شرح قول المصنف: " الثالث : إرسال الآلة قاصدا فإن استرسل الكلب أو غيره بنفسه لم يبح إلا أن يزجره فيزيد في عدوه في طلبه فيحل " حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله الثالث " إرسال الألة قاصدا " أي ألة؟ الألة بنوعيها سواء كانت بمحدَّد كالسهم أو بالمعلّم كالكلب والصقر.
وقوله " إرسال الألة " من باب إضافة المصدر إلى مفعوله يعني أن يُرسل الصائد الألة "قاصدا" هذه حال من الفاعل المحذوف، الفاعل المحذوف فاعل أي شيء؟ أين عامله؟
السائل : إرسال.
الشيخ : إرسال مصدر وهنا نقول الفاعل المحذوف، لماذا لا نقول المستتر؟ قالوا لأن المصدر جامد لا يتحمّل الضمير فلا نقول إن الفاعل مستتر بل نقول إن الفاعل محذوف، إي نعم، طيب، إرسال الألة قاصدا، قاصدا إيش؟ قاصدا الإرسال وإلا قاصدا الصيد؟ المعنيين يعني يُرسلها قاصدا للإرسال وقاصدا للصيد وعلى هذا فكيفية ذلك إذا رأى الصيد رمى بسهمه، إذا رأى الصيد أرسل الكلب، إذا رأى الصيد أرسل الصقر لأنه لا بد من القصد " فإذا استرسل الكلب أو غيره بنفسه لم يُبَح إلا أن يزجره فيزيد في عدوِه بطلبه فيحِل " إذا استرسل الكلب أو غيره، ويش غير الكلب؟
السائل : الصقر.
الشيخ : الصقر مثلا بنفسه لم يحِل لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم ( إذا أرسلت كلبك ) ( أرسلت ) ( إذا أرسلت ) ولقوله تعالى (( وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ )) فإن قوله (( مكلّبين )) إذا قلنا إن معناها مغرين فهذا يدُل على أنه لا بد من قصد إيش؟ الإرسال، لا بد من قصد الإرسال، نعم، إن استرسل بنفسه لم يُبَح مثل رجل معه كلب صيد ويمشي ولم ينتبه للصيد، لم ينتبه إلا والكلب يعدو يعني انطلق بسرعة يعدو على الصيد فالأن هو ما أرسله لكن كيف يحِل؟ ازجره يعني حُثّه على الصيد فإن زاد في عدوه في طلبه حَلّ فإن زيادته في العدو تدُل على أنه قصَد أن يُمسك عليك فحينئذ يحِل وهذه بسيطة حيلة بسيطة، أنا إذا رأيت الكلب انطلق لصيد أغريه زيادة وأزجره فإذا ازداد عدوه وجاء بالصيد حل لأن زيادته في العدو تدُل على أنه قصد الإمساك عليك، طيب، فإن زجرته أريد أن يُسرع في العدو لكنه بقي على ما هو عليه، يحل وإلا لا؟ لم يحِل لأن زجري إياه لم يؤثّر عليه وهو إنما انطلق أولا لي وإلا لنفسه؟
السائل : لنفسه.
الشيخ : لنفسه، إي نعم، طيب، لو قال قائل قد يكون هذا الكلب لكثرة تعليمه أنه إذا رأى الصيد أمِر بالانطلاق عليه قد يكون قد تعوّد هذا وأنه إنما ذهب بالنيابة عن صاحبه، نعم، هذا ممكن وإلا غير ممكن؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه ممكن، ممكن لكننا نقول ويُمكن أيضا أنه إنما أراد أن يأخذ لنفسه وإذا اجتمع سببان أحدهما مبيح وحاظر غُلِّب؟
السائل : الحظر.
الشيخ : جانب الحظر، هذا باعتبار تنزيل هذه المسألة على القواعد، أما باعتبار النص فالمسألة واضحة لأن الرسول قال عليه الصلاة والسلام ( إذا أرسلت كلبك ) ( إذا أرسلت ) وأنا في الحقيقة ما صدت مادام الكلب هو الذي ذهب وراح بدون علم مني ولا أمر مني فأنا ما صدت في الحقيقة وإنما الذي صاد الكلب، طيب، لو قلت لو وكّلته وكالة عامة وقلت كلما رأيت صيدا فأنت وكيلي في الاسترسال. أه؟
السائل : ما يصح.
الشيخ : ما يصح؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه، طيب، صح، هذا ما يصح، ليش؟ لأنه غير عاقل ولا يصح تصرّفه والعجماء كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( العجماء جُبَار ) فإذا كانت ما تضمّن معناها إن تصرّفاتها باطلة، أي نعم، طيب، فإن استرسل الكلب أو غيره بنفسه لم يُبَح إلا أن يزجره فيزيد في عدوه في طلبه فيحِل والسبب ما ذكرت لكم أنه إذا ازداد عدوه بزجره دل هذا -يا عبد الله- على أنه إنما أمسك لصاحبه.