قال المصنف :" ويتوارث الحربي والذمي والمستأمن وأهل الذمة يرث بعضهم بعضا مع اتفاق أديانهم لا مع اختلافها وهم ملل شتى " حفظ
الشيخ : قال : "ويتوارث الحرب والذمي والمستأمن " هؤلاء ثلاثة أصناف من الكفار الحربي هو الذي ليس بيننا وبينه عهد ولا ذمة ولا أمان .
الثاني : والمستأمِن وأكثر الناس يقولونه بفتح الميم المستأمَن وهذا غلط لأنه ليس مستأمنا بل هو مؤمن وهو مستأمِن بكسر الميم والمستأمِن هو الذي أعطي أماناً أن لا يعتدى عليه سواء من الإمام أو ممن يجيز إجارته الإمام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد أجرنا من أجرتي يا أم هانئ ) .
الثالث : الذمي ، الذمي هو الذي بيننا وبنه عهد وذمة أن يبقى في دارنا آمنا تحفظ له حقوقه ولا يعتدى عليه لكن عليه الجزية
بقي رابع : المعاهد ، المعاهد هو الذي جرى بينه وبين المسلمين عهد لكنه في بلده مستقل ليس للمسلمين فيه تعلق إلا العهد الذي بيننا وبينهم هؤلاء يتوارثون .
يقول المؤلف رحمه الله " يرث بعضهم بعضا " .
يتوارث هؤلاء إذا اتفقت أديانهم كلهم يهود كلهم نصارى كلهم مجوس كلهم شيوعيون يتوارثون إذا اتفقت أديانهم وإن اختلفت ؟ إن اختلفت فلا توارث والدليل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) فإن هذا يدل على أن اختلاف الدين مانع من الإرث ولهذا قال وأهل الذمة يرث بعضهم بعضاً مع اتفاق أديانهم لا مع اختلافها أهل الذمة هل يمكن أن تختلف أديانهم ؟
السائل : نعم .
الشيخ : نعم يهود نصارى مجوس هؤلاء أهل الذمة ثلاثة أصناف والصحيح أنها أكثر من ثلاثة أصناف أن جميع الكفار يمكن أن يكونوا أهل ذمة تعقد لهم الجزية كما صح ذالك فيما رواه مسلم عن بريدة رضي الله عنه .
قال : " وهم ملل شتى " هم الضمير يعود على أهل الأديان ملل شتى متفرقة اليهود ملة والنصارى ملة والمجوس ملة والشيوعين ملة والبوذين ملة وهكذا وهذا هو القول الراجح .
وقال بعض العلماء إن الكفر ملة واحدة لكن هذا القول ضعيف لأن اليهود يقولون ليست النصارى على شيئ والنصارى يقولون ليست اليهود على شيء فكيف يكونون أمة واحد نعم هم بالنسبة للاسلام صنف لكن بالنسبة لما بينهم مختلفون كما نقول مثلاً أهل السنة يدخل فيهم المعتزلة يدخل فيهم الأشعرية يدخل فيهم كل من لم يكفر من أهل البدع إذا قلنا هذا في مقابلة الرافضة لكن إذا أردنا أن نبين أنواع أهل السنة قلنا أن أهل السنة حقيقة هم السلف الصالح الذين اجتمعوا على السنة وأخذوا بها وحينئذ يكون الأشاعرة والمعتزلة والجهمية ونحوهم ليسوا من أهل السنة في هذا المعنى " وهم ملل شتى " .