الكلام على أهمية العمل بالسياسة الشرعية. حفظ
الشيخ : فالسياسة أمر مهم ولهذا مرّ بي أن رجلا أفتى ابنه بمسألة نسيتها بمسألة فكأن الابن توقف فقال إما أن تفعل وإلا أفتيتك بقول الفلان الذي هو أشد من القول الأول مما يدل على أن السياسة سياسة الناس في الأمور الشرعية لا بأس بها من ذلك مثلا ما صار يدندن به بعض الطلبة من أن تارك الواجب في الحج ليس عليه شيء وقال إنه لا دليل على ذلك إلا الأثر عن ابن عباس " من ترك شيئا من نسك أو نسي فليهرق دما " وهذا ليس صريحا في الوجوب لجواز أن يكون ابن عباس أراد بالأمر الاستحباب والنفع وليس مطردا أيضا بأن يقول من ترك شيئا من نسكه وهذا فيه أشياء كثيرة ما فيها دم فلماذا نوجب على الناس أن يذبحوا فدية إذا تركوا الواجب وهذا إضاعة لأموالهم في غير أمر واضح لأن الرجل سيشتري الفدية بأربعة مئة ريال خمس مئة ريال أقل أكثر فلماذا نلزمهم بإضاعة ماله بدون سبب شرعي فيدندن حول هذا نحن نقول لو قدرنا جدلا أنه ليس فيه دليل لكن أليس من سياسة الخلق أن يلزموا بهذا القول الذي عليه جمهور العلماء يعني ليس هذا قولا شاذا حتى نقول لا ينبغي سلوكه لكنه قول عليه جمهور العلماء أليس من الحكمة أن يعمل بهذا القول من أجل سياسة الخلق وضبط الخلق لأنه لو قيل للرجل الذي ترك الوقوف بعرفة إلى الغروب يعني دفع قبل الغروب ولم يبتْ في مزدلفة ولم يرمِ الجمرات ولم يبت في منى وقلنا نعم وأحرم من دون الميقات وقلنا له ليس عليك إلا الاستغفار والتوبة هل هذا رادع نعم أعتقد أنه لا يردع ولذلك إذا أفتينا إنسانا في غير هذه المسألة وقلنا عليك التوبة والاستغفار قال بس هذا يعني كأنه يقول إن شئت املأ لك الدنيا كلها توبة واستغفارا فلهذا نقول سياسة الأمة بإلزامهم بمقتضى الشرع أمر مهم والحمد لله إذا قدرنا على أدنى تقدير أن هذا من باب التعزير بالمال فالتعزير بالمال جائز شرعا ثبتت به السنة انتهى الوقت نعم .