قال المصنف :" فيرمي الجمرة الأولى وتلى مسجد الخيف بسبع حصيات ويجعلها عن يساره ويتأخر قليلا ويدعو طويلا ثم الوسطى مثلها ثم جمرة العقبة ويجعلها عن يمينه ويستبطن الوادي ولا يقف عندها " حفظ
الشيخ : فيرمي الجمرات فيرمي الجمرة الأولى متى؟ بعد الزوال وسيذكر المؤلف.
" الجمرة الأولى وتلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات ويجعلها عن يساره ويتأخّر قليلا ثم الوسطى ويدعو طويلا ثم الوسطى مثلها ثم جمرة العقبة ".
صفة الرمي على المذهب يقول رحمه الله : " يرمي الجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف " وتسمى الجمرة الصغرى، يقول : " ويجعلها عن يساره " حال الرمي، يستقبل القبلة وتكون الجمرة عن يساره فمثلا الجمرة هنا والقبلة هنا يستقبل القبلة ويرمي هكذا، نعم، ما يرمي تلقاء وجهه، يرمي هكذا، نعم، نحن نتكلم على ما يدل عليه كلام المؤلف ثم نعود إن شاء الله ننظر.
قال : " ويتأخر قليلا " يتأخّر بمعنى يُبعد، إلى أي مدى؟ إلى موضع لا يناله فيه الحصى ولا يتأذى بالزحام ويدعو طويلا يستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلا وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه بقدر سورة البقرة وعلى هذا فيُطيل الدعاء مستقبل القبلة رافعا يديه ثم الوسطى مثلها لكن يجعلها عن يمينه على كلام الأصحاب رحمهم الله، الوسطى يرمي بسبع حصيات متعاقبات ويجعلها عن يمينه، هكذا الجمرة هنا والقبلة هنا يجعلها عن يمينه.
... يرمي كذا، نعم، وهذا فيه صعوبة والذي يمكن بسهولة إذا كان الرجل يعمل بيديه جميعا، نعم، لأن بعض الناس تكون قوة يده اليسرى كقوة يده اليمنى فهذا إن جعل الجمرة عن يساره رمى باليمنى وإن جعلها عن يمينه رمى باليسرى، نعم.
" ثم جمرة العقبة ويجعلها عن يمينه ويستبطن الوادي ولا يقف عندها "، نعم، جمرة العقبة يرميها بسبع حصيات متعاقبات ويستقبل القبلة ويرمي من بطن الوادي ويجعلها عن يمينه، كيف يفعل؟ كالوسطى يجعلها عن يمينه والقبلة أمامه ويرمي هكذا ولكن الصحيح خلاف ما قال المؤلف، الصحيح أنه يرمي مستقبل القبلة في الأولى والوسطى والجمرة بين يديه وما ذكره من الصفة فهي أولا لا دليل عليها والثاني أن فيها صعوبة والثالث أنها في وقتنا غير ممكنة.
عسى أن يحصل للإنسان أن يرمي الجمرة تلقاء وجهه، فالصواب أنه يرمي الجمرة ولو كان في سعة تلقاء وجهه مستقبل القبلة الأولى والوسطى أما الثانية فيرميها مستقبل الجمرة وتكون الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه لأن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رماها كذلك وقال : " هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة " يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحينئذ يُستثنى من استقبال القبلة في رمي الجمرات جمرة العقبة، يجعل الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه ويستقبل الجمرة.
وإنما كان الأمر كذلك لأنه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن تستقبل القبلة وترمي جمرة العقبة بحيث تكون بين يديك لماذا؟ لأجل الجبل لأنها هي ملصقة بالجبل فلا يمكن وفي هذا دليل واضح على أن المقصود هو استقبال إيش؟ الجمرة سواء استقبلت القبلة أم لم تستقبل لكن في الجمرة الأولى والوسطى يمكن أن تجمع بين استقبال القبلة واستقبال الجمرة أما في العقبة فلا يمكن أن تجمع بين استقبال القبلة واستقبال الجمرة ولذلك فُضِّل أو اعتبر استقبال الجمرة.
قال : " ولا يقف عندها " لا يقف عند جمرة العقبة وإنما يقف بعد الأولى وبعد الوسطى ولا يقف بعد العقبة لماذا؟ قال العلماء : لأن الدعاء التابع للعبادة يكون في جوف العبادة ولا يكون بعدها، انتبه، يكون في جوف العبادة ولا يكون بعدها وهذا على قاعدة شيخ الإسلام بن تيمية واضح ولهذا يرى أن الإنسان إذا أراد أن يدعو في الصلاة فليدع قبل أن يُسلّم لا بعد أن يسلم لا في الفريضة ولا في النافلة وقد سبق لنا بيان هذا وبه نعرف أيضا أن الدعاء على الصفا والمروة يكون في أول الأشواط لا في آخره فيكون آخر شوط على المروة ليس فيه دعاء لأنه انتهى انتهى السعي ولا دعاء بعده وإنما يكون الدعاء في مقدمة الشوط كما كان التكبير أيضا في الطواف في مقدمة الشوط وعليه فإذا انتهى من السعي عند المروة ينصرف، إذا انتهى من الطواف عند الحجر ينصرف ولا حاجة إلى التقبيل أو الاستلام أو الإشارة.
قال المؤلف : " مستقبل القبلة " قبلها " في كل يوم من أيام التشريق يفعل هذا في كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال مستقبل القبلة مرتبا، في كل يوم من أيام التشريق واليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس أو من طلوع الشمس إلى غروب الشمس لكنه ليس كل اليوم بل يقول المؤلف بعد الزوال، وعليه يكون وقت الرمي من زوال الشمس إلى غروبها فلا يجزئ الرمي قبل الزوال ولا يجزئ بعد الغروب لأن ذلك خارج عن اليوم.