شرح قول المصنف : " سميعا بصيرا متكلما " حفظ
الشيخ : يقول " عدلا سميعا " يشترط أن يكون سميعا أو أن يكون قوي السمع سميعا ضده الأصم ضده الأصم اللي ما يسمع أبدا يعني لو وقع عند أذنه أقوى صوت في الدنيا ما سمعه هذا ما يصلح أن يكون قاضيا لماذا قالوا لأنه لا يسمع كلام الخصمين الخصمين لو تكلمان أكبر كلام بأشد صوت ما سمعه وظاهر كلامه أنه لا يصح أن يكون قاضيا ولو أمكن إيصال كلام الخصمين إليه عن طريق الكتابة أو الإشارة لأني أدركت رجلا كان لا يسمع أبدا لو تثوّر البندق جنب أذنه ما سمع لكنه يكتب ويعرف الإشارة معرفة عظيمة وكان معه لوح حجر ... هالحجر اللي يكتب فيه في ويمسح معه لوح حجر صغير يضعه في مخباته إذا لقاك أشر هكذا يعني السلام عليكم ثم طلع اللوحة قالك يعني إن كان جاء أخبار ولا شيء ولهذا كان من أعلم الناس بالأخبار حتى أخبار الدول وغيره يعلمها لأنه حريص على تلقي الأخبار سبحان الله يحس بنفسه إنه إذا لم يفعل هذا ما علم بشيء فتجده إذا لقي أي واحد سلم عليه وطلع هذا الجيب وبدأ يكتب فكان عنده علم كثير طيب كلام الفقهاء الآن يقتضي أن الأصم لا يصح أن يكون قاضيا ولو فهم كلام الخصمين بالإشارة أو بالكتابة أما بالإشارة فقالوا إنه لو فهم بالإشارة قد لا يحسن الخصم الإشارة قد لا يحسن الخصم الإشارة قد يشير بشيء يتصوره القاضي شيئا آخر نعم ربما يشير هكذا فيحسب القاضي أنّه أن خصمه قد ضربه بجذعه وهو يريد خمسة يعني الإشارات تختلف على كل حال نقول الإشارة ما تنفع لكن الكتابة الكتابة بالحروف واضحة مقروءة يكتب الخصم ثم يعرض على القاضي ثم يطلب من المدّعى عليه مثلا الدفاع أو الإقرار فيكتب ذلك هذا ممكن ولا لا نقول هذا ممكن فإذا كانت العلة في نصب الأصم قاضيا هي عدم سماع الخصمين فإننا نقول إذا أمكن أن تصل حجة الخصمين إلى هذا القاضي بأي وسيلة زالت العلة ولا لا زالت العلة تزول لعلة وإذا زالت العلة زال الحكم
السائل : ... .
الشيخ : يكتبه يكون عنده واحد يكتب المترجم طيب يقول " بصيرا " بصيرا يعني قوي البصر بصيرا يعني غير أعمى فالأعمى لا يصح أن يكون قاضيا لماذا ؟ قال لأنه لا يعرف المدعي من المدّعى عليه لا يعرف المدّعي من المدّعى عليه فربما يتكلم أحدهما مقلدا للآخر مقلدا للآخر فيحسب أنه هو ذلك المقلد ولا لا لأنه لا يميز الأشياء إلا بالصوت والصوت يمكن تقليده ولا ما يمكن يمكن يقول المدّعي أنا أدّعي على فلان بن فلان عشرة آلاف ريال فيقول القاضي ماذا تقول فيقلد ذاك صوت المدعي يقول نعم عندي له عشرة آلاف ريال فبناء عليه يحكم فيقول إنه لا يعرف المدعي من المدعى عليه وتشتبه عليه الأصوات فربما يحكم لمن ليس له الحق بسبب ذلك ولكنّ هذا التعليل عليل في الواقع لأننا نشاهد أن الأعمى يدرك بحسه السمعي أكثر مما يدرك البصير بحسه السمعي وعنده إدراك قوي بحاسة السمع ويعرف الأصوات وأما معرفة من هو المدعي من المدعى عليه فهذا حاصل لكل أحد المدعي من إذا سكت ترك والمدعى عليه من إذا سكت لم يترك فالصحيح أنه لا يشترط أن يكون بصيرا وأن الأعمى يصح أن يكون قاضيا صحيح أن البصير أكمل لكن كونه شرطا بحيث إذا لم نجد إلا أعمى فإننا لا نوليه فهذا غير صحيح قال " متكلما " متكلما بماذا لأن الأخرس إذا كان قاضيا كيف يكلم الخصمين يقول لا لابد ينطق ينطق لأن المسألة تحتاج إلى تصريح تصريح مفهوم والإشارة قد تكون مفهومة وقد تكون غير مفهومة طيب إذا كان يكتب إذا كان يكتب فإنه يزول المانع في الواقع لأن الكتابة تعبر عما في القلب كما يعبر اللسان عما في القلب فإذا كان يستطيع أن يكتب فلا شك أنه يجوز أن يكون قاضيا صحيح أن النطق أسرع من الكتابة لكن إذا وجدنا هذا الرجل أهلا للقضاء ولم يبق عليه إلا النطق فلا يمكن أن نمنعه القضاء من أجل أنه لا ينطق ونقول يكتب ويشير والإنسان الملازم للشخص يعرف إشارته كما يعرف نطقه بلسانه وهذا شيء مشاهد لأننا نعرف في الأخرس إذا كان حوله أحد من أبناء أو أب أو زوجة أو أم تجدهم يعرفون من إشارته كما يعرفون من نطقه تماما والأخرس أحيانا يشير بيده وأحيانا يشير بشفتيه ونحن قد شاهدنا بعض الخرس يشير بشفتيه لأبيه فيعرف أبوه ما يريد يعرف ما يريد يشير وإذ أبوه ذهب وأتى بماء وأنت ما تدري وش يقول لكن أشار بشفتيه يذكر عليه يشير فإذا أبوه قام فأتى بالمبخرة كيف بإشارته فهذا العارف بالإشارة إذا كان إلى جانب القاضي يكون كالمترجم له أليس كذلك فالمترجم يترجم العبارة وهذا يترجم الإشارة ولا فرق إذا المتكلم نقول إن اشتراط كون القاضي متكلما فيه نظر وأنه يجوز أن يولى الأخرس بشرط أن تكون إشارته معلومة أو كتابته مقروءة فإذا حصل هذا أو هذا صحّ أن يكون قاضيا .