قال المصنف :" بعد قضاء الواجبات والنفقات الشرعية والحوائج الأصلية " حفظ
الشيخ : ثم اشترط المؤلف في وجوب الزاد والراحلة وهو درس الليلة قال " بعد قضاء الواجبات والنفقات الشرعية والحوائج الأصلية " هذه ثلاثة أمور يعني لا يكون مستطيعاً قادراً إلا بعد توافر هذه الأمور الثلاثة أولاً قضاء الواجبات الواجبات كل ما يجب على الإنسان بذله كالديون لله وللآدمي والنفقات الواجبة للزوجة أو الأقارب والكفارات والنذور فلا بد أن يقضي هذا الشيء، فمن كان عنده مال انقضى به الدين لم يتمكن من الحج، وإن حج لم يقض به الدين فهل نقول هذا قادر؟ لا، لا يكون قادراً إلا بعد قضاء الديون والكفارات وغيرها طيب فإذا قال قائل لو أن صاحب الدين أذن له أن حج فهل يكون قادراً؟ الجواب لا لأن المسألة ليست مسألة إذِن أو عدم إذن المسألة شغل الذمة أو عدم شغلها، ومن المعلوم أن صاحب الدين إذا أذن للمدين أن يحج فإن ذمته لا تبرأ من الدين يبقى الدين في ذمته، إذاً فنقول الحج الآن ليس واجباً عليه، اقض الدين أولاً ثم حج وأنت لو لاقيت ربك قبل أن تحج ولم يمنعك من ذلك إلا قضاء الدين فإنك تلاقي ربك كامل الإيمان، لأن الحج في هذه الحال لم يجب عليك فكما أن الفقير لا تجب عليه الزكاة ولو لقي ربه للقي ربه على إسلام تام فكذلك هذا المدين الذي لم يتوفر لديه مال يقضي به الدين ويحج به يلقى ربه وهو تام الإسلام، طيب وما يفعله أو ما يظنه بعض المدينين الآن من أن العلة هي عدم إذن الدائن فإنه لا حقيقة له ولا أصل له، ليست العلة أن الدائن يأذن أو لا يأذن، العلة أن الذمة تبقى مشغولة أو تبرأ هذه العلة ومعلوم أنه لو أذن له أن يحج فهل يبرأ من شيء من الدين؟ أبداً طيب فإذا قال قائل لو أنه أمكنه أن يحج.