قال المصنف :" وإن فسره بغير القذف قبل وإن قذف أهل بلد أو جماعة لا يتصور منهم الزنا عادة عزر " حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى " وإن فسره بغير القذف قبل " إن فسره الضمير يعود على الكناية، بغير القذف قبل، وظاهر كلام المؤلّف أنّه يقبل بدون يمين، لأنّه لو نكل لم يقض عليه بالنكول فإذا قال أنا ما أردت الزنا وإنّما أردت بالقحبة العجوز أو كثيرة الكحة، أو قال أردت بالخبيثة أي خبيثة العمل أو الرّديئة أو ما أشبه ذلك، أو أردت بفضحت زوجك أي أبحت سره أو بحت بسره، أو جعلت له قرونا أو نكست رأسه يعني نكسا حسّيّا فجعلتيه إلى أسفل، أو جعلت له قرونا أي جعلت له قرونا من الشعر أو نحو ذلك من الأقران، في هذه الحال يقبل، وإذا قبل فإنّه لا يقام عليه حد القذف ولكن يعزّر بإساءته إلى المخاطب، فهذه إساءة بلا شك واعتداء ولكنّه ليس قذفا صريحا ولا كناية منوية، فيعزر، ثم قال المؤلف " وإن قذف أهل بلد أو جماعة لا يتصور منهم الزنا عادة عزر " رجل وقف على باب القرية وقال كلكم يا أهل هذا البلد زناة، نعم، يحد؟ نشوف، هل إن هذا عار عليه أو عار عليهم؟ الغالب عار عليه هو لأن الناس لا يتصور أن يتهموا أهل القرية بما رماهم به، فهو لم يدنس أعراضهم ولا يهتمون بذلك، بل إنه لو فعل هذا لعدّوه مجنونا وقالوا أمسكوه إلى المارستان، وكذلك لو قذف جماعة لا يتصور الزنا منهم عادة، وهنا قيدها المؤلف قال " لا يتصور الزنا منهم عادة " مثل لو قذف له مائة رجل، قال أنتم أيها الجمع كلّكم زناة، هذا لا يلحقهم العار فلا يحدّ للقذف ولكن يعزّر أمّا إذا كان يتصوّر منهم الزّنا أو اللّواط عادة فإنّه يحدّ حدّ القذف لأن الغضاضة تلحق بهم، طيب ما رأيكم لو كان أهل البلد قليلين، أهل البلد ثلاثة رجال وزوجاتهم فقط لأنهم رحلوا عنهم وقذفهم؟ يحد، لماذا؟ إذا هذا يتصور، فمراد الفقهاء رحمهم الله بذلك مرادهم أهل البلد الذين هم كثرة لا يلحقهم العار بقذفهم.