شرح قول المصنف : " واليمين التي تجب بها الكفارة إذا حنث هي اليمين بالله أو صفة من صفاته أو بالقرآن أو بالمصحف " حفظ
الشيخ : اليمين قال المؤلف رحمه الله " اليمين التي تجب بها الكفارة إذا حنِث فيها هي اليمين بالله " أه؟
السائل : ... .
الشيخ : اليمين التي تجب بها الكفارة إذا حنِث فيها هي اليمين بالله، هي هي.
السائل : ... .
الشيخ : إيه بسيطة ما هي مشكلة، طيب، اليمين التي تجِب بها الكفارة إذا حنث أولا كلمة كفارة مأخوذة من الكَفْر وهو السَتر والكفارة تدل على أنه هناك ذنبا يحتاج إلى تكفير وذلك الذنب هو انتهاك حرمة المُقسم به بالحنث يعني إذا قلت والله لا أفعل كذا فمعناه بحق حُرمة هذا المحلوف به وتعظيمه لا أفعل هذا الشيء فإذا فعلته ففيه انتهاك ولهذا سمّاه الله تعالى كفارة لكن من رحمة الله بعباده أن رخّص لهم في الحِنث تخفيفا عليهم، رخّص لهم في ذلك من باب التخفيف وإلا فإن الأصل وجوب البر باليمين ولهذا قال " إذا حنِث " والحِنث معناه الإثم كما قال تعالى (( وكانوا يصرون على الحنث العظيم )) نعم، إذا حنث فيها، ما معنى حنث؟ أي فعل ما حلف على تركه أو ترك ما حلف على فعله، قال رجل والله لا أزور فلانا فزاره يُسمّى هذا؟ حنثا، ماذا فعل؟ فعل ما حلف على تركه وقال والله لأزورن فلانا اليوم فغابت الشمس ولم يزره، هذا حنث؟ كيف نوع الحنث؟ ترك ما حلف على فعله، طيب، إذا كان كذلك يقول اليمين التي تجب بها الكفارة هي اليمين بالله يعني بالله أي بهذا اللفظ، نعم، ويحتمل أن يُراد بالله أي بأي اسم من أسماءه وهذا أحسن لأنه أشمل وأعَمّ، نعم، طيب، مثال ذلك والله لأفعلن والرحمان لأفعلن ورب العالمين لأفعلن والخلاق العليم لأفعلن والمنان لأفعلن يصح وإلا ما يصح؟ كل هذه أيمان لأني حلفت باسم من أسماء الله عز وجل، طيب.
ثانيا قال " أو بصفة من صفاته " سواء كانت هذه الصفة خبرية أو ذاتية معنوية أو فعلية لكنها صفة من صفاته كوجه الله، أقسمت قلت ووجه الله أو أقسم بوجه الله لأفعلن، يصح لأن وجهه صفة من صفات أقسم بعظمة الله لأفعلن كذا، يصح، أقسم بمجيء الله للفصل بين عباده لأعدلن في القضاء بينكما، يصح لأنها صفة، ما نوع هذه الصفة؟
السائل : ... .
الشيخ : فعلية، فهمت؟ وينبغي أن يكون القسم باسم مناسب للمُقسم عليه ولهذا تجدون الإقسامات الموجودة في القرأن تجدون بين المقسم به وعليه ارتباطا من حيث المعنى ومن أراد الاستزادة من ذلك فعليه مراجعة كتاب ابن القيم رحمه الله " التبيان في أقسام القرأن " أفهمتم الأن؟ طيب، إذًا القسم باسم الله أو صفة من صفاته الفعلية أو الذاتية المعنوية أو الذاتية الخبرية مثل على الترتيب نشر مشوّش لَفّ ونشر مشوّش مثل؟
السائل : ... .
الشيخ : لا.
السائل : الوجه.
الشيخ : مثل الوجه، أه؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، والعظمة.
السائل : ... .
الشيخ : والنزول أو الاستواء والحياة من الذاتية المعنوية، طيب، لو قال، يقول المؤلف " أو بالقرأن أو بالمصحف " الحلف بالقرأن تنعقد به اليمين، بالقرأن؟ ليش؟ صفة من صفات الله؟ ليش؟ لأنه كلام الله وكلام الله تعالى صفة من صفاته لكن نص على القرأن لأن القرأن عند الجهمية مخلوق من المخلوقات وكذلك عند الأشعرية هو مخلوق من المخلوقات، القرأن، عرفتم؟ الأشاعرة قالوا قولا لا يقبله العقل في مسألة الكلام، قالوا كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وما يُسمع فهو حروف وأصوات مخلوقة خلقها الله عز وجل لتُعبِّر عما في نفسك، نعم، وعلى زعمهم يكون القرأن مخلوقا وهذا هو السر في أن المؤلف رحمه الله نص على القرأن وإلا فقد يقول قائل لا حاجة للنص عليه لأنه من صفات الله لكن نقول لأن بعض أهل البدع يقولون بأن القرأن مخلوق أما نحن فنقول القرأن كلام الله غير مخلوق، طيب.
" أو بالمصحف " أحلف بالمصحف؟ المصحف أوراق حِبر.
السائل : ... .
الشيخ : أه طيب، إذًا الحالف بالمصحف ما يقصد الأوراق هذه وإلا كان يحلف بالدفتر فيها أكثر من أوراق من المصحف لكن يقصد إيش؟ الكلام الذي في المصحف وعليه فإذا قال قائل إذًا يجب أن نُقيّد أو بالمصحف ناويا ما فيه فالجواب لا حاجة إلى هذا القيد لأنه هو المُتبادِر أن الحالف بالمصحف ما يقصد الأوراق والكتابة وإنما يقصد ما تضمّنته هذه الأوراق وهو كلام الله عز وجل، طيب، القسم بأيات الله؟
السائل : ... .
الشيخ : فيه التفصيل إن أراد بالأيات الأيات الكونية فإنه لا يجوز لأنها مخلوقة الشمس من أيات الله القمر من أيات الله الليل من ءايات الله، النهار من ءايات الله، نعم، أنفسنا نحن وما تشتمل عليه من ءايات الله فإذا أراد بأيات الله أياته الكونية حرُم اليمين حرُم القسم بها وإن أراد بها الأيات الشرعية التي هي وحيه المنزّل على رسله فهي كلامه والحلف بها جائز لأنها من صفاته، طيب، ماذا يُريد العامة الأن الذين نسمع منهم كثيرا يقولون قسما بأيات الله؟ أه؟ الظاهر لي والله أعلم أنهم يريدون الأيات الشرعية القرأن وعلى هذا فتكون اليمين منعقدة. طيب.