قال المؤلف :" ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك " حفظ
الشيخ : قال رحمه الله " ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك " إلى ءاخره وهذا هو الإستفتاح، واعلم أن الاستفتاح ورد على صفات متعددة وسيأتينا إن شاء الله بعد أن نفسّر الدّعاء " سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك " ، " سبحانك اللهم " أي تسبيحا لك، والتسبيح تنزيه الله جل وعلا عما لا يليق به سبحانه وتعالى، تُنزّهه عما لا يليق به والذي لا يليق بالله النقص، فكل صفة نقص فالله منزّه عنها العمى، الصمم، الخرس، العجز، كل ذلك قد نُزّه الله عنه، التعب في العمل يعني النقص في الكمال أيضا يُنزّه الله عنه، فهو سبحانه وتعالى لا ينقص كماله، قدرته لا يلحقها عجز وقوته لا يلحقها ضعف.
الثالث: تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين، أي عن مماثلة المخلوقين فأنت تستحظر يقول سبحانك اللهم أنك منزّه لله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب.
طيب، " وبحمدك " الواو حرف عطف والباء للمصاحبة والمعنى تسبيحا مصحوبا بالحمد، وإذا كان التسبيح يدل على نفي النقص، فالحمد يدل على ثبوت الكمال فتكون بهذه الجملة " سبحانك اللهم وبحمدك " منزّها لله عن كل ما لا يليق به مثبتا له كل صفة كمال.
" تبارك اسمك " يعني أن اسمك ذو بركة، والبركة تُنال به، ولهذا لو ذبح رجلان كل واحد منهما شاة أحدهما قال بسم الله والثاني لم يقل بسم الله فالأول تؤكل ذبيحته والثاني.
السائل : لا تؤكل.
الشيخ : لا تؤكل، هذه بركة، وإذا قال إنسان عند الوضوء بسم الله صار وضوؤه أكمل أي نعم، وصحيحا، وإن لم يقل بسم الله فوضوؤه ناقص أو باطل على خلاف بين العلماء، وإذا أراد أن يبتدئ بشيء مهم فقال بسم الله فهو من أسباب بركته، وإذا أتى الإنسان أهله وقال بسم الله اللهم جنّبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا كان في ذلك بركة، المهم أن اسم الله تُنال به البركة.
" وتعالى جدك " تعالى بمعنى تعاظم وترفّع، والجَدّ بمعنى العظمة ولا إله غيرك كلمة التوحيد أماتنا الله وإياكم عليها.
الحضور : ءامين.
الشيخ : ولا إله غيرك، أي لا معبود غيرك والمراد لا معبود حقّ غيرك، وإلا فهناك معبودات غير الله لكن لا معبود حق غير الله عزّ وجلّ، إذًا هذا الإستفتاح ثناء على الله عزّ وجلّ محض وإخلاص له، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله له ميزات متعدّدة في " زاد المعاد " فهذا دعاء الإستفتاح، فيه دعاء ءاخر للإستفتاح وهو " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقّني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدّنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " .