قال المؤلف :" دينة أجنبية بكر ولود بلا أم " حفظ
الشيخ : ثم ذكر المؤلف "من الذي يُستحب نكاحها فقال : ويُسنّ نكاح واحدة " وسبق الكلام عليه وذكر الصواب في ذلك وأن الأفضل التعدّد بشروط.
قال " ديّنة " أي ذات دين لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تُنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين ترِبت يداك ) قد يقول بعض الناس أتزوّج امرأة غير ديّنة لعل الله أن يهديَها على يدي ونحن لم نُكلّف يعني ردا على قوله أن نقول له نحن لا نُكلّف بالمستقبل، المستقبل لا ندري عنه فربما تتزوّجها تريد أن يهديَها الله على يدك ولكنها هي تحوّلك إلى ما هي عليه فتشقى على يديها وكذلك بالعكس بعض الناس يخطب منهم الرجل ليس ذا دين لكن يقولون لعل الله يهديه وأقبح من ذلك أن يُعرف بعدم الصلاة فيقول لعل الله يهديه فنقول نحن لا نكلّف بالمستقبل، المستقبل علمه عند الله نحن نكلف بماذا؟ بما بين أيدينا بالواقع بالحاضر فنقول ولعل هذا الرجل الذي ظننت أنه يستقيم لعله يُعوّج ابنتكم ويُضلّها لأن الرجل له سيطرة على المرأة وكم من امرأة ملتزمة تزوّجت شخصا تظن أنه ديّن فيتبيّن أنه ليس بدين فتتعب معه التعب العظيم وربما يكون ديّنا ظاهرا لكنه فاسق باطنا فتتعب معه التعب العظيم ونحن دائما يشكى إلينا هذا الأمر من النساء حتى تودّ أن تفِرّ بدينها من هذا الرجل ولو بكل ما تملك من المال ولهذا يجب التحرّز في هذه المسائل لا من قِبل الرجل أن يتزوّج المرأة ولا من قِبل المرأة تتزوّج الرجل، طيب، إذًا الدليل على اختيار الديّنة؟ قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( اظفر بذات الدين ) ؟
السائل : ( تربت يداك ) .
الشيخ : نعم، "أجنبية" يعني ليس بينه وبينها قرابة ويُعلِّلون ذلك بعلّة ننظر هل هي عليلة أو مستقيمة، يقولون إنه إذا تزوّج أجنبية منه صار أنجب للولد أي صار الولد نجيبا لأنه يتخلّق بأخلاق ءاباءه وأخلاق أخواله فيأخذ من هؤلاء وهؤلاء وأما إذا تزوّج قريبة منه فإنه لن يتجدّد له نجابة ولكن في هذا نظر يعني استحباب أن تكون أجنبية فيه نظر وما رأيكم بنجابة الحسن بن علي بن أبي طالب؟ لا شك فيه وقد تزوّج علي بن أبي طالب بنت ابن عمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كثير من القرابات يتزوّج بعضهم من بعض ويظهر الولد نجيبا، صحيح أن هناك عِلّة قد تكون لها وجهة وهي أنه قد يحدث بين هذا الرجل وزوجه ما يحدث من المشاكل والمنازعات ويؤدّي ذلك إلى قطيعة الرحم كما يوجد هذا كثيرا ولا سيما في البادية يعني لو عُلِّل فقيل أجنبية لئلا يحصل بينهما شقاق ونزاع يؤدي إلى إيش؟ قطيعة الرحم لو عُلِّل بهذه العلة لكان ذلك له وجه ومع ذلك فإننا لا نجسُرُ على أن نقول يُستحب أن يتزوّج أجنبية لئلا يكون كذلك لأن لدينا قاعدة أسّسها رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم هي القاعدة ( اظفر بذات الدين ترِبت يداك ) فإذا كانت بنت عمك ديّنة صاحبة خُلُق قلّ أن يوجد في امرأة أجنبية فهل نقول اعدل عنها إلى هذا؟ لا، فلهذا ينبغي أن نختار من النساء ما اختاره النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ودود ولود ذات دين، واضح؟ طيب، يقول أجنبية بلا أم، نعم، " بكر " لقول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله ( هلا بكرا ) يعني هلا تزوّجب بكرا ( تلاعبك وتلاعبها ) وهذا صحيح أن البكر أوْلى من الثيّب أولا لأنه كما أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام وثانيا أنها قد تكون تعلّقت بزوجها الأول تعلّقا كثيرا فتكون علاقتها معك دونما تتوقّع.
الثالث " بلا أم " وما أدراك ما الأم.
السائل : ولود.
الشيخ : أه "ولود"؟ نعم، أنا أستعجل بلا الأم هذه لأنها غريبة ولود يعني كثيرة الولادة، الولود كثيرة الولادة ولا تناقض بين قوله بكر وقوله ولود لأنه قد يقول القائل كيف أعرف أنها ولود وهي بكر؟ نقول لا تناقض وذلك بمعرفة قريباتها أمها أختها جدتها خالتها وما أشبه ذلك لأن الغالب أن كثرة الولادة وراثة فالنساء المعروفات بالولادة معروفات بذلك فنقول ولود بمعنى أن تكون ممن عُرِفن بكثرة الولادة والدليل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( تزوّجوا الودود الولود ) ولماذا؟ من حيث العلة لأن كثرة الأولاد محبوبة للرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان يُكاثر بنا الأمم يوم القيامة ولأن كثرة الأمة عز لها يا إخواني وإياكم وقول الماديّين الذين يقولون إن كثرة الأمة يوجب الفقر والعطالة والبطالة، كثرة الأمة عز امتن الله بها على بني إسرائيل حيث قال (( وجعلناكم أكثر نفيرا )) وذكّر شعيب قومه بها حيث قال (( واذكروا إذ كنتم قليلا فكثّركم )) كثرة الأمة عز، لا سيما إذا كانت أرضهم قابلة للحراثة والزراعة والصناعة يعني تكون فيها مواد خام للصناعة وغير ذلك وليس والله كثرة الأمة سببا للفقر والبطالة أبدا، كثرة الأمة عز فينبغي أن نختار المرأة إيش؟ الكثيرة الولادة الولود وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الودود ) أيضا الودود ما الذي يُعرِّفنا أنها ودود؟ يعني تُحاول التودّد إلى زوجها، هذا أيضا يُعرف بمن؟ بالقرابات لأن الودود توجِب للإنسان أن يودّها وإذا ودّها لزِم من ذلك أن يُباشرها فتكثر الأولاد ولهذا يُعتبر الودود والولود متلازمان تقريبا.
" بلا أم " وصلناها الأن، "بلا أم" يعني ينبغي أن يختار امرأة ليس لها أم يعني نبتت من الأرض وإلا معناه أمها مفقودة؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم، يعني معناه أمها مفقودة وإذا قُدِّر أن الله قد أعطى لها أعمار العجائز وكل امرأة لها أم يذهب إلى الخارج؟ هذا الحقيقة فيها نظر فيها نظر كبير، علة ذلك يقولون لأنها إذا كانت ذات أم فربما أفسدتها عليه شوف سبحان الله هذا تشاءم ربما أفسدتها عليه هذا صحيح لكن لو فكّرت الأن وأردت أن تقارن وتطبّق الواقع وجدت أكثر النساء لهن أمهات وأكثر النساء لم تُفسدها أمها والحمد لله يعني نادر أن الأم تُفسد وإذا قلت بلا أم نقول وأيضا الزوج بلا أم، نعم، صحيح لأن بعض أمهات الأزواج الذكور يعني تُفسده على المرأة أو تُفسد المرأة عليه كم من أمّ غارت من محبة ابنها لزوجته ثم قامت تولول وتصيح فسّدت ابني علي قالت فعلت ثم تُحاول أن تُفسدد بينها وبين زوجها فأنت إذا قلت بلا أم قل وزوج بلا أم إذ أن المحذور في هذا محذور في هذا والذي ينبغي أن نقول إننا لا نتشاءم، كم من أم صارت عوْنا لزوج ابنتها على ابنتها، تأتي ابنتها إليها تشكو زوجها تقول يا بنتي هذا ولد الناس كل الأزواج يفعلون كذا وتهدّئ خاطرها وتحُثّها على التمسّك به وما أشبه ذلك وهذا كثير، هذا كثير، ربما يكون هذا أكثر من التشاؤم فالصواب أن قولهم "بلا أم" قول ضعيف وأنه لا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى هذا وكم من أم جعل الله فيها بركة فصارت سببا لربط الزوج وزوجته إذا وُجِد ما يقتضي انفصام العرى. طيب، يقول " ويُباح له " . نعم؟