قال المؤلف :" وينظر مسجده " حفظ
الشيخ : طيب، قال " وينظر مسجَده " يعني مكان سجوده وهو قائم ينظر مسجَده، وهذا المشهور عند الفقهاء وبه فسّر بعض العلماء قوله تعالى (( الذين هم في صلاتهم خاشعون )) قال هم الذين ينظرون إلى موضع السجود، استثنى بعض العلماء المأموم فقال ينظر إلى الإمام لأن الصّحابة كانوا ينظرون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام واستثنى ءاخرون الكعبة قال إذا كان يُشاهد الكعبة فينظر إلى الكعبة، أما الأول فالإستثناء له وجه لأن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد المنبر يصلي عليه أول ما صنع وقال ( فعلت هذا لتأتموا بي ولتتعلموا صلاتي ) ولا يمكن يتعلمونها إلا وهم يشاهدون، ينظرون إليه، وحينئذ نقول إن كان الإمام ممن يُقتدى به في علمه وينتفع المأموم إذا نظر إليه فلينظر إليه وإلا فلا، أما الكعبة فالقول بأنه ينظر إليها ضعيف جدّا لأنه لا علاقة بين الصلاة وبين الكعبة، هذه واحدة، ثانيا أنه إذا جعل ينظر إلى الكعبة فالناس يطوفون حولها سوف يُشوّش فكره، فالصواب أنه لا ينظر إلى الكعبة، وقول بعضهم إن النظر للكعبة عبادة غير صحيح، من قال إن النظر إلى الكعبة عبادة؟ نعم، لو فُرض أن الإنسان جلس ينظر إلى الكعبة ويتأمل تعظيم هذا البيت هذا يكون عبادة ما هو بالنظر المجرد ولكن بالنظر المقرون بالتأمّل.
طيب، إذًا " ينظر مسجد " نقول يستثنى من ذلك المأموم خلف إمام يسترشد بالنظر إليه، يُستثنى من ذلك الكعبة؟
السائل : لا.
الشيخ : لا، وقال بعض العلماء لا ينظر إلى موضع سجوده بل ينظر تلقاء وجهه حال قيامه وينظر إذا ركع قدميه، يعني كأنهم يقولون دع النظر على طبيعته وأنت إذا تركت النظر على طبيعته أين تنظر؟ تلقاء وجهك، وإذا ركعت؟ أسفل، يعني كأنهم يقولون إنه ليس هناك عبادة مخصوصة في النظر.
يُستثنى من ذلك أيضا في حال الإشارة في التشهد، الإشارة في التشهد كان بصر النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم لا يتجاوز إشارته، يعني مثلا الإنسان واضع يده على فخذه أو على رأس الركبة سوف يُشير إذا دعا كلما دعا أشار بأصبعه هكذا مثل يقول رب اغفر لي، اللهم صل على محمّد يُشير، في حال الإشارة انظر إلى الأصبع، لأن هذه الإشارة إلى علو الله عزّ وجلّ فيجتمع الأن الإشارة بالأصبع إلى علو الله واتباع القلب لهذه الإشارة فيستحضر علو الله عزّ وجلّ.