قال المصنف :" إذا خرج قوم لهم شوكة ومنعة على الإمام بتأويل سائغ فهم بغاة " حفظ
الشيخ : نعم يقول قال " إذا خرج قوم لهم شوكة ومنعة على الإمام بتأويل سائغ فهم بغاة " إذا خرج قوم، القوم هم الرجال والنساء الإناث، قال الله تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهن ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن )) وهذا إذا قُرِن القوم مع النساء وأما عند الإطلاق فيشمل.
السائل : ... .
الشيخ : الرجال والنساء كقوله تعالى (( كذبت قوم نوح المرسلين )) وما أشبهها وقال الشاعر :
" وما أدري ولست إخال أدري *** أقوم أل حصن أم نساء " نعم، إذا خرج قوم يعني جماعة من الرجال لأنهم هم ذوو الشوكة والمنعة لهم شوكة ومنعة، شوكة يعني قوة وسميت القوة شوكة لنفوذها، كما تنفذ الشوكة في الجسم قال الله تعالى (( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم )) ما هم الطائفتان؟
السائل : ... .
الشيخ : عير أبي سفيان أو المقاتلون قريش (( وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم )) فالشوكة هي القوة "ومنعة" أي امتناع أي أنهم قوم كثيرون يمتنعون أن ينالهم الإنسان بسهولة بل هم قوم جيش " على الإمام " من هو الإمام؟ هو الذي نصَبه المسلمون إماما لهم، هذا الإمام يعني الخليفة أو أمير المؤمنين، هذا الإمام وهنا تكلّم الفقهاء رحمهم الله على شروط الإمامة وبماذا تحصل الإمامة، تحصل الإمامة بالنص عليه أي بأن ينص عليه الإمام الذي قبله وتحصُل، وهذا هو العهد يعني أن الإمام الذي قبله ينص على أنه الخليفة بعده وهذا كما حصل من أبي بكر رضي الله عنه لعمر والثاني اجتماع أهل الحل والعقد عليه، أهل الحل والعقد يعني وجهاء البلاد وشرفاء البلاد وأعيان البلاد يجتمعون على هذا الرجل المعيّن ينْصبونهم إماما ومن ذلك الصورة المصغّرة التي اختارها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإن عمر لم يعهد إلى شخص معيّن ولم يجعل الأمر عائما بين المسلمين ولكنه جعل الأمر بين.
السائل : أشخاص.
الشيخ : أشخاص ستة تخيّرهم رضي الله عنه وعلّل تخيّره إياهم بأنهم توفي الرسول عليه الصلاة والسلام وهو عنهم راض فجعل الأمر بينهم، بين هؤلاء الستة وهذا نوع من اختيار أهل الحل والعقد ونوع من العهد بالخلافة إلى معيّن لأن الخليفة الأن لا يخرج عن هذه الدائرة الضيقة وهم أه؟ ستة فقط يعني لو أن هؤلاء الستة اختاروا رجلا غير عثمان مثلا فإنه لا يصح اختياره لأنه خلاف ما عهِد به الخليفة السابق وتحصل الإمامة أيضا بالقهر بأن يخرج إمام على شخص فيقهر يغلب ويقهر الناس ويستولي ويأخذ السلطة فهذا تحصل به أيضا الإمامة يعني بمعنى أنه يكون إماما للناس ومرجعا يرجِعون إليه أما شروط الإمام فقد ذكر أهل الفقه في كتب الفقهاء واختلفوا أيضا فيها، لم يتفقوا على جميعها بل اختلفوا فيها لكن إذا كان الإمام منتصِبا بأحد العوامل الثلاثة السابقة النص والإجماع والقهر فخرج عليه قوم لهم شوكة ومنعة، الشرط الرابع.
السائل : تأويل.
الشيخ : " بتأويل سائغ " يعني خرجوا على الإمام بتأويل، ما خرجوا هكذا، بس قالوا ما نبي حكمك وخِّر عن الحكم قالوا خرجنا عليك لأنك فعلت كذا وفعلت كذا ونرى أن هذا يسوّغ لنا الخروج عليك فخرجوا على الإمام، يقول المؤلف جواب الشرط " فهم بغاة " أي جائرون ظلمة وهؤلاء هم المعروفون بالخوارج الذين يخرجون على الإمام بتأويل سائغ، طيب، كم الشروط؟ إذا خرج قوم لهم شوكة ومنعة، ثالثا على الإمام والرابع بتأويل سائغ، طيب، فإن خرج رجل واحد حمل السيف وراح يركض لمكان الإمام وقال يلا تنازل على الخلافة وإلا قتلتك، ويش يصير؟
السائل : ... .
الشيخ : باغي وإلا لا؟ إذا اختل شرط واحد قال العلماء فهم قطاع طريق، إذا اختل شرط واحد من هذه الشروط فهم قطاع طريق، طيب، إذًا هذا الرجل نعتبره إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : قاطع طريق ونعامله معاملة قاطع الطريق، طيب، خرج قوم ليس لهم شوكة ولا منعة خرج قوم على الإمام ومعهم عصي من جريد قديم يريدون أن يزيلوا الإمام عن إمامته، قلنا لهم وين يا جماعة، جماعة كثيرة ألفين ثلاثة ألاف عشرة ألاف، كلهم ما معهم إلا جريد قديم لو يمسكه الواحد بيده انكسر، وين رايحين؟ قالوا رايحين خارجين عن الإمام، نريد أن نزيل هذا الإمام ويش يكونون؟
السائل : قطاع طريق.
الشيخ : ليش؟
السائل : ليس لهم شوكة ولا منعة.
الشيخ : لأنه ليس لهم شوكة ولا منعة وهل الشوكة والمنعة نسبة إضافية بمعنى أن هذه الشوكة والمنعة قد تكون شوكة ومنعة في زمان ولا تكون شوكة ومنعة في زمان ءاخر فالسيوف والخناجر والرماح في زمان من الأزمان تُعتبر؟
السائل : شوكة.
الشيخ : شوكة وإلا لا؟ لكن في زماننا هذا، أه؟ لا تعتبر شوكة فيما يظهر اللهم إلا في بعض الحالات أما في الأعم الأغلب فليست بشوكة، كل هؤلاء لا ... عشرين ألف أو أكثر تكفيهم أه؟ طائرة واحدة تبيدهم عن ءاخرهم فهنا ممكن أن نقول إن الشوكة والمنعة تختلف باختلاف.
السائل : الأحوال والأزمان.
الشيخ : الأزمان والأحوال، طيب، "على الإمام" لو خرجوا على أمير في قرية ما هو على الإمام قالوا الإمام ونعم وهو إمامنا وفي أعناقنا بيعة له لكن هذا الأمير ما نبيه وخرجوا على الأمير أمير قرية مثلا، هل هم بغاة وإلا لا؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ هؤلاء ليسوا بغاة لأنهم ما نزعوا يدا عن طاعة لكنهم لا يُريدون هذا الرجل المعيّن والمؤلف يقول على الإمام، طيب، "بتأويل سائغ" إذا خرجوا بغير تأويل أو بتأويل غير سائغ، بغير تأويل قلنا ليش تخرجون؟ (( قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه )) ويش اللي يخليه ملك علينا وهو خضيري وحنا قبلية، ما يمكن، هذا تأويل وإلا لا؟ أه؟
السائل : ... .
الشيخ : تأويل لكن غير سائغ، هذا تأويل غير سائغ لأن هذا لا يمنع أن يكون إماما أو خرجوا بغير تأويل قالوا بس ما نبيه والله نفوسنا ما تقبل هذا الإمام أبدا، ويش علتكم؟ قالوا بس، هذا أمر ما ... نقول تعبدي لكن ما نبيه، ويش نقول؟
السائل : قطاع طريق.
الشيخ : قطاع طريق فإذًا الشروط صارت خمسة وإلا أربعة لأن كلمة بتأويل هذه واحد وسائغ اثنين تكون خمسة، قوم لهم شوكة ومنعة على الإمام بتأويل سائغ، خمسة شروط، "فأن"، قال العلماء الفقهاء رحمهم الله "فإن اختل واحد من الشروط فهم"
السائل : قطاع طريق.
الشيخ : "قطاع طريق" وليسوا بغاة وتختلف معاملتنا للبغاة عن معاملتنا لقطّاع الطريق يعني قطاع الطريق نأخذهم ونُجري عليهم الحد السابق والبغاة لا.