في حق الكفار : (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) ، فدل حجب هؤلاء على أن أولياءه يرونه . وأحاديث الرؤية متواترة في هذا المعنى عند أهل العلم بالحديث ، لا ينكرها إلا ملحد زنديق ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما ما احتج به المعتزلة من قوله تعالى : (( لا تدركه الأبصار )) ؛ فلا حجة لهم فيه ؛ لأن نفي الإدراك لا يستلزم نفي الرؤية ، فالمراد أن الأبصار تراه ، ولكن لا تحيط به رؤية ؛ كما أن العقول تعلمه ولكن لا تحيط به علما ؛ لأن الإدراك هو الرؤية على جهة الإحاطة ، فهو رؤية خاصة ، ونفي الخاص لا يستلزم نفي مطلق الرؤية . وكذلك استدلالهم على نفي الرؤية بقوله تعالى لموسى عليه السلام : (( لن تراني )) لا يصلح دليلا ، بل الآية تدل على الرؤية من وجوه كثيرة ؛ منها : 1 - وقوع السؤال من موسى ، وهو رسول الله وكليمه ، وهو أعلم بما يستحيل في حق الله من هؤلاء المعتزلة ، فلو كانت الرؤية ممتنعة لما طلبها . 2 - أن الله عز وجل علق الرؤية على استقرار الجبل حال التجلي وهو ممكن ، والمعلق على الممكن ممكن . 3 - أن الله تجلى للجبل بالفعل ، وهو جماد ، فلا يمتنع إذا أن يتجلى لأهل محبته وأصفيائه . وأما قولهم : إن (( لن )) ، لتأبيد النفي ، وإنها تدل على عدم وقوع الرؤية أصلا فهو كذب على اللغة فقد قال تعالى حكاية عن الكفار : (( ولن يتمنوه أبدا )) ، ثم قال : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )) ، فأخبر عن عدم تمنيهم للموت بـ (( لن )) ، ثم أخبر عن تمنيهم له وهم في النار . وإذا ؛ فمعنى قوله : (( لن تراني )) : لن تستطيع رؤيتي في الدنيا ؛ لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته سبحانه ، ولو كانت الرؤية ممتنعة لذاتها ؛ لقال : إني لا أرى ، أو لا يجوز رؤيتي ، أو لست بمرئي ... ونحو ذلك ، والله أعلم ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وأما ما احتج به المعتزلة من قوله تعالى : (( لا تدركه الأبصار )) ؛ فلا حجة لهم فيه ؛ لأن نفي الإدراك لا يستلزم نفي الرؤية ، فالمراد أن الأبصار تراه ، ولكن لا تحيط به رؤية ؛ كما أن العقول تعلمه ولكن لا تحيط به علما ؛ لأن الإدراك هو الرؤية على جهة الإحاطة ، فهو رؤية خاصة ، ونفي الخاص لا يستلزم نفي مطلق الرؤية . وكذلك استدلالهم على نفي الرؤية بقوله تعالى لموسى عليه السلام : (( لن تراني )) لا يصلح دليلا ، بل الآية تدل على الرؤية من وجوه كثيرة ؛ منها : 1 - وقوع السؤال من موسى ، وهو رسول الله وكليمه ، وهو أعلم بما يستحيل في حق الله من هؤلاء المعتزلة ، فلو كانت الرؤية ممتنعة لما طلبها . 2 - أن الله عز وجل علق الرؤية على استقرار الجبل حال التجلي وهو ممكن ، والمعلق على الممكن ممكن . 3 - أن الله تجلى للجبل بالفعل ، وهو جماد ، فلا يمتنع إذا أن يتجلى لأهل محبته وأصفيائه . وأما قولهم : إن (( لن )) ، لتأبيد النفي ، وإنها تدل على عدم وقوع الرؤية أصلا فهو كذب على اللغة فقد قال تعالى حكاية عن الكفار : (( ولن يتمنوه أبدا )) ، ثم قال : (( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك )) ، فأخبر عن عدم تمنيهم للموت بـ (( لن )) ، ثم أخبر عن تمنيهم له وهم في النار . وإذا ؛ فمعنى قوله : (( لن تراني )) : لن تستطيع رؤيتي في الدنيا ؛ لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته سبحانه ، ولو كانت الرؤية ممتنعة لذاتها ؛ لقال : إني لا أرى ، أو لا يجوز رؤيتي ، أو لست بمرئي ... ونحو ذلك ، والله أعلم ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... مباحث عامة حول آيات الصفات . إن الناظر في آيات الصفات التي ساقها المؤلف رحمه الله يستطيع أن يستنبط منها قواعد وأصولا هامة يجب الرجوع إليها في هذا الباب : الأصل الأول : اتفق السلف على أنه يجب الإيمان بجميع الأسماء الحسنى ، وما دلت عليه من الصفات ، وما ينشأ عنها من الأفعال ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... مثال ذلك القدرة مثلا ، يجب الإيمان بأنه سبحانه على كل شيء قدير ، والإيمان بكمال قدرته ، والإيمان بأن قدرته نشأت عنها جميع الكائنات . . وهكذا بقية الأسماء الحسنى على هذا النمط . وعلى هذا ؛ فما ورد في هذه الآيات التي ساقها المصنف من الأسماء الحسنى ؛ فإنها داخلة في الإيمان بالاسم ، وما فيها من ذكر الصفات ؛ مثل : عزة الله ، وقدرته ، وعلمه ، وحكمته ، وإرادته ، ومشيئته ، فإنها داخلة في الإيمان بالصفات . وما فيها من ذكر الأفعال المطلقة والمقيدة ، مثل : يعلم كذا ، ويحكم ما يريد ، ويرى ، ويسمع ، وينادي ، ويناجي ، وكلم ، ويكلم ؛ فإنها داخلة في الإيمان بالأفعال ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... الأصل الثاني : دلت هذه النصوص القرآنية على أن صفات الباري قسمان : 1- صفات ذاتية 2- صفات فعلية . 1 - صفات ذاتية لا تنفك عنها الذات ، بل هي لازمة لها أزلا وأبدا ، ولا تتعلق بها مشيئته تعالى وقدرته ، وذلك كصفات : الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والقوة ، والعزة ، والملك ، والعظمة ، والكبرياء ، والمجد ، والجلال . . إلخ . 2 - صفات فعلية تتعلق بها مشيئته وقدرته كل وقت وآن ، وتحدث بمشيئته وقدرته آحاد تلك الصفات من الأفعال ، وإن كان هو لم يزل موصوفا بها ، بمعنى أن نوعها قديم ، وأفرادها حادثة ، فهو سبحانه لم يزل فعالا لما يريد ، ولم يزل ولا يزال يقول ويتكلم ويخلق ويدبر الأمور ، وأفعاله تقع شيئا فشيئا ، تبعا لحكمته وإرادته . فعلى المؤمن الإيمان بكل ما نسبه الله لنفسه من الأفعال المتعلقة بذاته ؛ كالاستواء على العرش ، والمجيء ، والإتيان ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والضحك ، والرضى ، والغضب ، والكراهية ، والمحبة المتعلقة بخلقه ؛ كالخلق، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، وأنواع التدبير المختلفة .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... الأصل الثالث : إثبات تفرد الرب جل شأنه بكل صفة كمال ، وأنه ليس له شريك أو مثيل في شيء منها . وما ورد في الآيات السابقة من إثبات المثل الأعلى له وحده ، ونفي الند والمثل والكفء والسمي والشريك عنه يدل على ذلك ؛ كما يدل على أنه منزه عن كل نقص وعيب وآفة ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... الأصل الرابع : الأصل الرابع : إثبات جميع ما ورد به الكتاب والسنة من الصفات ، لا فرق بين الذاتية منها ؛ كالعلم والقدرة والإرادة والحياة والسمع والبصر ونحوها ، والفعلية ؛ كالرضا والمحبة والغضب والكراهة ، وكذلك لا فرق بين إثبات الوجه واليدين ونحوهما ، وبين الاستواء على العرش والنزول ، فكلها مما اتفق السلف على إثباته بلا تأويل ولا تعطيل ، وبلا تشبيه وتمثيل . والمخالف في هذا الأصل فريقان : 1 - الجهمية : ينفون الأسماء والصفات جميعا . 2 - المعتزلة : فإنهم ينفون جميع الصفات ، ويثبتون الأسماء والأحكام ، فيقولون : عليم بلا علم ، وقدير بلا قدرة ، وحي بلا حياة . . إلخ . وهذا القول في غاية الفساد ؛ فإن إثبات موصوف بلا صفة ، وإثبات ما للصفة للذات المجردة محال في العقل ؛ كما هو باطل في الشرع . أما الأشعرية ومن تبعهم ؛ فإنهم يوافقون أهل السنة في إثبات سبع صفات يسمونها صفات المعاني ، ويدعون ثبوتها بالعقل ، وهي : الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام . ولكنهم وافقوا المعتزلة في نفي ما عدا هذه السبع من الصفات الخبرية التي صح بها الخبر . والكل محجوجون بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقرون المفضلة على الإثبات العام ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... والمخالف في هذا الأصل فريقان : 1 - الجهمية : ينفون الأسماء والصفات جميعا . 2 - المعتزلة : فإنهم ينفون جميع الصفات ، ويثبتون الأسماء والأحكام ، فيقولون : عليم بلا علم ، وقدير بلا قدرة ، وحي بلا حياة . . إلخ . وهذا القول في غاية الفساد ؛ فإن إثبات موصوف بلا صفة ، وإثبات ما للصفة للذات المجردة محال في العقل ؛ كما هو باطل في الشرع . أما الأشعرية ومن تبعهم ؛ فإنهم يوافقون أهل السنة في إثبات سبع صفات يسمونها صفات المعاني ، ويدعون ثبوتها بالعقل ، وهي : الحياة ، والعلم ، والقدرة ، والإرادة ، والسمع ، والبصر ، والكلام . ولكنهم وافقوا المعتزلة في نفي ما عدا هذه السبع من الصفات الخبرية التي صح بها الخبر . والكل محجوجون بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقرون المفضلة على الإثبات العام ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فصل ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالسنة تفسر القرآن ، وتبينه ، وتدل عليه ، وتعبر عنه ، وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك " ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " ثم في سنة رسول الله " عطف على قوله فيما تقدم : " وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص . . إلخ " ؛ يعنى : ودخل فيها ما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه فيما وردت به السنة الصحيحة . والسنة هي الأصل الثاني الذي يجب الرجوع إليه ، والتعويل عليه بعد كتاب الله عز وجل ؛ قال تعالى : (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة )) . والمراد بالحكمة : السنة . وقال : (( ويعلمهم الكتاب والحكمة )) . وقال آمرا لنساء نبيه : (( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة )) . وقال سبحانه : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) . وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) . وحكم السنة حكم القرآن في ثبوت العلم واليقين والاعتقاد والعمل ؛ فإن السنة توضيح للقرآن ، وبيان للمراد منه : تفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عمومه ؛ كما قال تعالى : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) . وأهل البدع والأهواء بإزاء السنة الصحيحة فريقان : 1 - فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا وردت بما يخالف مذهبه ؛ بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تفيد إلا الظن ، والواجب في باب الاعتقاد اليقين ، وهؤلاء هم المعتزلة والفلاسفة . 2 - وفريق يثبتها ويعتقد بصحة النقل ، ولكنه يشتغل بتأويلها ؛ كما يشتغل بتأويل آيات الكتاب ، حتى يخرجها عن معانيها الظاهرة إلى ما يريده من معان بالإلحاد والتحريف ، وهؤلاء هم متأخرو الأشعرية ، وأكثرهم توسعا في هذا الباب الغزالي ، والرازي ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) . وحكم السنة حكم القرآن في ثبوت العلم واليقين والاعتقاد والعمل ؛ فإن السنة توضيح للقرآن ، وبيان للمراد منه : تفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عمومه ؛ كما قال تعالى : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) . وأهل البدع والأهواء بإزاء السنة الصحيحة فريقان : 1 - فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا وردت بما يخالف مذهبه ؛ بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تفيد إلا الظن ، والواجب في باب الاعتقاد اليقين ، وهؤلاء هم المعتزلة والفلاسفة . 2 - وفريق يثبتها ويعتقد بصحة النقل ، ولكنه يشتغل بتأويلها ؛ كما يشتغل بتأويل آيات الكتاب ، حتى يخرجها عن معانيها الظاهرة إلى ما يريده من معان بالإلحاد والتحريف ، وهؤلاء هم متأخرو الأشعرية ، وأكثرهم توسعا في هذا الباب الغزالي ، والرازي ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) . وحكم السنة حكم القرآن في ثبوت العلم واليقين والاعتقاد والعمل ؛ فإن السنة توضيح للقرآن ، وبيان للمراد منه : تفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عمومه ؛ كما قال تعالى : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) . وأهل البدع والأهواء بإزاء السنة الصحيحة فريقان : 1 - فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا وردت بما يخالف مذهبه ؛ بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تفيد إلا الظن ، والواجب في باب الاعتقاد اليقين ، وهؤلاء هم المعتزلة والفلاسفة . 2 - وفريق يثبتها ويعتقد بصحة النقل ، ولكنه يشتغل بتأويلها ؛ كما يشتغل بتأويل آيات الكتاب ، حتى يخرجها عن معانيها الظاهرة إلى ما يريده من معان بالإلحاد والتحريف ، وهؤلاء هم متأخرو الأشعرية ، وأكثرهم توسعا في هذا الباب الغزالي ، والرازي ... " .
-
فائدة : الرازي والشهرستاني والجويني والغزالي كبار علماء الأشاعرة ندموا آخر حياتهم .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : " وما وصف الرسول به ... " إلخ ؛ يعني : أنه كما وجب الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ؛ كذلك يجب الإيمان بكل ما وصفه به أعلم الخلق بربه وبما يجب له ، وهو رسوله الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه وآله . قوله : " كذلك " ؛ أي : إيمانا مثل ذلك الإيمان ، خاليا من التحريف والتعطيل ، ومن التكييف والتمثيل بل إثبات لها على الوجه اللائق بعظمة الرب جل شأنه .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فمن ذلك : مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ) متفق عليه " ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( فمن ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم . . ) إلخ ؛ الكلام على هذا الحديث من جهتين : الأولى : صحته من جهة النقل ؛ وقد ذكر المؤلف رحمه الله أنه متفق عليه . ويقول الذهبي في كتابه " العلو للعلي الغفار " : " إن أحاديث النزول متواترة ، تفيد القطع " . وعلى هذا ؛ فلا مجال لإنكار أو جحود . الثانية : ما يفيده هذا الحديث ؛ وهو إخباره صلى الله عليه وسلم بنزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة . . إلخ . ومعنى هذا أن النزول صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته ، فهو لا يماثل نزول الخلق ؛ كما أن استواءه لا يماثل استواء الخلق . يقول شيخ الإسلام رحمه الله في تفسيره سورة الإخلاص : " فالرب سبحانه إذا وصفه رسوله بأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة ، وأنه يدنو عشية عرفة إلى الحجاج ، وأنه كلم موسى بالوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ، وأنه استوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة حتى يقال : ذلك يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر " . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالنزول صفة حقيقية لله عز وجل ، على الكيفية التي يشاء ، فيثبتون النزول كما يثبتون جميع الصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة ، ويقفون عند ذلك ، فلا يكيفون ولا يمثلون ولا ينفون ولا يعطلون ، ويقولون : إن الرسول أخبرنا أنه ينزل ، ولكنه لم يخبرنا كيف ينزل ، وقد علمنا أنه فعال لما يريد ، وأنه على كل شيء قدير . ولهذا ترى خواص المؤمنين يتعرضون في هذا الوقت الجليل لألطاف ربهم ومواهبه ، فيقومون لعبوديته ؛ خاضعين خاشعين ، داعين متضرعين ، يرجون منه حصول مطالبهم التي وعدهم بها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ... " .
-
رد فرية ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه نزل من على المنبر وقال ينزل ربنا كنزولي هذا .
-
رد فرية الأشاعرة على الإمامين مالك وأحمد بأنهما أفتيا بقطع إصبع من يشير إلى السماء معتقداً أن الله في العلو .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( فمن ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم . . ) إلخ ؛ الكلام على هذا الحديث من جهتين : الأولى : صحته من جهة النقل ؛ وقد ذكر المؤلف رحمه الله أنه متفق عليه . ويقول الذهبي في كتابه " العلو للعلي الغفار " : " إن أحاديث النزول متواترة ، تفيد القطع " . وعلى هذا ؛ فلا مجال لإنكار أو جحود . الثانية : ما يفيده هذا الحديث ؛ وهو إخباره صلى الله عليه وسلم بنزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة . . إلخ . ومعنى هذا أن النزول صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته ، فهو لا يماثل نزول الخلق ؛ كما أن استواءه لا يماثل استواء الخلق . يقول شيخ الإسلام رحمه الله في تفسيره سورة الإخلاص : " فالرب سبحانه إذا وصفه رسوله بأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة ، وأنه يدنو عشية عرفة إلى الحجاج ، وأنه كلم موسى بالوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ، وأنه استوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة حتى يقال : ذلك يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر " ... " .
-
تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالنزول صفة حقيقية لله عز وجل ، على الكيفية التي يشاء ، فيثبتون النزول كما يثبتون جميع الصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة ، ويقفون عند ذلك ، فلا يكيفون ولا يمثلون ولا ينفون ولا يعطلون ، ويقولون : إن الرسول أخبرنا أنه ينزل ، ولكنه لم يخبرنا كيف ينزل ، وقد علمنا أنه فعال لما يريد ، وأنه على كل شيء قدير . ولهذا ترى خواص المؤمنين يتعرضون في هذا الوقت الجليل لألطاف ربهم ومواهبه ، فيقومون لعبوديته ؛ خاضعين خاشعين ، داعين متضرعين ، يرجون منه حصول مطالبهم التي وعدهم بها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم براحلته ) متفق عليه ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( لله أشد فرحا ... ) إلخ ؛ تتمة هذا الحديث ؛ كما في البخاري وغيره : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنزل عنها ، فنام وراحلته عند رأسه ، فاستيقظ وقد ذهبت ، فذهب في طلبها ، فلم يقدر عليها ، حتى أدركه الموت من العطش ، فقال : والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي ، فرجع ، فنام ، فاستيقظ ، فإذا راحلته عند رأسه ، فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . وفي هذا الحديث إثبات صفة الفرح لله عز وجل ، والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات : أنه صفة حقيقة لله عز وجل ، على ما يليق به ، وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " .
-
إعادة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( لله أشد فرحا ... ) إلخ ؛ تتمة هذا الحديث ؛ كما في البخاري وغيره : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنزل عنها ، فنام وراحلته عند رأسه ، فاستيقظ وقد ذهبت ، فذهب في طلبها ، فلم يقدر عليها ، حتى أدركه الموت من العطش ، فقال : والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي ، فرجع ، فنام ، فاستيقظ ، فإذا راحلته عند رأسه ، فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . وفي هذا الحديث إثبات صفة الفرح لله عز وجل ، والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات : أنه صفة حقيقة لله عز وجل ، على ما يليق به ، وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " .
-
قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقوله : صلى الله عليه وسلم : ( يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ) متفق عليه " ... " .
-
قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( يضحك الله إلى رجلين . . ) إلخ ؛ يثبت أهل السنة والجماعة الضحك لله عز وجل كما أفاده هذا الحديث وغيره على المعنى الذي يليق به سبحانه ، والذي لا يشبهه ضحك المخلوقين عندما يستخفهم الفرح ، أو يستفزهم الطرب ؛ بل هو معنى يحدث في ذاته عند وجود مقتضيه ، وإنما يحدث بمشيئته وحكمته ؛ فإن الضحك إنما ينشأ في المخلوق عند إدراكه لأمر عجيب يخرج عن نظائره ، وهذه الحالة المذكورة في هذا الحديث ، كذلك فإن تسليط الكافر على قتل المسلم مدعاة في بادئ الرأي لسخط الله على هذا الكافر ، وخذلانه ، ومعاقبته في الدنيا والآخرة ، فإذا من الله على هذا الكافر بعد ذلك بالتوبة ، وهداه للدخول في الإسلام ، وقاتل في سبيل الله حتى يستشهد فيدخل الجنة ؛ كان ذلك من الأمور العجيبة حقا . وهذا من كمال رحمته وإحسانه وسعة فضله على عباده سبحانه ؛ فإن المسلم يقاتل في سبيل الله ، ويقتله الكافر ، فيكرم الله المسلم بالشهادة ، ثم يمن على ذلك القاتل ، فيهديه للإسلام والاستشهاد في سبيله ، فيدخلان الجنة جميعا . وأما تأويل ضحكه سبحانه بالرضا أو القبول أو أن الشيء حل عنده بمحل ما يضحك منه ، وليس هناك في الحقيقة ضحك ؛ فهو نفي لما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه ، فلا يلتفت إليه ... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... تتمة هذا الحديث ؛ كما في البخاري وغيره : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنزل عنها ، فنام وراحلته عند رأسه ، فاستيقظ وقد ذهبت ، فذهب في طلبها ، فلم يقدر عليها ، حتى أدركه الموت من العطش ، فقال : والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي ، فرجع ، فنام ، فاستيقظ ، فإذا راحلته عند رأسه ، فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . وفي هذا الحديث إثبات صفة الفرح لله عز وجل ، والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات : أنه صفة حقيقة لله عز وجل ، على ما يليق به ،... " .
-
تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " .