تتمة شرح قول المصنف :" ومن تاب منهم قبل أن يقدر عليه سقط عنه ما كان لله من نفي وقطع وصلب وتحتم قتل " حفظ
الشيخ : ولهذا نقول إن شروط التوبة خمسة، الإخلاص لله عز وجل والندم على ما فات والإقلاع عنه والعزم على ألا يعود وأن يكون في الزمن الذي تُقبل فيه التوبة، خمسة شروط للتوبة أما الإخلاص فظاهر بأن لا يتوب الإنسان خوفا من مخلوق أو تزلّفا إليه وإنما يتوب خوفا من رب العالمين وتقرّبا إليه تبارك وتعالى وأما الندم فأن يشعر بقلبه أنه فعل أمرا يأسف له ليس أمرا يمر مر الكرام وأما الإقلاع عنه فأن يُبادر بتركه وإذا كان لآدمي فأن يبادر باستحلاله وإيصاله حقه وأما العزم على ألا يعود فهو بالقلب، يعزم على ألا يعود لهذا الذنب وليس الشرط ألا يعود بل أن يعزم ألا يعود ولهذا لو عزم ألا يعود ثم عاد فإن التوبة الأولى لا تنتقض لأنه تم شروطها وأما أن تكون في زمن تُقبل فيه التوبة كأن تكون قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها لأن التوبة بعد حضور الأجل ومعاينة العذاب غير مقبولة كما قال تعالى (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ )) وقال عز وجل (( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا ءامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا )) والتوبة واجبة على الفور، ويش معنى على الفور؟ يعني بدون تأخير لأن الإصرار على الذنب ذنب ولأن الإنسان لا يدري متى يفجؤه الأجل فيحرم من التوبة، طيب، ثم إذا تاب هؤلاء قطاع الطريق فإن كان بعد القدرة عليهم فلا تقبل توبتهم وليس لها أثر وإن كان قبل قُبِلت ودليل ذلك قوله تعالى (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم )) وجه الدلالة من الأية أنه قال (( فاعلموا أن الله غفور رحيم )) وختمها باسمين كريمين يدلان على إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : العفو والمغفرة وفهم من الأية الكريمة (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم )) أنهم لو تابوا بعد القدرة فإنه لا تسقط عنهم العقوبة والحكمة من ذلك أنهم إذا تابوا قبل أن يُقدر عليهم فإنه دليل على أن توبتهم صادقة فيتوب الله عليهم أما إذا تابوا بعد أن يُقدر عليهم فإن القرينة تدل على أن توبتهم إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : خوفا من النكال والعقوبة فلذلك لا تقبل وهذا في قطاع الطريق أما الكافر فتقبل توبته ولو بعد القدرة عليه فإذا كان كافر حربي يُظهر العداوة للمسلمين فقدرنا عليه فتاب بعد أن قدرنا عليه فإننا نرفع عنه القتل لقول الله تعالى (( قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف )) وهذا عام ولحديث أسامة رضي الله عنه في قصة المشرك الذي لحقه أسامة حتى أدركه فلما علاه بالسيف قال لا إله إلا الله فقتله أسامة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ( قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ ) قال نعم يا رسول الله إنما قالها تعوذا قال ( قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ ) قال نعم، فما زال يرددها عليه حتى قال أسامة " تمنيت أني لم أكن أسلمت بعد " مع إن الرجل واضح يعني حسب ما يظهر لنا والعلم عند الله أنه قالها تعوذا لكن فيه احتمال أنه قالها عن صدق وأنه لما رأى الموت نعم، قالها وهذا ليس كالذي حضره الأجل لأنه من الممكن أن يمتنع القادر عن قتله يعني لا يقال إن هذا يُنافي الأية (( حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الأن )) لأنه من الجائز أن هذا الذي شهر عليه السلاح أن إيش؟
السائل : يرحمه.
الشيخ : يرحمه ويكف عنه لكن إذا حضر الأجل وحضر الملك لقبض الروح ما عاد فيه، مشى الإنسان فالحاصل أن نقول هؤلاء محاربون إذا تابوا قبل القدرة عليهم ارتفع عنهم الحد وهل مثل ذلك جميع الحدود؟ الجواب نعم، كل الحدود إذا تاب الإنسان منها قبل القدرة عليه سقطت عنه فإن طالب بإقامتها عليه فإن للإمام أن يُقيمها عليه فإن رجع عن طلب الإقامة بالقول أو بالفعل ارتفعت العقوبة عنه وهذا بخلاف ما إذا ثبتت ببيّنة فإنها تقام على كل حال الحدود، طيب، من أين نعلم توبتهم؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ نعلم بذلك بأن يلقوا السلاح ويجيؤوا تائبين إما جمعا وإما بإرسال رسول منهم إلى الإمام ويقول إن الجماعة كتبوا هذا العهد وتعهدوا ألا يعودوا لما هم عليه وحينئذ نعرف أنهم تابوا وفي قوله عز وجل (( فاعلموا أن الله غفور رحيم )) إشارة إلى أن مقتضى رحمته ومغفرته جل وعلا أن يُغفر لهؤلاء ويرحمهم، نعم، يقول " سقط عنهم ما كان لله من نفي " وهذا متى يكون النفي؟
السائل : ... .
الشيخ : إذا لم يقتلوا ولم يأخذوا مالا، الأن ليس عليهم حق لآدمي، كذا يا طلال؟
السائل : نعم.
الشيخ : هاه، ويش هو النفي؟ متى يكون النفي؟
السائل : إذا كان ليس لهم حق على الأدمي.
الشيخ : لا. غانم؟
السائل : إذا أخافوا ولم يقتلوا ولم يأخذوا مالا.
الشيخ : صح لأنهم ما أخذوا من أحد شيئا فيسقط عنهم النفي، من نفي وقطع، قطع إيش؟ اليد والرجل من خلاف " وصلب " ، واضح؟ الصلب من حقوق الله، " وتحتم قتل " وحينئذ ما قال المؤلف وقتل لأنهم إذا قتلوا مكافئا وطالب أولياء المقتول بالقتل قُتل لكن إذا لم يتوبوا كان قتلهم إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : حتما سواء قتلوا مكافئا أم غير مكافئ كما سبق فالذي يسقط ... الأن ما كان لله تعالى وهي أربعة أشياء النفي والقطع والصلب وتحتم قتل ولم يقل المؤلف وقتل لماذا؟
السائل : لأنها ... .
الشيخ : أه؟ لأنهم قد يقتلون مكافئا وتتم الشروط شروط القصاص وحينئذ يقتلون، أرأيت لو أنهم قتلوا رجلا من المسلمين وطالب أولياؤه بالقصاص، هل يقتص منهم؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم، يقتص منهم.
السائل : ... .
الشيخ : العفو والمغفرة وفهم من الأية الكريمة (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم )) أنهم لو تابوا بعد القدرة فإنه لا تسقط عنهم العقوبة والحكمة من ذلك أنهم إذا تابوا قبل أن يُقدر عليهم فإنه دليل على أن توبتهم صادقة فيتوب الله عليهم أما إذا تابوا بعد أن يُقدر عليهم فإن القرينة تدل على أن توبتهم إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : خوفا من النكال والعقوبة فلذلك لا تقبل وهذا في قطاع الطريق أما الكافر فتقبل توبته ولو بعد القدرة عليه فإذا كان كافر حربي يُظهر العداوة للمسلمين فقدرنا عليه فتاب بعد أن قدرنا عليه فإننا نرفع عنه القتل لقول الله تعالى (( قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف )) وهذا عام ولحديث أسامة رضي الله عنه في قصة المشرك الذي لحقه أسامة حتى أدركه فلما علاه بالسيف قال لا إله إلا الله فقتله أسامة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ( قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ ) قال نعم يا رسول الله إنما قالها تعوذا قال ( قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ ) قال نعم، فما زال يرددها عليه حتى قال أسامة " تمنيت أني لم أكن أسلمت بعد " مع إن الرجل واضح يعني حسب ما يظهر لنا والعلم عند الله أنه قالها تعوذا لكن فيه احتمال أنه قالها عن صدق وأنه لما رأى الموت نعم، قالها وهذا ليس كالذي حضره الأجل لأنه من الممكن أن يمتنع القادر عن قتله يعني لا يقال إن هذا يُنافي الأية (( حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الأن )) لأنه من الجائز أن هذا الذي شهر عليه السلاح أن إيش؟
السائل : يرحمه.
الشيخ : يرحمه ويكف عنه لكن إذا حضر الأجل وحضر الملك لقبض الروح ما عاد فيه، مشى الإنسان فالحاصل أن نقول هؤلاء محاربون إذا تابوا قبل القدرة عليهم ارتفع عنهم الحد وهل مثل ذلك جميع الحدود؟ الجواب نعم، كل الحدود إذا تاب الإنسان منها قبل القدرة عليه سقطت عنه فإن طالب بإقامتها عليه فإن للإمام أن يُقيمها عليه فإن رجع عن طلب الإقامة بالقول أو بالفعل ارتفعت العقوبة عنه وهذا بخلاف ما إذا ثبتت ببيّنة فإنها تقام على كل حال الحدود، طيب، من أين نعلم توبتهم؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ نعلم بذلك بأن يلقوا السلاح ويجيؤوا تائبين إما جمعا وإما بإرسال رسول منهم إلى الإمام ويقول إن الجماعة كتبوا هذا العهد وتعهدوا ألا يعودوا لما هم عليه وحينئذ نعرف أنهم تابوا وفي قوله عز وجل (( فاعلموا أن الله غفور رحيم )) إشارة إلى أن مقتضى رحمته ومغفرته جل وعلا أن يُغفر لهؤلاء ويرحمهم، نعم، يقول " سقط عنهم ما كان لله من نفي " وهذا متى يكون النفي؟
السائل : ... .
الشيخ : إذا لم يقتلوا ولم يأخذوا مالا، الأن ليس عليهم حق لآدمي، كذا يا طلال؟
السائل : نعم.
الشيخ : هاه، ويش هو النفي؟ متى يكون النفي؟
السائل : إذا كان ليس لهم حق على الأدمي.
الشيخ : لا. غانم؟
السائل : إذا أخافوا ولم يقتلوا ولم يأخذوا مالا.
الشيخ : صح لأنهم ما أخذوا من أحد شيئا فيسقط عنهم النفي، من نفي وقطع، قطع إيش؟ اليد والرجل من خلاف " وصلب " ، واضح؟ الصلب من حقوق الله، " وتحتم قتل " وحينئذ ما قال المؤلف وقتل لأنهم إذا قتلوا مكافئا وطالب أولياء المقتول بالقتل قُتل لكن إذا لم يتوبوا كان قتلهم إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : حتما سواء قتلوا مكافئا أم غير مكافئ كما سبق فالذي يسقط ... الأن ما كان لله تعالى وهي أربعة أشياء النفي والقطع والصلب وتحتم قتل ولم يقل المؤلف وقتل لماذا؟
السائل : لأنها ... .
الشيخ : أه؟ لأنهم قد يقتلون مكافئا وتتم الشروط شروط القصاص وحينئذ يقتلون، أرأيت لو أنهم قتلوا رجلا من المسلمين وطالب أولياؤه بالقصاص، هل يقتص منهم؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم، يقتص منهم.