تتمة شرح قوله الثاني: جلد مائة وتغريب عام للحر غير المحصن. حفظ
الشيخ : لا يغرّب لأن ذلك غير مذكور في القرآن ولا شك أن استدلالهم ضعيف فهو لم يذكر في القرآن لكن ذكر في السنة وما ذكر في السنة فهو كالمذكور في القرآن من حيث العمل به ولهذا لما لعن ابن مسعود رضي الله عنه النامصة والمتنمصة جاءت امرأة وقالت إنك تلعن تقول إن الله لعن النامصة والمتنمصة وإني قرأت القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما وجدت ذلك فقال لها رضي الله عنه لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة إلى آخره وإن الله يقول (( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) إذا فإقرار الله للرسول هو في الحقيقة يعتبر من فعل الله سبحانه وتعالى لأنه مرّ علينا أن الرسول ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وأن الوحي من الله يقسم كما تقسم السنة فكما أن السنة قول الرسول وفعله وإقراره فوحي الله قوله نعم وإقراره لرسوله عليه الصلاة والسلام نعم أقول الحر غير المحصن يجلد مئة جلدة بالقرآن والسنة ويغرّب سنة بدلالة السنة والحكمة من تغريبه هو إبعاده عن المكان الذي أوقع فيه الفاحشة وهذا الإبعاد سوف يكون إلى بلد غريب فيه والغريب كما تعرفون أديب في الغالب ما يحاول أن يتناول هذه الفاحشة وبهذا نعرف أنه يجب أن يلاحظ أن يكون تغريبه إلى بلاد لا ينتشر فيها الفساد أما أن نغربه من بلد لا يكون فيه الزنا إلا إستتارا إلى بلد يكون فيه الزنا جهارا يجوز ولا لا ما يجوز لأن معنى ذلك أنا أعناه لكننا نغربه إلى بلد يكون الزنا فيه محظورا إذاكان الزنا فيه محظورا حينئذ نغربه للبعد عن مكان الفاحشة ولأن الغريب لا يمكن أن يتجرأ على شيء ثم إنه مع بعده وغرابته ربما يفتح الله عليه فيتوب يفتح الله عليه فيتوب مع هذه المدة الطويلة اثناعشر شهر