قال المؤلف :" ومن جهلهما لم يلزمه تعلمهما وكفاه معناهما الخاص بكل لسان " حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله " ومن جهِلهما لم يلزمه تعلّمها " هذا ابتداء الدرس الجديد " من جهلهما " أي جهِل الإنكاح والتزويج بأن كانت لغته غير عربية فهل نقول يجب أن يتعلّم لفظ الإنكاح والتزويج أو لا؟ نقول لا يجب كما قال المؤلف رحمه الله قال " لم يلزمه تعلّمهما وكفاه معناهما الخاص بكل لسان " وهذا حق فالأعجمي لا نقول يلزمك أن تتعلّم لفظ الإنكاح والتزويج لتعقد به لابنتك مثلا، نقول المعنى الخاص بلسانك ومعنى الخاص يعني الذي يختص بالنكاح ينعقد به النكاح من قِبلك بينما هذا اللفظ الذي أنت عقدت به النكاح لو عقد به عربي لم ينعقد حتى وإن عُرِف المعنى، طيب.
يقول " بكل لسان " معنى بكل لسان أي بكل لغة، طيب، وإذا قلنا بالقول الراجح أنه ينعقد بما دلّ عليه فأوجب الولي العقد بلغة غير عربية لكنها معروفة للزوج والشاهديْن فهل ينعقد؟ نعم، على القول الراجح ينعقد كأن يوجِب الولي العقد باللغة الأنجليزية وهو يعلم المعنى والزوج يعلم المعنى والشاهدان يعلمان المعنى فالقول الراجح أنه ينعقد لأن العِبرة بماذا؟ باللفظ وإلا بالمعنى؟
السائل : المعنى.
الشيخ : بالمعنى ولكنه يؤدّب على كونه يعقد النكاح الذي هو عقد شرعي من أفضل العقود وأهمّها في الشريعة بلغة غير العربية مع كونه يعلمها ولهذا كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يضرب من تكلّم بالرطانة الأعجمية يضرب ضربا، نعم، وبعض إخواننا الأن من المسلمين لضعف الإيمان في قلوبهم وضعف الشخصية في نفوسهم يذهبون يتكلّمون باللغة الأنجليزية فتجِده إذا كلّم صاحبه باللغة الأنجليزية وخاطبه ذاك مجيبا إياه باللغة الأنجليزية ... وينتفخ وكأنه نال مشارق الأرض ومغاربها لأنه صار يعرف يتكلّم باللغة الأنجليزية، نعم، وحينئذ يتمثّل بقول الشاعر: " أنا ابن جلاء وطلاع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني "
ليش؟ لأنه يعرف يتكلم باللغة الأنجليزية حتى بلغني أن بعض الناس والعياذ بالله يُعلِّم صبيانه اللغة الأنجليزية، الصبيان ويقول إذا أراد أن يُودّعه أو يُسلّم عليه "باي باي" سبحان الله تأتي بهذه اللغة البابوية وتترك السلام عليكم أو عليكم السلام، فضيحة عار يعني لو لم تكن المسألة شرعية لكان يجب أن تكون على الأقل قومية أذهب إلى لغة قوم وعندي اللغة العربية بهذا اللفظ عربية معربة فصيحة أفصح اللغات لغة العرب وأذهب إلى الغات الأخرى ولهذا أنا في ما أرى أن الذي يُعلِّم صبيّه اللغة الأنجليزية من الصغر سوف يُحاسب عليه يوم القيامة لأنه يؤدّي إلى محبّة الصبي لهذه اللغة وإيثارها على اللغة العربية وبالتالي يؤدّي إلى محبّة من ينطق بها من أهلها واستهجان من ينطِقون بغير هذه اللغة فسوف يُحاسب الرجل يوم القيامة إذا أدخل أولاده لتعلّم اللغة الأنجليزية وهم صِغار أما من كبِر وترعرع وقال أنا أريد أن أتعلم اللغة الأنجليزية أو غيرها من اللغات الأجنبية لأدعوَ إلى الله بها فإنا نقول له هذا خير ونساعدك على هذا ونشجّعك أو قال أنا أحتاج إلى اللغة غير العربية لأنني أمارس تجارة مع هؤلاء القوم فأريد أن أتعلم لأتمكّن قلنا هذا لا بأس به هذا عمل مقصود وغرض صحيح فلا بأس، أما إنسان يفعل ذلك تعشّقا لها وتعظيما لقومها وإيثارًا لها على اللغة العربية فهذا خطأ، طيب، المهم رجل يعرف اللغة العربية أوْجب النكاح باللغة الأنجليزية لأخر يعرف اللغة الأنجليزية وأجاب أو وقبِل باللغة الأنجليزية والشاهدان يعرفان ذلك، ما تقولون في نكاحه؟ على القول الصحيح صحيح وعلى المذهب ليس بصحيح لأنه لا بد أن يكون باللغة العربية.