شرح قول المصنف : " باب آدب القاضي : ينبغي أن يكون قويا من غير عنف لينا من غير ضعف " حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله " باب آداب القاضي " آداب القاضي يعني أخلاقه التي يطالب أن يكون عليها هذه الآداب فالآداب هي الأخلاق آداب القاضي يعني الأخلاق التي يطالب أن يكون عليها إما وجوبا وإما استحبابا والقاضي من هو المنصوب من قبل ولي الأمر ليقضي بين الناس ولا يزال مسمى بهذا الاسم إلى يومنا قال " ينبغي أن يكون قويا من غير عنف " كلمة ينبغي إذا جاءت في كلام الفقهاء فهي بمعنى يستحب وإذا جاءت في كلام الله فالمعنى أنه ممتنع إذا جاءت بصيغة النفي لكلام الله أو في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فمعناها الممتنع مثاله قوله تعالى (( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا )) وش معنى ما ينبغي يعني ما يحسن أن يكون له ولد المعنى ما يمكن يعني أنه يمتنع غاية الامتناع وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ) يعني يمتنع عليه النوم أما كلمة ينبغي في كلام الفقهاء فهي بمعنى يستحب إذا قالوا لا ينبغي لا يستحب إذا قالوا ينبغي يعني يستحب طيب يقول " ينبغي " لكن هذا اصطلاح الفقهاء على سبيل العموم أما الإمام أحمد رحمه الله فإن أصحابه يقولون إذا قال لا ينبغي فهو للكراهة وقد يكون للتحريم قال " ينبغي أن يكون قويا من غير عنف " قويا من غير عنف هذان وصفان أحدهما ثبوتي والثاني سلبي الثبوتي أن يكون قويا يعني له شخصية وله سلطان لا يكون ضعيفا أمام الخصوم من غير عنف هذه صفة سلبية يعني لا يكون بقوته عنيفا لماذا ؟ لأنه إذا كان ضعيفا ضاعت الحقوق وإن كان عنيفا هابه صاحب الحق ولم يستطع أن يدلي بحجته ولهذا قال بعدها " لينا من غير ضعف " نعم ينبغي أن يكون لينا لأنه لو كان غليظ القلب فظاً لهابه صاحب الحق وتلعثم وعجز عن إظهار حجته ولو كان ضعيفا لضاعت الحقوق ولعب عليه أهل الباطل وصار الخصوم عنده يتناقدون كما تتناقد الديكة نعم إذا حضرت مجلسه وإذا الصخب واللغب والشتم والسب وهو ساكت يتفرج هذا قوي ولا لا ؟
السائل : ضعيف .
الشيخ : هذا ضعيف هذا ضعيف ولا ينبغي أن يكون هذا القاضي لا ينبغي أن يكون القاضي على هذا الوجه وإذا كان عنيفا فالأمر أيضا مشكل لأن العنيف يهابه صاحب الحق ولا يستطيع أن يتكلم فيكون الإنسان بين بين قويا من غير عنف ولينا من غير ضعف فإن قال قائل هذه صفات يجبل الله العبد عليها يعني الإنسان ... .