شرح قول المصنف : " وإن قال : أربعكن إلا فلانة طوالق صح الاستثناء ولا يصح استثناء لم يتصل عادة فلو انفصل وأمكن الكلام دونه بطل وشرطه النية قبل كمال ما استثنى منه ". حفظ
الشيخ : " وإن قال أربعكن إلا فلانة طوالق صح الاستثناء " أربعكن أربعتكن ما تصلح لأن العدد يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث إذا أربعكن بدون تاء إلا فلانة طوالق يصح لأنه استثنى أقل من النصف ثم قال الخلاصة الآن أن الاستثناء من عدد الطلقات أو المطلقات صحيح بشرط أن يكون من النصف فأقل له شروط أخرى أيضا الشرط الثاني للاستثناء أن يتصل عادة يكون المستثنى متصلا بالمستثنى منه فلو انفصل بحيث يمكن الكلام فإنه لا يصح مثال ذلك قال نسائي الأربع طوالق ثم التفت إلى صاحبه وقال وش الأخبار اليوم ثم قال إلا فلانة يصح ؟
السائل : لا يصح .
الشيخ : لماذا لأنه لم يتصل طيب أو قال نسائي الأربع طوالق ثم سكت سكوتا يمكنه أن يتكلم فيه ثم قال إلا فلانة لا يصح لأنه فصله بفاصل يمكنه أن يتكلم فيه ولو قال نسائي الأربع طوالق ثم أخذه عطاس وجعل يعاطس بقي في العطاس خمس دقائق ثم قال إلا فلانة .
السائل : يصح .
الشيخ : يا إخواني خمس دقائق لأنه ما يمكن يتكلم ولهذا قال المؤلف وأمكن الكلام دونه هذا لا يمكن يتكلم طيب ولو قال نسائي الأربع طوالق ثم جاءه ما يفزعه وهرب على وجهه ولما ذهب عنه الفزع قال إلا فلانة فالظاهر إنه يصح لأن هذا جاءه ما يشغل قلبه وربما لا يمكن أن يتكلم ولهذا قال الله عز وجل (( ولما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط )) طيب إذا الانفصال حده أن يمكن الكلام بين المستثنى والمستثنى منه فإن لم يمكن إيش نعم فإن لم يمكن لم يصح طيب لو قال نسائي الأربع اللاتي أتعبنني وأحزنني وجعلن حياتي جحيما وألبسنني ثوب الذل والعار وأرقتني فلم أنم ليلا ولا نهارا إلا فلانة ما تقولون ؟
السائل : يصح .
الشيخ : يصح ليش لأن الكلام متصل وهذه أوصاف يبين السبب في أنه طلق الأربع طلقة واحدة لأن كل الناس يعتبون عليه ليش طلقت أربع نساء لكن إذا جاء بهذه الأوصاف ربما يعذر طيب الشرط الثالث " النية قبل كمال ما استثنى منه " يعني أن ينوي المستثني الاستثناء قبل أن يكمل المستثنى منه فلو قال نسائي الأربع طوالق وقبل أن يكمل طوالق نوى أن يستثني إلا فلانة صح أو لا صح ولو أنه أتمها ثم ندم وفي الحال قال إلا فلانة لا يصح أفهمتم طيب هذه شروط الاستثناء أولا أن ينويه قبل تمام المستثنى منه الثاني أن يصل المستثنى بالمستثنى منه الثالث أن يكون المستثنى النصف فأقل وإن شئت فقل ألا يزيد على النصف أخطر ألا يزيد على النصف هذه ثلاث شروط وكلها محل خلاف فمن العلماء من قال يجوز استثناء أكثر من النصف يجوز صحيح أنه خلاف الفصاحة لكنه جائز فإذا قال نسائي الأربع طوالق إلا فلانة وفلانة وفلانة فهذا كقوله امرأتي فلانة طالق هذا معناه لكن الكلام غير فصيح لأنه لا يحتاج أن يقول نسائي الأربع طوالق وهو لا يريد إلا واحدة إذا شاء يقول إيش فلانة طالق عنده أربع نساء سموهن .
السائل : فاطمة .
الشيخ : فاطمة عائشة خديجة زينب قال نسائي الأربع طوالق إلا فاطمة أجيبوا ؟
السائل : صح .
الشيخ : صح إلا فاطمة وعائشة ؟
السائل : صح .
الشيخ : إلا فاطمة وخديجة ؟
السائل : صح .
الشيخ : حسبت الأول وأنا ما ذكرته طيب إلا فاطمة وعائشة وخديجة على القول الراجح يصح لكنه خلاف الأولى نقول من باقي الآن باقي زينب بدل ما تقول إلا فاطمة وعائشة وخديجة قل زينب طالقة وانتهينا لكن نقول ما دام استثنى فإنه يصح ثاني نقول يشترط أن يكون متصلا والصحيح أنه لا يشترط أن يكون متصلا الدليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطب الناس يوم فتح مكة وذكر أشياء كثيرة مما حرمها الله عز وجل وقال ( لا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين ) وذكر أشياء ثم قال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فقال ( إلا الإذخر ) إلا الإذخر وهذا الاستثناء صحيح ولا غير صحيح ؟ صحيح مع أنه فصل من كلام طويل والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينو وإنما نواه بعد أن ذكّره العباس أتعلمون ماذا أجاب به القائلون بأنه لابد من الاتصال والنية قالوا إن هذا نسخ شف كيف الإنسان إذا كان له رأي كيف يحاول أن يلوي أعناق النصوص إلى رأيه الرسول عليه الصلاة والسلام قال إلا الإذخر وإلا مستثنى ولا يمكن أن يكون جملة واحدة برأسه لابد أن يكون مبنيا على كلام سبق والكلام السابق ( لا يعضد شوكها ولا يوحش حشيشها ) لكن نقول إنه يصح الاستثناء ما دام الإنسان في كلامه المتصل سواء كان متصلا بالاستثناء أو لا، طيب النية الصحيح أنه لا يشترط النية وأن الإنسان لو نوى بعد أن أتم المستثنى منه ثم نوى واستثنى فلا بأس الدليل حديث العباس اللي معنا دليل آخر أن سلمان عليه الصلاة والسلام قال ( والله لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحدة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله فقيل له قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو قال إن شاء الله لم يحدث وكان دركا لحاجته وقاتلوا في سبيل الله ) وإذا كان لم يحدث معناه إن الاستثناء صحيح المهم أن الصواب أنه متى استثنى فإنه يصح الاستثناء فلو سمع رجل شخصا يقول لسائل أربع طوالق فلانة وفلانة وفلانة وفلانة وله صاحب له إلى جنبه يا صالح قال له قل إلا أم فلان أم عيالك امرأة طيبة حبيبة تحفظ السر وتعين المرء قال الله يذكرك بالخير إلا فلانة ما تقولون صحيح على المذهب لا يصح والصحيح أنه يصح الصحيح أنه يصح نعم يقال الإنسان لو نواه من الأول وأنه تأنى في الأمور وبنى أموره على التروي لكان أحسن لكن أحيانا يذكر الإنسان فيذكر انتهى طيب .