قال المصنف :" أو جحد ربوبيته أو وحدانيته " حفظ
الشيخ : " أو جحد ربوبيته " الجحد غير الشرك لأن الشرك فيه إثبات لشيئين لكن هذا جحد قال إن الله تعالى ليس برب وليس للناس رب نسأل الله العافية.
السائل : ... .
الشيخ : هذا جحد مثل من؟
السائل : الشيوعي.
الشيخ : كالشيوعيين والدهريين وطائفة من العلمانيين ومن أشبههم، هؤلاء يجحدون الرب ويقولون كما قال سلفهم (( مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ )) نسأل الله العافية، قد صرف الله قلوبهم عن اليقين وعن مشاهدة الأيات (( وما تغني الأيات والنذر عن قوم لا يؤمنون )) (( وَكَأَيِّنْ مِنْ ءايَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ )) وإلا كيف يمكن لعاقل أن يجحد ربوبية الله عز وجل، الجاحد لله جاحد لنفسه قبل أن يجحد الله، ليش؟ لأن نقول له من خلقك؟ خلقك أبوك؟ هل أبوك هو الذي خلق هذا الماء الدافق الذي يتكون منه الجنين؟ هل أمك خلقت هذه البويضات التي تحل فيها هذه الحيوانات فتكون بشرا؟ إما أن يقول لا وإما أن يقول نعم، إن قال نعم، فنقول في أي معمل صنعها أبوك أو أمك بيّن لنا فسينقطع، إذا قال لم يخلقها أبي ولا أمي، نقول من خلقها؟ خلقها ... نعم، طبعا سيقول لا، من خلقها؟ النتيجة سيقول الله غصبا عليه إلا أن يُكابر فإذا كابر فالمكابر ما في فائدة في الكلام معه، هذا فرعون يعلم أن الذي أنزل التوراة على موسى هو الله وإلا لا؟
السائل : نعم.
الشيخ : ويُخاطب موسى بهذا الخطاب (( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر )) ولم يقل ما علمت بل سكت لكن مع ذلك يقول لقومه (( أنا ربكم الأعلى )) (( يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري )) يقول ذلك إيش؟ عن يقين واعتقاد وإلا عن مكابرة؟
السائل : مكابرة.
الشيخ : عن مكابرة فالمكابر ما فيه فائدة وإلا فكيف يمكن لأي عاقل يتدبّر أدنى تدبّر يُنكر ربوبية الله عز وجل، هذا الكون العظيم بسمائه وأرضه ونجومه وشمسه وقمره وبِحاره وأنهاره وأشجاره وجباله و ... أحد يقدر يخلقه؟ لو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا مثل أصغر نجمة وكوكب في السماء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لو جاءت جميع معدات الخلق، جميع المعدات لتبعث هذا الريح الهواء الذي يعم المنطقة ويأتي بهذه الريح العاصفة التي تقلع الأشجار وتهدم الخيام يستطيعون وإلا لا؟
السائل : ما يستطيعون.
الشيخ : ما يستطيعون، من الذي جاء بها؟ إلا الله سبحانه وتعالى ولكني أقول لكم المكابر المعاند لا فائدة من مجادلته لأنه سيقول لا أسلّم وبينصرف، ما فيه فائدة فالذي يجحد ربوبية الله لا شك أنه ... وهو أعظم من الذي يشرك مع الله لأن المشرك أثبت بعض الحق ولكن هذا أنكر كل الحق فمن جحد ربوبية الله فلا شك في كفره وكذلك من جحد وحدانيته ولعل المؤلف يُريد بالوحدانية هنا وحدانية الألوهية لأنه لو أراد بالوحدانية الشرك يعني لو أراد بجحد الوحدانية الشرك لكان تكرارا مع قوله فمن أشرك بالله لكن لما ذكر الربوبية ثم الوحدانية ثم الصفات الظاهر أنه يريد بالوحدانية هنا وحدانية الألوهية يعني من أنكر أن الإله هو الله وحده فقد كفر مثل أن يعتقد أو يقول أو يفعل ما يدل على أنه يرى أن هناك معبودا سوى الله، معبودا يستحق أن يعبد سوى الله عز وجل مثل من؟ مثل الذي ... باللات والعزى ومناة يعبدونها يتقرّبون إليها بالذبح والركوع والسجود أما الدعاء فالدعاء من العبادة وله تعلق بالربوبية، طيب، إذا قال إن هناك شيئا من المخلوقات يستحق أن يُتألّه له ويُعبد فهو كافر مرتد.