تتمة شرح قول المصنف :" وعليه أن يراسلهم فيسألهم ما ينقمون منه فإن ذكروا مظلمة أزالها وإن ادعوا شبهة كشفها " حفظ
الشيخ : ليست هينة، هؤلاء قوم لهم شوكة ولو قاتلوا الناس لأريقت دماء كثيرة وحينئذ يسألهم، يراسلهم، يرسل لهم إنسان يكون موثوقا ويكون مرضيا بين الجميع أيضا، ما يرسل لهم إنسان يبغضونه، لو أرسل لهم رسولا يبغضونه قتلوه ولا رجع إليه لكن يُرسل لهم إنسانا مقبولا لدى الجميع فيتفاهم معهم، ماذا تنقمون؟ إن ذكروا مظلمة وجب عليه إزالتها، إذا قالوا نحن ننقم من هذا الإمام كذا وكذا من المظالم فإنه يجب عليه أن يزيل المظلمة ويرد المظالم إلى أهلها ويمنع الظلم المستقبل وهذا وإن كان واجبا عليه من الأصل لأن الظلم محرم لكن إذا كان بعد طلب هؤلاء ازداد وجوبا لحقن دماء المسلمين لأنه لو أصر على أن يبقى على مظلمته لحاربه هؤلاء وحصل الشر فيُقال إنه يجب عليك إزالة المظلمة، طيب، ما ذكروا مظلمة لكن ذكروا مشكلة، إذا ذكروا أيضا مشكلة أو شبهة وجب عليه أن يبيّنها لهم قالوا والله أنت فعلت كذا وكذا وهذا أمر مشتبه علينا مثل لو عاهد المشركين معاهدة سلمية وقالوا نحن ما نقبل هذا، الجهاد قائم إلى يوم القيامة هذه شبهة يجب عليه أن يبيّنها ويكشفها ويقول لهم أنا مثلا عاهدت هذه المعاهدة للضرورة لأني رأيت أنه لا قِبل لي بمقتالة هذا العدو ولا أتمكّن فرأيت المعاهدة خيرا من عدمها وأنا في وقت الاستعداد، أنا أستعد للقتال، أنا لن أدع قتال العدو ولن أبطل الجهاد بهذه المعاهدة لكني رأيت أن المعاهدة حينئذ فيها مصلحة ودفع مفسدة وأنا أضمن لكم أن أقيم الجهاد وأرفع علمه متى حانت الفرصة، حينئذ يكون كشف لهم الشبهة وبيّنها، كذلك مثلا لو جعل ضريبة على أموال من أموال الناس وقالوا ليش تجعل الضريبة هذه حنا ما نقبل، هذا ظلم ومكس وقال أنا جعلتها ضريبة من أجل أن أخفف من استيراد هذا الأمر الذي فيه ضرر على الناس وهذه الضريبة التي أجعلها سأصرفها في مصالح المسلمين فأنا أدفع بهذه الضريبة الضرر المتوقع من كثرة هذا الشيء بين أيدي الناس وأصرف ما أحصّل منها إلى مصالح أخرى من مصالح المسلمين، المهم أنهم إذا ذكروا شبهة وجب عليه أن يكشفها، طيب، لو قال مثلا ارجعوا وراءكم، أنا الإمام ولا أحد علي اعتراض، لا أسأل عما أفعل وأنتم تسألون ويش نقول؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ نقول هذا لا يجوز حرام عليه أن يقول هذا القول.
رحمه الله تعالى " وعليه أن يراسلهم فيسألهم ما ينقمون منه " ما هنا استفهامية، ما استفهامية معلقة ليسألون عن العمل فالجملة في محل نصب مفعول ثاني ليسألهم، يسألهم ماذا ينقمون؟ ينقمون بمعنى يُنكرون كما قال الله تعالى (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله )) أي ما أنكروا منهم إلا ذلك فمعنى ينقمون، ما الذي يُنكرون عليه؟ فإن ذكروا مظلمة أزالها لأن خروجهم من أجل إزالة المظالم خروج بتأويل سائغ صحيح أن الإنسان لا يجوز له أن يظلم الناس وإن كان له السلطة العليا عليهم فلا يحل له أن يظلمهم وظاهر كلام المؤلف إن ذكروا مظلمة أنه لا فرق بين أن تكون المظلمة عامة أو خاصة، مثال العامة أن يضع ضرائب على الناس في تجارتهم أو أن يُلزمهم بهدم بيوتهم وبنائها على الشكل الذي يريد أو يلزمهم بإخراج شيء من بيوتهم إلى الشوارع بغير عوض وما أشبه ذلك من المظالم التي تكون عامة، نظاما عاما لجميع الرعية أو مظلمة خاصة بأن يظلم شخصا معيّنا في ماله أو في نفسه فإذا ذكروا مظلمة أزالها وجوبا وإلا لا؟ أزالها وجوبا، لماذا؟ لأن إزالة الظلم واجب سواء طولب به من جهة الشعب أم لم يُطالب به فإن الله عز وجل يقول ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) هكذا جاء الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه " وإن ادعوا شبهة كشفها " شبهة يعني في حكم أو في حال، في حكم بأن قالوا إنك منعت من كذا وقلت إنه حرام ونحن لم يتبيّن لنا تحريمه أو قال إنك قلت هذا واجب وألزمت الناس به ونحن لم يتبيّن لنا وجه إيجابه فعليه أن أه؟ يزيل هذه الشبهة ويبيّن لهم أو أمرت بقتال هذه الفئة ونحن لم يتبيّن لنا جواز قتالها فعليه أن يبيّن لهم هذه الشبهة فإن قال قائل كيف يلزمه أن يبيّن الشبهة وهو الولي ولي الأمر وليس أحد أن يحاسبه؟ فالجواب أنه يلزمه أن يبيّن ذلك درءا هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : للمفسدة وليكون له عذر إذا قاتلهم حتى لا يقول قائل إنه قاتلهم قتالا أعمى لأنه إذا بيّن الحق وأزال الشبهة ثم أصروا على القتال فله العذر في مقاتلتهم، طيب، إذا أزال المظلمة وكشف الشبهة واستقام على ما ينبغي أن يكون عليه ولكنهم أصروا إلا أن يقاتلوا.
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ نقول هذا لا يجوز حرام عليه أن يقول هذا القول.
رحمه الله تعالى " وعليه أن يراسلهم فيسألهم ما ينقمون منه " ما هنا استفهامية، ما استفهامية معلقة ليسألون عن العمل فالجملة في محل نصب مفعول ثاني ليسألهم، يسألهم ماذا ينقمون؟ ينقمون بمعنى يُنكرون كما قال الله تعالى (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله )) أي ما أنكروا منهم إلا ذلك فمعنى ينقمون، ما الذي يُنكرون عليه؟ فإن ذكروا مظلمة أزالها لأن خروجهم من أجل إزالة المظالم خروج بتأويل سائغ صحيح أن الإنسان لا يجوز له أن يظلم الناس وإن كان له السلطة العليا عليهم فلا يحل له أن يظلمهم وظاهر كلام المؤلف إن ذكروا مظلمة أنه لا فرق بين أن تكون المظلمة عامة أو خاصة، مثال العامة أن يضع ضرائب على الناس في تجارتهم أو أن يُلزمهم بهدم بيوتهم وبنائها على الشكل الذي يريد أو يلزمهم بإخراج شيء من بيوتهم إلى الشوارع بغير عوض وما أشبه ذلك من المظالم التي تكون عامة، نظاما عاما لجميع الرعية أو مظلمة خاصة بأن يظلم شخصا معيّنا في ماله أو في نفسه فإذا ذكروا مظلمة أزالها وجوبا وإلا لا؟ أزالها وجوبا، لماذا؟ لأن إزالة الظلم واجب سواء طولب به من جهة الشعب أم لم يُطالب به فإن الله عز وجل يقول ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) هكذا جاء الحديث القدسي الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه " وإن ادعوا شبهة كشفها " شبهة يعني في حكم أو في حال، في حكم بأن قالوا إنك منعت من كذا وقلت إنه حرام ونحن لم يتبيّن لنا تحريمه أو قال إنك قلت هذا واجب وألزمت الناس به ونحن لم يتبيّن لنا وجه إيجابه فعليه أن أه؟ يزيل هذه الشبهة ويبيّن لهم أو أمرت بقتال هذه الفئة ونحن لم يتبيّن لنا جواز قتالها فعليه أن يبيّن لهم هذه الشبهة فإن قال قائل كيف يلزمه أن يبيّن الشبهة وهو الولي ولي الأمر وليس أحد أن يحاسبه؟ فالجواب أنه يلزمه أن يبيّن ذلك درءا هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : للمفسدة وليكون له عذر إذا قاتلهم حتى لا يقول قائل إنه قاتلهم قتالا أعمى لأنه إذا بيّن الحق وأزال الشبهة ثم أصروا على القتال فله العذر في مقاتلتهم، طيب، إذا أزال المظلمة وكشف الشبهة واستقام على ما ينبغي أن يكون عليه ولكنهم أصروا إلا أن يقاتلوا.