الكلام على أهمية قيام الإمام بالسياسة الداخلية والخارجية. حفظ
الشيخ : ... فعلى الإمام أن يكون قائما بالسياسة وهي أي السياسة سلوك كل ما يصلح به الخلق سلوك كل ما يصلح به الخلق وهي إما داخلية وإما خارجية أما الداخلية أن يسوس رعيته بالعدل واجتناب الجور والعمل بالقرائن والبيّنات وغير ذلك المهم أن يسوس رعيته بالعدل فمثلا لا يفرق بين القريب والبعيد والغني والفقير والشريف والوضيع وما أشبه ذلك إلا إذا اقتضت المصلحة إذا اقتضت المصلحة أن يعفو مثلا عن رجل له شرف وجاه وأن يقيم وهذا في هذه الحدود وأن يقيم التعزير على آخر مجرم يعتدي على الناس دائما ولا ينفع فيه أن يمنّ عليه بالعفو ولهذا قال الله تعالى (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )) والسياسة انقسم الخلفاء فيها إلى ثلاثة أقسام قسم أخذ بسياسة الجور بسياسة الجور وكان كلما طرأ على نفسه أن هذا مما يصلح الناس عمل به ولو خالف الشرع مثل أئمة الجور الذي يعتدون على الناس بالضرب والحبس في أمور بسيطة لا يجيز الشرع أن يعزر فيها بهذا التعزير وقسم آخر أهمل السياسة نهائيا ولم يعملوا بقرائن الأحوال ولا عملوا بالمصالح العامة التي رأها الشرع فالأولون أفرطوا والآخرون فرطوا وقسم ثالث أخذ بالسياسة وهي رعاية المصالح التي لا تخالف الشرع مع أننا نقول لا يمكن لأي شيء يسمى مصالح فيخالف الشرع بل كل ما خالف الشرع فهو مفسدة لكننا نقول ذلك من حيث يتراءى للناظر أن هذا مصلحة ويخفى عليه أنها داخلة في الشرع فالسياسة الداخلية يجب على الإمام أو الخليفة أن ينظر إلى ما فيه المصلحة فيتبعه وما فيه المصلحة لا يمكن أن يخالف الشرع لكن قد يتراءى للإنسان أن هذا مصلحة وهو مخالف للشرع وفي الواقع ليس بمصلحة أما سياسة الخارجية فهي معاملة غير المسلمين معاملة غير المسلمين معاملة غير المسلمين له معهم طرق عهد وأمان وذمة وحرب يعني له معهم مقامات أربعة عهد وأمان وش بعد وذمة وحرب أما الحربيون فأمرهم ظاهر يجب عليه أن يقاتلهم حتى يكون الدين لله بأن يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ولا فرق في ذلك على القول الراجح بين أهل الكتاب وغيرهم فأما قوله تعالى (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) فإن هذا لا يمنع أن يتعدى الحكم إلى غيرهم لاسيما أنه قد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر وثبت في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه بمن معه من المسلمين خيرا وذكر الحديث وفيه أنه إذا لقي عدوه دعاه إلى الإسلام فإن أبى أخذ منه الجزية فإن أبى قاتله وهذا عام بل قال إذا لقيت عدوك من المشركين وهذا هو الصحيح أن الجزية تؤخذ من كل كافر تؤخذ من كل كافر طيب هؤلاء الحربيون صار الحربيون ما لنا فيهم إلا حالان القتال أو الاستسلام للجزية إلا إذا أسلموا ثانيا : المعاهدون المعاهدون الذين نعقد بيننا وبينهم عهدا ألا يعتدوا علينا ولا نعتدي عليهم وألا يعينوا علينا ولا نعين عليهم وهؤلاء لا يخلوا أمرهم من ثلاث حالات إذا عاهدناهم لا يخلوا أمرهم من ثلاث حالات إما أن يستقيموا على العهد وينفذوه تماما وفي هذه الحال يجب علينا أن نستقيم لهم لقوله تعالى (( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين )) والوفاء بعهدهم لاشك بأنه من محاسن الإسلام الحال الثانية أن يخونوا وينقضوا العهد وفي هذه الحال يكونون حربيين يكونون حربيين يعني ينتقض عهدهم ودليل ذلك ما جرى لقريش حين عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية ومن جملة شروط العهد ألا يعينوا على حلفائه أحد ألا يعينوا حلفاءهم على حلفائه فنقضوا العهد بأن عانوا حلفاءهم على حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم الحال الثالثة ألا ينقضوا العهد ولكننا لا نأمنهم نخاف منهم نقض العهد فهؤلاء نعاملهم معاملة وسطا بأن ننبذ إليهم عهدهم فنقول ليس بيننا وبينكم عهد والعهد الذي بيننا وبينكم مفسوخ منبوذ دليل ذلك قوله تعالى (( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )) هذه أحوال من المعاهدين ثلاث حالات أهل الذمة هم الذين عقدنا لهم الذمة التي تتضمن حمايتهم وإعطاءهم حقوقهم الشرعية على أن يبذلوا لنا الجزية الجزية يعني شيء يجعله الإمام على كل واحد منهم وتفصيلها معروف في كتب الفقه هؤلاء يجب علينا نحوهم أن نعطيهم كل الحق الذي يقتضيه عقد الجزية أو عقد الذمة على الأصح الثالث أو الرابع الرابع المستأمنون الذين طلبوا الأمان على أنفسهم وأموالهم لمدة معينة هؤلاء دون المعاهدين ودون أهل الذمة وفوق الحربيين ولهذا يصح الأمان حتى من غير الإمام حتى من غير الإمام لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( قد أجرنا من أجرتِ يا أم هاني ) يمكن لأي واحد من الناس يدخل أحدا من الكفار إلى بلاد الإسلام بأمان وما دام مؤمنا له فإنه لا يجوز لأحد أن يعتدي عليه دليل هذا قوله تعالى (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه )) المهم أن الإمام يقوم بهذه الأمور الأربعة العلم والعمل والدعوة السياسة وذكرتم ما الذي يتفرع على الدعوة .