قال المؤلف :" أو غاب غيبة منقطعة لا تقطع إلا بكلفة ومشقة زوج الأبعد " حفظ
الشيخ : الثالث " أو غاب غيبةً منقطعة " وفَسّر المنقطعة بقوله لا تُقطع إلا بكِلفة ومشقة، هذه ثلاثة إذا غاب غيبة بعيدة لا تقطع إلا بكلفة ومشقة فإنه يُزوّج الأبعد لكن الأبعد الذي هو أرقب الناس إليها بعد الأب الذي كان غاب، لماذا؟ لأن في هذا مشقة وقيل إن الغيْبة لا تقدّر بكونها لا تقطع إلا بكلفة ومشقة بل غاب غيبة يفوت الخاطب الكفؤ بمراجعته فيها وهذا أصح يعني غاب غيبة لو أخّرنا الخاطب الكفؤ فاتت الخطبة بأن يقول الخاطب أنا أحدّد لكم يوما، اليوم ما يمكننا نذهب إلى فلان نأتي به أو نأخذ منه وكالة فحينئذ إيش نعمل؟
السائل : يُزوّج الأبعد.
الشيخ : يُزوّج الأبعد لأن هذا يُفوّت الخاطب الكفؤ على المرأة، طيب، عندنا الأن في بلادنا واحد مثلا المخطوبة أبوها في الدمام وهي في جدة أبعد ما يكون من المسافة في المملكة، هل يُزوَّج الأبعد في هذه الحال؟
السائل : لا.
الشيخ : ليش؟ لأنه سهل يعني يمكن يوم واحد أقل من يوم يتم الموضوع يكتب بالفاكس وكالة ويرسلها في دقائق، واضح؟ لكن فيما سبق لما كان الناس يمشون على الإبل يبي يأخذ المسافة من جدة إلى الدمام شهر ونصف خمس وأربعين يوم رايح وخمسة وأربعين جاي الجميع تسعون يوما أي ثلاثة أشهر، هل نقول للخاطب انتظر حتى ننظر عن الأب قال إلى متى؟ ثلاثة أيام؟ قلنا لا، ثلاثة أسابيع؟ قلنا لا، كم؟ ثلاثة أشهر، قال إن شاء الله نشأ الولد بعد ثلاثة أشهر عندي ندوّر غيرها، أليس ذلك؟ لكن الأن الحمد لله المواصلات سهلة، طيب، هذه ثلاثة أشياء إذا لم يكن أهلا وإذا عضَل وإذا غاب، قال المؤلف لو جُهِل مكانه لنفرض مثلا أن هذه المرأة وليها أخوها، أخوها ذهب لشرق آسيا يقول يبي يدعو إلى الله أو بيجاهد أو ما أشبه ذلك ولا ندري أين هو، يُزوّج الأبعد؟
السائل : نعم.
الشيخ : يُزوّج الأبعد؟
السائل : نعم.
الشيخ : ليش؟ لأن هذا مجهول مكانه لا ندري متى نعثر على مكانه ثم متى نأخذ الإذن منه.
قال " زوّج الأبعد " لكن المشكلة الأن أن الناس لا يَجرؤون على هذه المسألة تجد الأب يمتنع من تزويج ابنته لأن الخاطب لم يُعطه ما يُرضيه من المهر، المهر أربعون ألفا هو قال أعط البنت أربعين ألفا وأعطني أنا عشرين ألفا وأعط أمها عشرة ألاف وأعط عمتها خمسة ألاف وأعط خالتها ألفين ونصف، نعم، إيه وأعط راعي السيارة وهات لنا راعي وخادم وما أشبه، طيب، هذا الأن عضَل، لو قلنا لأخيها زوّجها أو قلنا لعمّها زوّجها يقول والله ما نقدر، ما نقدر ... على الأب، في هذه الحال إذا أبى الأقرب نذهب إلى الثاني أبعد منه إذا أبى كل العَصَبة قالوا والله ما نقدر نخشى تكون فتنة فيجب على القاضي أن يُزوّجها، الحاكم الشرعي يجب أن يزوّجها، لو أن الناسي استعملوا هذا وهو شرعي ما هو شيء مُنكر لانكف كثير من الشر من هؤلاء الآباء الذين يعضُلون ويبيعون بناتهم بيعا صريحا، يقول فلان أعطاني كذا وكذا ألف فالحاصِل إن مشكلتنا الأن أنه لا أحد من الأقارب يجرؤ على أن يزوّجها وأخوها وأبوها موجود وهذا غلط، هذا يُعتبر ظلما لهذه المسكينة، طيب، في هذه الحال لو أن أباها أبى وأعمامها أبوْا كل العصبة والقاضي أيضا صار جبانا حينئذ نقول بالقول الثاني وهو مذهب أبي حنيفة مذهب قائم من مذاهب المسلمين تُزوّج نفسها وينتهي الإشكال، مع أن هذا سيكون أندر من الكبريت الأحمر ولا يُمكن لكن لو أنه فُعِل لانكف الناس عن هذا التحكّم في بناتهم ولقد ذَكر لنا بعض الناس منذ أكثر من خمس عشرة سنة أن فتاة حضرها الموت وقد تجاوزت العشرين من عمرها وكانت تُخطب كثيرا ومرغوبة عند الناس وأبوها يأبى، في سياق الموت قالت للنساء الحاضرات بلّغ أبوي السلام وقولوا له إن بيني وبينه موقفا يوم القيامة بين يدي الله حيث منعني أن أتزوّج، هذه كلمة عظيمة في سياق الاحتضار تتوعّد أباها بالوقوف بين يدي الله عز وجل، نسأل الله العافية مسألة كبيرة عظيمة وسبحان الله يعني الرجل يعرف من نفسه أنه يريد هذه اللذة يريد هذه الشهوة ثم يمنع الشابة التي تريدها مثل ما يريد أو أكثر يعني بعض الشابات لولا الحياء والخوف من الله لحصل منهن مفاسد كثيرة فكيف يمنعها؟ كيف يشبع من الخبز واللحم ويدع ابنته أو اخته تموت جوعا، جوع الشهوة الجنسية قد يكون أشدّ من جوع الشهوة البطنية، شهوة البطن وشهوة الفرج كلتاهما أمران ضروريان لكل إنسان فلهذا يجب على طلبة العلم أن يُحذِّروا من عضل الأولياء وأن يُبيّنوا للناس أن العاضل لا كرامة له بل قال العلماء إذا تكرّر عضله فإنه يُصبح فاسقا لا تُقبل شهادته ولا ولايته ولا أي عمل تُشترط فيه العدالة، أفهمتم؟ طيب، إذا هب طلبة العلم لنشر مثل هذه المعلومات بين الناس فإن الناس قد يستنكرونها لأول مرة ويقول الأخ كيف أزوّج وأبي موجود لكن إذا تكرّر ذلك ثم صار هناك أخ شجاع وزوّج مع وجود أبيه الذي عضَل تتابع الناس، الناس يحتاجون إلى فتح الباب فقط وإلا فالمسألة متأزّمة، ما أكثر النساء التي يتصلن بالمشايخ يشكون أولياءَهم بعدم التزويج، تقدّم للمرأة عدة رجال بل يبلغون إلى ثلاثين وأربعين نفر ربما في سنتين أو ثلاثة يبلغ هذا العدد ومع ذلك يمنع لسبب شخصي بينه وبين الخاطب أو حسدا لابنته، شوف يحسد ابنته، يحسد ابنته أن يخطبها مثل هذا الرجل الفاضل أو تكون البنت الموظفة يأخذ راتبها وإلا قالت يا أبي أعطني الراتب قال أنت ومالك لأبيك، يلعب عليها فالحاصل أنا أقول يجب علينا نحن طلبة العلم أن ننشر هذا بين الناس حتى على الأقل يخِفّ في نفوسهم أن يزوّج الأبعد مع وجود الأقرب ثم بعد ذلك يكون أمرا واقعيّا ونسلم من هذه المشاكل. طيب. يقول رحمه الله "زوّج الأبعد" نعم.
السائل : يُزوّج الأبعد.
الشيخ : يُزوّج الأبعد لأن هذا يُفوّت الخاطب الكفؤ على المرأة، طيب، عندنا الأن في بلادنا واحد مثلا المخطوبة أبوها في الدمام وهي في جدة أبعد ما يكون من المسافة في المملكة، هل يُزوَّج الأبعد في هذه الحال؟
السائل : لا.
الشيخ : ليش؟ لأنه سهل يعني يمكن يوم واحد أقل من يوم يتم الموضوع يكتب بالفاكس وكالة ويرسلها في دقائق، واضح؟ لكن فيما سبق لما كان الناس يمشون على الإبل يبي يأخذ المسافة من جدة إلى الدمام شهر ونصف خمس وأربعين يوم رايح وخمسة وأربعين جاي الجميع تسعون يوما أي ثلاثة أشهر، هل نقول للخاطب انتظر حتى ننظر عن الأب قال إلى متى؟ ثلاثة أيام؟ قلنا لا، ثلاثة أسابيع؟ قلنا لا، كم؟ ثلاثة أشهر، قال إن شاء الله نشأ الولد بعد ثلاثة أشهر عندي ندوّر غيرها، أليس ذلك؟ لكن الأن الحمد لله المواصلات سهلة، طيب، هذه ثلاثة أشياء إذا لم يكن أهلا وإذا عضَل وإذا غاب، قال المؤلف لو جُهِل مكانه لنفرض مثلا أن هذه المرأة وليها أخوها، أخوها ذهب لشرق آسيا يقول يبي يدعو إلى الله أو بيجاهد أو ما أشبه ذلك ولا ندري أين هو، يُزوّج الأبعد؟
السائل : نعم.
الشيخ : يُزوّج الأبعد؟
السائل : نعم.
الشيخ : ليش؟ لأن هذا مجهول مكانه لا ندري متى نعثر على مكانه ثم متى نأخذ الإذن منه.
قال " زوّج الأبعد " لكن المشكلة الأن أن الناس لا يَجرؤون على هذه المسألة تجد الأب يمتنع من تزويج ابنته لأن الخاطب لم يُعطه ما يُرضيه من المهر، المهر أربعون ألفا هو قال أعط البنت أربعين ألفا وأعطني أنا عشرين ألفا وأعط أمها عشرة ألاف وأعط عمتها خمسة ألاف وأعط خالتها ألفين ونصف، نعم، إيه وأعط راعي السيارة وهات لنا راعي وخادم وما أشبه، طيب، هذا الأن عضَل، لو قلنا لأخيها زوّجها أو قلنا لعمّها زوّجها يقول والله ما نقدر، ما نقدر ... على الأب، في هذه الحال إذا أبى الأقرب نذهب إلى الثاني أبعد منه إذا أبى كل العَصَبة قالوا والله ما نقدر نخشى تكون فتنة فيجب على القاضي أن يُزوّجها، الحاكم الشرعي يجب أن يزوّجها، لو أن الناسي استعملوا هذا وهو شرعي ما هو شيء مُنكر لانكف كثير من الشر من هؤلاء الآباء الذين يعضُلون ويبيعون بناتهم بيعا صريحا، يقول فلان أعطاني كذا وكذا ألف فالحاصِل إن مشكلتنا الأن أنه لا أحد من الأقارب يجرؤ على أن يزوّجها وأخوها وأبوها موجود وهذا غلط، هذا يُعتبر ظلما لهذه المسكينة، طيب، في هذه الحال لو أن أباها أبى وأعمامها أبوْا كل العصبة والقاضي أيضا صار جبانا حينئذ نقول بالقول الثاني وهو مذهب أبي حنيفة مذهب قائم من مذاهب المسلمين تُزوّج نفسها وينتهي الإشكال، مع أن هذا سيكون أندر من الكبريت الأحمر ولا يُمكن لكن لو أنه فُعِل لانكف الناس عن هذا التحكّم في بناتهم ولقد ذَكر لنا بعض الناس منذ أكثر من خمس عشرة سنة أن فتاة حضرها الموت وقد تجاوزت العشرين من عمرها وكانت تُخطب كثيرا ومرغوبة عند الناس وأبوها يأبى، في سياق الموت قالت للنساء الحاضرات بلّغ أبوي السلام وقولوا له إن بيني وبينه موقفا يوم القيامة بين يدي الله حيث منعني أن أتزوّج، هذه كلمة عظيمة في سياق الاحتضار تتوعّد أباها بالوقوف بين يدي الله عز وجل، نسأل الله العافية مسألة كبيرة عظيمة وسبحان الله يعني الرجل يعرف من نفسه أنه يريد هذه اللذة يريد هذه الشهوة ثم يمنع الشابة التي تريدها مثل ما يريد أو أكثر يعني بعض الشابات لولا الحياء والخوف من الله لحصل منهن مفاسد كثيرة فكيف يمنعها؟ كيف يشبع من الخبز واللحم ويدع ابنته أو اخته تموت جوعا، جوع الشهوة الجنسية قد يكون أشدّ من جوع الشهوة البطنية، شهوة البطن وشهوة الفرج كلتاهما أمران ضروريان لكل إنسان فلهذا يجب على طلبة العلم أن يُحذِّروا من عضل الأولياء وأن يُبيّنوا للناس أن العاضل لا كرامة له بل قال العلماء إذا تكرّر عضله فإنه يُصبح فاسقا لا تُقبل شهادته ولا ولايته ولا أي عمل تُشترط فيه العدالة، أفهمتم؟ طيب، إذا هب طلبة العلم لنشر مثل هذه المعلومات بين الناس فإن الناس قد يستنكرونها لأول مرة ويقول الأخ كيف أزوّج وأبي موجود لكن إذا تكرّر ذلك ثم صار هناك أخ شجاع وزوّج مع وجود أبيه الذي عضَل تتابع الناس، الناس يحتاجون إلى فتح الباب فقط وإلا فالمسألة متأزّمة، ما أكثر النساء التي يتصلن بالمشايخ يشكون أولياءَهم بعدم التزويج، تقدّم للمرأة عدة رجال بل يبلغون إلى ثلاثين وأربعين نفر ربما في سنتين أو ثلاثة يبلغ هذا العدد ومع ذلك يمنع لسبب شخصي بينه وبين الخاطب أو حسدا لابنته، شوف يحسد ابنته، يحسد ابنته أن يخطبها مثل هذا الرجل الفاضل أو تكون البنت الموظفة يأخذ راتبها وإلا قالت يا أبي أعطني الراتب قال أنت ومالك لأبيك، يلعب عليها فالحاصل أنا أقول يجب علينا نحن طلبة العلم أن ننشر هذا بين الناس حتى على الأقل يخِفّ في نفوسهم أن يزوّج الأبعد مع وجود الأقرب ثم بعد ذلك يكون أمرا واقعيّا ونسلم من هذه المشاكل. طيب. يقول رحمه الله "زوّج الأبعد" نعم.