قال المصنف :" وتجرد من مخيط ويحرم في إزار ورداء أبيضين " حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف " ويسن تجرد من مخيط " تجرد من مخيط، كيف تجرّد؟ يسن تجرد من مخيط والتجرد من المخيط حال الإحرام واجب لأن لبس المخيط حرام على المحرم فكيف يتّفق هذا الكلام؟ المراد أنه عند الإغتسال ينزع المخيط ثم يغتسل ثم يلبس ثياب الإحرام، وتجرد من مخيط ويشترط من هذا التجرد أن لا يستلزم كشف العورة أمام الناس، فإن استلزم ذلك كان حراماً ولكن ماذا يصنع؟ نقول البس الرّداء أولاً ثم اربطه على نفسك ثم اخلع القميص، ثم البس الرداء، يلبس الإزار أولاً وعليه القميص ثم يخلع القميص ويلبس الرداء
قوله " أبيضين " لأنها خير الثياب، وهل يسن أن يكونا جديدين أو يشترط؟ لا يشترط، لكن كلما كانت أنظف فهو أحسن، لأنّ الصّحابة رضي الله عنهم لما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً قال ( إن الله جميل يحب الجمال ) فلما كان أنظف كان أحسن، وهذه السنة سنة لجميع الناس الرجال، وإنما كانت على هذا الوجه من أجل اتفاق الناس على هذا اللّباس حتى لا يفخر أحد على أحد، لأنه لو أطلق العنان للناس تفاخر الناس وصار هذا يلبس ثوباً جميلاً جداً وهذا ثوب رديء وهذا عليه ثوب رديء واختلف الناس ولم تظهر الوحدة الإسلامية، وصار بعض الناس إذا رأى من عليه الثوب الذي يفوق ثيابه بمدىً بعيد اشتغل قلبه، وقال كيف هذا عليه كذا وأنا علي كذا ثم ربما يذهب يستدين ليلبس مثل ما يلبس غيره، لهذا كان الناس في لباس الإحرام على حد سواء ولهذا لا ينبغي للإنسان أن يغالي في ثياب الإحرام بل يكون من جنس الناس في إزار ورداء أبيضين.